يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}(الحديد/25)، ويقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ}(النحل/90)، ويقول سبحانه: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}(الأنعام/152)، ويقول تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}(المائدة/8).
العدل حركة حياة:
في هذه الآيات الكريمة وفي غيرها، يريد الله تعالى أن يبيِّن أنَّ كل حركة الرسل، وكلّ الكتب التي أنزلها، وكل الموازين القيمية الّتي وضعها للخير والشر... أنّ ذلك كلّه يقوم على العدل؛ العدل في علاقة الإنسان بربه، بأن لا يتعدّى على حق الله في توحيده في العقيدة والعبادة والطاعة؛ والعدل مع الرسل، بأن يتّبعهم ويدعمهم ويؤيدهم وينصرهم، لأن في نصرة الرّسل نصرةً لله ونصرة لدينه؛ وأن يكون عدلاً مع نفسه، فلا يظلمها ولا يورّطها في أيّ شيء يؤدي بها إلى الضرر والسقوط والعذاب وما إلى ذلك، لأن الله تعالى كما يريد للإنسان أن لا يظلم غيره، كذلك يريد له أن لا يظلم نفسه. وقد حدّثنا الله تعالى عن بعض الناس الذين كفروا به وتمردوا عليه وعصوه فقال: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}(النحل/118)، فكل إنسان يعصي الله ويأخذ بالشهوات المحرّمة، أو بالأموال المحرّمة، أو بالعلاقات المحرّمة، أو بالمواقف المحرّمة، فإنه يظلم نفسه، حتى لو خُيِّل إليه أنه أنصف نفسه وأعطاها لذَّتها، لأن ذلك سوف يؤدّي به إلى أن يحترق في نار جهنم.
ولا بدَّ للإنسان من أن يكون عدلاً في بيته؛ أن يعدل الزوج مع زوجته فيؤدي لها حقها، وتعدل الزوجة مع زوجها فتؤدّي لـه حقه، ويعدل الأب مع أولاده فيؤدي لهم حقوقهم في رعايتهم وتربيتهم والإنفاق عليهم، ويؤدِّي الأبناء للآباء والأمَّهات حقوقهم. وينبغي أن نعرف أنّ الله لم يجعل للرجل الحرية المزاجية في أن يتصرف في بيته مع أهله كما يشاء، ولم يجعل للزوجة الحرّيّة في أن تتصرف في بيتها كما تريد، بل إنّ الله وضع حدوداً للزوجين في بيتهما، وقال: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(البقرة/228). ولا بد من أن يكون الإنسان عدلاً في المعاملة، فإذا تعامل مع الناس في أيّ أمر تجاري أو غير تجاري، فعليه أن يؤدي حق من تعامل معه كاملاً غير منقوص.
وعندما يكون الإنسان مسؤولاً، سواء كان مسؤولاً سياسياً أو على مستوى الحكم، فلا بد من أن يكون عادلاً مع رعيّته وفي مواقفه، فلا يجوز للسياسي أن يؤيد الظالمين أو المستكبرين، أو أن يقوّي الذين يبغون في الأرض بغير الحق، كما لا يجوز للأمّة أن تخضع للظالمين والمستكبرين، وأن تدعم الأشخاص الذين يبغون في الأرض بغير الحق، فيما يتعامل به الناس مع الشخصيات النافذة على المستوى السياسي أو الاجتماعي، بحيث يؤيدونهم بدون تحفّظ، حتى لو كان التأييد عوناً لهم على المعصية.
ويجب على الإنسان أيضاًَ أن يكون عادلاً في الشهادة، فالله يريد منكم أن تكونوا شهداء لله، لا أن تكون الشهادة لحساباتكم الشخصية، وإذا أردت أن تقول كلمتك، فلتكن كلمة العدل حتى مع أقرب الأقرباء إليك، وإذا دعيت لتشهد وكان الكلام عن عدوّك، وكان الحق معه، فاشهد معه ولا تبتعد عن العدل على أساس العداوة، بينك وبينه، فمن وصيّة الإمام عليّ(ع) لولده الإمام الحسين(ع)، أن يعدل مع العدوّ والصديق، لأن العدل فوق العداوة والصداقة، وذلك هو قول الله تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}(المائدة/8).
كلمات في معنى العدل:
ونقرأ في كلمات أئمّتنا(ع)، كلمةً للإمام الكاظم(ع) في تفسير قولـه تعالى: {يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}(الرّوم/50)، قال: «ليس يحييها بالقطر ـ لأن البعض يفهم من هذه الآية أن الله يحيي الأرض بالمطر، ولكن هناك معنى أعمق للحياة ـ ولكن يبعث الله رجالاً، فيُحيون العدل، فتحيا الأرض لإحياء العدل ـ وذلك عندما يتحمّل بعض النّاس مسؤولية الأمة، فينشرون العدل في السياسة والاقتصاد والقانون ـ ولإقامةُ الحدِّ لله ـ أي إقامة حدود الله في معاقبة المجرمين ـ أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحاً»، لأن تنفيذ القانون، سوف يجعل الأمة تعيش الحياة التي يأخذ فيها كل إنسان حقه، فلا يتسلّط إنسان على إنسان ولا على مقدّراته.
ونحن نستوحي من حديث الإمام الكاظم(ع)، المهمة التي أُوكلت إلى إمامنا الحجّة صاحب الزمان(عج)، الذي يعيد العدل إلى الحياة، ويحيي الأرض بالعدل بعدما مُلئت ظلماً وجوراً.
مواصفات العادل:
ونسأل: كيف يمكن للإنسان أن يكون العادل، والعدل شرط في صحة إمام الجماعة وصحة الطلاق وقبول الشهادة وما إلى ذلك؟ من هو العادل؟ يقول رسول الله(ص): «من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كمُلت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوّته، وحرمت غيبته». وعنه(ص): «ما كرهته لنفسك فاكرهه لغيرك ـ إذا كنت تكره لنفسك أن يساء إليك، فلا تسىء إلى غيرك، وإذا كرهت لنفسك أن يُدخلك الناس في الفتنة، فلا تُدخل الناس في الفتنة ـ وما أحببته لنفسك فأحببه لأخيك، تكن عادلاً في حكمك، مقسطاً في عدلك، مُحبّاً في أهل السماء، مودوداً في صدور أهل الأرض».
وسئل الإمام جعفر الصادق(ع): "بمَ تعرف عدالة الرجل حتى تُقَبَل شهادته؟ قال: «أن تعرفوه بالستر والعفاف والكفّ عن البطن والفرج واليد واللسان، ويُعرف باجتناب الكبائر التي أوعد الله عليها النار؛ من شرب الخمر، والزنا، والربا، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف وغير ذلك، والدال على ذلك كله والساتر لجميع عيوبه، حتى يحرم على المسلمين تفتيش ما وراء ذلك من عثراته وغيبته، ويجب عليهم تولّيه وإظهار عدالته في الناس، المتعاهد للصلوات الخمس إذا واظب عليهن وحافظ مواقيتهن بإحضار جماعة المسلمين، وأن لا يتخلّف عن جماعتهم ومصلاهم إلا عن علة».
ويقول الإمام عليّ(ع): «إذا أدّت الرعية إلى الوالي حقه، وأدّى الوالي إليها حقها، عزّ الحق بينهم، وقامت مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت على أذلالها السنن، فصلح بذلك الزمان، وطمع في بقاء الدولة، ويئست مطامع الأعداء، وإذا غلبت الرعية واليها، أو أجحف الوالي برعيته، اختلفت هنالك الكلمة، وظهرت معالم الجور».
هذه هي خطوط هذه القيمة الإنسانية الإسلامية، وهي قيمة العدل، الّتي أراد الله تعالى لكلِّ مؤمن ومؤمنة أن يأخذ بها. فعلى كل واحد منا أن يتقي الله في ذلك، وأن يحاسب نفسه في علاقته بربه وعلاقته بنفسه وعلاقته بعائلته وبالناس كلهم، لأن الله أراد للناس أن يقوموا بالقسط، وأن يأخذوا بأسباب العدل، وهذا ما ينبغي للتّربية أن تتحرك في اتجاهه، وما ينبغي للمجتمع أن ينطلق به في كل حركة الأمة.
الخطبة الثانية
بسم الله الرَّحمن الرحيم
عباد الله... اتقوا الله، وخذوا بأسباب العدل، يرفع الله لكم الدرجات، ويمنحكم الحسنات، ويعطيكم رضاه، ويدخلكم جنته، فإن الله لا يُدخل الظالمين جنته، ولا يمنحهم رضوانه. ونحن لا نزال نعيش الظلم العالمي على مستوى الدول والأقاليم والواقع المحلي، فماذا هناك؟
فلسطين: حرب الإبادة الصهيونية مستمرة:
في فلسطين المحتلة، تستمر حرب الإبادة للشعب الفلسطيني من قِبَل الجيش اليهودي العنصري الحاقد، الذي لا يزال يواصل التجربة تلو التجربة منذ أكثر من خمسين سنة لإلغاء العنوان الفلسطيني، قتلاً للناس من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال، الذين لا يريد لهم الحياة خوفاً من أن يتحوّلوا إلى مجاهدين ضد الاحتلال في المستقبل. وهكذا، يبقى رؤساء الكيان الصهيوني وأحزابه يشعرون بالإحباط من هذا الشَّعب الصامد القويّ الشجاع، الذي كلما سقط منه جيل في ساحة الجهاد، نهض جيل جديد يلوّح بقبضاته الجهادية وبخططه العسكرية، من أجل أن يصنع المستقبل الحرّ للأجيال القادمة...
وهذا ما شاهدناه في العملية النوعية التي نفَّذها المجاهدون، متحدّين الجيش الصهيوني في قاعدته العسكرية، فقتلوا جنديين من جنوده، وأسروا ثالثاً، وأصابوا آخرين، على الرغم من كل حواجزه العسكرية، ما جعله يشعر بأن كل الخطط العسكرية وكل الطائرات والدبابات والصواريخ، لا تهزم إرادة هذا الشعب الذي قرر البقاء في ساحة المواجهة، على الرغم من كل القتل والتشريد والاعتقال والتدمير للبنية التحتية، وبدأ هذا الجيش يعيش الجنون العدواني، فدمّر المحطة الكهربائية في غزة، وقطع الجسور، وأطلق تهديداته، تحت تأثير المطالبة بالجندي الأسير الذي كان أسره علامةً على القدرة الجهادية للمقاومة البطلة...
أمريكا تبرّر الجرائم الصهيونية!!:
ومن اللافت أن البيت الأبيض لا يزال يتحدث عن الوحشية الصهيونية بأنها "دفاع عن النفس"، في الوقت الذي لا يرى فيه حقاً للشعب الفلسطيني في الدفاع عن حريته واستقلاله وحقوقه الإنسانية، لأنه شعب لا يرى الرئيس بوش أنه يستحق الحياة... وهكذا نرى بريطانيا بلسان وزيرة خارجيتها، تعتبر أن الهجوم الفلسطيني على الجيش الصهيوني هو "هجوم إرهابي"، مستعيدة بذلك ذكريات الجريمة البريطانية الكبرى في التخطيط والتنفيذ لاحتلال اليهود لفلسطين وتشريد أهلها منها، وهي تتحدث عن أن "مثل هذا العنف يُبعد أكثر آفاق التوصّل إلى حل تفاوضي سلمي"، ولكنها لا ترى في قتل الأطفال الفلسطينيين عنفاً يبعد آفاق الحلول السلمية، لأنه المنطق العنصري الذي يفرض نفسه على الإدارات الغربية، بما فيها إدارات كثير من دول الاتحاد الأوروبي التي لم نسمع منها كلمة احتجاج بلهجة حاسمة ضد اجتياح غزة، وكأن حياة جندي إسرائيلي توازي حياة الفلسطينيين بل العرب كلّهم؟!
فلسطين تفتح نوافذ الحرية للأمَّة:
إنَّ القضية هي أنَّ هذا العالم المستكبر، عمل على إسقاط العنفوان العربي من خلال الأنظمة الحاكمة الخاضعة للسياسة الأمريكية، والخائفة من القوة الصهيونية، ما جعل كلَّ جيوش العرب غير قادرة على الدِّفاع عن الأمة، بل تحوّلت إلى قوّةٍ ضد شعوبها إذا وقفت في خطِّ الممانعة للسياسة الاستكبارية الأمريكية، أو ضدّ الظلم الداخلي الذي يمنع الشعوب حتى من التظاهر بحرية، لأنّها ترفض السّجون الكبيرة التي تمتلئ بالأحرار من خلال الحكم الظالم الذي وظّفته الولايات المتحدة لقهر هذه الشعوب...
إن الشعب الفلسطيني يقف وحده صامداً قوياً بإرادته الصلبة ضد العنصرية الغربية التي تدعم العنصرية اليهودية، وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تقف معه بكل الوسائل التحريرية، لأن المؤامرة تتحدى كل الواقع العربي والإسلامي، ولأنه إذا سقط الشعب الفلسطيني فسوف تسدَّد الضربات لاحقاً لشعوبهم ودولهم وأمنهم واقتصادهم...
إن فلسطين قد فتحت للأمة أكثر من نافذة للحرية، وعلى الأمة أن توسّع هذه النوافذ من أجل استعادة عزتها وكرامتها في معركة الحرية، لأن الغرب لا يريد لها أن تأخذ بأسباب الديمقراطية الحرة لحسابها، بل لا بد من أن تكون لحساب سياسته، ولهذا فإنه يعتقل ـ بيد إسرائيل ـ كل الذين انتخبهم الشعب، ويعاقبه على اختياراته الحرة. لقد استعاد الغرب ذهنية الاستعمار من خلال تنكّره لحقوق الإنسان لحساباته العنصرية، وعلينا المحافظة على إنسانية إنساننا من أجل تأكيد إرادة الحرية في خط الجهاد.
العراق: المقاومة الشعبية ضد الاحتلال:
أما العراق، فلا يزال الاحتلال يفرض نفسه على شعبه من دون أن يقدّم لـه أيّ شيء من حاجاته الضرورية، كما أن الإرهاب المجرم لا يزال يقتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب من العمّال والفلاّحين، بذهنية عنصرية تكفيرية داعمة للاحتلال باسم مقاومته... إنَّنا ندعو إلى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، لا أن تكون مقاومة ـ كما يفعل هؤلاء ـ ضد العراقيين الذين يُقتل منهم في كل يوم العشرات أو المئات من دون أن يسقط من جنود المحتل إلا أفراد من هنا وهناك. إن هؤلاء يشوّهون صورة الإسلام عندما يقتلون الأبرياء باسمه في كل يوم...
إننا في الوقت الذي نشعر بخطورة ما يجري في العراق من سفك الدماء اليومي، ومن الأعمال التي يتحمّل الاحتلال الأمريكي والبريطاني مسؤوليتها، من خلال إفساحه في المجال للفوضى التي تفرض نفسها على الواقع العراقي كله، نتمنى التوفيق والنجاح لكلِّ المبادرات التي تنشد المصالحة الوطنية بين فئات الشعب العراقي، والتي من شأنها أن تخفف الضغط الأمني والسياسي والاقتصادي الهائل عن كاهل العراقيين، ونريد للجميع أن يدعموها من أجل الدخول في مرحلة جديدة، تؤكد إرادتهم في الحرية والاستقلال، وصنع المستقبل الكبير الذي يتحرك فيه الجميع لإخراج المحتل، وحماية الوحدة الوطنية الداخلية لجميع العراقيين.
الرهان على شباب لبنان:
أما في لبنان، فإننا نستمع إلى نوعين من الخطاب: واحد يتحدث عن أخذ نصائح الآخرين بعين الاعتبار ومواقفهم، وعن ضرورة الاستماع إلى رأي هذه الدولة أو تلك، وآخر يلامس القضايا السياسية بعين طائفية، بحيث نطلق كلمات الوحدة في هذا اليوم لتهرب منّا في اليوم التالي.
إننا نريد لكل المسؤولين في لبنان، ولمن هم في مواقع المسؤولية السياسية والدينية، أن يتقوا الله في كلماتهم، وأن يكونوا قدوةً للناس في المواقف وفي التحركات في خط الوحدة، وألا يسلكوا طريق الانفعال الذي يسير بالبلد نحو الهاوية.
إن المشكلة تكمن في أن اللقاءات السياسية أو الروحية في لبنان تظل لقاءات شكلية، وأن السياسة الباطنية اللبنانية هي التي تحكم الخط السياسي هنا وهناك، ولذلك فإن المذهبية تغدو سلوكاً وحركةً في الذهنية بعدما شرّعها النظام الطائفي، وعمل على حراستها حرّاس الطائفية والمذهبية. أما الوحدة الداخلية، أما الحوار الداخلي، أما دولة المؤسسات، أما كلمات الإصلاح، أما تعابير الرحمة والتسامح، فهي ما يستهلكه اللبنانيون في الصالونات السياسية، وفي المواقف العامة التي غالباً ما تسقط عند أول تجربة، ليعود الجميع إلى قواعدهم الطائفية والمذهبية سالمين.
إن الرهان هو على شباب لبنان؛ أن يعملوا لإنتاج واقع جديد، يصنعونه بإرادتهم لا بتعقيداتهم، وبوحدتهم لا بأنانياتهم ولا بمذهبياتهم. إن المستقبل هو لصنّاع الحرية في فجر الأجيال، لا لمثيري الغرائز في ظلام الأزمات المتحركة هنا وهناك.