الاستشارة :
لا شكَّ في أنَّ عالم اليوم أصبح قرية صغيرة، بل إنَّه تطور إلى حدٍّ أصبحت "نقرة زر" على أجهزة الحاسوب و"الموبايل" عبر الإنترنت، تكفي للتواصل مع العالم الخارجي. فما هو الحل لمعالجة المشاكل بيني وبين أولادي، هل أحجبهم عن هذا العالم لأقلل من سلبياته، أو أحاول أن أعالج التطور بالتطور وذلك بالرقابة الجيدة عليهم؟
الجواب:
يقول الإمام علي(ع) في إطار تربية جيل المستقبل: "
لا تعوّدوا بنيكم على أخلاقكم، فإنهم خُلِقوا لزمان غير زمانكم"، أي لا تحوّلوا أولادكم إلى نسخة مطابقة لشخصيتكم، فالعصر الذي ينتظرهم يتطلب بعض التطوير في العادات والتقاليد والحاجات، والتي قد لا تنسجم مع ما تعوّد عليه الأجداد وألِفه الآباء.
وحتى لا يعيش الأبناء الغربة في عالمهم الجديد، والوحشة بين أبناء جيلهم الحديث، على الآباء والمربين تثقيفهم بثقافة العصر الغنية، وخصوصاً فيما يتعلق باستخدام التقنيات الإلكترونيَّة والحواسيب والهواتف المحمولة وبرامج الإنترنت "العجيبة الغريبة".. فأن تمنع أبناءك من ارتياد هذا العالم والدخول في تعقيداته وأسراره، هو أمر بالغ الصعوبة ومستحيل التطبيق، ما يتطلب من المسؤولين التربويين ابتكار أساليب وقائية تحول دون انحرافهم.
ومن الأساليب التربوية الدينية؛ تحصين الأبناء بالتربية الإيمانية التي توثق علاقتهم بالله تعالى، وتنمي لديهم ملكة التقوى التي تركز ظاهرة الخوف من الله تعالى والحذر من معاصيه، بحيث تتكون لديهم الرقابة الذاتية التي تردعهم وتحميهم من السقوط، ولا سيما في حالات الخلوة أثناء تصفح المواقع التي تشمل الغثّ والسمين، والحسن والقبيح، والعجب والعجيب، على أن يرافق ذلك بعض الرقابة من بعيد على أداء أولادنا وطبيعة تعاملهم مع أسرار هذه الأجهزة، بحيث لا نستسلم لحسن الظنّ بهم، فالنفس مهما استقامت قد تضعف أمام بعض الإثارات والغرائزت، لتتسلل إليها الصور والمشاهد غير الجيدة، فتتساهل قليلاً قليلاً حتى تتعود عليها لتصبح مشاهدتها عادية ومستساغة...
ثم إنّ علينا أن نوفر لأبنائنا أجواء بديلة يملأون بها بعض أوقات فراغهم، حتى لا يستغرقوا في التعاطي فقط مع هذه البرامج الإلكترونية المغرية، بحيث يجد هؤلاء الأبناء مجالات لممارسة هوايات نظيفة، وإنشاء صداقات اجتماعية مع شباب مستقيمين يحملون الاهتمامات المشتركة، من نشاطات رياضية، مسرح، رحلات، مباريات، احتفالات، مسيرات وغيرها.
وبهذا، نستطيع أن نشغل أوقات فراغ الأطفال بما يفيد وينفع، على أن نشجعهم في الوقت عينه على ارتياد المساجد والمشاركة في المناسبات الدينية والمحاضرات الثقافية التي تساهم في تغذية الجانب الروحي والرادع الداخلي في شخصياتهم...
صاحب الاستشارة: أحمد خلف الغالبي ـ العراق.
كاتب الاستشارة: الدكتور محمد رضا فضل الله، خبير وباحث تربوي، مدير سابق في الإشراف التربوي في جمعية التعليم الديني وجمعية المبرات الخيرية.
تاريخ الاستشارة : 19-12-2012م
الاستشارة :
لا شكَّ في أنَّ عالم اليوم أصبح قرية صغيرة، بل إنَّه تطور إلى حدٍّ أصبحت "نقرة زر" على أجهزة الحاسوب و"الموبايل" عبر الإنترنت، تكفي للتواصل مع العالم الخارجي. فما هو الحل لمعالجة المشاكل بيني وبين أولادي، هل أحجبهم عن هذا العالم لأقلل من سلبياته، أو أحاول أن أعالج التطور بالتطور وذلك بالرقابة الجيدة عليهم؟
الجواب:
يقول الإمام علي(ع) في إطار تربية جيل المستقبل: "لا تعوّدوا بنيكم على أخلاقكم، فإنهم خُلِقوا لزمان غير زمانكم"، أي لا تحوّلوا أولادكم إلى نسخة مطابقة لشخصيتكم، فالعصر الذي ينتظرهم يتطلب بعض التطوير في العادات والتقاليد والحاجات، والتي قد لا تنسجم مع ما تعوّد عليه الأجداد وألِفه الآباء.
وحتى لا يعيش الأبناء الغربة في عالمهم الجديد، والوحشة بين أبناء جيلهم الحديث، على الآباء والمربين تثقيفهم بثقافة العصر الغنية، وخصوصاً فيما يتعلق باستخدام التقنيات الإلكترونيَّة والحواسيب والهواتف المحمولة وبرامج الإنترنت "العجيبة الغريبة".. فأن تمنع أبناءك من ارتياد هذا العالم والدخول في تعقيداته وأسراره، هو أمر بالغ الصعوبة ومستحيل التطبيق، ما يتطلب من المسؤولين التربويين ابتكار أساليب وقائية تحول دون انحرافهم.
ومن الأساليب التربوية الدينية؛ تحصين الأبناء بالتربية الإيمانية التي توثق علاقتهم بالله تعالى، وتنمي لديهم ملكة التقوى التي تركز ظاهرة الخوف من الله تعالى والحذر من معاصيه، بحيث تتكون لديهم الرقابة الذاتية التي تردعهم وتحميهم من السقوط، ولا سيما في حالات الخلوة أثناء تصفح المواقع التي تشمل الغثّ والسمين، والحسن والقبيح، والعجب والعجيب، على أن يرافق ذلك بعض الرقابة من بعيد على أداء أولادنا وطبيعة تعاملهم مع أسرار هذه الأجهزة، بحيث لا نستسلم لحسن الظنّ بهم، فالنفس مهما استقامت قد تضعف أمام بعض الإثارات والغرائزت، لتتسلل إليها الصور والمشاهد غير الجيدة، فتتساهل قليلاً قليلاً حتى تتعود عليها لتصبح مشاهدتها عادية ومستساغة...
ثم إنّ علينا أن نوفر لأبنائنا أجواء بديلة يملأون بها بعض أوقات فراغهم، حتى لا يستغرقوا في التعاطي فقط مع هذه البرامج الإلكترونية المغرية، بحيث يجد هؤلاء الأبناء مجالات لممارسة هوايات نظيفة، وإنشاء صداقات اجتماعية مع شباب مستقيمين يحملون الاهتمامات المشتركة، من نشاطات رياضية، مسرح، رحلات، مباريات، احتفالات، مسيرات وغيرها.
وبهذا، نستطيع أن نشغل أوقات فراغ الأطفال بما يفيد وينفع، على أن نشجعهم في الوقت عينه على ارتياد المساجد والمشاركة في المناسبات الدينية والمحاضرات الثقافية التي تساهم في تغذية الجانب الروحي والرادع الداخلي في شخصياتهم...
صاحب الاستشارة: أحمد خلف الغالبي ـ العراق.
كاتب الاستشارة: الدكتور محمد رضا فضل الله، خبير وباحث تربوي، مدير سابق في الإشراف التربوي في جمعية التعليم الديني وجمعية المبرات الخيرية.
تاريخ الاستشارة : 19-12-2012م