استقبل الخازن ويتيم فضل الله: الفوضى السياسية أبعدت الهمّ المعيشي والأزمة الاقتصادية عن الواجهة |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق، وديع الخازن، في حضور الأستاذ حبيب سعد، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وخصوصاً الأزمة الراهنة وتأخر تشكيل الحكومة.
ورأى سماحة السيد فضل الله أن لبنان ـ وعلى الرغم من مشاكله الكبيرة ـ ما زال في جعبته الثقافية والعلمية الكثير مما يستطيع أن يقدمه للمنطقة وللعالم، وأن المشكلة تكمن في أن يطغى الجانب السياسي الشكلي على المضمون الرسالي الذي ينبغي أن يحكم حركة الجميع في مجال البحث عن عمق الدور الذي يمكن أن يؤديه لبنان على مستوى المنطقة والعالم.
وأكد سماحته أن الفوضى التي تتحكم بالحركة السياسية في لبنان استطاعت أن تحجب الرؤية عن لبنان الإنسان والقيمة الحضارية، كما أنها أبعدت الهمّ المعيشي والمشاكل الاجتماعية المتراكمة عن الواجهة إلى المستوى الذي أصبحنا فيه نستمع إلى الكلمات التي تثير في الوجدان اللبناني العام غرائزية هذا الفريق أو هذا السياسي على حساب الشعارات السياسية والدينية والفكرية التي كانت تمثل الواجهة لحركته السياسية سابقاً.
ورأى أن الحل يمكن أن يبدأ من خلال تحسّس كل الأطراف لعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي باتت تضرب عميقاً في الجذور اللبنانية الداخلية، ومن خلال احتكام الطبقة السياسية اللبنانية إلى قاعدة سياسية وفكرية يمكن للناس أن تحاسبهم على أساسها أو أن ترصد حركتهم من خلالها.
وبعد اللقاء صرّح الوزير الخازن:
تشرّفت بلقاء سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله، حيث تداولنا في الشؤون الراهنة والصعوبات التي تواجه حركة تأليف الحكومة فضلاً عن التطورات الإقليمية المتحوّلة لما لها من انعكاسات وتأثير على الساحة الداخلية.
أضاف: لقد لمست لدى سماحته تصوراً موضوعياً لمدى ترابط وضعنا اللبناني بما شهدته الساحة الإقليمية من تحولات لم تنضج ملامحها بعد، واعتبر أن محاصرة سلاح المقاومة بطروحات مسبقة قد يكون عاملاً سلبياً في تسريع التشكيلة الحكومية، رغم اعتراف الرئيس السنيورة والأكثرية النيابية بالنجاح الوطني الذي حقّقه حزب الله في استعادة الأسرى اللبنانيين ورفات رفاقهم في أصعب مفصل تفاوضي يجري بين دولة متشددة وحزب لا يتهاون ولا يفرّط بحقوق وطنه.
واستقبل سماحته النائب السابق حسين يتيم، حيث جرى عرضٌ للأوضاع الراهنة وأهمية تعميق الصِلات وتعزيز الوحدة بين الجهات اللبنانية بعامة، والعائلات البيروتية بخاصة، ولاسيما في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي يمر بها لبنان والتي تتطلب سعياً مستمراً لحفظ مسيرة الوحدة في الأمة ومحاصرة كل خطوط الفتنة التي قد تنطلق للعبث بالواقع اللبناني عموماً والإسلامي خصوصاً.
|