تخلّف الإمام الصادق بعشرة أولاد؛ سبعة ذكور وثلاث بنات، وقيل ان أولاده أحد عشر؛ سبعة ذكور وأربع بنات، حسب الترتيب التالي: الإمام موسى بن جعفر، ومحمد المعروف بالديباج لحسنه وجماله، وإسحاق وهو والديباج من أمّ واحدة، وعليّ، وكان عليّ قد خرج على العباسيّين في مكّة في عهد المأمون، وقد ظفر به وعفا عنه وحمله إلى خراسان، فأقام عنده إلى أن مات سنة ثلاث ومائتين، وحمل المأمون سريره على عاتقه، فقيل له: يا أمير المؤمنين، لو صلّيت عليه ورجعت، فإنك قد تعبت، فقال: هذه رحم قطعت منذ مائتي سنة ووصلناها اليوم.
وجاء في رواية الواقدي، أنه كان قد بايعه أهل الحجاز وتهامة، واستفحل أمره، فأسره المعتصم في بعض المعارك، وأرسله إلى المأمون، فأحسن إليه، وكان متعبّداً يصوم يوماً ويفطر يوماً، وما خرج قطّ في ثوب وعاد وهو عليه.
ومن أولاد، الإمام إسماعيل الأعرج، وهو الّذي تنسب الفرقة الإسماعيليّة بجميع فروعها إليه، وقد توفي في حياة أبيه، كما تنصّ على ذلك أكثر الروايات، وعبد الله، والعباس، وأمّ فروة، وأسماء، وفاطمة الصغرى. وقيل إنّ أمّ فروة اسمها اسماء وتكنّى بأمّ فروة، وفاطمة الكبرى، ونصّ المفيد على أنّ إسماعيل وعبد الله وأمّ فروة أمّهم فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وموسى الإمام ومحمد الديباج وإسحاق ثلاثتهم لأمّ واحدة اسمها حميدة البربرية، والباقون من أولاده لأمّهات شتى. وأكبر أولاده عبد الله، وبه كان يكنَّى، وهو المعروف بالأفطح، لعيب في رجله، وإليه ينسب من قال بامامته بعد أبيه من أصحاب الإمام الصّادق.
وقبيل وفاته، نصّ على إمامة ولده موسى بن جعفر، وأرشد أصحابه إليه، كما تواترت بذلك النصوص الصّحيحة، وكانت وفاته في شوّال من سنة 148، وقيل في النصف من شهر رجب، عن ثمانية وستّين عاماً، وقيل أكثر من ذلك.
وجاء في رواية الكليني عن أبي أيوب الجوزي أنه قال: بعث إليّ أبو جعفر المنصور في جوف اللّيل، فدخلت عليه وهو جالس على كرسيّ، وبين يديه شمعة، وفي يده كتاب، فلما سلّمت، رمى إليّ الكتاب وهو يبكي، وقال: هذا كتاب محمد بن سليمان والي المدينة، يخبرني أنّ جعفر بن محمد قد مات، فإنَّا للّه وإنَّا إليه راجعون، وأين مثل جعفر؟! ثم قال: اكتب، فكتبت صدر الكتاب، وقال لي: اكتب: إن كان أوصى إلى رجل بعينه، فقدّمه واضرب عنقه، فرجع الجواب من والي المدينة أنه اوصى إلى خمسة: أبي جعفر المنصور، ومحمد بن سليمان، وعبد الله وموسى ابني جعفر، وحميدة، فقال المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء من سبيل.
وجاء في مروج الذّهب، أنّه توفي لعشر سنين خلت من خلافة المنصور سنة 148، ودفن في البقيع مع أبيه وجدّه وجدّته فاطمة وعمّه الحسن، وعلى قبورهم رخامة كتب عليها، كما حكى ذلك المسعودي في مروجه وابن الجوزي في تذكرته:
بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله مبيد الأمم، ومحيي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله(ص)، سيدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن عليّ، وعليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ومحمّد بن علي بن الحسين، وجعفر بن محمّد(ع).
وقال أبو هريرة العجلي حينما حمل المشيّعون جنازته:
أقول وقد راحوا به يحملونه على كاهل من حامليه وعاتقِِ
أتدرون ماذا تحملون إلى الثّرى ثبيراً ثوى من رأس علياء شاهقِ
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه تراباً وأولى كان فوق المفارقِ
*من كتاب "سيرة الأئمّة الإثني عشر"، ج 2.
تخلّف الإمام الصادق بعشرة أولاد؛ سبعة ذكور وثلاث بنات، وقيل ان أولاده أحد عشر؛ سبعة ذكور وأربع بنات، حسب الترتيب التالي: الإمام موسى بن جعفر، ومحمد المعروف بالديباج لحسنه وجماله، وإسحاق وهو والديباج من أمّ واحدة، وعليّ، وكان عليّ قد خرج على العباسيّين في مكّة في عهد المأمون، وقد ظفر به وعفا عنه وحمله إلى خراسان، فأقام عنده إلى أن مات سنة ثلاث ومائتين، وحمل المأمون سريره على عاتقه، فقيل له: يا أمير المؤمنين، لو صلّيت عليه ورجعت، فإنك قد تعبت، فقال: هذه رحم قطعت منذ مائتي سنة ووصلناها اليوم.
وجاء في رواية الواقدي، أنه كان قد بايعه أهل الحجاز وتهامة، واستفحل أمره، فأسره المعتصم في بعض المعارك، وأرسله إلى المأمون، فأحسن إليه، وكان متعبّداً يصوم يوماً ويفطر يوماً، وما خرج قطّ في ثوب وعاد وهو عليه.
ومن أولاد، الإمام إسماعيل الأعرج، وهو الّذي تنسب الفرقة الإسماعيليّة بجميع فروعها إليه، وقد توفي في حياة أبيه، كما تنصّ على ذلك أكثر الروايات، وعبد الله، والعباس، وأمّ فروة، وأسماء، وفاطمة الصغرى. وقيل إنّ أمّ فروة اسمها اسماء وتكنّى بأمّ فروة، وفاطمة الكبرى، ونصّ المفيد على أنّ إسماعيل وعبد الله وأمّ فروة أمّهم فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وموسى الإمام ومحمد الديباج وإسحاق ثلاثتهم لأمّ واحدة اسمها حميدة البربرية، والباقون من أولاده لأمّهات شتى. وأكبر أولاده عبد الله، وبه كان يكنَّى، وهو المعروف بالأفطح، لعيب في رجله، وإليه ينسب من قال بامامته بعد أبيه من أصحاب الإمام الصّادق.
وقبيل وفاته، نصّ على إمامة ولده موسى بن جعفر، وأرشد أصحابه إليه، كما تواترت بذلك النصوص الصّحيحة، وكانت وفاته في شوّال من سنة 148، وقيل في النصف من شهر رجب، عن ثمانية وستّين عاماً، وقيل أكثر من ذلك.
وجاء في رواية الكليني عن أبي أيوب الجوزي أنه قال: بعث إليّ أبو جعفر المنصور في جوف اللّيل، فدخلت عليه وهو جالس على كرسيّ، وبين يديه شمعة، وفي يده كتاب، فلما سلّمت، رمى إليّ الكتاب وهو يبكي، وقال: هذا كتاب محمد بن سليمان والي المدينة، يخبرني أنّ جعفر بن محمد قد مات، فإنَّا للّه وإنَّا إليه راجعون، وأين مثل جعفر؟! ثم قال: اكتب، فكتبت صدر الكتاب، وقال لي: اكتب: إن كان أوصى إلى رجل بعينه، فقدّمه واضرب عنقه، فرجع الجواب من والي المدينة أنه اوصى إلى خمسة: أبي جعفر المنصور، ومحمد بن سليمان، وعبد الله وموسى ابني جعفر، وحميدة، فقال المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء من سبيل.
وجاء في مروج الذّهب، أنّه توفي لعشر سنين خلت من خلافة المنصور سنة 148، ودفن في البقيع مع أبيه وجدّه وجدّته فاطمة وعمّه الحسن، وعلى قبورهم رخامة كتب عليها، كما حكى ذلك المسعودي في مروجه وابن الجوزي في تذكرته:
بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله مبيد الأمم، ومحيي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله(ص)، سيدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن عليّ، وعليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ومحمّد بن علي بن الحسين، وجعفر بن محمّد(ع).
وقال أبو هريرة العجلي حينما حمل المشيّعون جنازته:
أقول وقد راحوا به يحملونه على كاهل من حامليه وعاتقِِ
أتدرون ماذا تحملون إلى الثّرى ثبيراً ثوى من رأس علياء شاهقِ
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه تراباً وأولى كان فوق المفارقِ
*من كتاب "سيرة الأئمّة الإثني عشر"، ج 2.