بيان حول دعوة حاخامات يهود إلى حضور مؤتمر الحوار بين الأديان السماوية

بيان حول دعوة حاخامات يهود إلى حضور مؤتمر الحوار بين الأديان السماوية

أكّد ضرورة صدور موقف توضيحي من السلطات الرسميّة والدينية السعوديّة

 فضل الله نبّه من خطورة دعوة حاخامات إسرائيليّين على فلسطين وقضايا الأمّة


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تناول فيه الأخبار عن دعوات سوف توجّه إلى حاخامات من كيان العدو لحضور مؤتمر "الحوار بين الأديان السماوية" في العاصمة السعودية الرياض، جاء فيه:

تتداول وسائل الإعلام المتعدّدة مؤخّراً، الأخبار حول دعوات معيّنة سوف يتمّ توجيهها إلى حاخامات من كيان العدوّ لحضور مؤتمر «الحوار بين الأديان السماويّة» المزمع عقده في العاصمة السعودية، الرياض، ولعلّ اللافت هو إصرار صحف العدوّ على تأكيد ذلك من خلال إظهار آليّته المستقبليّة.

إنّنا في الوقت الذي ننتظر فيه موقفاً توضيحيّاً صريحاً من السلطات الرسميّة والدينية في المملكة العربيّة السعوديّة، ننبّه إلى خطورة ذلك؛ لكون المسألة تمسّ في الصميم القضيّة الإسلاميّة المركزيّة، ولكونها تتّصل ببلدٍ إسلاميّ يمثّل محضن قبلة المسلمين في العالم ومهد الإسلام الأوّل، كما تتّصل بالقضيّة الفلسطينية والقدس الشريف الذي يمثّل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

إنّ الخطورة في خطوة من هذا النوع ـ إذا حصلت ـ لا تكمن في كونها تصطدم بوجدان العالم الإسلامي كلّه فحسب، بل في أنّها تندرج في سياق التمهيد للاعتراف المباشر بيهوديّة الكيان التي أعلنها الرئيس الأمريكي بوش، حيث إنّ التطبيع الديني مع العدوّ يمثّل أخطر أنواع التطبيع، ويغطّي أي تطبيع سياسي يُراد من خلاله إنهاء القضيّة الفلسطينية برمّتها.

إنّ مسألة من هذا النوع لا يُمكن تصنيفها في إطار حوار الأديان؛ لأنّ حاخامات كيان العدوّ يمثّلون شخصيّات دينية لها عمقها السياسي والعدواني الاستراتيجي في نشأة الكيان واستمراريّته، وقد قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم}، حيثُ إنّ الظُلم لا يُحاور، بل يُقاوَم بمنطق العقل والدين.

إنّ القضيّة الفلسطينية والقضية الإسلامية العامّة تتعرّض في هذه المرحلة لأخطر الهجمات في تاريخها، وعلى العرب والمسلمين جميعاً أن يتّحدوا ويتماسكوا في مواجهة المخطط الكبير الذي تقوده الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بهدف القضاء على كلّ قضايانا الكبرى في الحاضر والمستقبل، وعلى الجميع أن يتحمّلوا مسؤوليّتهم السياسية والدينية في هذا المجال.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 24-3-1429 هـ  الموافق: 01/04/2008 م

أكّد ضرورة صدور موقف توضيحي من السلطات الرسميّة والدينية السعوديّة

 فضل الله نبّه من خطورة دعوة حاخامات إسرائيليّين على فلسطين وقضايا الأمّة


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تناول فيه الأخبار عن دعوات سوف توجّه إلى حاخامات من كيان العدو لحضور مؤتمر "الحوار بين الأديان السماوية" في العاصمة السعودية الرياض، جاء فيه:

تتداول وسائل الإعلام المتعدّدة مؤخّراً، الأخبار حول دعوات معيّنة سوف يتمّ توجيهها إلى حاخامات من كيان العدوّ لحضور مؤتمر «الحوار بين الأديان السماويّة» المزمع عقده في العاصمة السعودية، الرياض، ولعلّ اللافت هو إصرار صحف العدوّ على تأكيد ذلك من خلال إظهار آليّته المستقبليّة.

إنّنا في الوقت الذي ننتظر فيه موقفاً توضيحيّاً صريحاً من السلطات الرسميّة والدينية في المملكة العربيّة السعوديّة، ننبّه إلى خطورة ذلك؛ لكون المسألة تمسّ في الصميم القضيّة الإسلاميّة المركزيّة، ولكونها تتّصل ببلدٍ إسلاميّ يمثّل محضن قبلة المسلمين في العالم ومهد الإسلام الأوّل، كما تتّصل بالقضيّة الفلسطينية والقدس الشريف الذي يمثّل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

إنّ الخطورة في خطوة من هذا النوع ـ إذا حصلت ـ لا تكمن في كونها تصطدم بوجدان العالم الإسلامي كلّه فحسب، بل في أنّها تندرج في سياق التمهيد للاعتراف المباشر بيهوديّة الكيان التي أعلنها الرئيس الأمريكي بوش، حيث إنّ التطبيع الديني مع العدوّ يمثّل أخطر أنواع التطبيع، ويغطّي أي تطبيع سياسي يُراد من خلاله إنهاء القضيّة الفلسطينية برمّتها.

إنّ مسألة من هذا النوع لا يُمكن تصنيفها في إطار حوار الأديان؛ لأنّ حاخامات كيان العدوّ يمثّلون شخصيّات دينية لها عمقها السياسي والعدواني الاستراتيجي في نشأة الكيان واستمراريّته، وقد قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم}، حيثُ إنّ الظُلم لا يُحاور، بل يُقاوَم بمنطق العقل والدين.

إنّ القضيّة الفلسطينية والقضية الإسلامية العامّة تتعرّض في هذه المرحلة لأخطر الهجمات في تاريخها، وعلى العرب والمسلمين جميعاً أن يتّحدوا ويتماسكوا في مواجهة المخطط الكبير الذي تقوده الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بهدف القضاء على كلّ قضايانا الكبرى في الحاضر والمستقبل، وعلى الجميع أن يتحمّلوا مسؤوليّتهم السياسية والدينية في هذا المجال.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 24-3-1429 هـ  الموافق: 01/04/2008 م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية