تربوية
03/11/2015

ابني مدمن على الألعاب الإلكترونيَّة!

ابني مدمن على الألعاب الإلكترونيَّة!


المجيب عن الاستشارة: الأستاذة فاطمة نصر الله، المتخصِّصة في الإرشاد التربويّ

استشارة..

يبلغ ابني من العمر 5 سنوات، وهو متعلّق جدّاً بالألعاب الإلكترونيَّة، إلى درجة أنَّه لا يتناول الطَّعام أو الشَّراب إلا إذا كان يلعب بهذه الألعاب، سواء على الهاتف أو الأيباد، ربما يمكنني وصف حالته بالإدمان عليها. وعندما أرفض أن أستجيب لطلبه، يبدأ بالصّراخ والبكاء، وقد يؤذي أخوته بسبب ذلك.

ورغم أنَّ لديه أخوة، فإنَّه لا يرغب في اللَّعب والتَّواصل معهم، وهو قليل الكلام، وأعاني معه كثيراً، فكيف السَّبيل للتخلّص من هذه المشكلة، علماً أنّني حاولت معه مراراً وتكراراً من خلال تقديم بدائل كالألعاب والقصص، ولكنّه لا يستجيب؟

وجواب..

أختي الفاضلة، ابنك حاليّاً في مرحلةٍ عمريَّةٍ يمكنك السَّيطرة عليه فيها، ولكن بطبيعة الحال، وبحسب الوصف الّذي تتفضَّلين به، فإنَّ المهمَّة قد تكون صعبةً بعض الشَّيء، ولكنَّ الأمر ليس مستحيلاً.

أودّ بدايةً أن أعلمك أنَّ العادة تتكوَّن عند الإنسان بشكلٍ تراكميّ، وهذا ما يجعلنا مضطرّين إلى أن نزيلها بالأسلوب نفسه الَّذي تراكمت فيه، وهو الانسحاب التَّدريجيّ منها.

أقترح عليك وضع برنامجٍ زمنيٍّ للأمور الَّتي لا بدَّ من أن يقوم بها طفلك خلال النَّهار، وأعتقد أنَّه يذهب إلى المدرسة، وهذا ما يضمن أن يقضي نصف وقت نهاره تقريباً وهو بعيد عن هذه الأجهزة. يبقى أمامك النّصف الآخر، وهو فترة ما بعد الظّهر، وهنا لا أنصحك بأن تبدئي بمنعه من استخدام تلك الأجهزة دفعةً واحدة، بل يمكنك الاعتماد على التّوقيت الزّمني، وسأعطيك مثالاً: لو افترضنا أنّه قضى وقتاً، سواء كان متقطِّعاً أو متواصلاً، أمام هذه الأجهزة لمدّة ٤ ساعات.. فحاولي أن تبعديه كخطوةٍ أولى فترة نصف ساعة من أصل السَّاعات الأربع، وهنا عليك طبعاً التأكّد من خلال ضبط السّاعة..

وهذه الفترة (نصف ساعة) لا بدَّ من أن تكوني قد جهَّزت له خلالها أنشطة بديلة، بعيدة تماماً عن الأجهزة الإلكترونيَّة، وحاولي أن تتَّبعي هذا الأسلوب يوميّاً، وفي كلّ يوم تقومين بعمليَّة الانسحاب، ولو لمدّة عشر دقائق إضافيّة فقط زيادةً عن الوقت الأساسي.

وفي كلّ مرّة، عليك إيجاد النَّشاط البديل، وهكذا حتى تطمئنّي إلى أنَّ الوقت الَّذي أصبح ولدك يقضيه أمام تلك الأجهزة مقبولاً، ولا يشكِّل خطراً على قدرته على التَّواصل التي تمثَّلت بقلَّة الكلام، والتي تعتبر منطقيّةً جدّاً في حالته.

وأذكّرك بأنَّ هذه الإجراءات تحتاج إلى صبر ودقَّة وسعة صدر ووقتٍ قد يصل إلى الشَّهر أو أكثر، لذلك، لا بدَّ من الالتفات إلى هذا الأمر حتى تتمَّ الخطّة بنجاح. كما أذكِّرك بأنّه من المرجَّح أن يبكي ويقوم ببعض الحركات الهستيريَّة، ولا بدَّ من عدم الاعتناء بذلك، لأنها ستكون من ضمن خطوات الخطّة، وطبعاً هذا يستلزم صبراً إضافيّاً وتحمّلاً.

أتمنّى لكم التَّوفيق، تحيّاتي.


المجيب عن الاستشارة: الأستاذة فاطمة نصر الله، المتخصِّصة في الإرشاد التربويّ

استشارة..

يبلغ ابني من العمر 5 سنوات، وهو متعلّق جدّاً بالألعاب الإلكترونيَّة، إلى درجة أنَّه لا يتناول الطَّعام أو الشَّراب إلا إذا كان يلعب بهذه الألعاب، سواء على الهاتف أو الأيباد، ربما يمكنني وصف حالته بالإدمان عليها. وعندما أرفض أن أستجيب لطلبه، يبدأ بالصّراخ والبكاء، وقد يؤذي أخوته بسبب ذلك.

ورغم أنَّ لديه أخوة، فإنَّه لا يرغب في اللَّعب والتَّواصل معهم، وهو قليل الكلام، وأعاني معه كثيراً، فكيف السَّبيل للتخلّص من هذه المشكلة، علماً أنّني حاولت معه مراراً وتكراراً من خلال تقديم بدائل كالألعاب والقصص، ولكنّه لا يستجيب؟

وجواب..

أختي الفاضلة، ابنك حاليّاً في مرحلةٍ عمريَّةٍ يمكنك السَّيطرة عليه فيها، ولكن بطبيعة الحال، وبحسب الوصف الّذي تتفضَّلين به، فإنَّ المهمَّة قد تكون صعبةً بعض الشَّيء، ولكنَّ الأمر ليس مستحيلاً.

أودّ بدايةً أن أعلمك أنَّ العادة تتكوَّن عند الإنسان بشكلٍ تراكميّ، وهذا ما يجعلنا مضطرّين إلى أن نزيلها بالأسلوب نفسه الَّذي تراكمت فيه، وهو الانسحاب التَّدريجيّ منها.

أقترح عليك وضع برنامجٍ زمنيٍّ للأمور الَّتي لا بدَّ من أن يقوم بها طفلك خلال النَّهار، وأعتقد أنَّه يذهب إلى المدرسة، وهذا ما يضمن أن يقضي نصف وقت نهاره تقريباً وهو بعيد عن هذه الأجهزة. يبقى أمامك النّصف الآخر، وهو فترة ما بعد الظّهر، وهنا لا أنصحك بأن تبدئي بمنعه من استخدام تلك الأجهزة دفعةً واحدة، بل يمكنك الاعتماد على التّوقيت الزّمني، وسأعطيك مثالاً: لو افترضنا أنّه قضى وقتاً، سواء كان متقطِّعاً أو متواصلاً، أمام هذه الأجهزة لمدّة ٤ ساعات.. فحاولي أن تبعديه كخطوةٍ أولى فترة نصف ساعة من أصل السَّاعات الأربع، وهنا عليك طبعاً التأكّد من خلال ضبط السّاعة..

وهذه الفترة (نصف ساعة) لا بدَّ من أن تكوني قد جهَّزت له خلالها أنشطة بديلة، بعيدة تماماً عن الأجهزة الإلكترونيَّة، وحاولي أن تتَّبعي هذا الأسلوب يوميّاً، وفي كلّ يوم تقومين بعمليَّة الانسحاب، ولو لمدّة عشر دقائق إضافيّة فقط زيادةً عن الوقت الأساسي.

وفي كلّ مرّة، عليك إيجاد النَّشاط البديل، وهكذا حتى تطمئنّي إلى أنَّ الوقت الَّذي أصبح ولدك يقضيه أمام تلك الأجهزة مقبولاً، ولا يشكِّل خطراً على قدرته على التَّواصل التي تمثَّلت بقلَّة الكلام، والتي تعتبر منطقيّةً جدّاً في حالته.

وأذكّرك بأنَّ هذه الإجراءات تحتاج إلى صبر ودقَّة وسعة صدر ووقتٍ قد يصل إلى الشَّهر أو أكثر، لذلك، لا بدَّ من الالتفات إلى هذا الأمر حتى تتمَّ الخطّة بنجاح. كما أذكِّرك بأنّه من المرجَّح أن يبكي ويقوم ببعض الحركات الهستيريَّة، ولا بدَّ من عدم الاعتناء بذلك، لأنها ستكون من ضمن خطوات الخطّة، وطبعاً هذا يستلزم صبراً إضافيّاً وتحمّلاً.

أتمنّى لكم التَّوفيق، تحيّاتي.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية