بيان حول مسألة التمادي في الإساءة للرسول الأكرم(ص)

بيان حول مسألة التمادي في الإساءة للرسول الأكرم(ص)

دعا الحكومة الدانمركيّة إلى وضع أطر قانونية وعمليّة لمواجهة الإساءات المتكرّرة ضدّ النبيّ(ص)
فضل الله: ما حدث يمثّل خفّة فكريّة وثقافيّة قد تثير ردود فعل سلبيّة

رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ المنهجيّة التي يتحرّك فيها الغرب على المستوى السياسي والثقافي، والتي تتلخّص باللامبالاة أحياناً، والتغطية أحياناً أخرى، والتواطؤ ثالثة، تجاه مظاهر عدم احترام الأديان، والتطبيقات السيّئة لمبدأ حرّية التعبير، ولاسيّما اتجاه الإسلام ورموزه المقدّسة، من شأنها أن تنعكس سلباً على موقع الأديان بعامة لدى الشعوب، وتزيد من الفجوة التي يعمل الكثيرون على إيجادها لتشكّل عائقاً أمام حوار الأديان والحضارات. كما يؤسّس لأرضيّة في التعامل اللاأخلاقي مع الآخر لا ترتكز على الاحترام المتبادل للمعتقدات والمقدّسات، ويضرب قواعد التسامح والمحبّة التي نادت بها المسيحيّة والإسلام.

وشدّد على أن مبدأ الحرّية هو مبدأ مقدّس، سواء ما يتّصل بحرّية العقيدة أو بحرية التعبير؛ ولكنّ ما نشهده اليوم من ممارسات تطاول الرموز المقدّسة للإسلام والنبيّ محمّد(ص) على وجه الخصوص، يدلّ ـ في الحدّ الأدنى ـ على انحطاط لدى المؤسّسات الغربيّة، والرأي العام في بعض الأحيان، في صياغة المفاهيم التي تختزنها عناوين القيم، والتي منها حرّية التعبير؛ لأنّ هذه الحرّية لا بدّ من أن ترتكز على القيم الإنسانيّة الثابتة التي تحترم اقتناعات الأخر والتزاماته ومقدّساته. كما أنّ ذلك يعكس ـ في حدّه الأقصى ـ خلفيّات عدائيّة للإسلام والمسلمين.

وإذ أسف سماحته إلى انخراط قيادات غربيّة، دينيّة أو غيرها، في عملية الإساءة للإسلام والمسلمين، من خلال تعميم سلوكيّات جماعات خاصّة تتخّذ العنف الوسيلة الأساس في حركتها على عامّة المسلمين، كما يحصل في الدعاية التي يقودها كثير من وسائل الإعلام والمواقع السياسية ـ بشكل مباشر أو غير مباشر ـ ضدّ الواقع الإسلامي بعامّة، والتي كان آخرها ما صدر من بعض المسؤولين الهولنديّين، أو من خلال استدعاء أفكار قديمة تعكس رؤى سلبيّة تجاه الإسلام تمّ نقدها في مدى الزمن، كما رأينا في كلمة بابا الفاتيكان منذ أسابيع، أو من خلال تصريحات تنتقد خيارات شخصيّة لبعض المسلمين، كما حصل مؤخّراً في بريطانيا.

واستنكر سماحته تكرّر الإساءة للنبيّ محمّد(ص)، والتي كان آخرها ما أبرزته وسائل الإعلام من إهانة بعض الفئات الحزبيّة الدانمركيّة لشخص الرسول الكريم(ص) ومكانته، لافتاً إلى أنّ ذلك يمثّل لوناً من ألوان السخف والخفّة الفكريّة والثقافيّة، إضافة إلى كونه يعكس كراهية عمياء ضدّ الإسلام، يتغّذى ـ بشكل وبآخر ـ من البيئة السياسية والإعلامية التي تكاد تغدو موحّدة، حتى في الشكل، في إبراز العداء للإسلام كدين، وللمسلمين كجزء من المجتمعات الغربية المتنوّعة.

وقال سماحته: إنّنا في الوقت الذي لا نبادر إلى تحميل الحكومة الدانمركيّة المسؤوليّة عمّا حدث، ندعوها إلى الارتفاع بموقفها من مستوى الإدانة اللفظيّة إلى وضع أطر قانونيّة وعمليّة لمعالجة الواقع الذي يفرز مثل هذه الأساليب، وخصوصاً أن حال اللامبالاة إزاء تمادي الإساءات ضد الإسلام، قد تهيّئ الأجواء لردود فعل سلبيّة بوحي من الانفعال العاطفي الذي قد لا تتوافر الإمكانات الواقعيّة لضبطه، أو معالجة نتائجه السلبيّة على الواقع الإسلامي والغربي معاً.

ودعا سماحته الغربيين من سلطات ومسؤولين ومعنيين إضافة إلى وسائل الإعلام الغربية، أن يلتفتوا إلى خطورة هذه الإساءات التي تكرّرت كثيراً خصوصاً أن الوجود الإسلامي أصبح متجذّراً في الغرب.

وقال: إننا في الوقت الذي لا نريد أن تحدث أية أعمال سلبية في الغرب، كردّ فعل على هذه الإساءات، ونؤكّد على المسلمين احترام الغربيين وعدم الإساءة إليهم، نؤكد على الغربيين احترام الإسلام وعدم الإساءة لمقدسات المسلمين، كي لا يتحول ذلك إلى ملفٍ من الملفات الساخنة أو الدامية في ردود الفعل التي تسيء للعلاقة بين المسلمين والغربيين بطريقة وأخرى.

وخلص سماحته إلى التأكيد على الدعوة التي كان وجّهها سابقاً إلى الأمين العام للأمم المتّحدة للعمل على إصدار قانون معاداة الإسلام، والذي يطاول كل الحالات العدائية ضدّ الإسلام والمسلمين والتي يُمارسها الكثيرون باسم حرّية التعبير والنقد، وإرساء قواعد الحوار الإنساني الذي يرتكز على احترام الاقتناعات الدينية وتأكيد موقع العقل في إدارة الأفكار المختلفة.
 

مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 16 رمضان 1427هـ الموافق: 9 تشرين الأول2006م

"المكتب الإعلامي"

دعا الحكومة الدانمركيّة إلى وضع أطر قانونية وعمليّة لمواجهة الإساءات المتكرّرة ضدّ النبيّ(ص)
فضل الله: ما حدث يمثّل خفّة فكريّة وثقافيّة قد تثير ردود فعل سلبيّة

رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ المنهجيّة التي يتحرّك فيها الغرب على المستوى السياسي والثقافي، والتي تتلخّص باللامبالاة أحياناً، والتغطية أحياناً أخرى، والتواطؤ ثالثة، تجاه مظاهر عدم احترام الأديان، والتطبيقات السيّئة لمبدأ حرّية التعبير، ولاسيّما اتجاه الإسلام ورموزه المقدّسة، من شأنها أن تنعكس سلباً على موقع الأديان بعامة لدى الشعوب، وتزيد من الفجوة التي يعمل الكثيرون على إيجادها لتشكّل عائقاً أمام حوار الأديان والحضارات. كما يؤسّس لأرضيّة في التعامل اللاأخلاقي مع الآخر لا ترتكز على الاحترام المتبادل للمعتقدات والمقدّسات، ويضرب قواعد التسامح والمحبّة التي نادت بها المسيحيّة والإسلام.

وشدّد على أن مبدأ الحرّية هو مبدأ مقدّس، سواء ما يتّصل بحرّية العقيدة أو بحرية التعبير؛ ولكنّ ما نشهده اليوم من ممارسات تطاول الرموز المقدّسة للإسلام والنبيّ محمّد(ص) على وجه الخصوص، يدلّ ـ في الحدّ الأدنى ـ على انحطاط لدى المؤسّسات الغربيّة، والرأي العام في بعض الأحيان، في صياغة المفاهيم التي تختزنها عناوين القيم، والتي منها حرّية التعبير؛ لأنّ هذه الحرّية لا بدّ من أن ترتكز على القيم الإنسانيّة الثابتة التي تحترم اقتناعات الأخر والتزاماته ومقدّساته. كما أنّ ذلك يعكس ـ في حدّه الأقصى ـ خلفيّات عدائيّة للإسلام والمسلمين.

وإذ أسف سماحته إلى انخراط قيادات غربيّة، دينيّة أو غيرها، في عملية الإساءة للإسلام والمسلمين، من خلال تعميم سلوكيّات جماعات خاصّة تتخّذ العنف الوسيلة الأساس في حركتها على عامّة المسلمين، كما يحصل في الدعاية التي يقودها كثير من وسائل الإعلام والمواقع السياسية ـ بشكل مباشر أو غير مباشر ـ ضدّ الواقع الإسلامي بعامّة، والتي كان آخرها ما صدر من بعض المسؤولين الهولنديّين، أو من خلال استدعاء أفكار قديمة تعكس رؤى سلبيّة تجاه الإسلام تمّ نقدها في مدى الزمن، كما رأينا في كلمة بابا الفاتيكان منذ أسابيع، أو من خلال تصريحات تنتقد خيارات شخصيّة لبعض المسلمين، كما حصل مؤخّراً في بريطانيا.

واستنكر سماحته تكرّر الإساءة للنبيّ محمّد(ص)، والتي كان آخرها ما أبرزته وسائل الإعلام من إهانة بعض الفئات الحزبيّة الدانمركيّة لشخص الرسول الكريم(ص) ومكانته، لافتاً إلى أنّ ذلك يمثّل لوناً من ألوان السخف والخفّة الفكريّة والثقافيّة، إضافة إلى كونه يعكس كراهية عمياء ضدّ الإسلام، يتغّذى ـ بشكل وبآخر ـ من البيئة السياسية والإعلامية التي تكاد تغدو موحّدة، حتى في الشكل، في إبراز العداء للإسلام كدين، وللمسلمين كجزء من المجتمعات الغربية المتنوّعة.

وقال سماحته: إنّنا في الوقت الذي لا نبادر إلى تحميل الحكومة الدانمركيّة المسؤوليّة عمّا حدث، ندعوها إلى الارتفاع بموقفها من مستوى الإدانة اللفظيّة إلى وضع أطر قانونيّة وعمليّة لمعالجة الواقع الذي يفرز مثل هذه الأساليب، وخصوصاً أن حال اللامبالاة إزاء تمادي الإساءات ضد الإسلام، قد تهيّئ الأجواء لردود فعل سلبيّة بوحي من الانفعال العاطفي الذي قد لا تتوافر الإمكانات الواقعيّة لضبطه، أو معالجة نتائجه السلبيّة على الواقع الإسلامي والغربي معاً.

ودعا سماحته الغربيين من سلطات ومسؤولين ومعنيين إضافة إلى وسائل الإعلام الغربية، أن يلتفتوا إلى خطورة هذه الإساءات التي تكرّرت كثيراً خصوصاً أن الوجود الإسلامي أصبح متجذّراً في الغرب.

وقال: إننا في الوقت الذي لا نريد أن تحدث أية أعمال سلبية في الغرب، كردّ فعل على هذه الإساءات، ونؤكّد على المسلمين احترام الغربيين وعدم الإساءة إليهم، نؤكد على الغربيين احترام الإسلام وعدم الإساءة لمقدسات المسلمين، كي لا يتحول ذلك إلى ملفٍ من الملفات الساخنة أو الدامية في ردود الفعل التي تسيء للعلاقة بين المسلمين والغربيين بطريقة وأخرى.

وخلص سماحته إلى التأكيد على الدعوة التي كان وجّهها سابقاً إلى الأمين العام للأمم المتّحدة للعمل على إصدار قانون معاداة الإسلام، والذي يطاول كل الحالات العدائية ضدّ الإسلام والمسلمين والتي يُمارسها الكثيرون باسم حرّية التعبير والنقد، وإرساء قواعد الحوار الإنساني الذي يرتكز على احترام الاقتناعات الدينية وتأكيد موقع العقل في إدارة الأفكار المختلفة.
 

مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 16 رمضان 1427هـ الموافق: 9 تشرين الأول2006م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية