بسم الله الرحمن الرحيم
خطبتا صلاة الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته:
صراع الأمم حصيلة الإعلام المغرض
خبر الفاسق وآثاره السلبية
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على فعلتم نادمين* واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبّب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون* فضلاً من الله ونعمة والله عليمٌ حكيم} [الحجرات:6-8].
لهذه الآيات قصة، وهي ـ حسب ما ذكرته السيرة ـ أن النبي(ص) أرسل رسولاً إلى بني المصطلق ليجمع له زكاة أموالهم، كما هو البرنامج الذي كان يسير عليه الرسول(ص) في جمع الزكوات، ليوزعها في مواردها الشرعية، ولكن هذا الشخص كانت بينه وبين بني المصطلق بعض التعقيدات والخلافات، فرجع إلى الرسول(ص)، وأخبره بأن القوم امتنعوا عن دفع الزكاة، وخاف أن يقتلوه، عندها تحفّز المسلمون للهجوم على هؤلاء لأنهم تمردوا على رسول رسول الله(ص) وهدّدوه، باعتبار أنّ هذا التمرد موجّه إلى الإسلام، ولكن بني المصطلق، الذين كانوا من المؤمنين المخلصين، استغربوا عدم وصول رسول رسول الله(ص) إليهم، فجاؤوا إلى رسول الله(ص) مستغربين عدم مجيء رسوله إليهم، متسائلين هل إن رسول الله غاضب منهم؟ وأخبروه بحقيقة الموضوع.
وتروي بعض الروايات، أن النبي(ص) عندما سمع بذلك، أرسل شخصاً يستعلم الأمر، فأخبره بغير ما أخبره به الشخص الأول، فنـزلت هذه الآية لتوجِّه المسلمين الذين أخذهم الحماس والانفعال بسبب ما نقله لهم الشخص الأول، الذي كان لا يملك التقوى ولا يلتزم بالصدق، وكان ينقل الخبر على أساس تعقيداته النفسية، ليجعل النبي(ص) يثأر لتعقيداته، ولكن النبي(ص) ـ كما ذكرت الروايات ـ كان متثبتاً أمام هيجان المسلمين.
صفات المُخبِر
فهذه الآية تقول للمؤمنين جميعاً: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ ـ بمعنى إذا أخبركم شخص بنبأٍ ما أو خبرٍ ما، فلا تستعجلوا تصديقه، ولا تندفعوا مع خبره، ولكن ادرسوا شخصيته؛ هل هذا المُخبر يخاف الله أو لا؟ هل هو إنسان فاسق يتجرأ على الفتنة وعلى المعصية، أو أنه إنسان عادل لا يتكلم ولا يخبر إلا بما هو حق؟ ادرسوا شخصيته؛ فإذا رأيتموه إنساناً فاسقاً لا يعيش مسؤولية الصدق ولا يخاف الله فتوقفوا، وحاولوا أن تتثبتوا مما أخبركم به بوسائلكم الخاصة ـ فتبيّنوا ـ اسألوا الناس الموثوقين، تبينوا واستوضحوا الموضوع بوسائلكم الخاصة ـ أن تصيبوا قوماً بجهالةـ لأنكم إذا اندفعتم وصدقتموه، وكان كاذباً، وتصرفتم مع الناس الذين أخبركم عنهم بالسوء بطريقة عدائية، ثم ظهر لكم بعد ذلك أن هؤلاء الناس أبرياء، وأنهم لم يفعلوا السوء ـ فتصبحوا على فعلتم نادمين} حيث لا ينفع الندم.
ثم يؤكد الله سبحانه أن وجود النبي بين المسلمين هو الضمانة، لأنّه يؤكد الحق فيما يرشد المسلمين إليه، فلا يطيعهم في انفعالاتهم وهيجانهم وحماسهم، بل إنه يؤكد لهم السير على خط الإيمان واجتناب خط الفسق والكفر والعصيان.
ونحن عندما ندرس هذه الآية، فإننا نجد أنها تقدِّم صورة عن كيفية التعامل مع حركة الإعلام في العالم، سواء كان هذا الإعلام على المستوى الفردي أو الاجتماعي أو على مستوى الأمة أو في حالتي الحرب والسلم، فربما يأتي إنسان ليخبر شخصاً آخر بالسوء عن زوجته، فتأخذ هذا الزوج الغيرة ويندفع بفعل هذا المُخبر لمعاقبتها، أو ربما يخبره عن أخيه أو قريبه بالسّوء، فهذه الآية تؤكد مسألة، وهي أنّه إذا كان هذا الإنسان (المُخبر) فاسقاً يخطط للفتنة ويريد أن يفرِّق بين المرء وزوجه، وبين الأخ وأخيه، فعليك أن تتحفظ ولا تقبل خبره، وأن تتبين الحقيقة بنفسك.
الخبر من أدوات الفتنة
وقد تتحقّق هذه المسألة في الواقع الاجتماعي عندما تختلف بعض العوائل والعشائر في بعض شؤونها، فيأتي أصحاب الفتنة من داخل العشيرة أو من خارجها ليطلقوا بعض الأخبار التي تعقِّد الأمور وتثير الحساسيات، وتقرب الواقع إلى حدّ النـزاع والخلاف وربما الحرب.
وقد تتمثل هذه المسألة أيضاً في الخلافات التي تحدث بين الأحزاب، وقد ابتلينا في بعض ما مر على مجتمعاتنا بمثل هذا، حيث يندفع في هذا الحزب أو ذاك الحزب، أو هذه الحركة أو تلك الحركة، بعض الناس الذين يعيشون العصبية الحزبية، ممّن لا ورع لهم، فيحاولون إثارة الفتنة التي قد تؤدي إلى حال من النـزاع أو من الصراع الذي قد ينتهي إلى حرب بينهما، كما حدث فيما مضى في بعض أوضاعنا السلبية التي عشناها.
والأمر ذاته عندما ندخل في الجو السياسي، كما في جو المعارضة والموالاة، حيث نسمع من كلّ فريق حديثاً يعقِّد المجتمع من الفريق الآخر، فتسقط الحلول الواقعية،وتتحرك العصبيات من خلال خبر هذا وخبر ذاك. وهذا ما نلاحظه في التعليقات اليومية التي ينقلها إلينا الإعلام من قبل بعض الناس الذين يسمّون أنفسهم أو يسميهم الناس بالقيادات، ولو أنصف الناس لأبعدوهم عن معنى القيادة، لأن القيادة هي التي تحفظ للمجتمع وللأمة سلامها واستقرارها وحقوقها وأوضاعها، وليست التي تزيد من الأزمات.
وهكذا تمتد المسألة إلى الدول التي تتحرك بالأكاذيب الكبرى لتخطِّط لحرب هنا أوهناك، كما لاحظناه في الولايات المتحدة الأمريكية، التي أطلقت كذبة كبرى في مسألة العراق، وفي الكثير من فصول أكاذيبها فيما حدث في 11أيلول، فهي حتى الآن لم تنشر كل التحقيقات فيما حدث، ولكن أخذت الإدارة الأمريكية تطلق أكاذيبها في مسألة الحديث عن الإرهاب، وحاولت أن تسيطر على العالم، ولاسيما العالم العربي والإسلامي تحت تأثير الحرب على الإرهاب، حتى إنها أصبحت تتهم كل الذين يعارضون سياستها، كالمقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان، بأنها منظمات إرهابية، كما تتهم الدول الداعمة للمقاومة، كسوريا وإيران، بأنها من الدول الداعمة للإرهاب.
تعقّل الخبر
لذلك أيها الأحبة، إن الله يناديكم بصفة الإيمان: {يا أيها الذين آمنوا...}،أي إذا كنتم مؤمنين، فلا تقبلوا خبر إنسان لا يخاف الله، ولا تقبلوا الأخبار التي تُنشر في الصحف، إذا كانت الجهة المشرفة على هذه الصحف جهة غير مسؤولة، وكان الأشخاص فيها يتحركون في خط الفسق. كذلك بالنسبة إلى الفضائيات، لأنّ كل فضائية تحكمها دولة، وقد تكون هذه الدولة الولايات المتحدة الأمريكية، أو بعض الدول العربية التي ترتبط بإسرائيل، وهكذا.
لذلك، على الإنسان أن لا يعطي لأذنه الحرية في أن تقبل كل ما تسمعه، وقد تحدّث الله عن الأذن بقوله تعالى: {وتعِيَها أذن واعية} [الحاقة:12]، فيجب أن تكون واعياً لكلّ ما تسمعه، وأن تترك عقلك يفكّر في أيّ خبر؛ هل هو خبر معقول أو لا؟ وهل له أساس أو لا؟
وهذا الأمر يؤكده الكثير مما نعيشه في مجتمعنا، فقد نرى أن الكثير من المشاكل التي نواجهها، سواء في البيت أو في المجتمع، على المستوى الفردي أو الاجتماعي أو الأمني، إنّما تنطلق من خلال الإعلام، فهناك الكثير من المحلّلين أو المخبرين يخوّفون الناس بأمور كثيرة، فلا تستمعوا إلى أيٍّ كان، بلسلوا العقلاء والمسؤولين في كل القضايا، فقد لا يكون لما يخبرونكم به أي أساس.فالله سبحانه وتعالى يقول لكم: لا تعتمدوا على ما تسمعونه، بل اعتمدوا على عقولكم، لأن العقل هو الذي يحسب الحسابات، وهو الذي يميز الواقع الصائب من غيره... وذلك بقوله: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على فعلتم نادمين}.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله، اتقوا الله، وواجهوا كل أموركم بالحق والصدق والاستقامة والالتزام بما يرضاه الله ورسوله فيما تأخذون من الأخبار أو ترفضونه، حتى لا تندموا في موقع لا ينفعكم فيه الندم. فماذا هناك؟
فلسطين: إبادة مشرّعة
في المشهد العربي الإسلامي، تواصل المحكمة الأميركية الإسرائيلية تنفيذ أحكامها بعد فتوى الحاخام الأكبر، التي اعتبرت العرب حشرات وأفاعي ينبغي القضاء عليها، وها هيحمى الموت تدور على الأطفال والنساء والشيوخ من غزة إلى الضفة الغربية، وصولاً إلى مدينة الصدر في العراق وإلى الصومال،حيث يبدو مشهد الجريمة واحداً: بيوت تُدّمر على رؤوس ساكنيها في غارات الطائرات الأميركية أو في الهجمات الصاروخية الإسرائيلية؛ فتقتل الأم وأطفالها بمن فيهم الطفل الرضيع... وتتوالى الغارات الوحشية والحصار التجويعي على مرأى ومسمع من العرب الذين لا يجرؤون على الاستنكار،بل يكتفون بتقديم عروض التهدئة للعدو، ولا يكلِّفون أنفسهم تقديم وسائل الدفاع والمواجهة للشعب الفلسطيني المحاصر، لأن غزة المقاومة تحرجهم، وهم يتطلعون إلى لقاء بوش في احتفالية الكيان الستينية بعد أيام.
أما اليهود المغتصبون، فقد قالوا كلمتهم في استطلاعات الرأي الأخيرة،وأعلنوا أنهم يرفضون إزالة المستوطنات والجدار العازل،أو الانسحاب من الجولان، حيث لا تزال التعبئة السياسية الصهيونية تفعل فعلها،وتتحرك في خط الحقد والعداوة والبغضاء للعرب والمسلمين... ومع ذلك، فإن وزيرة الخارجية الأميركية توحي إلى السلطة الفلسطينية بإمكان التسوية في شهور قليلة، بعدما عملت الإدارات الأميركية على تضييع فلسطين على مدى عقود...
الإدارة الأمريكية: استباحة القانون الدولي
إن التاريخ العدواني للإدارات الأميركية المتحالفة مع الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين، يؤكد أن القانون الدولي ليس إلا مجرد هراوة يُصفع بها العرب والمسلمون بالقرارات الدولية المتعاقبة، فيما تجوب الطائرات الإسرائيلية سماء العالم العربي،فتضرب مفاعل تموز في العراق، وتقصف مواقع أخرى في سوريا، وينبري الرئيس الأميركي ليبعث برسائل جديدة إلى إيران وغيرها، متحدِّثاً عن قصف إسرائيل لمنشأة سورية بأنها قصف لمفاعل نووي قيد الإنشاء،في سياق كذبة جديدة من أكاذيب إدارته التي اجتاحت المنطقة تحت وابل من الأراجيف الفارغة... بينما يصمت الأمين العام للأمم المتحدة،ولا يثير الحديث عن انتهاك سيادة دولة عضو في منظمته التي غدت صدىً للسياسة الأميركية التي عملت على تأكيد حقيقة أمنية عدوانية صنعتها بيدها،عندما أطلقت يد الكيان الصهيوني ليكون الشرطي العسكري والأمني في المنطقة.
إن السياسة التي تمارسها الإدارة الأميركية في موقفها من الشعب الفلسطيني،تمثل المشاركة الواقعية في العدوان الإسرائيلي اليومي والمجازر المتنقلة ضد الفلسطينيين،فيما تتحدث بلغة الخداع وبالوعود النفاقية عن الدولة الفلسطينية التي عملت، ولا تزال تعمل، على ألا تكون قابلةًللحياة.
إن أمريكا هذه، التي تستبيح القانون الدولي في استجواب استخباراتها للمعتقلين، لا تزال تشجع ربيبتها إسرائيل على قتل المزيد من الفلسطينيين، تماماً كما تفعل هي مع العراقيين، لأنها تنظر إلى شعوبنا كما لو كانت فئران تجارب في مختبرات القتل الأميركية والإسرائيلية المتنقلة في المنطقة والعالم.
لقد رفض العالم الذي يسمونه متحضراً منطق الاحتلال واغتصاب أراضي الشعوب ونهب ثرواتها، ولكن أمريكا، في إداراتها المتعاقبة، لا تزال تنظر إلى أرضنا كجزء من مشروعها الاستراتيجي،وكموقع من مواقعها التي تبيح لنفسها أن تفعل بها ما تشاء؛فتحتل الأرض كما في أفغانستان والعراق، وتنهب الخيرات وتدمر الأمن والاقتصاد، وتترك لإسرائيل أن تواصل مجازرها الوحشية ضد الفلسطينيين في وحشية جنودها الذين ينتهكون القوانين الدولية،ويقتلون الأم وأطفالها على مائدتهم،من دون أن ينطلق صوت من هناك... من دول الاتحاد الأوروبي وغيرها، التي يتحدث بعض مسؤوليها عن إسرائيل كمعجزة القرن العشرين. ومنهم من يذهب إلى «سديروت»،فيحمل بقية من شظايا صاروخ فلسطيني انطلق رداً على عشرات المجازر،من دون أن يذهب إلى غزة فينظر إلى بقايا أشلاء الطفولة والأمومة الموزّعة في كل شوارعها وأزقتها... إن هذا العالم عالمٌ لا يحترم نفسه ولا القوانين التي أصدرها ولا الثورات التي انطلقت منه رافعةًشعار الحرية، فكيف يراد لنا أن نحترمه؟!
لبنان: فتاوى وخطوط سياسية تعطّل الحلّ
أما لبنان، فإن هناك بعض الأصوات العربية التي تلتزم بتدويل أزمته لما يملك من الصداقات في العالم، واعتبار المبادرة العربية محصورة في الانتخاب الرئاسي بعيداً من القضايا الأخرى التي كانت ولا تزال موضع الجدل العنيف في الداخل اللبناني بين الفريقين المتعارضين في الخط السياسي، والخلفيات الإقليمية والدولية التي تتدخل في فرض خطوط مصالحها على هذا الجانب وذاك.
أما الحوار اللبناني ـ اللبناني، فإنه لا يمثل حواراً حول الحل الوافي للأزمة،وذلك من خلال البحث في القضايا التي كانت ولا تزال محل الخلاف السياسي،الأمر الذي لن يؤدي إلى أية نتيجة حاسمة، لأن بعض الجهات اللبنانية لا تزال تؤكد اعتبار سلّة المبادرة في مفرداتها الجدلية،بمثابة الشروط غير المقبولة المفروضة على الانتخاب الرئاسي.ولذلك فإن الأزمة سوف تبقى في الدوامة، وسوف تتحرك الأوضاع في الحلقة المفرغة لأنه ليس للبنانيين في الخط السياسي أي دور في حلّ أزمتهم الداخلية التي تحيط بها الإيحاءات الخارجية من كل الجهات،وتمنعها من التصرف في اللقاءات بطريقة واقعية بعيدة من الفتاوى السياسية التي يفتي بها هذا الفريق أو ذاك، حتى إن بعض الشخصيات الدينية الرسمية تستهلك فتوى السياسيين بفعل الارتباطات العضوية،بعيداً من الدراسة الموضوعية لما فيه مصلحة المستضعفين الذين يأملون بالفتوى التي تؤكد اللقاء في إطار الوحدة الوطنية والقانون العادل للانتخاب،والعودة إلى المواطنية في تقدير الأمور بدلاً من الطائفية في تعقيداتها السياسية والرئاسية والانتخابية. والملحوظ في هذا الارتباط العضوي بين الأزمة اللبنانية الداخلية وأزمة المنطقة،هو أن الداخل أصبح في خدمة الخارج، وأن الخارج يخطط لإبقاء لبنان ساحةًلصراعاته بالرغم من رفض الكثير من السياسيين ذلك.
أما الشعب اللبناني، فإن كل دوره في الحساسيات الطائفية والمذهبية أن يعيش تحت رحمة الطموحات والأطماع والتمنيات الشخصانية،وإدارة الأموال من الداخل والخارج لتزوير الإرادة الشعبية في قضايا الوطن في مسألة المصير، ولا مشكلة في بقاء الجوع والخوف والحرمان والاهتزازات الطائفية،لأن هذا هو قدر الشعب في قبوله بالنظام الطائفي وابتعاده عن المواطنة التي تجمع اللبنانيين على العناوين الحقيقية للحرية والسيادة والاستقلال، لأن الطائفية التي كانت ولا تزال تفتح أكثر من ثغرة أمنية وسياسية على مصالح الدول الأخرى،سوف تبقى مشكلة لبنان الذي لا يربح فيه إلا كبار زعماء الطوائف، أما شعب الطوائف،فلا يربح منها شيئاً سوى المزيد من الغيبوبة في كهوف الانفعال والعصبية والعبودية للأشخاص. |