استشارة..
السَّلام عليكم.
أنا شابة محجَّبة. أصلّي وأصوم، وأقوم بواجباتي الدينيَّة كافة. تعرفت إلى شاب، وحدث إعجاب متبادل بيننا. وقبل اتخاذ خطوة بالارتباط، صارحني بأنه يشرب الخمر في نهاية كل أسبوع، علماً بأنه يتمتَّع بصفات جيدة، ولكنه ليس متديناً، ولا يؤدي واجباته الدينية.
ما حكم ارتباطي بهذا الشخص؟ وإن قبلت به، ما حكم وجود المشروب داخل البيت، وجلوسي معه أثناء الشرب؟
وجواب..
شرب الخمر من أعظم المحرمات والذنوب وأخطرها على الفرد والأسرة والمجتمع، ووردت في ذلك آيات وأحاديث شريفة معروفة ومتداولة، وقد بلغ من شدة تحريم الخمر أنَّ الله تعالى أمر في شريعتنا بجلد شارب الخمر ثمانين جلدة، وإذا كرر الشّرب وأقيم عليه الحد ثلاث مرات، يحكم عليه بالقتل في المرة الرابعة، وقد ورد النهي (كراهة) بالخصوص عن الزواج من شارب الخمر، لأنَّه حتى لو كان لا يكثر من شرب الخمر كما تقولين، فإنه يخشى أن يزيد ويكثر منه، كما أنه قد يعرض نفسه للإهانة والمخاطر، ومنها الاعتداء على محارمه، مثل ابنته، كما حدث كثيراً مع السكارى، كما أنه سيفقد الحياء والحمية على عرضه، وسينتهي به الأمر بالقيام بكثير من المحرمات، وأخطرها الزنى.
وقد جاء في الأحاديث عن النبي(ص): "شارب الخمر إن مرض فلا تعودوه، وإن مات فلا تحضروه، وإن شهد فلا تزكوه، وإن خطب فلا تزوّجوه، وإن سألكم أمانة فلا تأتمنوه". وعن الإمام الصادق(ع) قال: "من زوَّج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها"، إضافةً إلى أحاديث أخرى حول ذلك.
وعلى العموم، فإنَّ الشَّريعة لم تحرم الزواج من شارب الخمر، بل اعتبرته مكروهاً، نظراً إلى أنَّ المرأة لن تسعد إذا تزوَّجت منه، لأنه لن يكون أهلاً لإدارة أسرته بالنَّحو الَّذي يحبه الله تعالى، وننصحها بأن لا تتزوَّج من شارب الخمر أو تارك الصَّلاة أو الزاني أو أي شخص يرتكب غير ذلك من المحرمات، بل عليها اختيار المؤمن الخلوق، فهو وحده الَّذي يرجى أن تسعد معه، وأن يحترمها ويعاشرها بالمعروف.
ومن جهة أخرى، فإنها لو تزوَّجته، عليها أن تعيش معه بشكل طبيعي، ولكن لا يجوز لها مجالسته على الطاولة التي يشرب عليها الخمر، كما أنه لا يجوز لها تقديم الخمر إليه، ولا حفظه في البراد ولا شراؤه أو حمله، ولكن لا مانع لو غسلت كأس الخمر الذي يشرب فيه
***
مرسل الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 6 أيار 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.
استشارة..
السَّلام عليكم.
أنا شابة محجَّبة. أصلّي وأصوم، وأقوم بواجباتي الدينيَّة كافة. تعرفت إلى شاب، وحدث إعجاب متبادل بيننا. وقبل اتخاذ خطوة بالارتباط، صارحني بأنه يشرب الخمر في نهاية كل أسبوع، علماً بأنه يتمتَّع بصفات جيدة، ولكنه ليس متديناً، ولا يؤدي واجباته الدينية.
ما حكم ارتباطي بهذا الشخص؟ وإن قبلت به، ما حكم وجود المشروب داخل البيت، وجلوسي معه أثناء الشرب؟
وجواب..
شرب الخمر من أعظم المحرمات والذنوب وأخطرها على الفرد والأسرة والمجتمع، ووردت في ذلك آيات وأحاديث شريفة معروفة ومتداولة، وقد بلغ من شدة تحريم الخمر أنَّ الله تعالى أمر في شريعتنا بجلد شارب الخمر ثمانين جلدة، وإذا كرر الشّرب وأقيم عليه الحد ثلاث مرات، يحكم عليه بالقتل في المرة الرابعة، وقد ورد النهي (كراهة) بالخصوص عن الزواج من شارب الخمر، لأنَّه حتى لو كان لا يكثر من شرب الخمر كما تقولين، فإنه يخشى أن يزيد ويكثر منه، كما أنه قد يعرض نفسه للإهانة والمخاطر، ومنها الاعتداء على محارمه، مثل ابنته، كما حدث كثيراً مع السكارى، كما أنه سيفقد الحياء والحمية على عرضه، وسينتهي به الأمر بالقيام بكثير من المحرمات، وأخطرها الزنى.
وقد جاء في الأحاديث عن النبي(ص): "شارب الخمر إن مرض فلا تعودوه، وإن مات فلا تحضروه، وإن شهد فلا تزكوه، وإن خطب فلا تزوّجوه، وإن سألكم أمانة فلا تأتمنوه". وعن الإمام الصادق(ع) قال: "من زوَّج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها"، إضافةً إلى أحاديث أخرى حول ذلك.
وعلى العموم، فإنَّ الشَّريعة لم تحرم الزواج من شارب الخمر، بل اعتبرته مكروهاً، نظراً إلى أنَّ المرأة لن تسعد إذا تزوَّجت منه، لأنه لن يكون أهلاً لإدارة أسرته بالنَّحو الَّذي يحبه الله تعالى، وننصحها بأن لا تتزوَّج من شارب الخمر أو تارك الصَّلاة أو الزاني أو أي شخص يرتكب غير ذلك من المحرمات، بل عليها اختيار المؤمن الخلوق، فهو وحده الَّذي يرجى أن تسعد معه، وأن يحترمها ويعاشرها بالمعروف.
ومن جهة أخرى، فإنها لو تزوَّجته، عليها أن تعيش معه بشكل طبيعي، ولكن لا يجوز لها مجالسته على الطاولة التي يشرب عليها الخمر، كما أنه لا يجوز لها تقديم الخمر إليه، ولا حفظه في البراد ولا شراؤه أو حمله، ولكن لا مانع لو غسلت كأس الخمر الذي يشرب فيه
***
مرسل الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 6 أيار 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.