فضل الله استقبل وفد الجماعة الإسلامية والنائب سكاف ودعا إلى إبعاد التعقيدات السياسية عن الساحة الشعبية سكاف: المشكلة في الذين يجدون صعوبة في تقديم بعض التنازلات |
شدّد العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، على أن المطلوب من السياسيين أن يعملوا على إبعاد التعقيدات السياسية عن الساحة الشعبية، لا أن يزجّوها في أتون خلافاتهم، مشيراً إلى خطورة العمل على جعل هذه الساحة تتنفس عصبياً وطائفياً ومذهبياً، لأن لذلك تداعياته السلبية على كل صعيد، محذّراً من تحريك المشاكل السياسية والأمنية من جديد وإلباسها لبوساً مذهبياً وطائفياً.
استقبل سماحته وفداً من الجماعة الإسلامية، ضمّ أمينها العام، القاضي الشيخ فيصل المولوي، ونائبه إبراهيم المصري، اللذين اطمئنا إلى صحة سماحته، وكان حديث في تطورات الأوضاع في لبنان، وعدد من القضايا الإسلامية الراهنة.
وجرى التأكيد في خلال اللقاء أن وحدة المسلمين السنة والشيعة في لبنان هي الأساس المتين لصون الساحة الإسلامية والوطنية على السواء، وأن المطلوب من جميع المعنيين في هذه الساحة أن يعملوا على إعادة اللحمة إليها من خلال الخطاب الإسلامي الهادىء الرصين ومن خلال الحركة الوحدوية الميدانية.
وأكد سماحة السيد في معرض تناوله لما يجري في لبنان، أن المشاكل الداخلية المتفاقمة استطاعت أن تغرق المسألة اللبنانية في الوحل، وأن تضيف إلى تعقيدات الذهنية السياسية الطائفية تعقيداً جديداً ينطلق من حاجة بعض السياسيين هنا وهنك إلى إرباك الساحة الداخلية أكثر، ليتم الحوار بعد ذلك وسط هذا المناخ الذي تعيش فيه الفوضى السياسية التي بدأت تأكل كل شيء من حولنا.
وأشار سماحته إلى أن لبنان يحتاج وفي هذه المرحلة بالذات، إلى الشخصيات الوحدوية الساعية إلى حماية أمنه الاجتماعي والسياسي في مواجهة كل من يعمل على تحريك الخلافات السياسية والأمنية فيه من جديد وإلباسها لبوساً مذهبياً وطائفياً.
وشدّد سماحته على أن المطلوب من السياسيين أن يعملوا على إبعاد التعقيدات السياسية عن الساحة الشعبية الداخلية، لا أن يسعوا لزجّ هذه الساحة في أتون خلافاتهم لاستخدامها في لعبة الضغط السياسي هنا وهناك، مشيراً إلى أن السعي للدفع بهذه الساحة لكي تتنفّس عصبياً وطائفياً ومذهبياً يمثّل الغاية في الخطورة، لأن نيران الفتنة الداخلية المنطلقة من الساحة الشعبية، قد تمتد إلى الساحات الأخرى، وخصوصاً أن قضايا الشحن السياسي والمذهبي سيكون لها تداعياتها السلبية على كل صعيد.
ثم استقبل سماحته رئيس الكتلة الشعبية، النائب الياس سكاف، الذي عاده مطمئناً إلى صحته وتداول معه في الأوضاع الراهنة.
بعد اللقاء صرّح سكاف:
زيارتنا اليوم هي للاطمئنان إلى صحة العلامة وسلامته، بعد العملية الجراحية التي أجريت له، وقد تداولنا في آخر الأحداث والمستجدات، ولاسيما أن سماحته يملك رؤية تحليلية بعيدة وثاقبة، ونحن نحب أن نستمع لآرائه ونأخذ بتوجيهاته، ولاسيما بعد الغياب عنه لفترة طويلة.
وسُئِل عن السبب في تأخير تشكيل الحكومة، هل هو سبب داخلي أم فيتو خارجي؟ فقال:
اعتقادي أن مصالح البعض الذي كان يسيطر على مقدرات البلد، هو السبب في ذلك ولعلهم يجدون صعوبة في التنازلات، ونحن نعتقد أننا إذا أردنا أن يكون هناك وحدة للوطن وبداية مصالحة، يجب أن يكون هناك تنازل والذي يملك كل شيء عليه أن يقدم بعض الشيء للفريق الآخر، لكي يشعر الآخر بأنه شريك معه في الوطن وله دور وكلمة، ولبنان بلد مبني على ا لتوافق ولا يستطيع أحد أن يهمش دور الآخر، لذلك يجب أن يكون الاحترام هو المقدمة للاعتراف بالآخر لنصل بعد ذلك إلى الإصلاح الذي ينتظره الجميع.
|