استشارة..
لديَّ صديقة ملحدة لا تؤمن بوجود الله، سألتني عن دليلي على وجود الله، وقالت لي لكلّ شيء بدايه، فما هي بداية الله؟ ومن ماذا خلق الله؟ إذا خلق من نور، فمن خلق هذا النّور؟ فكيف أردّ على هذه الأسئله؟
وجواب..
نردّ عليها بأنّه كيف يمكن للإنسان أن يشكّ بوجود الله، وهو يرى نفسه في وجوده وخلقته، ويرى الكون من حوله بما فيه من إبداع ونظام، إنَّ هذا كاف لكي تذعن بوجود الخالق القادر الحكيم. واسأليها: هل يمكن أن تصدِّق بوجود أيّ آلة في يدها متقنة الصّنع، كالهاتف والحاسوب وغير ذلك، من دون أن يكون هناك من صنعها ورتّبها ووضع كلّ شيء في موضعه وفق حسابات دقيقة وعمل مدروس؟ فكيف يمكن أن تصدِّق إذا ما رجعت إلى عقلها السّليم، بوجود كون ومخلوقات بكلِّ هذا الإتقان والصّنع العظيم الّذي يبهر العقول ويحيّر الألباب، من دون خالقٍ حيٍّ قادر حكيم؟!
كما أنَّ فطرة الإنسان في نزعة وجوده ترشده إلى وجود القوّة العليا التي نشأ منها، وهذا يبرز في محطات البلاء والوشك على الهلاك، بتعلّق الإنسان في نفسه بما ينجيه ويلجأ إليه، كما نشهد ذلك في الطفل المولود عندما يركن إلى صدر والدته وغذائها بنزعة فطرته.
وهذا الخالق لا يصحّ السؤال أنّه من أوجده، لأنَّ الإيمان بالخالق معناه الإيمان بالوجود الأوّل الّذي ليس من سنخ الممكنات التي سبقها العدم، بل هو وجود واجب أزليّ أبديّ، تامّ كامل مطلق، لا نستطيع إدراك كنهه، لكن أدركنا صفات الخالق ودليل الإيمان به. وقد عرفنا ربّنا بأسمائه الحُسنى وصفاته العليا، وجاءتنا رسله وأنبياؤه لتهدينا ـــ بعد فطرتنا وعقلنا ـــ إليه، وتربطنا في حياتنا بالمصير الذي خلقنا له، فكان هذا هو هداه لنا.
ونحن نرحّب بأيّ سؤال مستجدّ من قبلك، أو حتى من قبلها، لمتابعة الحوار حول هذا الموضوع الذي ربما لا يكفيه ردّ على سؤال، والله الهادي إلى سواء السّبيل.
***
مرسل الاستشارة: .........
نوعها: دينيّة.
المجيب عنها: سماحة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض)/ من كتاب النّدوة.
استشارة..
لديَّ صديقة ملحدة لا تؤمن بوجود الله، سألتني عن دليلي على وجود الله، وقالت لي لكلّ شيء بدايه، فما هي بداية الله؟ ومن ماذا خلق الله؟ إذا خلق من نور، فمن خلق هذا النّور؟ فكيف أردّ على هذه الأسئله؟
وجواب..
نردّ عليها بأنّه كيف يمكن للإنسان أن يشكّ بوجود الله، وهو يرى نفسه في وجوده وخلقته، ويرى الكون من حوله بما فيه من إبداع ونظام، إنَّ هذا كاف لكي تذعن بوجود الخالق القادر الحكيم. واسأليها: هل يمكن أن تصدِّق بوجود أيّ آلة في يدها متقنة الصّنع، كالهاتف والحاسوب وغير ذلك، من دون أن يكون هناك من صنعها ورتّبها ووضع كلّ شيء في موضعه وفق حسابات دقيقة وعمل مدروس؟ فكيف يمكن أن تصدِّق إذا ما رجعت إلى عقلها السّليم، بوجود كون ومخلوقات بكلِّ هذا الإتقان والصّنع العظيم الّذي يبهر العقول ويحيّر الألباب، من دون خالقٍ حيٍّ قادر حكيم؟!
كما أنَّ فطرة الإنسان في نزعة وجوده ترشده إلى وجود القوّة العليا التي نشأ منها، وهذا يبرز في محطات البلاء والوشك على الهلاك، بتعلّق الإنسان في نفسه بما ينجيه ويلجأ إليه، كما نشهد ذلك في الطفل المولود عندما يركن إلى صدر والدته وغذائها بنزعة فطرته.
وهذا الخالق لا يصحّ السؤال أنّه من أوجده، لأنَّ الإيمان بالخالق معناه الإيمان بالوجود الأوّل الّذي ليس من سنخ الممكنات التي سبقها العدم، بل هو وجود واجب أزليّ أبديّ، تامّ كامل مطلق، لا نستطيع إدراك كنهه، لكن أدركنا صفات الخالق ودليل الإيمان به. وقد عرفنا ربّنا بأسمائه الحُسنى وصفاته العليا، وجاءتنا رسله وأنبياؤه لتهدينا ـــ بعد فطرتنا وعقلنا ـــ إليه، وتربطنا في حياتنا بالمصير الذي خلقنا له، فكان هذا هو هداه لنا.
ونحن نرحّب بأيّ سؤال مستجدّ من قبلك، أو حتى من قبلها، لمتابعة الحوار حول هذا الموضوع الذي ربما لا يكفيه ردّ على سؤال، والله الهادي إلى سواء السّبيل.
***
مرسل الاستشارة: .........
نوعها: دينيّة.
المجيب عنها: سماحة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض)/ من كتاب النّدوة.