في نداء وجهه للأمة وشعوبنا العربية والإسلامي... فضل الله: مشروعان يتسابقان والفرصة سانحة لشرق أوسط جديد تصوغه الشعوب

في نداء وجهه للأمة وشعوبنا العربية والإسلامي... فضل الله: مشروعان يتسابقان والفرصة سانحة لشرق أوسط جديد تصوغه الشعوب

في نداء وجهه للأمة وشعوبنا العربية والإسلامية
فضل الله: مشروعان يتسابقان والفرصة سانحة لشرق أوسط جديد تصوغه الشعوب


 

رأى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن المنطقة تعيش في مرحلة تتسارع فيها الخطى في سباق بين مشروع الأمة الذي تمثله كل حالات المقاومة والممانعة فيها، والمشروع الاستكباري الذي تمثله أمريكا وإسرائيل، وهو مشروع الاستسلام الذي يُراد فرضه عليها.
واعتبر سماحته أننا نشهد محاولة دولية لإخضاع العالم العربي والإسلامي، وأن مشاهد القتل والمجازر التي لا مثيل لها في فلسطين ولبنان هي إحدى المشاهد التي يُراد لها أن تسهم في ترويع شعوبنا وإخافتها وإسقاطها.. وأكد أن الأمم المتحدة سقطت وأُسقط ما بيدها لحساب أمريكا، وأننا نواجه حرباً عالمية تقودها أمريكا بالآلة العسكرية الإسرائيلية، وبجيش من الدبلوماسيين والسياسيين الخاضعين للصهيونية العالمية، وإن حملوا أسماء أمريكية أو أوروبية أو حتى عربية في بعض الأحيان.
كلام سماحته جاء في نداء وجهه الى الأمة العربية والإسلامية في ظل ما تشهده الساحتين اللبنانية والفلسطينية، وفي ظل التداعيات التي تتوالى في المنطقة، وفي العراق على وجه التحديد، وجاء في هذا النداء:

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين". إنني في هذه اللحظات الدقيقة، وفي هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها الأمة والتي تكاد حلقات التآمر والحصار تطبق على شعوبنا من كل حدب وصوب، وخصوصاً في ظل التفويض الأمريكي لإسرائيل لتمعن في تدمير لبنان وارتكاب أبشع المجازر فيه، وكذلك تفويضها لها بالعمل على إبادة الشعب الفلسطيني، وبعد كل ما صنعته أمريكا المحتلة في العراق، أتوجّه الى شعوبنا العربية والإسلامية لاؤكد عليها أن تكون مفتوحة العينين حيال ما يجري في لبنان وفلسطين بعد الذي جرى في أفغانستان والعراق.
إن المسألة هي أن المشروع الأمريكي التدميري والتفتيتي للمنطقة، والذي انطلق بشعار "الفوضى الخلاّقة" الذي بدأت علائم فشله في العراق وغيره، استدار الى مكان آخر في المنطقة، وأراد للآلة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية الصنع أن تعيد إليه الاعتبار في مكان آخر لحساب أمريكا وإسرائيل معاً، ولذلك فإن ما شهدناه ولا نزال نشهده في فلسطين ولبنان هو جزء من محاولة إعادة الحياة الى هذا المشروع الذي يهدف الى فرض الاستسلام على الأمة كلها.. ولذلك، فإننا نشهد محاولة دولية تقودها الإدارة الأمريكية لإخضاع العالم العربي والإسلامي، لتكون هذه المجازر المتنقّلة، وهذا التهديم التدريجي للبنى التحتية وكل هذه المشاهد من العقاب الجماعي الذي لا مثيل له إلا فيما قامت به أمريكا في العراق وأفغانستان، هو السوط الذي يُراد له أن يلسع شعوبنا لإخافتها وترويعها وإسقاطها، وبالتالي إسقاط روح المقاومة والممانعة في هذا العالم.
لقد تحوّلت الأمم المتحدة الى آلة بيد الإدارة الأمريكية، وتحوّل الاتحاد الأوروبي الى مجموعة باحثة عن مكان لها في المنطقة على هامش النفوذ الأمريكي، وسقطت الأمم المتحدة أو أُسقط ما بيدها لحساب أمريكا، وسقط الاتحاد الأوروبي وسقطت معه شعارات الحرية والعدالة والمساواة التي انطلقت في بعض محطات الثورات فيه، ولذلك فهو في الحركة السياسية لمعظم إداراته يتطلع الى ما يجعله ممسكاً بالقاطرة الأمريكية، ويتناسى شعارات الحرية وقيم الديمقراطية وما الى ذلك.
إنني أرصد في كل ذلك أن هناك في الأمة حركة لمشروعين: مشروع المقاومة بما تتمثل فيه ثقافة الأمة في مواجهة الظلم والهيمنة والاحتلال، وعلى هذا المشروع أن تتماسك أطرافه وتنجذب الى بعضها البعض على ما بينها من فوارق سياسية وغير سياسية فيما هي التفاصيل، ومشروع ثقافة الاستسلام الذي يُراد من خلاله أن يُقال للأمة بأنها لن تستطيع أن تأخذ شيئاً إلا من خلال ما تعطيها إياه أمريكا أو ما تقبل به إسرائيل. ولذلك، فإن مساحة المواجهة بين هذين المشروعين ليست في لبنان فقط، إنها تمتد الى كل زاوية من زوايا الأمة، الى محيطها وخليجها وما بعد ذلك، وعلى طول الامتداد العربي والإٍسلامي.
لذلك، فإنني أدعو كل الطيبين والخيّرين والعاملين والدعاة والعلماء وكل المخلصين في الأمة الى العمل سريعاً وفق الوجهة التي سارت فيها المعركة، وهي الوجهة الحق في قبال الإسرائيليين والأمريكيين وكل أعداء الأمة.. لقد حان الوقت لإسقاط كل الحسابات المذهبية، وكل الشعارات الطائفية، وحتى أن نُسقط من حساباتنا ماذا تربح إيران أو سوريا أو هذه الدولة العربية أو تلك الدولة الخليجية، لأن علينا أن نفكر في ما تربحه الأمة أو في ما تخسره، لا سمح الله.
إن إسرائيل تقتل الفلسطيني واللبناني بدم بارد، تقتله كطفل أو كشاب أو كشيخ ولا تبحث عن جنسيته ولا تتطلّع الى ما يُكتب على بطاقة هويته في انتمائه الى هذا المذهب أو ذاك، أو في انتمائه الى هذه الأرض أو تلك، لأنها تعمل لقتل روح المقاومة فينا وقتل كل إحساس بالعزة والكرامة يخالج شعورنا، وكل طموح ينطلق فينا لينشد التحرر والاستقلال الحقيقي.
إنني، وعلى الرغم من كل المآسي التي حصلت، أتطلّع بعين التفاؤل الى أن شعوبنا باتت تعرف الأفق الحقيقي للمعركة الدائرة، وبدأت تخرج من السجون التي وضعتها الأنظمة بها، وقد أوشكت أن تأخذ بزمام المبادرة، وعليها أن تفعل، لأن الخطوة الأولى ستقودها الى خطوات ثابتة نحو النصر إن شاء الله.
إنني أقول لشعوبنا جميعاً: إن الفرصة متاحة لظهور شرق اوسط جديد من خلال انتصارها لمشروع المقاومة والممانعة في لبنان وفلسطين، وفي كل مواقع الممانعة في طول العالم الإسلامي وعرضه، وإنها سانحة لأن تتضافر الجهود في السعي لإسقاط الهيمنة الأمريكية والاحتلال الأمريكي والإسرائيلي، ولذلك فإن الأمة تنتظر صياغة شعبية حقيقية لشرق أوسط جديد، وعلى الحركات الإسلامية والوطنية وكل طلائع الحرية والتحرر في شعوبنا أن لا تكتفي بكلمات التنديد ومواقف المؤازرة والتبرعات المالية ـ على أهميتها ـ بل أن تبدأ بالنزول الى الشارع لتأخذ مسيرة النصر طريقها على مستوى الأمة، كما تتحرك المقاومة في لبنان نحو النصر وإن احتاجت المسألة الى صبر، وإن ظنّ الكثيرون أنه بعيد: "إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً"، والله من وراء القصد.

في نداء وجهه للأمة وشعوبنا العربية والإسلامية
فضل الله: مشروعان يتسابقان والفرصة سانحة لشرق أوسط جديد تصوغه الشعوب


 

رأى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن المنطقة تعيش في مرحلة تتسارع فيها الخطى في سباق بين مشروع الأمة الذي تمثله كل حالات المقاومة والممانعة فيها، والمشروع الاستكباري الذي تمثله أمريكا وإسرائيل، وهو مشروع الاستسلام الذي يُراد فرضه عليها.
واعتبر سماحته أننا نشهد محاولة دولية لإخضاع العالم العربي والإسلامي، وأن مشاهد القتل والمجازر التي لا مثيل لها في فلسطين ولبنان هي إحدى المشاهد التي يُراد لها أن تسهم في ترويع شعوبنا وإخافتها وإسقاطها.. وأكد أن الأمم المتحدة سقطت وأُسقط ما بيدها لحساب أمريكا، وأننا نواجه حرباً عالمية تقودها أمريكا بالآلة العسكرية الإسرائيلية، وبجيش من الدبلوماسيين والسياسيين الخاضعين للصهيونية العالمية، وإن حملوا أسماء أمريكية أو أوروبية أو حتى عربية في بعض الأحيان.
كلام سماحته جاء في نداء وجهه الى الأمة العربية والإسلامية في ظل ما تشهده الساحتين اللبنانية والفلسطينية، وفي ظل التداعيات التي تتوالى في المنطقة، وفي العراق على وجه التحديد، وجاء في هذا النداء:

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين". إنني في هذه اللحظات الدقيقة، وفي هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها الأمة والتي تكاد حلقات التآمر والحصار تطبق على شعوبنا من كل حدب وصوب، وخصوصاً في ظل التفويض الأمريكي لإسرائيل لتمعن في تدمير لبنان وارتكاب أبشع المجازر فيه، وكذلك تفويضها لها بالعمل على إبادة الشعب الفلسطيني، وبعد كل ما صنعته أمريكا المحتلة في العراق، أتوجّه الى شعوبنا العربية والإسلامية لاؤكد عليها أن تكون مفتوحة العينين حيال ما يجري في لبنان وفلسطين بعد الذي جرى في أفغانستان والعراق.
إن المسألة هي أن المشروع الأمريكي التدميري والتفتيتي للمنطقة، والذي انطلق بشعار "الفوضى الخلاّقة" الذي بدأت علائم فشله في العراق وغيره، استدار الى مكان آخر في المنطقة، وأراد للآلة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية الصنع أن تعيد إليه الاعتبار في مكان آخر لحساب أمريكا وإسرائيل معاً، ولذلك فإن ما شهدناه ولا نزال نشهده في فلسطين ولبنان هو جزء من محاولة إعادة الحياة الى هذا المشروع الذي يهدف الى فرض الاستسلام على الأمة كلها.. ولذلك، فإننا نشهد محاولة دولية تقودها الإدارة الأمريكية لإخضاع العالم العربي والإسلامي، لتكون هذه المجازر المتنقّلة، وهذا التهديم التدريجي للبنى التحتية وكل هذه المشاهد من العقاب الجماعي الذي لا مثيل له إلا فيما قامت به أمريكا في العراق وأفغانستان، هو السوط الذي يُراد له أن يلسع شعوبنا لإخافتها وترويعها وإسقاطها، وبالتالي إسقاط روح المقاومة والممانعة في هذا العالم.
لقد تحوّلت الأمم المتحدة الى آلة بيد الإدارة الأمريكية، وتحوّل الاتحاد الأوروبي الى مجموعة باحثة عن مكان لها في المنطقة على هامش النفوذ الأمريكي، وسقطت الأمم المتحدة أو أُسقط ما بيدها لحساب أمريكا، وسقط الاتحاد الأوروبي وسقطت معه شعارات الحرية والعدالة والمساواة التي انطلقت في بعض محطات الثورات فيه، ولذلك فهو في الحركة السياسية لمعظم إداراته يتطلع الى ما يجعله ممسكاً بالقاطرة الأمريكية، ويتناسى شعارات الحرية وقيم الديمقراطية وما الى ذلك.
إنني أرصد في كل ذلك أن هناك في الأمة حركة لمشروعين: مشروع المقاومة بما تتمثل فيه ثقافة الأمة في مواجهة الظلم والهيمنة والاحتلال، وعلى هذا المشروع أن تتماسك أطرافه وتنجذب الى بعضها البعض على ما بينها من فوارق سياسية وغير سياسية فيما هي التفاصيل، ومشروع ثقافة الاستسلام الذي يُراد من خلاله أن يُقال للأمة بأنها لن تستطيع أن تأخذ شيئاً إلا من خلال ما تعطيها إياه أمريكا أو ما تقبل به إسرائيل. ولذلك، فإن مساحة المواجهة بين هذين المشروعين ليست في لبنان فقط، إنها تمتد الى كل زاوية من زوايا الأمة، الى محيطها وخليجها وما بعد ذلك، وعلى طول الامتداد العربي والإٍسلامي.
لذلك، فإنني أدعو كل الطيبين والخيّرين والعاملين والدعاة والعلماء وكل المخلصين في الأمة الى العمل سريعاً وفق الوجهة التي سارت فيها المعركة، وهي الوجهة الحق في قبال الإسرائيليين والأمريكيين وكل أعداء الأمة.. لقد حان الوقت لإسقاط كل الحسابات المذهبية، وكل الشعارات الطائفية، وحتى أن نُسقط من حساباتنا ماذا تربح إيران أو سوريا أو هذه الدولة العربية أو تلك الدولة الخليجية، لأن علينا أن نفكر في ما تربحه الأمة أو في ما تخسره، لا سمح الله.
إن إسرائيل تقتل الفلسطيني واللبناني بدم بارد، تقتله كطفل أو كشاب أو كشيخ ولا تبحث عن جنسيته ولا تتطلّع الى ما يُكتب على بطاقة هويته في انتمائه الى هذا المذهب أو ذاك، أو في انتمائه الى هذه الأرض أو تلك، لأنها تعمل لقتل روح المقاومة فينا وقتل كل إحساس بالعزة والكرامة يخالج شعورنا، وكل طموح ينطلق فينا لينشد التحرر والاستقلال الحقيقي.
إنني، وعلى الرغم من كل المآسي التي حصلت، أتطلّع بعين التفاؤل الى أن شعوبنا باتت تعرف الأفق الحقيقي للمعركة الدائرة، وبدأت تخرج من السجون التي وضعتها الأنظمة بها، وقد أوشكت أن تأخذ بزمام المبادرة، وعليها أن تفعل، لأن الخطوة الأولى ستقودها الى خطوات ثابتة نحو النصر إن شاء الله.
إنني أقول لشعوبنا جميعاً: إن الفرصة متاحة لظهور شرق اوسط جديد من خلال انتصارها لمشروع المقاومة والممانعة في لبنان وفلسطين، وفي كل مواقع الممانعة في طول العالم الإسلامي وعرضه، وإنها سانحة لأن تتضافر الجهود في السعي لإسقاط الهيمنة الأمريكية والاحتلال الأمريكي والإسرائيلي، ولذلك فإن الأمة تنتظر صياغة شعبية حقيقية لشرق أوسط جديد، وعلى الحركات الإسلامية والوطنية وكل طلائع الحرية والتحرر في شعوبنا أن لا تكتفي بكلمات التنديد ومواقف المؤازرة والتبرعات المالية ـ على أهميتها ـ بل أن تبدأ بالنزول الى الشارع لتأخذ مسيرة النصر طريقها على مستوى الأمة، كما تتحرك المقاومة في لبنان نحو النصر وإن احتاجت المسألة الى صبر، وإن ظنّ الكثيرون أنه بعيد: "إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً"، والله من وراء القصد.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية