ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
الحسين(ع) في آفاق الرسالة:
نعيش في هذه الأيّام آفاق الإمام الحسين(ع)، تلك الآفاق الواسعة الرَّحبة التي لا تعيش في الدوائر الضيّقة، بل تشمل العالم الإسلامي كله، فالحسين(ع)، كان ينظر من خلال آفاق جدّه رسول الله(ص) الذي عاش الرسالة في كل آفاق العالم، لأن الله أرسله رحمةً للعالمين، وجعله رسولاً للناس كافة. وقد انطلق الإمام الحسين(ع)، وهو الذي تربى في حضن جده وعاش في أجواء أبيه علي(ع)، وعاش في حضن أمه الطاهرة سيّدة نساء العالمين.
ولهذا كان الإمام الحسين(ع) في المدينة يدرس كلّ الواقع الإسلامي بأبعاده ومواقعه المختلفة، ولا سيّما في موقع الحكم، الذي لم ينطلق من خلال خط الرسالة، ومن خلال إرادة النَّاس، بل انطلق من خلال شهوة الحكم التي سيطرت على معاوية الذي خطّط لحكم بني أمية، فجعل ولده يزيد خليفة على المسلمين، مستخدماً في ذلك أساليب التَّرغيب والتَّرهيب، وهو الذي كان يعرف أن ابنه يزيد يمثل الفسق كله، والفجور كله، والتنكّر لكلِّ القيم الرسالية، لأن الإسلام لم يكن منطلقه، بل كان منطلقه العصبية للذات وللعائلة التي استأثرت بمقدَّرات الأمة، هي ومن أحاط بها من المقربين، بدلاً من أن تنصرف لمعالجة شؤون الناس وخدمة مصالحهم.
البعد الرّسالي في معالجة قضايا الأمة:
وهكذا أراد الله للناس أن يكونوا كما خلقهم أحراراً، كما في قول علي(ع): "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً". هؤلاء النَّاس الذين أراد الله لهم العزّة، رأوا أن هذا الحكم اليزيدي قد حوّلهم إلى عبيد في كل قضاياهم، في مجتمع تتحرك فيه العصبيات، وتتحرك فيه العداوة والبغضاء، فتصدى الإمام الحسين(ع) لهذا الواقع بمسؤولية، فكانت مسؤوليته هي مسؤولية الأنبياء في الإصلاح، ولذلك أطلق(ع) كلمة الإصلاح؛ إصلاح الحكم في موازينه الرسالية، وإصلاح الحاكم في إعطاء النموذج الأكمل، الأمثل، الذي يلتزم بالرسالة في كل قضاياها، وإصلاح الناس في كل أوضاعهم وعلاقاتهم.
ولذلك، لم ينظر الإمام الحسين(ع) في خطه الرسالي وفي حركته الإصلاحية إلى بلد بعينه _ إلى الحجاز أو إلى العراق أو إلى اليمن مثلاً _ وإنما كان ينظر إلى الأمة كلها: «خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي»، كانت نظرته بعيدة تتسع للأمة كلّها، ولا تنحصر بموقع دون موقع. وهذا ما يريدنا الإمام الحسين(ع) أن نتمثَّله في حياتنا؛ أن لا نعيش قضايانا في دائرة محلّية أو إقليمية، بل أن نعيش مسؤولية الأمة الإسلامية في كلِّ قضاياها، وفي كلِّ تحدياتها، وفي كل مواقع القوة فيها.
إذا فكّرنا في الحرية، علينا أن نفكر فيها للمسلمين جميعاً، وللمستضعفين جميعاً، وإذا فكرنا في العزة، فإن علينا أن نفكر في عزة المسلمين جميعاً، وإذا فكرنا في الواقع في العالم، فعلينا أن نتابع خطط المستكبرين الموجهة ضدنا، أن لا يضيق بنا بلد دون بلد، وهذا ما نلاحظه الآن في الواقع الذي يعيشه المسلمون، حيث تنكَّر الكثيرون منهم، ممن عاشوا المشكلة في الضغوط الاستكبارية في بلدهم، للقضايا الإسلامية في البلاد الأخرى، كما هو الحال في القضية الفلسطينية التي يرونها عبئاً عليهم، ويحاولون أن يتخلصوا منها، مع العلم أن القضية الفلسطينية في تأثيراتها السلبية، ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، ولكنها قضية الأمة كلّها، لأن إسرائيل عندما تملك السيطرة على فلسطين، فإن خططها العدوانية وتحالفاتها مع الاستكبار الأمريكي ستطال كل واقع العالم الإسلامي.
وهكذا، يجب أن لا تنحصر اهتماماتنا في بلداننا فحسب، أو في القضايا الإقليمية، بل يجب أن نعلم أنَّ قضايا المسلمين واحدة، وأنَّ القضية في بلد ما ستطال في نتائجها ومؤثِّراتها وخلفيّاتها البلدان الأخرى، ولهذا رأينا رسول الله(ص) يطلق كلمته الرائدة في ضخامة الهموم التي يحملها المسلم في الواقع الإسلامي: «من أصبح لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم». إنه يجعل إسلام الإنسان المسلم مرتبطاً بالحالة الشعورية في اهتمامه بكل أمور المسلمين، سواء كانت أموراً سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو ثقافية أو اجتماعية، وقد ورد عن الرسول(ص) أنه قال في مسألة نصرة المسلمين بعضهم لبعض: «من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم». إن مسألة النصرة للمسلمين تتسع لكل صوت يستنصر المسلمين أمام كلِّ عدوان يطبق عليه من قبل أعداء الله وأعداء رسوله.
لنتجدّد بالرسالية الحسينية:
أيُّها الأحبَّة، إننا عندما نستذكر عاشوراء، ونتمثَّل الإمام الحسين(ع) فيها، فإن علينا أن نصنع عاشوراء إسلامية، عاشوراء ثقافية على خطِّ الثقافة الإسلامية، عاشوراء أمنية سياسية. أن نتجدد بالحسين، لا أن نسقط أمام المأساة، أن تكون المأساة مدخلاً للارتباط بالجانب الشعوري مع الحسين(ع) لنضم إليها الجانب الرسالي في ثقافته وتحدياته وأوضاعه.
لا نريد لعاشوراء أن تكون ساحةً ينطلق فيها البعض من أجل أن يثيروا الفتنة بين المسلمين. إنَّ الحسين(ع) تحدث عن أمَّة جدّه التي تتنوَّع في كل مذاهبها، وفي كل خطوطها، وفي كل أوضاعها العامة، ولذلك علينا أن نعيش مع الحسين معنى الأمة، وأن نتحرك من أجل إصلاحها. الدمعة حالة شعورية تنطلق من القلب، ولكن الرسالة حالة حياتية كان ثمنها هذه الدماء الطاهرة، دماء الحسين والصفوة الطيبة من أهل بيته وأصحابه.
فلنتجدَّد بعاشوراء. لا تسقطوا أمام الدموع، ولتكن الدموع حارّةً تلهب مشاعرنا، وتلهب أحاسيسنا، لأن التحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين تطبق على الواقع الإسلامي، ففي كل موقع إسلامي هناك مشكلة، وهناك حرب، وهناك احتلال، وهناك ظلم وتحدٍ، لذلك ينبغي أن نتجه إلى الأمة الإسلامية كلّها، وأن لا نعيش في زنزانة المشاعر والأحاسيس، وأن نواجه المستكبرين، في الفكر الإسلامي، في الحركة الإسلامية، والانفتاح الإسلامي، في التحدي الإسلامي، من موقع واحد، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}(الصف/4).
الخطبة الثانية
بسم الله الرَّحمن الرحيم
عباد الله... اتقوا الله في كلِّ ما تواجهونه من أوضاع الإسلام والمسلمين في العالم، وليقم كل واحد منكم بما فرض الله عليه من المسؤولية في ذلك، وعلينا أن نتابع قضايا المسلمين في العالم كله، فماذا هناك:
التهديد لحماس إنكارٌ للدّيمقراطيّة:
في المشهد الفلسطيني، يتحرك المجتمع الدولي بقيادة دولته العظمى، الولايات المتَّحدة الأمريكية، إضافةً إلى دولة الاحتلال، إسرائيل، ليفرض على الشعب الفلسطيني العقوبات المالية والاقتصادية والسياسية في انتخابه الديمقراطي مجلسه التشريعي الجديد، مانحاً أكثريته المطلقة لحماس التي لم تعترف بإسرائيل الغاصبة للأرض والقاتلة والمدمرة للإنسان، والتي لم تنفذ أياً من قرارات المجتمع الدولي، ولم تلتزم بتنفيذ ما أعلنت تنفيذه، هذا إضافة إلى الجريمة الكبرى لحماس لدى المجتمع الدولي، وهي مقاومتها لاحتلال إسرائيل الأرض والإنسان بحجة الدفاع عن النفس.
والسؤال الذي يطرحه الشعب الفلسطيني على ما يسمى المجتمع الدولي، ولاسيما أمريكا وأوروبا واللجنة الرباعية: لماذا لم يطالب إسرائيل بـ:
1 – الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة وإزالة الاحتلال المنافي لحقوق الشعوب في الحرية؟
2 – الاعتراف بحقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 194، في الوقت الذي يقف هذا المجتمع مع كل يهود العالم في القدوم إلى فلسطين وطرد الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم؟
3 – التأكيد على إسرائيل حكومةً وشعباً بالامتناع عن العنف في الاغتيال والاعتقال وتدمير البنية التحتية للشعب الفلسطيني؟
4 – اعتبار القضية الفلسطينية قضية سياسية وليست أمنية؟
5 – اعتبار مجاهدي الفصائل الفلسطينية مقاومين للاحتلال لا إرهابيين، بل هم مدافعون عن شعبهم بحسب القوانين الدولية؟
6 – الدخول في المفاوضات السياسية مع حركة حماس من دون قيد أو شرط كأي فريقين متحاربين.
إن مطالبة حماس بإلغاء ميثاقها من دون مقابل، والتهديد بالعقوبات الاقتصادية للشعب الفلسطيني، يمثل ابتعاداً عن القيم الإنسانية وعن الديمقراطية، في الوقت الذي يُقدَّم لإسرائيل كل الدعم المالي والعسكري والسياسي. ومن اللافت ما نسب إلى رئيس السلطة محمود عباس، أنه لن يكلِّف حماس بالحكومة إذا لم تعترف بإسرائيل، فإذا كان ذلك صحيحاً كان مستغرباً، لأن رئيس السلطة الفلسطينية في تجربته مع العدو، يعرف أن العدوّ تنكّر لكل الاتفاقات مع السلطة، واستهان بحقوق الشعب الفلسطيني، وعمل على إذلاله وإذلال حكومته... ثم إن ذلك يمثل خروجاً عن إرادة الشعب كله.
لنصرة الشعب الفلسطيني:
إننا نعتقد أن على العالم العربي والإسلامي الوقوف مع إرادة الشعب الفلسطيني، وتقديم المساعدات المالية له، رفضاً للتهديد الأمريكي والأوروبي والإسرائيلي، ودفاعاً عن خياراته الحرة، والتدخل مع العالم للقبول بها، وامتناعاً عن الضغط على العدالة الإنسانية. وعلى الشعوب أن تضغط على أنظمتها ليكون الموقف العربي والإسلامي واحداً في هذا الاتجاه.
وإذا كان العدوّ، إلى جانب أمريكا، يهدِّد بقطع الطَّريق على حقوق الفلسطينيين من الضرائب والمساعدات، فعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تضغط بكل قوة على حكامها، وأن تعود إلى الشارع لترفع الصوت عالياً بوجوب مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية، وأن توضع القرارات العربية بهذا الشأن موضع التنفيذ، ولا تبقى كغيرها مجرد حبر على ورق.
موقف حاسم من الإساءة إلى الرّسول(ص):
وفي جانب آخر، فإنَّ على المسلمين في العالم أن يتابعوا تحرَّكهم ضد الإساءة إلى شخصية الرسول الأعظم محمد(ص)، ليعلم العالم أن هذه المسألة لا تمثل تفصيلاً من تفاصيل حرية التعبير، بل هي حرب على الأمة الإسلامية في مقدَّساتها، وإساءة إلى كلِّ القيم الروحية، ولذلك، لا بدَّ من ممارسة كل الضغوط السلمية في هذا الاتجاه، وأن تنطلق المقاطعة في حركتها الفاعلة والمواقف الإعلامية والسياسية وحركة الاعتراض الحاسمة في الشارع وفي الأوساط العلمية الكبرى، لمنع هذا الامتداد في حركة الجريمة التي تمثّلت في الإساءة الكبرى إلى النبي(ص)، وفي حملات التشويه المستمرة للإسلام في أكثر من موقع غربي.
الاحتلال حوّل العراق إلى ساحة عنف:
ونبقى في العراق الذي يتحدث عنه الرئيس الأمريكي باعتباره إنجازاً من إنجازاته في الديمقراطية، لنلاحظ أن الاحتلال الأمريكي قد حوَّله إلى ساحة للعنف وللفوضى التي بشَّر بها كجزء من مشروعه مما سماه الفوضى البنّاءة في العالم، ولنطلب من العراقيين الخروج من الدوّامة السياسية في الجدل القائم والتوصل إلى تأليف حكومة وحدة وطنية، تحقق مصالح الشعب العراقي، وتعمل على إزالة الاحتلال، وتقضي على الإرهاب التكفيري الذي يستهدف حياة العراقيين المدنيين الأبرياء، وتؤكد أن النصر هو نصر الشعب كله، لا نصر أمريكا الذي يبحث عنه الرئيس بوش في اعتبار الاحتلال حرية وتأكيداً للديمقراطية خلافاً لكل القيم الإنسانية والحضارية.
لرفض الاستباحة الغربية لعالمنا:
ومن جانب آخر، لا نزال نتابع التهديدات الموجَّهة إلى إيران من قِبَل أمريكا وأوروبا في ملفها النووي السلمي، وإعلان أمريكا أنها سوف تقف عسكرياً ضد إيران إذا اعتدت على إسرائيل، في الوقت الذي يعرف الجميع أن إسرائيل هي التي هددت إيران بقصف مفاعلها النووي، وأن إيران أعلنت أنها ستدافع عن نفسها ضد ذلك العدوان، ولكن الرئيس الأمريكي يرى في سياسته أن إسرائيل هي يده الضاربة في مشاريعه العدوانية التي تعمل لإيجاد حالة من الاهتزاز في المنطقة من أجل مصالح أمريكا ومصالح إسرائيل الاستراتيجية ضد العالم كله.
إننا نتوجَّه إلى الدول الأوروبية أن تراعي مصالحها في المنطقة، فلا تخضع للسياسة الأمريكية في مخطَّطاتها التي قد تتحوَّل إلى ما يشبه اللعب بالنار، وذلك في استخدام الأمم المتَّحدة للضغط على إيران وعلى المنطقة كلها... ونريد للعالم الإسلامي أن يقف الموقف القوي الحاسم في رعاية مصالحه، لرفض هذه الاستباحة الغربية في التحالف ضد الشعوب الإسلامية لمنعها من الدفاع عن نفسها، ومن التخطيط للحصول على الخبرة العلمية المتقدمة في تطورها العام.
الالتزام بالمقاومة في تعزيز روابط الثقة:
أما لبنان، فإننا في الوقت الذي نرحّب بالإجراءات والمواقف التي جرى اتخاذها لحلّ الأزمة الحكومية، فإننا نؤكِّد رفدها بخطوات عملية تؤدي إلى تعزيز الثقة بين الأطراف اللبنانيين كافة، وخصوصاً الممثَّلين في الحكومة، الأمر الذي يؤكِّد أن على المعنيين الالتزام بما تحدثوا به عن المقاومة ودورها، لأن من شأن ذلك أن يحمي الساحة الداخلية من خلال تعزيز الثقة داخل مجلس الوزراء نفسه، وانعكاس ذلك إيجاباً على السَّاحة كلِّها.
إنَّنا نرحّب بالتفاهم الجديد الذي نريده أن ينعكس إيجاباً على الواقع السياسي والاقتصادي للناس، وأن يوقف حملات التراشق الإعلامي والاهتزازات السياسية، وأن يؤسس لمرحلة تفاهم جديدة تمنع الاختراقات الخارجية للبلد، وخصوصاً الاختراق الأمريكي الذي كان المسؤول الأساسي عن الانقسام الداخلي الذي انعكس شللاً وجموداً في الجوانب الاقتصادية والسياسية، وأوحى إلى اللبنانيين بالقلق في جوانب أخرى، منها المسألة الأمنية.
حراس الفساد وراء الأزمات:
هذا في ظلِّ اقتراب المسألة الاقتصادية من حافة الهاوية على المستوى الاقتصادي العام، بعدما صادر النافذون ثروات البلد وأملاك الدولة واستغلوا مواقعهم لإدخال محاسيبهم إلى إداراتها بما لا تحتاجه من موظفين، هذا إضافة إلى الصفقات الخفية التي لا يزال اللبنانيون يدفعون أثمانها الباهظة في سلسلة الديون المتراكمة وآثارها المدمرة.
إنَّنا نحذِّر من أنَّ كل الضرائب القادمة لن تسد العجز، لأنها سوف تذهب إلى جيوب حراس الفساد وجماعات الهدر، وستبقى الخطة هي تنظيف جيوب الفقراء وتجويع المحرومين ومصادرة حقوق العمال والموظفين، ولاسيما المعلمين... ويظل الهمس في مسألة التوظيف الذي يتحدث فيه الناس عن الطائفية والمذهبية، على طريقة كلما دخلت أمة لعنت أختها.
أيها اللبنانيون، أيها المسؤولون، أيها السياسيون، ارحموا بلدكم وارحموا المواطنين الذين أتخموا بالتَّصريحات العنترية والأساليب الإنشائية لتأكلوا كلاماً وكلاماً، وليبقى الجوع والحرمان يفرض نفسه على الواقع كلِّه... |