بيان حول العدوان الإسرائيلي – الأميركي

بيان حول العدوان الإسرائيلي – الأميركي

أبدى خشيته من أن تكون الأمم المتحدة مسرحاً لعملية سياسية تدميرية للمنطقة كلها
فضل الله: لن نكون مَن يصرخ أولاً في لعبة عضّ الأصابع.. وعلى الحكّام العرب أن يعرفوا بأن الخطر الـذي يدهم ساحاتهم بـات على الأبواب

رأى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله بأن الإدارة الاميركية تتحمّل مسؤولية كل ما يجري في المنطقة من حروب وتدمير، سواء لجهة دعمها المطلق لاسرائيل، أو نتيجة جهلها للتركيبة السياسية والاجتماعية والدينية، وتداخل المجموعات البشرية المتعددة فيها، والتي تحاول هذه الإدارة فكفكتها او مخاطبة الجانب الغريزي والطائفي فيها لحساب مشروعها التفتيتي في المنطقة.
وقال سماحته في تصريح له: إن الإدارة الأمريكية انساقت وراء أحلام طائشة، فأقدمت على مغامرات وحروب، وأغرت اسرائيل بإمكانية تغيير الواقع كليا من خلال الضوء الأخضر الذي منحتها إياه لمواصلة القتل والتدمير في فلسطين ولبنان، لكنها اصطدمت بواقع عنيد لن ينعكس على المنطقة كلها في نتائجه فحسب، بل حتى على إسرائيل نفسها وذلك باعتراف الإسرائيليين الذين رأى بعض المحللين فيهم بأن "الحبل الذي أرخته الإدارة الاميركية لاسرائيل قد يخنقها".
وأكد سماحته بأن تجاهل أمريكا ـ الإدارة للقوى الفاعلة في المنطقة، وإدارة ظهرها حيال كل ما يجري، سوف ينعكس عليها وعلى ربيبتها اسرائيل في النتائج المدمِّرة التي ستعيشها المنطقة، لتكون "الفوضى المنظّمة" هي فوضى الإرهاصات التي ستترك تأثيراتها على المجموعات السياسية والبشرية فيها، وعلى الأنظمة ايضاً.
واعتبر سماحته أن امريكا تجاوزت في لبنان مرحلة الوصاية الى المستوى الذي حاولت فيه ان تقدّم نفسها كمفاوض بإسم لبنان تارة، ولتحاول طوراً ان توحي لأعضاء مجلس الأمن والأسرة الدولية بأن ما تطلبه اسرائيل من شروط هو نفسه ما يطلبه لبنان، وهي راهنت على انقسام اللبنانيين، وعندما سقط رهانها عملت على توفير مهلة سياسية وزمنية أطول لاسرائيل لتحقيق انتصارات ـ ولو جزئية ـ في الميدان يمكن ان تخدم استراتيجيتها الساعية لتغيير الوجه الحقيقي للبنان.
ولم يستبعد سماحته ان تكون مسودة المشروع الأولى التي قُدِّمت في مجلس الأمن هي جزءاً من لعبة يتم من خلالها توفير الوقت الملائم لاسرائيل كي تواصل جرائمها وحربها التدميرية من جهة، ومن جهة أخرى توفير مناخات دولية وإقليمية مناسبة من شأنها ان تشكّل ركائز سياسية جديدة لجعل اسرائيل تحقق بدبلوماسية الضغوط الاميركية ما عجزت عن تحقيقه بآلتها المدمِّرة وحربها الوحشية المتواصلة على لبنان منذ شهر.
أضاف: إن امريكا، ومعها دولاً اوروبية وغربية وأخرى عربية سقطت تحت ضغوطها، منحت اسرائيل وقتاً استثنائياً وغير معهود لتواصل حربها التدميرية وجرائمها الوحشية، بهدف استئصال المقاومة في لبنان وقتل روحها عبر المنطقة، ولا نستبعد ان يكون مسرح الأمم المتحدة هو الموقع الذي تدار من خلاله مسرحية سياسية تدميرية للمنطقة كلها، لأن الذي يجري هو تمديد للوقت العسكري والامني وتوسعة الاهداف السياسية، مع كلمات حييّة خجولة عن وقف إطلاق النار، وصولاً الى تخيير اللبنانيين بين الاستسلام او استكمال الحرب بحجة رفضهم للشروط المذلّة التي تفرض عليهم لحساب اسرائيل تحت سقف ما يسمى بـ"الشرعية الدولية".
وخلص سماحته الى القول: لم يعد أمام اللبنانيين ما يخسرونه بعد كل هذه المجازر وكل هذه الأثمان التي دفعت، وقدرنا ان نواجه الحرب المدمِّرة بالصبر والصمود والبطولات الرائعة التي يجسّدها شباب المقاومة ومجاهدوها، لأن ذلك سيصنع واقعاً جديداً في لبنان والأمة، ولن نكون مَن يصرخ أولاً في لعبة عضّ الأصابع التي يتفرّج عليها حكّام العرب، متناسين بأن الخطر الذي يدهم ساحاتهم بات على الأبواب.

المكتب الإعلامي  بيروت 16 رجــب 1427 هـ/ 10 آب 2006 م.

أبدى خشيته من أن تكون الأمم المتحدة مسرحاً لعملية سياسية تدميرية للمنطقة كلها
فضل الله: لن نكون مَن يصرخ أولاً في لعبة عضّ الأصابع.. وعلى الحكّام العرب أن يعرفوا بأن الخطر الـذي يدهم ساحاتهم بـات على الأبواب

رأى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله بأن الإدارة الاميركية تتحمّل مسؤولية كل ما يجري في المنطقة من حروب وتدمير، سواء لجهة دعمها المطلق لاسرائيل، أو نتيجة جهلها للتركيبة السياسية والاجتماعية والدينية، وتداخل المجموعات البشرية المتعددة فيها، والتي تحاول هذه الإدارة فكفكتها او مخاطبة الجانب الغريزي والطائفي فيها لحساب مشروعها التفتيتي في المنطقة.
وقال سماحته في تصريح له: إن الإدارة الأمريكية انساقت وراء أحلام طائشة، فأقدمت على مغامرات وحروب، وأغرت اسرائيل بإمكانية تغيير الواقع كليا من خلال الضوء الأخضر الذي منحتها إياه لمواصلة القتل والتدمير في فلسطين ولبنان، لكنها اصطدمت بواقع عنيد لن ينعكس على المنطقة كلها في نتائجه فحسب، بل حتى على إسرائيل نفسها وذلك باعتراف الإسرائيليين الذين رأى بعض المحللين فيهم بأن "الحبل الذي أرخته الإدارة الاميركية لاسرائيل قد يخنقها".
وأكد سماحته بأن تجاهل أمريكا ـ الإدارة للقوى الفاعلة في المنطقة، وإدارة ظهرها حيال كل ما يجري، سوف ينعكس عليها وعلى ربيبتها اسرائيل في النتائج المدمِّرة التي ستعيشها المنطقة، لتكون "الفوضى المنظّمة" هي فوضى الإرهاصات التي ستترك تأثيراتها على المجموعات السياسية والبشرية فيها، وعلى الأنظمة ايضاً.
واعتبر سماحته أن امريكا تجاوزت في لبنان مرحلة الوصاية الى المستوى الذي حاولت فيه ان تقدّم نفسها كمفاوض بإسم لبنان تارة، ولتحاول طوراً ان توحي لأعضاء مجلس الأمن والأسرة الدولية بأن ما تطلبه اسرائيل من شروط هو نفسه ما يطلبه لبنان، وهي راهنت على انقسام اللبنانيين، وعندما سقط رهانها عملت على توفير مهلة سياسية وزمنية أطول لاسرائيل لتحقيق انتصارات ـ ولو جزئية ـ في الميدان يمكن ان تخدم استراتيجيتها الساعية لتغيير الوجه الحقيقي للبنان.
ولم يستبعد سماحته ان تكون مسودة المشروع الأولى التي قُدِّمت في مجلس الأمن هي جزءاً من لعبة يتم من خلالها توفير الوقت الملائم لاسرائيل كي تواصل جرائمها وحربها التدميرية من جهة، ومن جهة أخرى توفير مناخات دولية وإقليمية مناسبة من شأنها ان تشكّل ركائز سياسية جديدة لجعل اسرائيل تحقق بدبلوماسية الضغوط الاميركية ما عجزت عن تحقيقه بآلتها المدمِّرة وحربها الوحشية المتواصلة على لبنان منذ شهر.
أضاف: إن امريكا، ومعها دولاً اوروبية وغربية وأخرى عربية سقطت تحت ضغوطها، منحت اسرائيل وقتاً استثنائياً وغير معهود لتواصل حربها التدميرية وجرائمها الوحشية، بهدف استئصال المقاومة في لبنان وقتل روحها عبر المنطقة، ولا نستبعد ان يكون مسرح الأمم المتحدة هو الموقع الذي تدار من خلاله مسرحية سياسية تدميرية للمنطقة كلها، لأن الذي يجري هو تمديد للوقت العسكري والامني وتوسعة الاهداف السياسية، مع كلمات حييّة خجولة عن وقف إطلاق النار، وصولاً الى تخيير اللبنانيين بين الاستسلام او استكمال الحرب بحجة رفضهم للشروط المذلّة التي تفرض عليهم لحساب اسرائيل تحت سقف ما يسمى بـ"الشرعية الدولية".
وخلص سماحته الى القول: لم يعد أمام اللبنانيين ما يخسرونه بعد كل هذه المجازر وكل هذه الأثمان التي دفعت، وقدرنا ان نواجه الحرب المدمِّرة بالصبر والصمود والبطولات الرائعة التي يجسّدها شباب المقاومة ومجاهدوها، لأن ذلك سيصنع واقعاً جديداً في لبنان والأمة، ولن نكون مَن يصرخ أولاً في لعبة عضّ الأصابع التي يتفرّج عليها حكّام العرب، متناسين بأن الخطر الذي يدهم ساحاتهم بات على الأبواب.

المكتب الإعلامي  بيروت 16 رجــب 1427 هـ/ 10 آب 2006 م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية