شدد على أن يستفيد لبنان من المرحلة الجديدة في المنطقة لجعل الحوار الداخلي منتجاً فضل الله: نخشى من قيام العدو بمحاولات اغتيال جديدة لأنه لا يرتاح لاستقرار الساحة الداخلية |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من طلاب الجامعات في لبنان، تحدث باسمه الطالب عباس المعلم الذي ألقى كلمة حيا فيها الوقفة العظيمة الداعمة للمقاومة من قبل سماحة السيد فضل الله، الذي مثّل الأبوة والحكمة في احتضان المجاهدين، وفي السهر على الوحدة الإسلامية والحرص على وحدة اللبنانيين التي كانت الأساس المتين الذي انطلق منه المجاهدون ليهزموا إسرائيل.
وأكد تجديد التحية لسماحة العلامة فضل الله من طلاب الجامعات في لبنان بذكرى الانتصار على العدوان الإسرائيلي لأنّه يمثِّل الشخصية الوطنية والإسلامية الجامعة والمحتضنة للجميع في خط حماية لبنان وصون وحدته.
وتحدّث سماحة السيد فضل الله في الوفد فأشار إلى أن الشباب، وخصوصاً الشباب الجامعي، يمثِّل طاقة الأمة التي يمكن لها من خلال انفتاحها على القضايا الكبرى وعلى مسؤولياتها تجاه مجتمعها أن تنتج حركة مبدعة في ميادين العلم والثقافة والسياسة وغيرها.
ودعا سماحته الشباب الجامعي إلى التمرد على ثقافة التبعية العمياء، وإنتاج ثقافة إبداعية تفيد الأمة في قضاياها وتصنع الفارق من خلال الروح التجديدية الإبداعية التي لا تتنكر للأصول ولكنّها تعمل على اختراق الحواجز المصطنعة وعلى الاستفادة من أساليب العصر في نقل الفكر الإسلامي المبدع والخلاق إلى كل الأرجاء.
أضاف: إننا نطل على مرحلة جديدة على مستوى العالم كلّه، وعلى مستوى المنطقة ولبنان، وقد بدأنا نسمع من بعض المحاور الدولية خطاباً مغايراً يدعو إلى الحوار وحل المشاكل الدولية بالتفاوض بدلاً من التقاتل فيما يوحي بضعف هذه المحاور وتراجع مشاريعها، وفي الأخص المشروع الأميركي، وهو ما ينبغي لقوى المقاومة والممانعة في المنطقة وللشعوب العربية والإسلامية أن تتعامل معه بالطريقة التي يحفظ قضاياها ويعيد التوازن لموقفها في مواجهة محاور الظلم والاستكبار.
وتابع: إن النظرة التي استهلكها العالم العربي عن إسرائيل أنّها تمثل مجتمعاً قوياً متماسكاً ومتضامناً، أقله على المستوى الأمني والعسكري، هي نظرة غير دقيقة وغير موضوعية، لأننا نشهد اهتزازاً على المستوى السياسي والاجتماعي في هذا الكيان يطل على المسألة الأمنية وغيرها، الأمر الذي يفرض مقاربة أخرى للعدو ترصد عناصر قوته ومواقع ضعفه والأثر الكبير الذي تركته المقاومة والانتفاضة فيه وجعلته يشعر بخطورة ما يستقبله في المستقبل المنظور وفي قادم الأيام.
ورأى أن المرحلة الجديدة التي بدأت تبرز ملامحها في المنطقة ينبغي الاستفادة منها ومن ظروفها الملائمة في لبنان إلى أبعد الحدود، لجعل الحوار اللبناني الداخلي حواراً منتجاً، ولجعله يؤسس لمناخات بناء الثقة بين الجميع بما يُعيد حركة التعاون إلى جسم الدولة ويؤسس لتوافق حقيقي بين الفئات السياسية الأساسية.
وشدّد سماحته على ضرورة أن يسعى الجميع لرفد حركة هذا الحوار، محذراً من أن العدو قد يعمل على تعطيله بوسائله التدميرية المعروفة والوسائل الأمنية منها بخاصة، لأننا نخشى أن يتحرك العدو في عمليات اغتيال تستهدف الشخصيات السياسية وكوادر المقاومة ليحاول إثارة الضوضاء في الداخل، لأنّه لا يرتاح إلى استقرار الساحة اللبنانية الداخلية، وخصوصاً بعدما تبلورت نظرة هذه الساحة حيال مشروع مواجهة العدو، والاستعداد الداخلي لمواجهة أيّ عدوان قد يستهدف لبنان.
|