شدّد على أن اللقاءات والمصارحات تقود للتصحيح وأن التباعد يقود إلى التراشق فضل الله لدى استقباله وفداً علمائياً من بيروت: علينا أن نكون وحدويين على مستوى الممارسة |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من علماء بيروت برئاسة الشيخ هشام خليفة، حيث جرى بحثٌ في الأوضاع الإسلامية العامة، وسبل توحيد الصف الإسلامي، وخصوصاً بعد أحداث أيار الأخيرة في بيروت.
وأكد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء أن مسيرة الوحدة الإسلامية قد تكون مسيرة شاقّة ومتعبة للعاملين فيها، بالنظر إلى تراكمات التخلف وإلى الإثارات والحساسيات التي تعمل الكثير من الجماعات ومراكز الدراسات والقوى الاستكبارية على نبشها من التاريخ لدفع المسلمين إلى التقاتل والاحتراب، ولكن العمل في خط توحيد المسلمين وفي نطاق هذه المسيرة هو أفضل الأعمال التي يتقرّب فيها الإنسان المسلم إلى ربّه، وإن رجمه الناس بالحجارة، أو لاحقته سهام المشككين والمتربصين شراً بالإسلام والمسلمين.
أضاف: إن مسألة الوحدة الإسلامية تقتضينا أن نجمّد الكثير من العناوين لمصلحة العمل في نطاق النقاط المشتركة وهي كبيرة جداً في ما بين المسلمين، وأن نعمل على تثقيف القواعد الشعبية بثقافة الحوار والكلمة السواء التي أكدها القرآن الكريم، وأن ننزل جميعاً إلى الأرض لنكون وحدويين على مستوى الممارسة، لا أن نرجع من لقاءاتنا ومؤتمراتنا إلى بيوتنا ونحن نختزن روح الحقد على الآخر أو نضع الشقاق والخلاف كأولوية بدلاً من أن نعمد إلى ترجمة الأفكار الوحدوية، وخصوصاً في مجال الهوة وتقريب وجهات النظر واحترام الآخر في فكره واقتناعاته وخصوصياته.
وتابع: إننا نريد للعلماء المسلمين من السنة والشيعة أن يتحاوروا كعلماء في القضايا التي هي محل جدل وخلاف، لا أن تغلب على حواراتهم المجاملات، أو أن يعملوا على حرق المراحل بالتأكيد الدائم على التزام العناوين العامة والابتعاد عن رسم الخطوط التفصيلية للحوار، لأننا نريد للحوارات الإسلامية أن تؤسس لحال من بناء الثقة من خلال القاعدة التي تقول: "نتعاون في ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً في ما اختلفنا فيه"، وليستمر الحوار حتى في الأمور المختلف عليها، ولنكون الأمة التي تعرف كيف تتفق وتعرف كيف تختلف.
وشدد سماحته على أننا باللقاء والمصارحة نستطيع أن نصحح بعضنا لبعض، أما التباعد فلا يقودنا إلا إلى التراشق والتباغض، مشيراً إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لتضميد جرح بيروت وغيره من الجروح، لأن الجميع يعرف أن هناك عدواً إسرائيلياً يتربص بنا الدوائر ويكيد للأمة كلها، إضافة إلى محاور الاستكبار الساعية لتدمير الإسلام كله، ولذلك فإن كل من ينفخ في البوق المذهبي ويعمل على إثارة الفتنة بين المسلمين يخدم هؤلاء الأعداء من حيث يدري أو لا يدري.
من جهته أكد الشيخ هشام خليفة في تصريح له أن الغاية من زيارة سماحة السيد محمد حسين فضل الله، وخصوصاً في هذه الظروف، لا تخفى على أحد، وهي ضرورية لأن سماحته يمثل الفكر المنفتح الواسع وفكر التلاقي والوحدة، وهذا ليس بالجديد عليه، وقد تكلمنا مع سماحته في هذه القضية وبلغناه تحيات صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، الذي يُقدّر تماماً العمل الوحدوي والفكر الوحدوي لسماحة السيد فضل الله، وقد ناقشنا مع سماحته ما يدور حول ما حدث في بيروت، وهذا الجرح الذي يجب أن نعمل جميعاً على معالجته ورأب الصدع، لأنه لا يستفيد من أي صراع شيعي ـ سني إلا العدو، وإن كانت هناك من آلام فيجب أن تعالج في قنواتها السياسية والاجتماعية والدينية والعلمائية، ومن خلال الجمعيات واللقاءات وهذا قدر وليس خيار، وعلينا أن نجتمع ونتلاقى وأن نعالج كل المشاكل، وأن نكون في مستوى المسؤولية التي تواجه عدواً خطيراً كإسرائيل.
|