استقبل القائم بالأعمال الفرنسي فضل الله: لا توجد إرادة حقيقية للوصول إلى حلول معقولة |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان، أندريه باران، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة... وعلاقات فرنسا العربية إلى جانب علاقاتها مع أمريكا وتأثير ذلك على الساحتين اللبنانية والعربية. وقد أكد باران أن فرنسا حاولت في السابق أن تلعب دور الوسيط الناشط لحلّ الأزمة اللبنانية، وقد اصطدمت بالكثير من الحواجز واستنفدت الكثير من القدرات، وسوف تواصل مساعيها لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، وقد حرصت على أن تبقى الأمور متاحة أمام مبادرة الجامعة العربية لإيجاد فرص حقيقية للحلول.
وأكد سماحة السيد فضل الله، الحرص على أن تبقى العلاقات اللبنانية الفرنسية على قوتها ومتانتها، وكذلك العلاقات العربية والإسلامية مع فرنسا، التي نريد لها أن تتعزز وتتطور، ولكننا في الوقت عينه نريد للحركة الفرنسية في المنطقة أن تتوازن وأن يُظهر الفارق بين ما تريده فرنسا وما تتطلع إليه الإدارة الأمريكية الحالية، خصوصاً وأن الانطباع العام في الأوساط العربية، يشير إلى أن الإدارة الأمريكية تمسك بمجلس الأمن الدولي وتمنعه من استصدار قرارات تدين المجازر الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، وتوجهه لاستصدار المزيد من العقوبات ضد إيران، بينما لا تمارس فرنسا وبريطانيا دوراً يتناقض مع ما تقوم به أمريكا، بل تسيران خلفها.
وأبدى سماحته الخشية من أن تؤدي هذه السياسة الأمريكية إلى تعقيدات أكبر في المنطقة...
وشدّد سماحته على أن من مصلحة فرنسا أن تستمر علاقاتها وطيدةً بالعالم العربي والإسلامي، خصوصاً وأن أهداف الإدارة الأمريكية في محاصرة إيران تختلف عن تلك التي تدور في خلد عدد من الدول الأوروبية.
وأشار سماحته إلى أن الأزمة اللبنانية بلغت ما بلغته من التعقيد لجملة من الأسباب التي تتصل بحركة السياسة الدولية في تعقيداتها حيال بعض الملفات الإقليمية، مضافاً إليها عدم وجود إرادة سياسية في الوصول إلى حلول معقولة وواقعية، خصوصاً وأن ثمة أزمة ثقة كبيرة دفعت بالكثيرين إلى استخدام المسألة السياسية والعمل السياسي في لبنان على طريقة لعبة كرة القدم، والذي يسجل فيها كل فريق نقطة أو هدفاً ضد الآخر، ولا يتم الالتفاف فيها إلى أن الخاسر هو البلد وليس هذا الفريق أو ذاك.
|