استشارة..
هل يجوز للزّوج أن يمتنع عن الإنفاق على زوجته إذا كانت عاملة وتتقاضى راتباً؟
وجواب..
هذا الموضوع هو محلّ جدل، ويولّد مشاكل بين الزوجين، وله علاقة بدور
الرجل والمرأة داخل الأسرة من الناحية الماليّة.
نعم، هناك مشكلة تحصل بين الأزواج؛ فإذا كانت الزّوجة موظفة وعاملة ولديها راتب، فقد تصرف على نفسها وعلى البيت، ولا تطلب من زوجها مالاً، وإذا طلبت يقول لها لديك مال اصرفي منه.
والمشكلة الأكبر إذا كان الزوج لا يعمل لسببٍ ما. هنا أيضاً تقع المشكلة، وتشعر الزوجة بالغبن، وخصوصاً إذا كانت معاملة الزوج غير لائقة.
إحدى النساء قالت لي قبل عدة سنوات، إنها كانت مديرة بنك، وكان راتبها عالياً، وكانت تصرف على البيت كلّ راتبها، ولم تشعر في يوم بأنها بحاجة إلى مال زوجها. وعندما تقاعدت وأصبحت بحاجة إلى المال، أصبحت تعاني من زوجها في الموضوع الماليّ، فلا يعطيها إلّا بعد نقاش، ويحاسبها على ما تصرفه، مع أن زوجها دكتور معروف في البلد.
بعض النساء تقول إنها تخجل أن تطلب من زوجها مالاً، وآخر مرة قالت لي زوجةٌ هذا الأمر كان يوم أمس، فقلت لها: لا مبرّر للخجل، هذا حقّك.
هذا نموذج من اختلاف الزوجين على دور كلّ واحد منهما.
النتيجة أن الإنفاق داخل الأسرة على الزوجة والأولاد هو من واجب الزوج، ولا يحقّ له التذرع بعمل الزوجة ليمتنع عن الإنفاق عليها، وإذا قامت هي بالمساعدة في النفقة على الأسرة، فإنّ مقتضى الوفاء أن يقدّر لها ذلك، فلا يبخل عليها فيما لو احتاجت إلى مال في مرحلة لاحقة، أو لا يتّكل عليها في كلّ الحاجات الفردية أو أغلبها...
***
مرسل الاستشارة: ................
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: سماحة الشّيخ يوسف سبيتي. عالم دين وباحث إسلامي، وعضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة المرجع فضل الله(رض).