استشارة..
السلام عليكم،
أنا خطيب حسيني، فما هي نصيحتكم لي؟ وما هو الطريق الصحيح للتفقّه في الدين؟ وما هي الكتب المفيدة والنافعة للخطيب الحسيني؟ نسألكم الدعاء.
وجواب..
لا شكَّ في أنَّ اختيار العمل في مجال توجيه الناس وإرشادهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، هو أشرف الخيارات وأفضلها، لأنه عمل الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم، ويتحمل القائم به مسؤولية كبرى، سواء من حيث ضخامة العبء الذي سينهض به، أو من حيث ما قد يتعرض له من معاناة وآلام في سبيل ذلك، من قبل أهل الباطل والمفسدين من أعداء الله تعالى ورسوله(ص)، سواء كان ما سيلتزمه هو الخطابة على المنبر الحسيني أو غيره. لذا، فإن أول ما يجب أن يتحلى به العامل في حقل التبليغ الديني من خلال المنبر الحسيني، هو التقوى والورع، وذلك على قاعدة حبه لله تعالى ولدينه ولأوليائه من الأنبياء والأوصياء الصالحين، وحرصه على إعلاء كلمة الله تعالى والترويج للدين والدعوة إلى الحق وإشاعة العدل ومحاربة الفساد.
ويجب عليه ثانياً، أن يحوز أعلى درجة من العلم يقدر عليها، وخصوصاً العقائد والمفاهيم والشريعة والتاريخ العام والإسلامي، وذلك من خلال إحاطته بقدر جيد من علوم الشريعة، وتفسير القرآن ونهج البلاغة، وقدر وافر من الشعر العربي الراقي، إضافةً إلى الأحاديث الشريفة، كما أنه لا بدَّ له من المعرفة المقبولة بشيء من العلوم الحديثة على سبيل الثقافة العامة، وخصوصاً علوم الاجتماع والأديان والفلسفة والاقتصاد.
أما إحاطته بالسيرة الحسينية، فيجب أن تكون تامة، وكذا عليه أن يحفظ الشعر الحسيني الشعبي والفصيح، وأن يكون بارعاً في فنون الخطابة وقراءة العزاء وأساليبها، وعليه أن يجهد في البعد عن المبالغة والخرافات التي دخلت كذباً في أحداث كربلاء، وأن يحرص على الوحدة الإسلامية، فلا يثير النعرات المذهبية، وليعرض بعض الأحداث المختلف فيها بين المذاهب بأسلوب مهذب موضوعي، والأفضل الإعراض عن ذكرها حيث لا ضرورة قاهرة.
ولكن يصعب أن نضع جدولاً بالكتب التي يستحسن قراءتها، إلا أنه في هذا الإطار، عليه أن يحرص على قراءة نتاج العلماء المعروفين بالمستوى العلمي الرفيع والخلق والتقوى والانفتاح والوعي، أمثال سماحة سيدنا السيد محمد حسين فضل الله(رض)، والسيد الشهيد الصدر الأول والصدر الثاني، والسيد محسن الأمين، والشهيد مرتضى مطهري، والسيد محمد حسين الطبطبائي، والسيد هاشم معروف الحسني، والشيخ محمد مهدي شمس الدين وغيرهم، فإنَّ في أخذ العلم من أمثال هؤلاء، ضمانة أكبر لصحَّة الأفكار وسدادها.
***
صاحب الاستشارة: ح. س.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).
تاريخ الاستشارة: 4/2/2013.
نوع الاستشارة: دينية.
استشارة..
السلام عليكم،
أنا خطيب حسيني، فما هي نصيحتكم لي؟ وما هو الطريق الصحيح للتفقّه في الدين؟ وما هي الكتب المفيدة والنافعة للخطيب الحسيني؟ نسألكم الدعاء.
وجواب..
لا شكَّ في أنَّ اختيار العمل في مجال توجيه الناس وإرشادهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، هو أشرف الخيارات وأفضلها، لأنه عمل الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم، ويتحمل القائم به مسؤولية كبرى، سواء من حيث ضخامة العبء الذي سينهض به، أو من حيث ما قد يتعرض له من معاناة وآلام في سبيل ذلك، من قبل أهل الباطل والمفسدين من أعداء الله تعالى ورسوله(ص)، سواء كان ما سيلتزمه هو الخطابة على المنبر الحسيني أو غيره. لذا، فإن أول ما يجب أن يتحلى به العامل في حقل التبليغ الديني من خلال المنبر الحسيني، هو التقوى والورع، وذلك على قاعدة حبه لله تعالى ولدينه ولأوليائه من الأنبياء والأوصياء الصالحين، وحرصه على إعلاء كلمة الله تعالى والترويج للدين والدعوة إلى الحق وإشاعة العدل ومحاربة الفساد.
ويجب عليه ثانياً، أن يحوز أعلى درجة من العلم يقدر عليها، وخصوصاً العقائد والمفاهيم والشريعة والتاريخ العام والإسلامي، وذلك من خلال إحاطته بقدر جيد من علوم الشريعة، وتفسير القرآن ونهج البلاغة، وقدر وافر من الشعر العربي الراقي، إضافةً إلى الأحاديث الشريفة، كما أنه لا بدَّ له من المعرفة المقبولة بشيء من العلوم الحديثة على سبيل الثقافة العامة، وخصوصاً علوم الاجتماع والأديان والفلسفة والاقتصاد.
أما إحاطته بالسيرة الحسينية، فيجب أن تكون تامة، وكذا عليه أن يحفظ الشعر الحسيني الشعبي والفصيح، وأن يكون بارعاً في فنون الخطابة وقراءة العزاء وأساليبها، وعليه أن يجهد في البعد عن المبالغة والخرافات التي دخلت كذباً في أحداث كربلاء، وأن يحرص على الوحدة الإسلامية، فلا يثير النعرات المذهبية، وليعرض بعض الأحداث المختلف فيها بين المذاهب بأسلوب مهذب موضوعي، والأفضل الإعراض عن ذكرها حيث لا ضرورة قاهرة.
ولكن يصعب أن نضع جدولاً بالكتب التي يستحسن قراءتها، إلا أنه في هذا الإطار، عليه أن يحرص على قراءة نتاج العلماء المعروفين بالمستوى العلمي الرفيع والخلق والتقوى والانفتاح والوعي، أمثال سماحة سيدنا السيد محمد حسين فضل الله(رض)، والسيد الشهيد الصدر الأول والصدر الثاني، والسيد محسن الأمين، والشهيد مرتضى مطهري، والسيد محمد حسين الطبطبائي، والسيد هاشم معروف الحسني، والشيخ محمد مهدي شمس الدين وغيرهم، فإنَّ في أخذ العلم من أمثال هؤلاء، ضمانة أكبر لصحَّة الأفكار وسدادها.
***
صاحب الاستشارة: ح. س.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).
تاريخ الاستشارة: 4/2/2013.
نوع الاستشارة: دينية.