يروي بعض أصحاب الإمام الجواد (ع)، وهو "أبو هاشم الجعفري"، يقول: "سمعت أبا جعفر يقول: إنَّ في الجنّة لباباً - والذي يحبّ الجنّة، فليسمع جيّداً هذه الكلمة وليعمل بها - يُقال له "المعروف"، لا يدخله إلَّا أهل المعروف، فحمدت الله في نفسي - فالظّاهر أنَّ هذا الرّجل كان وجيهاً يقضي حوائج النّاس - وفرحت بما أتكلَّفه من حوائج الناس، فنظر إليّ وقال: نعم - وكأنه قد عرف ما في نفسه - فدم على ما أنت عليه، فإنّ أهل المعروف في دنياهم هم أهل المعروف في الآخرة"1، فإذا كنت من أهل المعروف في الدّنيا، فإنَّ الله يجعلك من أهل المعروف الّذين يدخلون من باب "المعروف" إلى الجنَّة.
ويقول (ع) في بعض كلماته: "المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال؛ توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه"، فإذا أردت أن تتوازن في حياتك، وتنفتح على الخير، وتنسجم مع إيمانك، فإنَّك تحتاج إلى توفيق الله لك للخير. وتوفيق الله لنا لا غنى عنه، فهو الّذي يهدينا ويشجِّعنا، وأن يكون لك واعظ من نفسك، هو أن تعتبر بمن كان قبلك وبمن يعيش حولك، للتعرّف كيف يمكن لك أن تتحرّك مع كلّ حسن، وأن تبتعد عن كلِّ قبيح، وأن تقبل ممن ينصحك، فلا تردّ عليه نصيحته.
ثم يقول الإمام الجواد (ع): "من أصغى إلى ناطقٍ فقد عبده - فعندما تستغرق في كلام متكلِّمٍ، بحيث تشدّ كلّ فكرك وقلبك إليه، فهذا نوع من العبادة - فإن كان النّاطق يؤدّي عن الله فقد عبد الله - فيتحدَّث إليك عمَّا قال الله ورسوله، فأنت تعبد الله بإصغائك إلى هذا النّاطق، لأنَّك تنجذب إلى كلام الله - وإن كان النَّاطق يؤدّي عن الشَّيطان فقد عبد الشَّيطان2"، فيتحدَّث بالفتنة والجريمة والخطايا والشرّ، حتى يثير النّاس ويوجِّههم إلى ما لا يُرضي الله، فكأنَّه يستغرق في كلام إبليس. لذلك، عندما تنجذبون إلى أيِّ خطيب، فعليكم أن تعرفوا من يمثّل هذا الخطيب؛ هل يمثِّل كلام الله، أو أنّه يمثِّل كلام الشّيطان؟
وننطلق معه (ع) في نهاية المطاف، لنسمع منه يقول: "كفى بالمرء خيانةً أن يكون أميناً للخونة"3، فقد لا تكون خائناً، ولكنَّك تدافع عن الخونة وتحمي خيانتهم وتساعدهم، فأنت إذاً من الخائنين، لأن لا فرق بين من يمارس الخيانة ومن يكون مساعداً للخائن في خيانته. فإذا كنتم تريدون أن تساعدوا أحداً في سياسة أو اقتصاد أو أمن أو أيّ حالة من الحالات الّتي يتحرّك فيها النّاس في حياتهم العامَّة، فانظروا من تساعدون؛ هل هو خائنٌ لله ولرسوله وللنّاس، أو هو أمين لله ورسوله والنّاس؟ فإذا كان خائناً، وفِّروا على أنفسكم أن يحسبكم الله من الخائنين، وإذا كان وفيّاً ناصحاً، فكونوا معه.
هذا هو الإمام الجواد (ع) في عظمة علمه وهديه، وهذا هو في وصاياه ومواعظه ونصائحه. لذلك نحن في خطِّ هذا الإمام وخطِّ آبائه وأبنائه، لأنهم أهل بيت النبوَّة، وموضع الرّسالة، ومختلف الملائكة، بهم فتح الله وبهم يختم.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 20 رجب 1418ه / الموافق: ٢١/١١/1997م.
[1]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج71، ص 414.
[2]الكافي، الشيخ الكليني، ج 6، ص 434..
[3]ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج1، ص 768.
يروي بعض أصحاب الإمام الجواد (ع)، وهو "أبو هاشم الجعفري"، يقول: "سمعت أبا جعفر يقول: إنَّ في الجنّة لباباً - والذي يحبّ الجنّة، فليسمع جيّداً هذه الكلمة وليعمل بها - يُقال له "المعروف"، لا يدخله إلَّا أهل المعروف، فحمدت الله في نفسي - فالظّاهر أنَّ هذا الرّجل كان وجيهاً يقضي حوائج النّاس - وفرحت بما أتكلَّفه من حوائج الناس، فنظر إليّ وقال: نعم - وكأنه قد عرف ما في نفسه - فدم على ما أنت عليه، فإنّ أهل المعروف في دنياهم هم أهل المعروف في الآخرة"1، فإذا كنت من أهل المعروف في الدّنيا، فإنَّ الله يجعلك من أهل المعروف الّذين يدخلون من باب "المعروف" إلى الجنَّة.
ويقول (ع) في بعض كلماته: "المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال؛ توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه"، فإذا أردت أن تتوازن في حياتك، وتنفتح على الخير، وتنسجم مع إيمانك، فإنَّك تحتاج إلى توفيق الله لك للخير. وتوفيق الله لنا لا غنى عنه، فهو الّذي يهدينا ويشجِّعنا، وأن يكون لك واعظ من نفسك، هو أن تعتبر بمن كان قبلك وبمن يعيش حولك، للتعرّف كيف يمكن لك أن تتحرّك مع كلّ حسن، وأن تبتعد عن كلِّ قبيح، وأن تقبل ممن ينصحك، فلا تردّ عليه نصيحته.
ثم يقول الإمام الجواد (ع): "من أصغى إلى ناطقٍ فقد عبده - فعندما تستغرق في كلام متكلِّمٍ، بحيث تشدّ كلّ فكرك وقلبك إليه، فهذا نوع من العبادة - فإن كان النّاطق يؤدّي عن الله فقد عبد الله - فيتحدَّث إليك عمَّا قال الله ورسوله، فأنت تعبد الله بإصغائك إلى هذا النّاطق، لأنَّك تنجذب إلى كلام الله - وإن كان النَّاطق يؤدّي عن الشَّيطان فقد عبد الشَّيطان2"، فيتحدَّث بالفتنة والجريمة والخطايا والشرّ، حتى يثير النّاس ويوجِّههم إلى ما لا يُرضي الله، فكأنَّه يستغرق في كلام إبليس. لذلك، عندما تنجذبون إلى أيِّ خطيب، فعليكم أن تعرفوا من يمثّل هذا الخطيب؛ هل يمثِّل كلام الله، أو أنّه يمثِّل كلام الشّيطان؟
وننطلق معه (ع) في نهاية المطاف، لنسمع منه يقول: "كفى بالمرء خيانةً أن يكون أميناً للخونة"3، فقد لا تكون خائناً، ولكنَّك تدافع عن الخونة وتحمي خيانتهم وتساعدهم، فأنت إذاً من الخائنين، لأن لا فرق بين من يمارس الخيانة ومن يكون مساعداً للخائن في خيانته. فإذا كنتم تريدون أن تساعدوا أحداً في سياسة أو اقتصاد أو أمن أو أيّ حالة من الحالات الّتي يتحرّك فيها النّاس في حياتهم العامَّة، فانظروا من تساعدون؛ هل هو خائنٌ لله ولرسوله وللنّاس، أو هو أمين لله ورسوله والنّاس؟ فإذا كان خائناً، وفِّروا على أنفسكم أن يحسبكم الله من الخائنين، وإذا كان وفيّاً ناصحاً، فكونوا معه.
هذا هو الإمام الجواد (ع) في عظمة علمه وهديه، وهذا هو في وصاياه ومواعظه ونصائحه. لذلك نحن في خطِّ هذا الإمام وخطِّ آبائه وأبنائه، لأنهم أهل بيت النبوَّة، وموضع الرّسالة، ومختلف الملائكة، بهم فتح الله وبهم يختم.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 20 رجب 1418ه / الموافق: ٢١/١١/1997م.
[1]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج71، ص 414.
[2]الكافي، الشيخ الكليني، ج 6، ص 434..
[3]ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج1، ص 768.