استشارة..
لماذا نجد الكثير من الدّول العلمانيّة تعيش التقدّم من كلّ النواحي، فيما يقبع مجتمعنا الديني الإسلاميّ بعيداً من التطوّر والتقدّم؟!
وجواب..
التقدم الاجتماعي والازدهار العمراني والاقتصادي له أسبابه العلمية والمادية، فإذا حازها الناس، فهم سيعيشون في رخاء وبحبوحة، مؤمنين كانوا أو غير مؤمنين، أما العدل الاجتماعي والسعادة والأمن، فهي أمور تحتاج إلى نظام صحيح وعقيدة صحيحة، وبدونهما قد يتقدّم المجتمع مادياً، لكنه لن يكون آمناً ولا سعيداً ولا عادلاً بالنحو المطلوب.
هذا له أسبابه الموضوعية عبر التاريخ؛ من سيطرة الخلفاء المنحرفين والدّول الغربيّة على بلاد المسلمين، وسلب ثرواتهم، وإحداث الخلافات والنزاعات والحروب بينهم، مع جهل أبناء هذه الأمّة لهذه المؤامرات، ووقوعهم فريسة الخداع، وهذا ما جعل الغرب يتطوّر في علومه وصناعاته وتقنيّاته، وجعل المسلمين يتأخّرون، مع أنهم أصحاب الحضارة، وأسّسوا للعلوم التي أخذها الغرب. ولكن التجربة الإسلامية الحاليّة، ولو على نطاق معيّن، تشهد على إمكانية وصول المسلمين إلى ما وصل إليه الغرب، مع توفر الظروف المناسبة، ووجود الجهد والإخلاص والوعي والمسؤوليّة عن الأمّة وثرواتها، وعدم التبعية للغرب وخيانة الحكام لشعوبهم وأماناتهم.
***
مرسل الاستشارة: .........
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)/ سؤال وجواب.