ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
النموذج الأكمل:
كيف هي صورة الإنسان المسلم الذي يريده الإسلام في تكوين المجتمع المسلم؟ لقد جعل الله الأخلاق في مكارمها العنوان الكبير للإسلام كله، لأن الإسلام في شريعته وفي كلِّ مفاهيمه هو حركة أخلاق، وهذا ما عبّر عنه رسول الله(ص): «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فكأن حركة النبوات، فيما أنزله الله تعالى عليها من وحي، كانت حركة أخلاقية تتسع لكل زمن بحاجاته الأخلاقية، وعندما يتطوّر الزمن بعد غياب نبي المرحلة، فإنه يحتاج إلى أخلاق جديدة، وهكذا حتى بعث الله تعالى رسوله محمداً(ص) بالإسلام، ليكون الإسلام في شريعته ومنهجه الأخلاقي متمِّماً لمكارم الأخلاق.
وكان النبيّ(ص) النَّموذج الأكمل الذي يجسِّد الإنسان الذي تتجمّع مكارم الأخلاق في وجوده وشخصيته وفي حركته بين الناس، ولذلك خاطبه الله تعالى في كتابه المجيد بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم/4)، حيث بلغ(ص) في خلقه المستوى العظيم في كل صفاته المتمثلة في إنسانيته، وأراد للأمة أن تقتدي به، فخاطبها بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}(الأحزاب/21)، فهو القدوة، وعليكم أن تقتدوا به، فتأخذوا بسيرته وتنفتحوا على أخلاقيته.
السموّ الأخلاقي:
وقد عبّر رسول الله(ص) عن هذا السموّ الذي يريده الإسلام في أخلاقية الإنسان المسلم عندما يأخذ بمكارم الأخلاق: «أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك»، أن تكون أخلاقيتك نابعة من إنسانيتك، لا من عملية ردّ الفعل، أو انطلاقاً من مبدأ التعويض، لأنَّ الأخلاق لا تدخل في سوق التبادل التجاري التي ترتكز على أن تعطي من أعطاك، وتعفو عمن عفا عنك، وتصل من وصلك، ولكن أن يكون عطاؤك منطلقاً من أخلاقيتك، وأن تكون صلتك مرتكزة على إنسانيتك، وأن يكون عفوك منفتحاً على روحيتك.
وقد تحدَّث الإمام جعفر الصَّادق(ع) عن بعض هذه الصفات التي يحبّها أئمة أهل البيت في الإنسان المؤمن الموالي، على أساس أنها تمثل مكارم الأخلاق، فقد حدّث(ع) بعض أصحابه فقال: «إنّا لنحبّ من كان عاقلاً ـ من يأخذ بأسباب العقل في كلِّ ما يفكر فيه، وما يدخل إليه، وفي كل ما يتعامل معه؛ أن يكون الإنسان العاقل ولا يكون الإنسان الانفعالي الحاد الارتجالي، لأن الله تعالى أراد للإنسان أن يتحرك بعقله لا بانفعاله ولا بعاطفته ـ فَهِماً ـ يتفهّم الأمور من حوله ليعرف حقائقها ودقائقها ـ فقيهاً ـ متفقّهاً في دينه ـ حليماً ـ واسع الصدر، بحيث يتّسع للناس كافة، لمن أساء إليه، ولمن أحسن إليه ـ صبوراً ـ إذا واجهته المصائب وأحاطت به المشاكل، فإنها لا تسقطه، ولا تؤدي به إلى الجزع، بل إنه يتماسك في هذه الحالة، ويصبر ريثما تزول المصيبة ويفكر في حلول المشاكل التي تطبق عليه ـ صدوقاً ـ يصدق في كلامه وفي مشاعره وفي مواقفه، فلا يكون من الكاذبين ـ وفيّاً ـ يفي للناس بما وعدهم به وبما عاهدهم عليه ـ إن الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ـ لأنها نعمة كبيرة أنعم الله بها عليه في بناء وجوده على أساس المنهج الأخلاقي ـ ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّ وجل وليسأله إياها»، فمن لم يتربَّ تربية أخلاقية على أساس مكارم الأخلاق، فليعتبر ذلك بلاءً ابتلاه الله به ومشكلةً عاشها، فعليه أن يبدأ بالابتهال إلى الله ليوفّقه للحصول على ذلك، فقال صاحب الإمام الصادق(ع): «جُعلت فداك، وما هنّ؟" قال(ع): "الورع، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة ـ أن يكون غيوراً على ما ينبغي للإنسان أن يغار عليه في عرضه وكل أموره ـ والبرّ، وصدق الحديث، وأداء الأمانة».
ويقول الإمام الصَّادق(ع): «إنَّ الله عزّ وجلّ ارتضى لكم الإسلام ديناً ـ فكيف نصاحب الإسلام، هذا الرفيق الذي يرافقنا في كلِّ دنيانا حتى نفد على الله؟ ـ فأحسنوا صحبته بالسّخاء وحسن الخلق». وعنه(ع) قال: «ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: وقوراً عند الهزاهز ـ أن يكون ثابتاً، فلا يسقط أمام الفتن والتحدّيات التي تهزُّ المجتمع والأمة ـ صبوراً عند البلاء، شكوراً عند الرخاء، قانعاً بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء ـ لا يظلم أعداءه، بل يعطيهم ما لهم من حق إذا كان لهم حق عنده ـ ولا يتحامل للأصدقاء ـ لا يحابي أصدقاءه، ولا يتكلّف لهم بغير ما لهم من حق ـ بدنه منه في تعب ـ في طاعة الله، وفي القيام بمسؤولياته مع الناس ـ والناس منه في راحة. إنَّ العلم هو خليل المؤمن ـ هو صديقه، لأنَّ العلم يمنحه الكثير مما يؤدِّي به إلى الخيرـ تماماً كما هو الصديق ـ والحلم وزيره ـ فسعة الصدر تحمي المؤمن من المشاكل عندما تواجهه مع الآخرين ـ والعقل أمير جنوده ـ لأن العقل هو الحاكم ـ والرفق أخوه، والبرّ والده».
ويفسّر الإمام الصادق(ع) قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}(النازعـات/40-41)، قال(ع): «من علم أن الله يراه ـ في كل سرّه وعلانيته، في ظاهره وباطنه ـ ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شر، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال»، لأنه يشعر أنه في رقابة الله دائماً، فهذا هو الذي خاف مقام ربه ونهى النفس هن الهوى.
هذه هي خصال الأئمة من أهل البيت(ع)، وهي خصال رسول الله(ص) وخصال القرآن، فعلينا أن نتأدَّب بآداب الإسلام، حتى نقرب إلى الله عزّ وجلّ، وحتى نعيش في مجتمعاتنا كما يحبّ الله تعالى ويرضى.
الخطبة الثانية
بسم الله الرَّحمن الرحيم
عباد الله... اتقوا الله، وواجهوا الموقف بالوعي لما أراد الله تعالى لكم أن تأخذوا به، وبالقوَّة لما أراد الله تعالى لكم أن تواجهوه من التحدّيات، وبالوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً، والوقوف في مجتمعكم كالبنيان المرصوص، ونحن لا نزال نعيش الكثير من الأوضاع والقضايا في عالمنا الإسلامي الذي لا بدَّ لنا من أن نرتفع إلى مسؤولياتنا فيه، فماذا هناك؟
القمة الإسلامية: لماذا السكوت عن إرهاب الدولة؟!
عقدت القمة الإسلامية التي تضم 57 دولة للمسلمين في مكة المكرمة، وأكد الجميع فيها مسألة الوحدة الإسلامية، ورفض تكفير أيّ مذهب إسلامي، والعمل على إدارة الحوار الفكري الفقهي الذي يضع الحقيقة الإسلامية التوحيدية في نصابها الصحيح، على هدى قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}(النساء/59). وكان هناك تأكيد مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، وتحريم قتل أيّ مدني أو مسالم، سواء كان مسلماً أو غير مسلم.
إننا مع تأكيدنا أهمية هذا اللقاء والعناوين التي طُرحت فيه، كنا نريد للقمة الإشارة أو التصريح إلى إرهاب الدولة المتمثّل في الولايات المتحدة الأمريكية في احتلالها لبعض البلدان الإسلامية كأفغانستان والعراق، وممارستها أكثر من لون من ألوان الإرهاب، وأيضاً إلى إرهاب الدولة الإسرائيلية التي لا تزال تضطهد الشعب الفلسطيني في احتلالها للأرض وللإنسان، وتدميرها بنيته التحتية، وإصرارها على الاستمرار في ذلك إلا بشروط تعجيزية، في الوقت الذي تمارس الإدارة الأمريكية الدعم المطلق لهذه الدولة الإرهابية بكل الوسائل العسكرية والسياسية والاقتصادية، وتؤيِّد كلَّ خططها في منع الفلسطينيين من حقِّ العودة إلى وطنهم الذي شرّعته الأمم المتحدة في قراريها 194 و 242، لأن أمريكا لا تدعم الأمم المتحدة في قراراتها المتعلقة بإسرائيل لمصلحة الشعب الفلسطيني، هذا إلى جانب الصمت السياسي عن الجدار العنصري الفاصل والمستوطنات الكبرى التي صادرت الكثير من أراضي فلسطين، وحوَّلت المواقع الشعبية الفلسطينية في القدس والضفة الغربية إلى سجن كبير لا يملك فيه الشعب التحرَّك بحرية.
لقد كنَّا نطمح إلى أن تتحدث القمة الإسلامية بطريقة صريحة حاسمة عن هذا الواقع الإسرائيلي الظالم الذي تدعمه الإدارة الأمريكية، لتؤكِّد من خلال هذا الموقف، وقوفها الحازم مع الشعب الفلسطيني، ولا تقتصر على الكلمات الضبابية الملتبسة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وكنا نود ـ في هذا المؤتمر ـ أن تعلن هذه القمة تحرّرها من الضغط الأمريكي الذي يفرض على دولها تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية كوسيلة لتطبيعها مع أمريكا، وكنا ـ كشعوب إسلامية حرة ـ نودُّ أن نجد في هذه القمة قراراً موجّهاً إلى العالم كله، أن لا يقف موقفاً سلبياً من الحملة على الإسلام كدين، والإساءة إلى قداسة شخصية النبي محمد(ص) بدعوى حرية الفكر أو الإعلام، في الوقت الذي لا يُسمح بنقد اليهود في تاريخهم وسلوكهم وسياستهم واحتلالهم لفلسطين بحجة معاداة السامية.
كيف نصون الوحدة الإسلامية؟!
إنَّنا نسأل القائمين على القمَّة الإسلاميَّة: ماذا يمثِّل الإسلام بالنِّسبة إلى كلِّ كياناتهم وشعوبهم؟ وكيف يمكن أن يكونوا صوتاً واحداً لحماية الإسلام من كلِّ تشويه وهجوم ومصادرة من دون أن ينال الآخرون عقاباً صارماً يمنعهم من ذلك؟ ثم إنَّنا نتساءل أمام الدور الذي يمثِّله الإعلام الثقافي والسياسي والاجتماعي في الصراع الدائر في هذا العالم المعاصر، حتى إنَّ بعض الدول الكبرى تحاول خوض حروبها السياسية والأمنية بإعلامها المتنوّع المتحرك بأحدث الأساليب، نسأل: لماذا لم تخطِّط منظمة المؤتمر الإسلامي لفضائية إعلامية حديثة باللغات الحيّة في العالم كالإنكليزية والفرنسية والروسية والهندية وغيرها، لإيصال الصوت الإسلامي إلى شعوب تلك الدول، ولتوضيح الصورة الحضارية التي تتميّز بها الثقافة الإسلامية، وللدفاع عن الشخصيات المقدّسة في الإسلام، ولتحليل الجوانب الإيجابية في التاريخ الإسلامي والعناوين الإنسانية لما يلتزمه المسلمون من وحي إسلامهم في علاقتهم بالآخرين، وفي انفتاحهم على مسألة الاعتراف بالآخر من خلال الحوار معه في جميع مواقعه، حتى على مستوى حوار الحضارات الذي نقدّر للقمة تأكيده، عليه لتتحوّل العلاقات الدولية إلى عنوان كبير في الحوار الإنساني ـ الإنساني في تنوّعاته؟
لقد كان مؤتمر القمَّة الإسلامية حدثاً كبيراً في عناوينه ومعطياته وقراراته، ونريد له أن يترك تأثيره الإيجابي على الواقع الإسلامي على مستوى العلاقات بين المسلمين، دولاً وشعوباً، وعلى طبيعة الأوضاع القلقة السلبية جراء الضغوط الهائلة والتحديات الكبرى التي يمارسها الاستكبار العالمي ضد القضايا الحيوية والمصيرية في تخطيطه لاستغلال كلِّ الثروات الإسلامية، وللإجهاز على كل المقدّرات الاستراتيجية، ليبقى العالم الإسلامي الذي يمثِّل ربع البشرية على هامش الدول الكبرى التي تتحرك في تحالفاتها للقضاء على كلِّ مواقع القوة الإسلامية بطريقة وبأخرى.
عملية نتانيا: اجتياح للعنجهية الصهيونية:
وفي فلسطين المحتلة، انطلقت عملية استشهادية جديدة في نتانيا، قام بها شاب مجاهد عاش القهر الإسرائيلي في نفسه وأهله ووطنه، فتحوّل إلى قنبلة إنسانية تجتاح العنجهية الإسرائيلية في عنصريتها التي تتابع قتل الشعب الفلسطيني بدم بارد وحقد بالغ، واجتياح مدنه وقراه ومصادرة أراضيه ومحاصرة حياته بكل مواقعها الحيوية.
إن المشكلة هي أن العالم المستكبر، ولا سيما الأمريكي والأوروبي، يبادر إلى الاستنكار والشجب واتهام العملية بالإرهاب من دون أن يدرس الخلفيات الكامنة وراء الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، وهذا ما لاحظناه في عملية الاغتيال التي قام بها الطيران الإسرائيلي ضد مجاهد فلسطيني، وإصابة بعض المدنيين بجراح، من دون أن نجد أيّ استنكار من تلك الدول التي ليست مستعدة للحديث مع العدو بأن هذا الفعل العدواني سيقابل بردّ فعل آخر، لأن الشعب الفلسطيني ليس مستعداً لتلقي الضربات من المحتل من دون رد جهادي.
إننا ندرك الأوضاع الصَّعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في وحشية الاحتلال، ونعرف أنه سوف يستمرُّ في جهاده حتى التحرير، وأنه ما ضاع حق وراءه مطالب، وما أُخذ بالقوَّة لا يستردُّ إلا بالقوَّة.
العراق: بين الحقد التكفيري والاحتلال:
أمَّا المشهد العراقي، فصورته المأساوية هي في الأشلاء التي تسقط يومياً جرَّاء الحقد التكفيري الأسود، الذي لا يوفّر طفلاً ولا امرأةً ولا شيخاً ولا عاملاً يجاهد من أجل إعالة عائلته، حتى إنّه لم يوفر قوى الأمن الموكلة بحفظ أمن المواطنين من الجريمة. هذا إلى جانب قيام الاحتلال بالتحرك العشوائي الذي يطال المدنيين، وبالتعذيب للسجناء بمختلف الوسائل الوحشية، ناهيك عن جرائم خطف الغربيين الأبرياء من صحفيين أو خبراء، ما يمثِّل عملية غير إنسانية، ولا سيما عندما يمارسها بعض الذين يمنحون منظماتهم عناوين إسلامية. إننا في الوقت الذي نطالب برفع الصوت عالياً ضد قوى التكفير والاحتلال، ندعو إلى استنكار عمليات الخطف التي قد تتحرك للابتزاز المالي، لإطلاق سراحهم.
وفي هذا الجوّ، فإننا ندعو العراقيين إلى المشاركة في الانتخابات النيابية، واختيار الصَّادقين الأمناء المخلصين للعراق وأهله وللإسلام والمسلمين، والرافضين للاحتلال وللإرهاب، بعيداً عن كلِّ الذهنية العصبية والشخصانية، لأن نتائج الانتخابات سوف تقرر مصير المستقبل العراقي الحر السيد المستقل، فليتحمّل كل مواطن مسؤوليته في ذلك كله.
لبنان: إلى أين يمضي البلد:
أما لبنان، الذي يدور السجال فيه في كل يوم حول قضيّة لها علاقة بالماضي أو بالحاضر، فإنه يتحرك في المتاهات السحيقة التي تشغله عن القضايا الحيوية، ولا سيما المعيشية، المتعلّقة بأوضاع الطبقات المحرومة في معاناتها الغذائية والحياتية والتربوية والزراعية والصناعية والعملية، فلا نلاحظ الاهتمام بالخطوط الإنقاذية في الدراسات الدقيقة، ولا سيما في مواقع المديونية التي يتحدث بعض الخبراء أنَّ الدَّين العام سيزيد مليارين بفعل العجز القادم في الموازنة.
إنَّ المطلوب هو تأكيد الاهتمام للمستقبل الاقتصادي، وللتحرير السياسي من أية وصاية خارجية، وقد لا يكفي الحديث الإعلامي عن نفي الوصاية الجديدة الدولية، لأن الواقع يؤكِّد ارتهان البلد من جديد، ولكن بعنوان النصيحة والرعاية وما إلى ذلك.
إنَّ مشكلة النَّادي السياسيّ في البلد، هي أنه يؤكد الاهتمام بكل شيء إلا بقضايا الناس الأساسية التي تنقذهم من الضياع في متاهات الجوع والحرمان، فإلى أين يمضي البلد يا مواطنون؟! |