مات المأمون عام 218هـ، فأصبح المعتصم أخوه الخليفة بعده، وأحضر الأخير الإمام
الجواد عام 220 هـ إلى بغداد من المدينة حتى يراقبه عن كثب، وجعل الإمام يشترك في
المجلس الذي أقيم لتحديد محلّ قطع يد السارق، ما تسبّب في خجل قاضي بغداد ابن أبي
دواد والفقهاء الآخرين.
فجاء ابن أبي دوواد بعد بضعة أيام إلى المعتصم وقال: إنَّ نصيحة الخليفة عليّ واجبة،
إنّ ما حدث قبل أيّام ليس بصالح حكمكم، إذ جمعت في مجلسك الفقهاء لأمر، ثمّ تركت
أقاويلهم وفتاواهم كلّهم لقول رجل - الإمام الجواد - يقول شطر من هذه الأُمّة
بإمامته، ويدّعون أنّه أولى منك بالحكم، وقد حضر مجلسك العلماء والقوّاد والوزراء .
فتأثّر المعتصم الذي كان يحمل الاستعداد لعداء الإمام في داخله بكلام ابن أبي دوواد،
فقرّر قتل الإمام، ونفّذ نيّته الخبيثة في النّهاية، وقتل الإمام على يد كاتب أحد
وزرائه بالسّمّ، ولم يكن عمر الإمام لما مات أكثر من خمس وعشرين سنة وبضعة شهور.
إنّ أبا جعفر بعد أن أقام مدّة في بغداد، هاجر إلى المدينة، وسكن بها مدّة، إلى أن
توفّي المأمون وبويع المعتصم، ولم يزل المعتصم متفكّراً في أبي جعفر، يخاف من
اجتماع الناس حوله ووثوبه على الخلافة، فلأجل ذلك، مارس السياسة نفسها التي مارسها
أخوه المأمون من قبله، فاستقدم الإمام الجواد (عليه السلام) إلى بغداد سنة 220،
وبقي فيها (عليه السلام) حتى توفّي في آخر ذي القعدة من تلك السنة، وله من العمر 25
سنة وأشهر .
ودفن عند جدّه موسى بن جعفر في مقابر قريش؛ ولا يخفى أنّه لو كان تاريخ وروده إلى
بغداد هي سنة 225 هـ، يكون له يوم وفاته 30 سنة من العمر، لأنّه ولد عام 195 هـ .
وقال ابن شهر آشوب: إنّه قبض مسموماً.
فسلام الله على إمامنا الجواد يوم ولد، ويوم مات أو استشهد بالسّمّ، ويوم يبعث حيّاً.
*من كتاب "سيرة الأئمّة (ع)".
مات المأمون عام 218هـ، فأصبح المعتصم أخوه الخليفة بعده، وأحضر الأخير الإمام
الجواد عام 220 هـ إلى بغداد من المدينة حتى يراقبه عن كثب، وجعل الإمام يشترك في
المجلس الذي أقيم لتحديد محلّ قطع يد السارق، ما تسبّب في خجل قاضي بغداد ابن أبي
دواد والفقهاء الآخرين.
فجاء ابن أبي دوواد بعد بضعة أيام إلى المعتصم وقال: إنَّ نصيحة الخليفة عليّ واجبة،
إنّ ما حدث قبل أيّام ليس بصالح حكمكم، إذ جمعت في مجلسك الفقهاء لأمر، ثمّ تركت
أقاويلهم وفتاواهم كلّهم لقول رجل - الإمام الجواد - يقول شطر من هذه الأُمّة
بإمامته، ويدّعون أنّه أولى منك بالحكم، وقد حضر مجلسك العلماء والقوّاد والوزراء .
فتأثّر المعتصم الذي كان يحمل الاستعداد لعداء الإمام في داخله بكلام ابن أبي دوواد،
فقرّر قتل الإمام، ونفّذ نيّته الخبيثة في النّهاية، وقتل الإمام على يد كاتب أحد
وزرائه بالسّمّ، ولم يكن عمر الإمام لما مات أكثر من خمس وعشرين سنة وبضعة شهور.
إنّ أبا جعفر بعد أن أقام مدّة في بغداد، هاجر إلى المدينة، وسكن بها مدّة، إلى أن
توفّي المأمون وبويع المعتصم، ولم يزل المعتصم متفكّراً في أبي جعفر، يخاف من
اجتماع الناس حوله ووثوبه على الخلافة، فلأجل ذلك، مارس السياسة نفسها التي مارسها
أخوه المأمون من قبله، فاستقدم الإمام الجواد (عليه السلام) إلى بغداد سنة 220،
وبقي فيها (عليه السلام) حتى توفّي في آخر ذي القعدة من تلك السنة، وله من العمر 25
سنة وأشهر .
ودفن عند جدّه موسى بن جعفر في مقابر قريش؛ ولا يخفى أنّه لو كان تاريخ وروده إلى
بغداد هي سنة 225 هـ، يكون له يوم وفاته 30 سنة من العمر، لأنّه ولد عام 195 هـ .
وقال ابن شهر آشوب: إنّه قبض مسموماً.
فسلام الله على إمامنا الجواد يوم ولد، ويوم مات أو استشهد بالسّمّ، ويوم يبعث حيّاً.
*من كتاب "سيرة الأئمّة (ع)".