استقبال وفد تجمع العلماء المسلمين ـ لبنان

استقبال وفد تجمع العلماء المسلمين ـ لبنان

استقبل وفد تجمع العلماء المسلمين الذي زاره بوصفه يمثل "موقع الأبوّة الإسلامية"
فضل الله يدعو إلى بلورة مشروع إسلامي وحدوي تشترك فيه التجمعات والمرجعيات والجاليات في الخارج

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفد تجمع العلماء المسلمين، حيث جرى عرضٌ للوضع الإسلامي العام والعقبات السياسية والثقافية التي تعترض حركة الوحدة الإسلامية ميدانياً وفكرياً، والسبل التي ينبغي على التجمعات الإسلامية الوحدوية أن تسلكها لحماية هذه الوحدة على مختلف الصعد.

وقد تحدث باسم التجمع الشيخ أحمد الزين، الذي قال:

نحن ـ في تجمع العلماء المسلمين ـ سعداء جداً في كل مرة نزور فيها سماحة السيد فضل الله، الذي يمثل موقع الأبوة الإسلامية، فهو العالم الكبير بين علماء السنة والشيعة على السواء، وهذا ليس ادّعاءً وإنما نقلاً عن كثير من علماء السنة... ونحن في التجمع نسير على هدي سماحته وإرشاداته، ولذلك فنحن بحاجة دائمة للعودة إليه، لأننا ننتمي إلى الإسلام كدين ودعوة ورسالة وخط سياسي، وقد كرّس سماحته كل حياته للدفاع عن هذا الإسلام.

فضـل اللـه

وتحدّث سماحة السيد فضل الله في الوفد، فأشار في البداية إلى أهمية وجود تجمع يعمل على تعزيز مناخات الوحدة واللقاء بين المسلمين كتجمع العلماء المسلمين، مشيراً إلى الظروف التي ولد فيها التجمع في أيام الاجتياح الإسرائيلي للبنان، متحدثاً عن الاجتياحات والاستباحات المستمرة للأمة والتي تنطلق من مشروع غربي تقوده أكثر من إدارة، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية بالتحالف مع الكيان الصهيوني لتدمير الإسلام في قواعده الفكرية والثقافية وفي الكيان الجغرافي الإسلامي.

وأشار سماحته إلى الحملات المستمرة على الإسلام إعلامياً وثقافياً وعلى المقاومة من أكثر من موقع غربي، فشدد على ضرورة أن ينفتح المسلمون لمواجهة هذه الحملات بما تحتويه من عناصر تحدٍ ومواجهة على المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

أضاف: قد نلحظ انكفاءً في حركة المشروع الأمريكي ميدانياً بفعل الضربات أو الصدمات التي تعرض لها هذا المشروع، ولكننا لا نلحظ تخلياً وتراجعاً أمريكياً عن أصل المشروع الذي وضعته إدارة المحافظين الجدد... ولا تزال هذه الإدارة تخطط لاستمرارية هذا المشروع إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية القادمة لتبقى عناوينه العامة وسياقاته السياسية هي التي تحكم توجهات أية إدارة أمريكية قادمة، ولا يزال الإعداد الأمريكي جارياً لتدمير الإسلام في نطاق خطط ثقافية وإعلامية تتوزع فيها قوى كثيرة الأدوار، ولا يزال حلف الناتو يمثل الهراوة التي يُراد لها أن تجلد ظهر العالم الإسلامي بتوجيه أمريكي خالص، بينما تقوم إسرائيل بالدور الموازي في اجتياحها الأمني المتواصل، ليس للداخل الفلسطيني فحسب، بل للواقع العربي كله، الذي تصل بطائراتها إلى أي مكان تريده، وتصل بمسؤوليها إلى المنتديات العربية الحوارية والسياسية تحت أكثر من عنوان.

ورأى سماحته أن علينا رصد ما يجري من إعداد عالمي في احتفالية الذكرى الستين لتأسيس الكيان الصهيوني، حيث يُراد للعرب أن يشتركوا في هذه الاحتفالية من البوابة الخلفية، لأنه يراد لإسرائيل أن تتحول إلى حقيقة دامغة لا يمكن لأي واقع عربي أو إسلامي أن يرفضها، وربما وصولاً إلى التحالف معها ضد البقية الباقية من مشروع الممانعة والمواجهة...

وقال: إنني أدعو إلى وحدة إسلامية حقيقية في خط الممانعة، وإلى إيجاد طريقة تمكن حركات المقاومة الجهادية من التفاهم ضد هذا الاحتلال المتواصل بعيداً عن السياقات المذهبية وعن الخطاب الذي يحمل أعباءً من التراكمات الذاتية والمذهبية.

وأكد سماحته أننا لا نزال بحاجة إلى بلورة مشروع إسلامي متكامل يحمل البذور الإسلامية في أصالتها والمفاهيم الإسلامية في سماحتها، كما يحمي الساحة الإسلامية في انطلاقتها ويؤسس للقاء إسلامي وحدوي على المستوى الثقافي والسياسي، ولا بد من أن يكون للتجمعات الإسلامية الوحدوية والشخصيات المرجعية والوحدوية دور الريادة، ومن هنا يأتي دور تجمع العلماء المسلمين ودور اتحاد علماء الإسلام والمرجعيات الإسلامية من مكة إلى النجف إلى قم والأزهر الشريف إلى لبنان وإلى مختلف المواقع الإسلامية... ولا بد للجاليات الإسلامية في الخارج من أن تواكب ذلك على مستوى الموقف والحركة، وعلى مستوى إيجاد نوع من أنواع التنظيم للوجود الإسلامي في المناطق الغربية وغيرها ليشارك المسلمون في القرارات المصيرية في العالم، لأن المشكلة لا تزال قائمة في سيطرة اليهود على المواقع الدولية وسعيهم لتوزيع الأدوار لهذه المواقع بما يفيد ويخدم مصلحتهم على حساب مصالح العالم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 23 ربيع الثاني 1429 هـ  الموافق: 29/04/2008 م

استقبل وفد تجمع العلماء المسلمين الذي زاره بوصفه يمثل "موقع الأبوّة الإسلامية"
فضل الله يدعو إلى بلورة مشروع إسلامي وحدوي تشترك فيه التجمعات والمرجعيات والجاليات في الخارج

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفد تجمع العلماء المسلمين، حيث جرى عرضٌ للوضع الإسلامي العام والعقبات السياسية والثقافية التي تعترض حركة الوحدة الإسلامية ميدانياً وفكرياً، والسبل التي ينبغي على التجمعات الإسلامية الوحدوية أن تسلكها لحماية هذه الوحدة على مختلف الصعد.

وقد تحدث باسم التجمع الشيخ أحمد الزين، الذي قال:

نحن ـ في تجمع العلماء المسلمين ـ سعداء جداً في كل مرة نزور فيها سماحة السيد فضل الله، الذي يمثل موقع الأبوة الإسلامية، فهو العالم الكبير بين علماء السنة والشيعة على السواء، وهذا ليس ادّعاءً وإنما نقلاً عن كثير من علماء السنة... ونحن في التجمع نسير على هدي سماحته وإرشاداته، ولذلك فنحن بحاجة دائمة للعودة إليه، لأننا ننتمي إلى الإسلام كدين ودعوة ورسالة وخط سياسي، وقد كرّس سماحته كل حياته للدفاع عن هذا الإسلام.

فضـل اللـه

وتحدّث سماحة السيد فضل الله في الوفد، فأشار في البداية إلى أهمية وجود تجمع يعمل على تعزيز مناخات الوحدة واللقاء بين المسلمين كتجمع العلماء المسلمين، مشيراً إلى الظروف التي ولد فيها التجمع في أيام الاجتياح الإسرائيلي للبنان، متحدثاً عن الاجتياحات والاستباحات المستمرة للأمة والتي تنطلق من مشروع غربي تقوده أكثر من إدارة، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية بالتحالف مع الكيان الصهيوني لتدمير الإسلام في قواعده الفكرية والثقافية وفي الكيان الجغرافي الإسلامي.

وأشار سماحته إلى الحملات المستمرة على الإسلام إعلامياً وثقافياً وعلى المقاومة من أكثر من موقع غربي، فشدد على ضرورة أن ينفتح المسلمون لمواجهة هذه الحملات بما تحتويه من عناصر تحدٍ ومواجهة على المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

أضاف: قد نلحظ انكفاءً في حركة المشروع الأمريكي ميدانياً بفعل الضربات أو الصدمات التي تعرض لها هذا المشروع، ولكننا لا نلحظ تخلياً وتراجعاً أمريكياً عن أصل المشروع الذي وضعته إدارة المحافظين الجدد... ولا تزال هذه الإدارة تخطط لاستمرارية هذا المشروع إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية القادمة لتبقى عناوينه العامة وسياقاته السياسية هي التي تحكم توجهات أية إدارة أمريكية قادمة، ولا يزال الإعداد الأمريكي جارياً لتدمير الإسلام في نطاق خطط ثقافية وإعلامية تتوزع فيها قوى كثيرة الأدوار، ولا يزال حلف الناتو يمثل الهراوة التي يُراد لها أن تجلد ظهر العالم الإسلامي بتوجيه أمريكي خالص، بينما تقوم إسرائيل بالدور الموازي في اجتياحها الأمني المتواصل، ليس للداخل الفلسطيني فحسب، بل للواقع العربي كله، الذي تصل بطائراتها إلى أي مكان تريده، وتصل بمسؤوليها إلى المنتديات العربية الحوارية والسياسية تحت أكثر من عنوان.

ورأى سماحته أن علينا رصد ما يجري من إعداد عالمي في احتفالية الذكرى الستين لتأسيس الكيان الصهيوني، حيث يُراد للعرب أن يشتركوا في هذه الاحتفالية من البوابة الخلفية، لأنه يراد لإسرائيل أن تتحول إلى حقيقة دامغة لا يمكن لأي واقع عربي أو إسلامي أن يرفضها، وربما وصولاً إلى التحالف معها ضد البقية الباقية من مشروع الممانعة والمواجهة...

وقال: إنني أدعو إلى وحدة إسلامية حقيقية في خط الممانعة، وإلى إيجاد طريقة تمكن حركات المقاومة الجهادية من التفاهم ضد هذا الاحتلال المتواصل بعيداً عن السياقات المذهبية وعن الخطاب الذي يحمل أعباءً من التراكمات الذاتية والمذهبية.

وأكد سماحته أننا لا نزال بحاجة إلى بلورة مشروع إسلامي متكامل يحمل البذور الإسلامية في أصالتها والمفاهيم الإسلامية في سماحتها، كما يحمي الساحة الإسلامية في انطلاقتها ويؤسس للقاء إسلامي وحدوي على المستوى الثقافي والسياسي، ولا بد من أن يكون للتجمعات الإسلامية الوحدوية والشخصيات المرجعية والوحدوية دور الريادة، ومن هنا يأتي دور تجمع العلماء المسلمين ودور اتحاد علماء الإسلام والمرجعيات الإسلامية من مكة إلى النجف إلى قم والأزهر الشريف إلى لبنان وإلى مختلف المواقع الإسلامية... ولا بد للجاليات الإسلامية في الخارج من أن تواكب ذلك على مستوى الموقف والحركة، وعلى مستوى إيجاد نوع من أنواع التنظيم للوجود الإسلامي في المناطق الغربية وغيرها ليشارك المسلمون في القرارات المصيرية في العالم، لأن المشكلة لا تزال قائمة في سيطرة اليهود على المواقع الدولية وسعيهم لتوزيع الأدوار لهذه المواقع بما يفيد ويخدم مصلحتهم على حساب مصالح العالم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 23 ربيع الثاني 1429 هـ  الموافق: 29/04/2008 م

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية