يتميّز الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) في رحابة وامتداد عطائه الثقافي والفكري والروحي عن بقية الأئمة من أهل البيت (ع)، لا من جهة المستوى العلمي، بل للفرصة التي أُتيحت له للقيام بدوره الرسالي في الواقع الإسلامي من خلال بعض الظروف الموضوعية التي شغلت الأمويين والعباسيين في صراعهم مع بعضهم البعض عن التعرّض للأئمة من أهل البيت(ع). وقد استفاد الإمام الصادق (ع) من ذلك كله، فامتدّت مدرسته في كل الساحات الإسلامية، وكان يدرس فيها من كان على خلاف مذهب أهل البيت (ع)، كما كان يدرس فيها من كان على مذهبهم.
وقد استطاع الإمام(ع) أن يغني الثقافة الإسلامية في مرحلته إغناء كبيراً جداً، ونحن نعرف أن مجلسه كان يرتاده كبار فقهاء المسلمين ومنهم "أبو حنيفة"، صاحب المذهب الحنفي الذي قيل له: من أعلم الناس؟ قال: جعفر بن محمد، فسئل: لماذا؟ قال ـ ما مضمونه ـ: لأن المنصور دعاني وقال لي: إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فحضّر له مسائل معقّدة من مسائلك وألقها عليه، فلعله لا يستطيع أن يجيب عليها فينزل قدره عند الناس، فحضّرت له أربعين مسألة، وعندما التقيته عند المنصور ألقيتها عليه، فكان يقول: إنكم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، حتى أتى على الأربعين مسألة. ثم قال: ألستم تقولون إن أفقه الناس أعرف الناس بأقوال الناس.. وهذا ما يدلنا على أن الإمام الصادق(ع) كان مطلعاً عل كل الآراء الموجودة في الواقع الإسلامي، ما يدل على رحابة علمه وسعته، لأن الإنسان الأكثر علماً وثقافة هو الأكثر إحاطة بالعلوم والآراء التي تتحرك فيها الأمة في اجتهاداتها.
وكان "مالك بن أنس" إمام المذهب المالكي يجلس إلى الإمام الصادق(ع)، وكان يقول إنه أفضل الناس، وكان "أبو حنيفة" يقول: لولا السنتان ـ اللتان تلمّذ بهما على الإمام الصادق(ع) ـ لهلك النعمان. وهكذا لو قرأنا الشهادات التي صدرت عن سائر الكتّاب والمؤرخين والمفسّرين والعلماء في مدى التاريخ، لرأينا أن الإمام الصادق(ع) يتمتع بقداسة وثقة علمية عند الذين يلتزمون إمامته وعند الذين لا يلتزمونها.
وكانت مدرسته منفتحة على كل الاتجاهات الإسلامية، فكان يستقبل الناس الذين يتفقون معه في رأيه والذين يختلفون معه، حتى أن مدرسته كانت تنفتح على الملاحدة والزنادقة، ومما يروى، أنه كان يستقبل في البيت الحرام المتفلسفين ممن لا يؤمنون بدين، والناس مشغولون بالطواف والصلاة، والإمام الصادق(ع) مشغولٌ بمناظرة هؤلاء ومناقشتهم ليهديهم إلى الصراط المستقيم، لأنه كان الإمام المحاور الذي يحاور كل الناس، وكان يرى أنه لا مقدّسات في الحوار، فكان يستمع إلى الذين ينكرون وجود الله والذين يسجّلون ملاحظات على العبادات كالطواف بالبيت وما إلى ذلك، وكان لا يطرد أحداً لكفره ولا يبعد أحداً لزندقته، بل كان يرى أن من واجب الإمام وكل ذي علم أن يجلس مع الناس كلهم بصدر رحب، وأسلوب طيب، ليدفع بالتي هي أحسن، وليجادل بالتي هي أحسن، حتى إن بعض هؤلاء، وهو "ابن المقفع"، كان يقول: "لا أرى أحداً يستحقُّ اسم الإنسانية إلا جعفر بن محمد الصادق"، لأنه يحمل في شخصيته كل عناصر الإنسانية في العلم والروح والأخلاق وقبول الآخر والرحابة العقلية والفكرية، وكان بعضهم، وهو "ابن أبي العوجاء"، يقول: "ما أقول في رجل يتروّح إذا شاء ويتجسّد إذا شاء مثل جعفر بن محمد"، بمعنى أنك تشعر إذا نظرت إليه أنه روح تحلّق أمامك.
يتميّز الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) في رحابة وامتداد عطائه الثقافي والفكري والروحي عن بقية الأئمة من أهل البيت (ع)، لا من جهة المستوى العلمي، بل للفرصة التي أُتيحت له للقيام بدوره الرسالي في الواقع الإسلامي من خلال بعض الظروف الموضوعية التي شغلت الأمويين والعباسيين في صراعهم مع بعضهم البعض عن التعرّض للأئمة من أهل البيت(ع). وقد استفاد الإمام الصادق (ع) من ذلك كله، فامتدّت مدرسته في كل الساحات الإسلامية، وكان يدرس فيها من كان على خلاف مذهب أهل البيت (ع)، كما كان يدرس فيها من كان على مذهبهم.
وقد استطاع الإمام(ع) أن يغني الثقافة الإسلامية في مرحلته إغناء كبيراً جداً، ونحن نعرف أن مجلسه كان يرتاده كبار فقهاء المسلمين ومنهم "أبو حنيفة"، صاحب المذهب الحنفي الذي قيل له: من أعلم الناس؟ قال: جعفر بن محمد، فسئل: لماذا؟ قال ـ ما مضمونه ـ: لأن المنصور دعاني وقال لي: إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فحضّر له مسائل معقّدة من مسائلك وألقها عليه، فلعله لا يستطيع أن يجيب عليها فينزل قدره عند الناس، فحضّرت له أربعين مسألة، وعندما التقيته عند المنصور ألقيتها عليه، فكان يقول: إنكم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، حتى أتى على الأربعين مسألة. ثم قال: ألستم تقولون إن أفقه الناس أعرف الناس بأقوال الناس.. وهذا ما يدلنا على أن الإمام الصادق(ع) كان مطلعاً عل كل الآراء الموجودة في الواقع الإسلامي، ما يدل على رحابة علمه وسعته، لأن الإنسان الأكثر علماً وثقافة هو الأكثر إحاطة بالعلوم والآراء التي تتحرك فيها الأمة في اجتهاداتها.
وكان "مالك بن أنس" إمام المذهب المالكي يجلس إلى الإمام الصادق(ع)، وكان يقول إنه أفضل الناس، وكان "أبو حنيفة" يقول: لولا السنتان ـ اللتان تلمّذ بهما على الإمام الصادق(ع) ـ لهلك النعمان. وهكذا لو قرأنا الشهادات التي صدرت عن سائر الكتّاب والمؤرخين والمفسّرين والعلماء في مدى التاريخ، لرأينا أن الإمام الصادق(ع) يتمتع بقداسة وثقة علمية عند الذين يلتزمون إمامته وعند الذين لا يلتزمونها.
وكانت مدرسته منفتحة على كل الاتجاهات الإسلامية، فكان يستقبل الناس الذين يتفقون معه في رأيه والذين يختلفون معه، حتى أن مدرسته كانت تنفتح على الملاحدة والزنادقة، ومما يروى، أنه كان يستقبل في البيت الحرام المتفلسفين ممن لا يؤمنون بدين، والناس مشغولون بالطواف والصلاة، والإمام الصادق(ع) مشغولٌ بمناظرة هؤلاء ومناقشتهم ليهديهم إلى الصراط المستقيم، لأنه كان الإمام المحاور الذي يحاور كل الناس، وكان يرى أنه لا مقدّسات في الحوار، فكان يستمع إلى الذين ينكرون وجود الله والذين يسجّلون ملاحظات على العبادات كالطواف بالبيت وما إلى ذلك، وكان لا يطرد أحداً لكفره ولا يبعد أحداً لزندقته، بل كان يرى أن من واجب الإمام وكل ذي علم أن يجلس مع الناس كلهم بصدر رحب، وأسلوب طيب، ليدفع بالتي هي أحسن، وليجادل بالتي هي أحسن، حتى إن بعض هؤلاء، وهو "ابن المقفع"، كان يقول: "لا أرى أحداً يستحقُّ اسم الإنسانية إلا جعفر بن محمد الصادق"، لأنه يحمل في شخصيته كل عناصر الإنسانية في العلم والروح والأخلاق وقبول الآخر والرحابة العقلية والفكرية، وكان بعضهم، وهو "ابن أبي العوجاء"، يقول: "ما أقول في رجل يتروّح إذا شاء ويتجسّد إذا شاء مثل جعفر بن محمد"، بمعنى أنك تشعر إذا نظرت إليه أنه روح تحلّق أمامك.