يمكن أن تكون التعددية في لبنان نعمة كبرى إذا أحسنّا استثمارها فضل الله مستقبلاً وفداً عكارياً: عكار توأم الجنوب والبقاع في الحرمان |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من هيئة علماء المسلمين في عكار، ضمّ الشيخ مروان الرفاعي، والشيخ منذر الزعبي، اللذين وضعا سماحته في الأجواء التي تعيشها عكار على المستويين السياسي والاجتماعي، والسبل التي ينبغي على علماء المسلمين أن يسلكوها لتعزيز الوحدة بين المسلمين وحمايتها.
وتحدّث الشيخ مروان الرفاعي فقال:
تشرفنا بزيارة سماحة السيد فضل الله، المرجعية الإسلامية الكبيرة التي يحترمها علماء السنة والشيعة، وقد وضعنا سماحته في المساعي التي يبذلها المخلصون لحماية خطوط الوحدة بين المسلمين، ومنع أية جهة من اختراق هذه الخطوط وتجاوزها، كما بحثنا مع سماحته في أوضاع عكار وبعض الأمور التي استوجبت منا أن نطرق أبواب بعض المرجعيات الدينية التي أبت أن تستجيب لطلبنا، وقد سألنا سماحته: هل يحتاج العلماء إلى جلسة حوار كما السياسيين للمصارحة والمصالحة، وحتى لمعالجة بعض الأمور ذات الطابع الاقتصادي.
أضاف: إن عكار ترفض الطائفية والمذهبية التي يدعو البعض إليها، وهي محافظة على العيش المشترك، وعلى صداقتها للشقيقة سوريا، لأنها تأبى أن تكون سوريا عدواً وإسرائيل صديقاً...
من جهته، شدد سماحة السيد فضل الله على أن عكار تمثل توأم الجنوب والبقاع في الحرمان وفي الإهمال الذي زحف إليها من خلال التقصير الذي تراكمت مشاكله في العهود المختلفة، مشيراً إلى أن الحرمان صنع الكثير من المآسي للبنانيين، ولكنه أوجد ما يشبه الوحدة في هذه النتائج القاسية والمدمرة التي انعكست على العائلات اللبنانية، بصرف النظر عن انتمائها الديني أو المذهبي... مؤكداً أن قضايا اللبنانيين في مواجهة الحرمان والتقصير وإهمال الدولة والمعنيين هي قضايا واحدة، كما أن قضاياهم في مواجهة أعداء لبنان والعرب والمسلمين وعلى رأسهم العدو الإسرائيلي ينبغي أن تكون واحدة، لأن من أبشع الأمور وأفظعها أن يوضع أصحاب القضية الواحدة في مواجهة بعضهم بعضاً أو أن ترتفع متاريس التقاتل والتدابر بين الفقراء الذين يعيشون الهمّ الواحد ويتطلعون إلى المستقبل الواعد.
ورأى سماحته أن عكار هي موقع من المواقع الإسلامية واللبنانية التي تحتاج إلى احتضان الجميع لها لتكون قلعة حصينة من قلاع الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية بدلاً من إدخالها في أتون الخلافات السياسية الداخلية، مشدداً على أن التعددية في لبنان يمكن أن تكون نعمة من النعم الكبرى في حال استثمرت في خط الحوار والانفتاح، حتى وإن كانت التعددية تخلق بعض الحساسيات. ولكن المشكلة هي في سعي الكثيرين لتعقيد المواقف بين هذه الفئة أو تلك تحت عناوين التعددية مع كونها تختزن كماً هائلاً من عناوين اللقاء والحوار.
وقال سماحته: نريد للشمال، وخصوصاً طرابلس التي تمثل العاصمة الثانية للبنان، أن تعيش أجواء السلام الداخلي فيلتقي فيها المسلمون والمسيحيون على أساس من التعاون والتواصل والتكامل في خدمة المستقبل الذي ينفتح على الحلول الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمواطنين جميعاً، لأن التجربة دلّت على أن التنازع والتقاتل تحت أي عنوان وفي أي محور من المحاور لا يعود بأية نتائج إيجابية على أحد، بل يفضي إلى نتائج سلبية كبيرة على أوضاع المواطنين ووضع البلد، ولاسيما فيما يتطلع له الجميع من سعي لإيجاد مناخات إيجابية تمهّد لحلول واقعية للمشاكل التي قد تأتي من الداخل والخارج.
وشدد سماحته على دور الوحدة الإسلامية وانفتاح المسلمين بعضهم على بعض لإيجاد قاعدة إسلامية تنفتح على القاعدة الوطنية حتى لا تستغل بعض المواقع الإقليمية والدولية الخلافات فيما بين المسلمين أو بينهم وبين المسيحيين لإسقاط قضايا البلد المصيرية.
|