بيان تنديد باعتداء النجف الأشرف

بيان تنديد باعتداء النجف الأشرف

في بيان له مندّداً باعتداء النجف الأشرف
فضل الله: المعتدون ينفّذون الخطط الصهيونية والأمريكية ولا يملكون شرف المقاومة

تعليقاً على الاعتداء الآثم الذي طاول النجف الأشرف، والذي سقط ضحيّته العشرات من المؤمنين الأبرياء، أصدر سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله البيان التالي:
في هذا الوقت الذي يخوض فيه المجاهدون حرب الأمة ومعركة الاسلام ضد اليهود المتوحشين الذين يقتلون اللبنانيين والفلسطينيين من المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ ويسجلون اقوى الانتصارات البطولية في خط المواجهة لأول مرة في تاريخ الصراع مع اليهود.. نجد في الساحة العراقية بعض الفئات من التكفيريين المتعصبين يخوضون المجازر الوحشية ضد العراقيين المدنيين من العمال والفلاحين والكسبة الأبرياء ومن الأطفال والنساء والشيوخ في المساجد والاسواق والشوارع من دون رحمة على أساس مذهبي اعمى في الوقت الذي يطبق الاحتلال الاميركي وحليفه البرطاني ورديفه الاسرائيلي على العراق مصادراً كل أوضاعه وناهباً ثرواته ومحاصراً شعبه ومطوّقاً سياسته ومحرّكاً حساسيته الطائفية والمذهبية الأمر الذي يوجه فيه كل الفوضى الامنية ويبشر بالحرب الاهلية من خلال مسؤوليته في بغداد وواشنطن، إنهم يشغلون الأمة عن ساحة الجهاد ضد الاسلام والمسلمين في لبنان وفلسطين والعراق ويخلقون فتنة مذهبية على صعيد العالم الاسلامي ليسقط تحت تأثير الاستكبار.
وقال: إننا نتساءل في هذه المرحلة الصعبة الدقيقة من تاريخنا العربي والاسلامي امام المجزرة الرهيبة التي قام بها شخص انتحاري بتفجير نفسه في السوق الكبير في النجف الاشرف القريب من حضرة الامام علي أمير المؤمنين عليه السلام في المناسبة الشريفة التي تلتقي بذكرى مولده فحصدت الكثير من المواطنين العراقيين والزائرين للمرقد المقدّس.. كيف يكون هذا الشخص منتسبا الى الاسلام الذي يحرم على المسلمين دماء اي مسلم او ماله او عرضه وكيف يكون فريقه المسمى بجيش الصحابة ـ إذا صحت النسبة ـ من اتباع صحابة الرسول (ص) الذين وصفهم الله في كتابه المجيد بقوله تعالى (أشداء على الكفار رحماء بينهم) ممن عرفوا كيف يتعاونون على البر والتقوى ويتشاورون في مصلحة الاسلام والمسلمين ولا سيما الكلمة الخالدة للامام علي (ع): لأُسلّمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن بها جور إلا علي خاصة.
وأضاف سماحته: إننا نتهم هؤلاء بأنهم يتحركون في ذهنياتهم ومجازرهم من خلال خلفيات خبيثة للموساد الاسرائيلي الذي دخل العراق مع الاحتلال ليعبث بكل اوضاعه ويمزق كل مفاصله وللمخابرات المركزية الامريكية لأنهم ينفذون بأعمالهم خطط الصهيونية والاستكبار التي تنطلق لتمنع وحدة العراق وتضامن شعبه وتعاون ابنائه وهذا هو ما يريده الاحتلال الامريكي في شعاره في الفوضى البناءة او الخلاقة كما يسميها الرئيس بوش وفي مشروع الشرق الاوسط الكبير او الجديد الذي لا يتناسب مع عراق موحد سيّد مضادّ للاحتلال مجاهد من أجل انسحابه من ارضه.
ووجه سماحته نداءً بقوله: إننا نقول للعراقيين الشرفاء من علماء ومثقفين وسياسيين من كل الطوائف والمذاهب، ارحموا بلدكم ووحدوا مواقفكم وتصالحوا فيما بينكم، وفكروا في المستقبل الذي ينتظره الشعب كله في بناء العراق العربي الاسلامي الجديد الذي ينطلق من قاعدة عروبته واسلامه ويحاول استعادة حضارته. ونتوجه للمرجعيات الاسلامية من الشيعة والسنة ان يتحملوا المسؤولية بقوة وان لا يفسحوا المجال لمثل هذه المآسي الانسانية في المجازر الوحشية ان تخلق اية فتنة طائفية مذهبية ثأرية لأن ذلك ليس من مصلحة الشيعة والسنة بل من مصلحة الاحتلال وعليهم ان يكونوا أكثر وعياً للاحداث المؤلمة ان تبعدهم عن الوحدة الاسلامية والوطنية.. وندعو الجميع ان لا يكتفوا بالاحتجاجات الكلامية والانكار الخطابي بل ان يبحثوا جميعاً عن هؤلاء ما هي انتماءاتهم وخلفياتهم وعلاقاتهم الخفية بالموساد والمخابرات الأمريكية ليكشفوهم للشعب العراقي وللعالم كله لانهم من زمرة المنافقين الذين تحدث عنهم القرآن.. ونرفع صوتنا الى المسلمين جميعا بأن يحترموا اخوّتهم الاسلامية وان يحلّوا مشاكلهم المذهبية الثقافية بالحوار العلمي الموضوعي الذي يرتكز على الثوابت والقواسم المشتركة وان يعرفوا ان دم الشيعي حرام على السني وان دم السني حرام على الشيعي فلا يجوز لأعمال الفعل وردّ الفعل ان تسيطر على المشاعر الملتهبة والآلام المتوترة ونتوجه للمسؤولين جميعا ان يرتفعوا الى مستوى المرحلة لينطلقوا في المحافظة على أمن الشعب العراقي ومحافظاته ولا سيما في العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وكل مواقع العبادة وليعملوا على المطالبة بزوال الاحتلال ومخلفاته واعوانه وليتعاون الشعب كله وليكون كل مواطن حارساًَ وخفيراً..
إننا نعتقد بشرعية المقاومة ضد الاحتلال ولكن الذين يقتلون العراقيين ويتحركون بالحقد المذهبي ضد المسلمين لا يملكون شرف المقاومة وليسوا منها في شيء؛ لأن المقاومة تحفظ دماء شعبها وتتحمل مسؤوليته حريته وأمنه واستقلاله .
وأقول في الختام لكل أخواني وابنائي في العراق الجريح ما قاله الله عزّ وجلّ: (يا أيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).

المكتب الإعلامي  بيروت 18 رجــب 1427 هـ/ 12 آب 2006 م.

في بيان له مندّداً باعتداء النجف الأشرف
فضل الله: المعتدون ينفّذون الخطط الصهيونية والأمريكية ولا يملكون شرف المقاومة

تعليقاً على الاعتداء الآثم الذي طاول النجف الأشرف، والذي سقط ضحيّته العشرات من المؤمنين الأبرياء، أصدر سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله البيان التالي:
في هذا الوقت الذي يخوض فيه المجاهدون حرب الأمة ومعركة الاسلام ضد اليهود المتوحشين الذين يقتلون اللبنانيين والفلسطينيين من المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ ويسجلون اقوى الانتصارات البطولية في خط المواجهة لأول مرة في تاريخ الصراع مع اليهود.. نجد في الساحة العراقية بعض الفئات من التكفيريين المتعصبين يخوضون المجازر الوحشية ضد العراقيين المدنيين من العمال والفلاحين والكسبة الأبرياء ومن الأطفال والنساء والشيوخ في المساجد والاسواق والشوارع من دون رحمة على أساس مذهبي اعمى في الوقت الذي يطبق الاحتلال الاميركي وحليفه البرطاني ورديفه الاسرائيلي على العراق مصادراً كل أوضاعه وناهباً ثرواته ومحاصراً شعبه ومطوّقاً سياسته ومحرّكاً حساسيته الطائفية والمذهبية الأمر الذي يوجه فيه كل الفوضى الامنية ويبشر بالحرب الاهلية من خلال مسؤوليته في بغداد وواشنطن، إنهم يشغلون الأمة عن ساحة الجهاد ضد الاسلام والمسلمين في لبنان وفلسطين والعراق ويخلقون فتنة مذهبية على صعيد العالم الاسلامي ليسقط تحت تأثير الاستكبار.
وقال: إننا نتساءل في هذه المرحلة الصعبة الدقيقة من تاريخنا العربي والاسلامي امام المجزرة الرهيبة التي قام بها شخص انتحاري بتفجير نفسه في السوق الكبير في النجف الاشرف القريب من حضرة الامام علي أمير المؤمنين عليه السلام في المناسبة الشريفة التي تلتقي بذكرى مولده فحصدت الكثير من المواطنين العراقيين والزائرين للمرقد المقدّس.. كيف يكون هذا الشخص منتسبا الى الاسلام الذي يحرم على المسلمين دماء اي مسلم او ماله او عرضه وكيف يكون فريقه المسمى بجيش الصحابة ـ إذا صحت النسبة ـ من اتباع صحابة الرسول (ص) الذين وصفهم الله في كتابه المجيد بقوله تعالى (أشداء على الكفار رحماء بينهم) ممن عرفوا كيف يتعاونون على البر والتقوى ويتشاورون في مصلحة الاسلام والمسلمين ولا سيما الكلمة الخالدة للامام علي (ع): لأُسلّمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن بها جور إلا علي خاصة.
وأضاف سماحته: إننا نتهم هؤلاء بأنهم يتحركون في ذهنياتهم ومجازرهم من خلال خلفيات خبيثة للموساد الاسرائيلي الذي دخل العراق مع الاحتلال ليعبث بكل اوضاعه ويمزق كل مفاصله وللمخابرات المركزية الامريكية لأنهم ينفذون بأعمالهم خطط الصهيونية والاستكبار التي تنطلق لتمنع وحدة العراق وتضامن شعبه وتعاون ابنائه وهذا هو ما يريده الاحتلال الامريكي في شعاره في الفوضى البناءة او الخلاقة كما يسميها الرئيس بوش وفي مشروع الشرق الاوسط الكبير او الجديد الذي لا يتناسب مع عراق موحد سيّد مضادّ للاحتلال مجاهد من أجل انسحابه من ارضه.
ووجه سماحته نداءً بقوله: إننا نقول للعراقيين الشرفاء من علماء ومثقفين وسياسيين من كل الطوائف والمذاهب، ارحموا بلدكم ووحدوا مواقفكم وتصالحوا فيما بينكم، وفكروا في المستقبل الذي ينتظره الشعب كله في بناء العراق العربي الاسلامي الجديد الذي ينطلق من قاعدة عروبته واسلامه ويحاول استعادة حضارته. ونتوجه للمرجعيات الاسلامية من الشيعة والسنة ان يتحملوا المسؤولية بقوة وان لا يفسحوا المجال لمثل هذه المآسي الانسانية في المجازر الوحشية ان تخلق اية فتنة طائفية مذهبية ثأرية لأن ذلك ليس من مصلحة الشيعة والسنة بل من مصلحة الاحتلال وعليهم ان يكونوا أكثر وعياً للاحداث المؤلمة ان تبعدهم عن الوحدة الاسلامية والوطنية.. وندعو الجميع ان لا يكتفوا بالاحتجاجات الكلامية والانكار الخطابي بل ان يبحثوا جميعاً عن هؤلاء ما هي انتماءاتهم وخلفياتهم وعلاقاتهم الخفية بالموساد والمخابرات الأمريكية ليكشفوهم للشعب العراقي وللعالم كله لانهم من زمرة المنافقين الذين تحدث عنهم القرآن.. ونرفع صوتنا الى المسلمين جميعا بأن يحترموا اخوّتهم الاسلامية وان يحلّوا مشاكلهم المذهبية الثقافية بالحوار العلمي الموضوعي الذي يرتكز على الثوابت والقواسم المشتركة وان يعرفوا ان دم الشيعي حرام على السني وان دم السني حرام على الشيعي فلا يجوز لأعمال الفعل وردّ الفعل ان تسيطر على المشاعر الملتهبة والآلام المتوترة ونتوجه للمسؤولين جميعا ان يرتفعوا الى مستوى المرحلة لينطلقوا في المحافظة على أمن الشعب العراقي ومحافظاته ولا سيما في العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وكل مواقع العبادة وليعملوا على المطالبة بزوال الاحتلال ومخلفاته واعوانه وليتعاون الشعب كله وليكون كل مواطن حارساًَ وخفيراً..
إننا نعتقد بشرعية المقاومة ضد الاحتلال ولكن الذين يقتلون العراقيين ويتحركون بالحقد المذهبي ضد المسلمين لا يملكون شرف المقاومة وليسوا منها في شيء؛ لأن المقاومة تحفظ دماء شعبها وتتحمل مسؤوليته حريته وأمنه واستقلاله .
وأقول في الختام لكل أخواني وابنائي في العراق الجريح ما قاله الله عزّ وجلّ: (يا أيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).

المكتب الإعلامي  بيروت 18 رجــب 1427 هـ/ 12 آب 2006 م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية