استشارة..
سادتي، ليست هذه المرة الأولى التي أرجع فيها إليكم، ودائماً تساعدونني. عمري 51 سنة، وقد وضعت الحجاب منذ 8 سنوات، ولكنني أصلي وأصوم منذ الصغر.
حجابي بعيد قليلاً عن المطلوب، فلماذا الحجاب؟ وإذا لم أكن راضية عنه، فكيف يرضى ربي عنه؟ أفكر اليوم في خلعه، فبعد 8 سنوات على ارتدائه، لم يمنعني من فعل أشياء لا تفعلها محجبة، ولكن عندما أتركه أحس بـ "بلاطة على صدري" ولا أعرف السبب. لقد دفعت عمري ثمن الذنوب، ولم يعد يسعدني شيء، وأفكّر في الانتحار لولا الدين. ساعدوني أرجوكم.
وجواب..
يسعدنا أيتها الأخت الفاضلة أن تتواصلي معنا، وقد أسفنا على الوضع الصعب الذي تعيشينه في التزامك الديني، وإننا نقدر التزامك بالصلاة والصوم منذ صغرك، فهو أمر إيجابي ومهم، لأهمية فريضتي الصلاة والصوم، ولا يضر بذلك صدور أخطاء وذنوب من الإنسان، فالإنسان معرض لصدور المعصية، وخصوصاً ما يكون بتأثير المغريات ووسوسة الشيطان، وارتداؤك الحجاب هو أيضاً أمر مهم وإيجابي، ولا ينقص من أهمية هذه الخطوة صدور بعض الذنوب عنك مهما كان نوعها، فإن الله تعالى سيقدر طاعة المسلم مهما كانت قليلة، وسيثيبه عليها ويقبلها منه، ولن يلغي هذا الثواب صدور المعصية عنه. وبالتالي، لا ينبغي أن تجعلنا الذنوب نفكر في ترك ما نعمله من أعمال صالحة، كلبس الحجاب، ولا ينبغي أن يكون الحل في تصورنا، هو ترك الحجاب وخلعه، لتوهمنا أننا أسأنا إليه، في حين يفترض بنا عكس ذلك، أي أن نزداد تمسكاً بالحجاب وتمسكاً بالصلاة والصوم، مهما صدر عنا من المعاصي، لأننا بترك هذه الطاعات سنزداد بعداً عن الله تعالى، وسنؤكد انتصار الشيطان علينا حينما جعلنا نفعل المعاصي ونترك ما نفعل من طاعات.
إن المفروض أن نثبت في معركتنا مع مغريات الحياة وشهواتها وأهوائها، فنصرّ على ما نفعله من طاعات، ونعزم على الاستزادة منها، ونبقى كارهين لما نفعل من معاصٍ، ومصرين على تركها والتوبة منها، حتى لو لم ننجح في محاولة الترك والتوبة.
أختي الفاضلة: إن عمرك الذي وصلت إليه هو عمر النضج والوعي واكتمال الشخصية. ومن المهم أن نعيش فيه العزم على فعل الأفضل، والانتقال إلى الأكمل، والتقدم إلى الأمام.
وإنَّ حجابك هو حصن مهم قد صمدت فيه هذه السنين، وعليك أن لا تخرجي من هذا الحصن، بل عليك أن تعززيه وتزيديه تحصيناً ومنعة، كما أن عليك أن تثقي بعفو الله ومغفرته، وعليك الاستمرار بالاستغفار والتوبة كلما صدر عنك ذنب، فالتوبة خطوة مهمة حتى لو لم ننجح بالثبات عليها.
ويمكنك مراسلتنا حول ما تعتبرينه معصية، فربما لا يكون معصية، وسنشير إليك بما هو مفيد من أجل تحسين وضعك الديني بشكل عام.
***
مرسلة الاستشارة: س. ش.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي،
عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 11 آذار 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.
استشارة..
سادتي، ليست هذه المرة الأولى التي أرجع فيها إليكم، ودائماً تساعدونني. عمري 51 سنة، وقد وضعت الحجاب منذ 8 سنوات، ولكنني أصلي وأصوم منذ الصغر.
حجابي بعيد قليلاً عن المطلوب، فلماذا الحجاب؟ وإذا لم أكن راضية عنه، فكيف يرضى ربي عنه؟ أفكر اليوم في خلعه، فبعد 8 سنوات على ارتدائه، لم يمنعني من فعل أشياء لا تفعلها محجبة، ولكن عندما أتركه أحس بـ "بلاطة على صدري" ولا أعرف السبب. لقد دفعت عمري ثمن الذنوب، ولم يعد يسعدني شيء، وأفكّر في الانتحار لولا الدين. ساعدوني أرجوكم.
وجواب..
يسعدنا أيتها الأخت الفاضلة أن تتواصلي معنا، وقد أسفنا على الوضع الصعب الذي تعيشينه في التزامك الديني، وإننا نقدر التزامك بالصلاة والصوم منذ صغرك، فهو أمر إيجابي ومهم، لأهمية فريضتي الصلاة والصوم، ولا يضر بذلك صدور أخطاء وذنوب من الإنسان، فالإنسان معرض لصدور المعصية، وخصوصاً ما يكون بتأثير المغريات ووسوسة الشيطان، وارتداؤك الحجاب هو أيضاً أمر مهم وإيجابي، ولا ينقص من أهمية هذه الخطوة صدور بعض الذنوب عنك مهما كان نوعها، فإن الله تعالى سيقدر طاعة المسلم مهما كانت قليلة، وسيثيبه عليها ويقبلها منه، ولن يلغي هذا الثواب صدور المعصية عنه. وبالتالي، لا ينبغي أن تجعلنا الذنوب نفكر في ترك ما نعمله من أعمال صالحة، كلبس الحجاب، ولا ينبغي أن يكون الحل في تصورنا، هو ترك الحجاب وخلعه، لتوهمنا أننا أسأنا إليه، في حين يفترض بنا عكس ذلك، أي أن نزداد تمسكاً بالحجاب وتمسكاً بالصلاة والصوم، مهما صدر عنا من المعاصي، لأننا بترك هذه الطاعات سنزداد بعداً عن الله تعالى، وسنؤكد انتصار الشيطان علينا حينما جعلنا نفعل المعاصي ونترك ما نفعل من طاعات.
إن المفروض أن نثبت في معركتنا مع مغريات الحياة وشهواتها وأهوائها، فنصرّ على ما نفعله من طاعات، ونعزم على الاستزادة منها، ونبقى كارهين لما نفعل من معاصٍ، ومصرين على تركها والتوبة منها، حتى لو لم ننجح في محاولة الترك والتوبة.
أختي الفاضلة: إن عمرك الذي وصلت إليه هو عمر النضج والوعي واكتمال الشخصية. ومن المهم أن نعيش فيه العزم على فعل الأفضل، والانتقال إلى الأكمل، والتقدم إلى الأمام.
وإنَّ حجابك هو حصن مهم قد صمدت فيه هذه السنين، وعليك أن لا تخرجي من هذا الحصن، بل عليك أن تعززيه وتزيديه تحصيناً ومنعة، كما أن عليك أن تثقي بعفو الله ومغفرته، وعليك الاستمرار بالاستغفار والتوبة كلما صدر عنك ذنب، فالتوبة خطوة مهمة حتى لو لم ننجح بالثبات عليها.
ويمكنك مراسلتنا حول ما تعتبرينه معصية، فربما لا يكون معصية، وسنشير إليك بما هو مفيد من أجل تحسين وضعك الديني بشكل عام.
***
مرسلة الاستشارة: س. ش.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي،
عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 11 آذار 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.