بيان حول العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان

بيان حول العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان

دعا فرنسا الى انعطافة سياسية سريعة قبل سقوطها شعبياً ولبنانياً
فضل الله يحذّر الدول من المشاركة في القوات الدولية
الـمقترحـة ويـدعـوها الى تلـمّس مواقع الخطر

رأى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن الحرب الأمريكية ـ الإسرائيلية على لبنان أتاحت للبنانيين معرفة أصدقائهم الحقيقيين، وكشف الوجه الحقيقي للعديد من الدول والحكومات التي كانت تدّعي الحرص على لبنان ، وأثبتت لهم بأن بعض هذه الدول متورط فعلاً في الحرب على لبنان، وقد فعل كل ما يستطيعه لتسهيل محاولات الاختراق العسكرية والسياسية الإسرائيلية للداخل اللبناني.
وقال سماحته: إن بعض الدول الأوروبية وعلى الرغم من التجاذبات التي كانت تعتري علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها أبدت مرونة مخيفة لحساب إسرائيل عندما تماشت مصالحها في لبنان ومستقبل دورها في هذا البلد بحساب المصالح الإسرائيلية، فتعاونت مع الإدارة الأمريكية لتطويق لبنان في مجلس الأمن وخارجه، على الرغم من كل العواطف التي أبدتها حيال لبنان في الاتصالات والزيارات، ولذلك فكل هؤلاء شريك في سفك دم هذا الصدّيق لحساب إسرائيل، وكلهم شريك في المجازر التي ارتكبت ضد اللبنانيين وفي ذبح الطفولة اللبنانية بدم بارد.
ولم يستبعد سماحته أن تكون المداولات بشأن مشروع القرار الدولي حيال لبنان جرت في مناخ من التوافق المرسوم، مع الإيحاء منذ البداية بالاختلاف حول بعض العبارات لإعطاء فرصة أكبر لإسرائيل زمنياً علّها تستطيع تغيير الواقع ميدانياً، وعندما فشلت إسرائيل بذلك جاء مشروع القرار الأمريكي ـ الفرنسي فاضحاً ومكشوفاً بالمستوى الذي لم تستطع فيه فرنسا أن تختبئ وراء إصبعها ، وليظهر للجميع بأنها تتحرك في إطار من العقد السياسية وربما الشخصية التي تجعل مصالحها في موقع التهديد فيما تبدي الحرص على موقع إسرائيل.
أضاف: إن الذي كان يستمع قبل سنتين الى مواقف الرئيس الفرنسي الداعية لاحترام القانون الدولي، ولإنقاذ الإنسانية من شرور حروب الهيمنة والغطرسة، يدرك تماماً المسافة التي قطعتها باريس للحاق بالقطار الأمريكي، ومدى التورط الذي سلكته في هذا المجال، مما نخشى معه أن تسقط فرنسا في المنطقة شعبياً ـ وتسقط لبنانياً ـ إذا لم تبادر للقيام بانعطافة حقيقية، خصوصاً وأن الشعوب لا ترحم عندما تصل المسألة الى وجودها ومستقبل أجيالها، وإنني أسأل: أين هي الثورة الفرنسية وأين هي فرنسا المقاومة في مواجهة النازي، وأين هي فرنسا الحرية والمساواة وحقوق الإنسان؟!
ورأى سماحته بأن الأمور باتت مكشوفة أمام اللبنانيين بمن فيهم أولئك الذين توهّموا العكس، وبأن أمريكا الإدارة تريد للبنان أن يكون نموذجاً للعنف الدامي في الشرق الأوسط، ليسقط النموذج الوهمي للديمقراطية الذي تحدث عنه الرئيس الأمريكي، لأن أمريكا تريد لبنان ساحة جديدة لمشروعها التمزيقي والتفتيتي التي تحاول ـ دون نجاح ـ تمريره في المنطقة.
وتابع: إن الآفاق التي رسمها مشروع القرار الفرنسي ـ الأمريكي، الإسرائيلي الصنع، في مجلس الأمن هي آفاق المشروع الأمريكي المتداعي في المنطقة، والذي يبحث عن إمكانيات ولادة جديدة في لبنان، وهو ما لن يُكتب له العيش على كل حال، وينبغي على كل الدول التي تُقدَّم لها الإغراءات للمشاركة في القوات الدولية التي يُراد لها حماية إسرائيل أن تتلمّس مواقع الخطر، لتعرف أن ما عجزت عنه إسرائيل لن تستطيع أية بدائل أن تقوم به، لتتأكد هذه الدول أن لبنان الشعب والمقاومة والدولة سيتعامل معها كقوات احتلال أو كقوة مكمّلة للاحتلال الإسرائيلي.
وخلص الى القول: إن المقاومة في لبنان أعادت الحياة للأمة كلها، ووضعتها في مواجهة المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي وجهاً لوجه بعدما أُريد لها أن تضيع في متاهات الخلافات الداخلية، وعلى العرب جميعاً ـ بمن فيهم المسؤولين في الجامعة العربية، وكل من يتمسّكون بعروشهم من خلال الإمساك بالحبل الأمريكي ـ أن يستفيقوا ويأخذوا ما يجري على محمل الجد قبل أن تصل النار إليهم، بعد ان تكون القمة العربية المتوقعة والآتية بعد شهر كامل من الحرب الأمريكية الفعلية على لبنان خطوة على هذا الطريق قبل أن تزحف الأحداث الى مواقعهم، وقبل أن تطالهم الزلازل والقواصف القادمة.

المكتب الإعلامي  بيروت 13 رجــب 1427 هـ/ 7 آب 2006 م.

دعا فرنسا الى انعطافة سياسية سريعة قبل سقوطها شعبياً ولبنانياً
فضل الله يحذّر الدول من المشاركة في القوات الدولية
الـمقترحـة ويـدعـوها الى تلـمّس مواقع الخطر

رأى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن الحرب الأمريكية ـ الإسرائيلية على لبنان أتاحت للبنانيين معرفة أصدقائهم الحقيقيين، وكشف الوجه الحقيقي للعديد من الدول والحكومات التي كانت تدّعي الحرص على لبنان ، وأثبتت لهم بأن بعض هذه الدول متورط فعلاً في الحرب على لبنان، وقد فعل كل ما يستطيعه لتسهيل محاولات الاختراق العسكرية والسياسية الإسرائيلية للداخل اللبناني.
وقال سماحته: إن بعض الدول الأوروبية وعلى الرغم من التجاذبات التي كانت تعتري علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها أبدت مرونة مخيفة لحساب إسرائيل عندما تماشت مصالحها في لبنان ومستقبل دورها في هذا البلد بحساب المصالح الإسرائيلية، فتعاونت مع الإدارة الأمريكية لتطويق لبنان في مجلس الأمن وخارجه، على الرغم من كل العواطف التي أبدتها حيال لبنان في الاتصالات والزيارات، ولذلك فكل هؤلاء شريك في سفك دم هذا الصدّيق لحساب إسرائيل، وكلهم شريك في المجازر التي ارتكبت ضد اللبنانيين وفي ذبح الطفولة اللبنانية بدم بارد.
ولم يستبعد سماحته أن تكون المداولات بشأن مشروع القرار الدولي حيال لبنان جرت في مناخ من التوافق المرسوم، مع الإيحاء منذ البداية بالاختلاف حول بعض العبارات لإعطاء فرصة أكبر لإسرائيل زمنياً علّها تستطيع تغيير الواقع ميدانياً، وعندما فشلت إسرائيل بذلك جاء مشروع القرار الأمريكي ـ الفرنسي فاضحاً ومكشوفاً بالمستوى الذي لم تستطع فيه فرنسا أن تختبئ وراء إصبعها ، وليظهر للجميع بأنها تتحرك في إطار من العقد السياسية وربما الشخصية التي تجعل مصالحها في موقع التهديد فيما تبدي الحرص على موقع إسرائيل.
أضاف: إن الذي كان يستمع قبل سنتين الى مواقف الرئيس الفرنسي الداعية لاحترام القانون الدولي، ولإنقاذ الإنسانية من شرور حروب الهيمنة والغطرسة، يدرك تماماً المسافة التي قطعتها باريس للحاق بالقطار الأمريكي، ومدى التورط الذي سلكته في هذا المجال، مما نخشى معه أن تسقط فرنسا في المنطقة شعبياً ـ وتسقط لبنانياً ـ إذا لم تبادر للقيام بانعطافة حقيقية، خصوصاً وأن الشعوب لا ترحم عندما تصل المسألة الى وجودها ومستقبل أجيالها، وإنني أسأل: أين هي الثورة الفرنسية وأين هي فرنسا المقاومة في مواجهة النازي، وأين هي فرنسا الحرية والمساواة وحقوق الإنسان؟!
ورأى سماحته بأن الأمور باتت مكشوفة أمام اللبنانيين بمن فيهم أولئك الذين توهّموا العكس، وبأن أمريكا الإدارة تريد للبنان أن يكون نموذجاً للعنف الدامي في الشرق الأوسط، ليسقط النموذج الوهمي للديمقراطية الذي تحدث عنه الرئيس الأمريكي، لأن أمريكا تريد لبنان ساحة جديدة لمشروعها التمزيقي والتفتيتي التي تحاول ـ دون نجاح ـ تمريره في المنطقة.
وتابع: إن الآفاق التي رسمها مشروع القرار الفرنسي ـ الأمريكي، الإسرائيلي الصنع، في مجلس الأمن هي آفاق المشروع الأمريكي المتداعي في المنطقة، والذي يبحث عن إمكانيات ولادة جديدة في لبنان، وهو ما لن يُكتب له العيش على كل حال، وينبغي على كل الدول التي تُقدَّم لها الإغراءات للمشاركة في القوات الدولية التي يُراد لها حماية إسرائيل أن تتلمّس مواقع الخطر، لتعرف أن ما عجزت عنه إسرائيل لن تستطيع أية بدائل أن تقوم به، لتتأكد هذه الدول أن لبنان الشعب والمقاومة والدولة سيتعامل معها كقوات احتلال أو كقوة مكمّلة للاحتلال الإسرائيلي.
وخلص الى القول: إن المقاومة في لبنان أعادت الحياة للأمة كلها، ووضعتها في مواجهة المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي وجهاً لوجه بعدما أُريد لها أن تضيع في متاهات الخلافات الداخلية، وعلى العرب جميعاً ـ بمن فيهم المسؤولين في الجامعة العربية، وكل من يتمسّكون بعروشهم من خلال الإمساك بالحبل الأمريكي ـ أن يستفيقوا ويأخذوا ما يجري على محمل الجد قبل أن تصل النار إليهم، بعد ان تكون القمة العربية المتوقعة والآتية بعد شهر كامل من الحرب الأمريكية الفعلية على لبنان خطوة على هذا الطريق قبل أن تزحف الأحداث الى مواقعهم، وقبل أن تطالهم الزلازل والقواصف القادمة.

المكتب الإعلامي  بيروت 13 رجــب 1427 هـ/ 7 آب 2006 م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية