ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً} (الأحزاب:33). من أئمة هذا البيت، الإمام علي بن موسى الرضا(ع) الذي مرّت ذكرى ولادته علينا قبل أيام، في الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام.
القمة في العلم والحكمة
والإمام الرضا(ع) هو الإمام الذي بلغ القمة في المرحلة التي عاش فيها، سواء في المدينة أو في إيران عندما ولاّه المأمون ولاية العهد بعده، من خلال اعترافه بفضله ورؤيته بأنه ليس هناك في العالم الإسلامي، لا من العباسيين ولا من العلويين، من يقاربه علماً وفضلاً وحكمةً وروحانيةً وقوةً في الله. وينقل بعض معاصريه وهو يتحدث عن المستوى العلمي للإمام الرضا(ع)، يقول: "ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا، ولا رآه عالم إلا وشهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون ـ الخليفة العباسي ـ في مجالس له ذوات عدد من علماء الأديان ـ من اليهود والنصارى والمجوس وكل أصحاب التيارات الفكرية، وأراد لهم أن يوجّهوا الأسئلة إلى الإمام الرضا(ع) بكل حرية، وكان(ع) يجيبهم عن كل سؤال كلٌ بحسب دينه أو فكره ـ وفقهاء الشريعة والمتكلّمين، فغلبهم عن آخرهم، حتى ما بقي أحد منهم إلا أقرّ له بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور".
لقد كان الإمام الرضا (ع) فيما يرويه بعض معاصريه، يجلس في مسجد النبي(ص) قرب الروضة الشريفة، وكان المسجد يعجّ بالعلماء الذين كان الناس يسألونهم، ولكنهم كانوا يعجزون عن الإجابة عن بعض الأسئلة، فيشيرون إلى الإمام الرضا(ع) ليجيبهم عمّا عجزوا عنه، ولقد قال بعض معاصريه، وهو إبراهيم بن العباس: "ما سئل الرضا عن شيء من مسائل الدين والدنيا إلا وعلمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء، فيجيبه الجواب الشافي، فكان جوابه وكلامه وتمثّله انتزاعات من القرآن"، فالقرآن الكريم كان عمق ثقافته.
المثال في العبادة والتواضع
وكان في عبادته مضرب المثل، في خشوعه لله تعالى في كل لياليه، بابتهالاته وأدعيته وصلواته وعبادته، وكان المثل الأعلى في تواضعه، يقول بعض أصحابه: كنت مع الإمام الرضا في سفره إلى خراسان، فدعا يوماً بمائدة له، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم، فقلت: جُعلت فداك، لو عزلت لهؤلاء مائدة، فقال(ع): "إنّ الربّ واحد ـ ربنا الله جميعاً ـ والأم واحدة ـ أمنا حواء ـ والأب واحد ـ وهو آدم(ع) ـ والجزاء بالأعمال".
وقال لبعض أصحابه، وهو يشير(ع) إلى بعض السود من بعض خدّامه والعبيد له: "أترى إلى هذا العبد الأسود"؟ قال: بلى، قال(ع): "حلفت بالعتق، ولا أحلف بالعتق إلا أعتقت رقبة، وأعتقت بعدها جميع ما أملك، إن كنت أرى أنّي خير من هذا، بقرابتي من رسول الله، إلا أن يكون لي عمل صالح أفضل منه"، فالتفضيل هو بالعمل لا بالقرابة، والله تعالى يقول: {إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم}. بهذه الروح العالية التي تحترم الإنسان من خلال إنسانيته، كان يعتبر أن التفاضل بين الناس ينطلق من خلال الأعمال لا من خلال الأنساب. وهذا توجيه لكل الذين يعتبرون أنفسهم أعظم من الآخرين لانتسابهم إلى رسول الله(ص)، وقد قال عليّ(ع): "إن وليّ محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإن عدوّ محمد من عصى الله وإن قربت قرابته".
الالتزام بالتوحيد والقرآن
وكان الإمام الرضا(ع) وهو يسير إلى خراسان يجتمع الناس عليه، وخصوصاً الذين يكتبون الأحاديث عن النبي(ص) وعمّن روى عن النبي، اجتمعوا حول محمله وقالوا: حدّثنا يا بن رسول الله، فحدّثهم بهذا الحديث الذي يسمّى سلسلة الذهب، قال: "حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمد قال: حدّثني أبي محمد بن علي قال: حدّثني أبي علي بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن علي قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب قال: حدّثني رسول الله قال: حدّثني جبرائيل عن الله أنه قال: كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي". كان(ع) يريد أن يقول إن التوحيد هو الأساس؛ أن يوحّد الناس ربهم ولا يشركوا به شيئاً، فهذه هي دعوة الأنبياء وكل مفردات الأديان التي تتحرك في خط التوحيد، فالرسالة تنطلق من خلال خط التوحيد الذي أرسل الله إلى العباد رسلاً يبلّغونهم به. كان(ع) يريد أن يحرر الناس من كل عبادة للأشخاص، لتكون عبادتهم لله وحده، ولتكون طاعتهم لله وحده، وليكون اعتقادهم بالله وحده.
وكان(ع) يشدّد على أن يلتزم الناس بالقرآن، ففي بعض كلماته عن القرآن، وقد سأله شخص: ما تقول في القرآن؟ قال(ع): "كلام الله فلا تتجاوزوه ـ قفوا عند حدوده وتعاليمه ـ ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلّوا". ويروي الإمام الرضا(ع) عن أبيه الإمام الكاظم(ع)، أن رجلاً سأل أبا عبد الله(ع) قال: ما بال القرآن لا يزداد عند النشر والدراسة إلا غضاضةً؟ فالناس يقرأون القرآن ويدرسونه منذ أن بعث الله تعالى النبي(ص) به فلا يزداد إلا تجدداً، والعادة في الكتب التي يمرّ عليها الزمن أنها تسقط أمام القِدَم، فقال(ع): "لأن الله لم يجعله لزمان دون زمان ـ فالقرآن كتاب الحياة ـ ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض ـ حيوي ـ إلى يوم القيامة"، ولذلك علينا أن نستنطق القرآن في كل ما يستجد عند الناس لنجد فيه حلولاً لمشاكلنا.
حضّ شيعته على الصلاح
وكان الإمام الرِّضا(ع) يبعث برسائله إلى شيعته ليوجههم إلى ما فيه صلاحهم، وشيعته هم التابعون للخط الإسلامي الأصيل الذي يتمثل في خط الأئمة من أهل البيت(ع) الذين يجسّدون رسالة رسول الله(ص). أرسل(ع) رسالة مع السيد عبد العظيم الحسني، وهو من العلماء المقرّبين، ومن أبناء الإمام الحسن(ع)، قال له: "يا عبد العظيم، أبلغ عني أوليائي السلام، وقل لهم ألا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً ـ أن لا يتبعوا خطوات الشيطان ولا يعبدوه، بل أن يعتبروه عدواً لهم ـ ومرهم بالصدق في الحديث ـ فلا أريد لشيعتي أن يكونوا الكذّابين الذين يكذبون في ما يتحدثون به وفي ما يعاهدون ويعدون ـ وأداء الأمانة ـ أن يكونوا الأمناء على كل ما يأتمنهم الناس ـ وبالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم ـ إذا أرادوا أن يتجادلوا حول بعض القضايا، فعليهم أن يتحاوروا في الأمور التي تمثل مسؤولياتهم في العقيدة أو الشريعة أو الحياة ـ وإقبال بعضهم على بعض ـ أن ينفتح أوليائي وشيعتي على بعضهم البعض بالمحبة ـ والمزاورة، فإن ذلك قربة إليّ، ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً، فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك ـ من قام بتمزيق الواقع الإسلامي بالفتن والكلام غير المسؤول ـ وأسخط وليّاً من أوليائي ـ وأهانه ـ دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشدَّ العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين ـ هذه دعوة مخيفة لكلِّ الذين يعملون على تمزيق كرامات الناس ولكل الذين يفتنون بينهم ويهدمون المجتمع ـ وعرّفهم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم، إلا من أشرك به أو آذى ولياً من أوليائي أو أضمر له سوءاً، فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه فإن رجع عنه، وإلا نُزع روح الإيمان من قلبه، وخرج من ولايتي ولم يكن له نصيب في ولايتنا، وأعوذ بالله من ذلك".
كان(ع) يوجّه الناس إلى إحياء أمر أهل البيت(ع) حتى يتبع الناس خطهم، ولكن كيف نحيي أمرهم(ع)؟ بعض الناس يعتبر أن إحياء أمر أهل البيت باللطم وضرب الرؤوس بالسيف، وضرب الظهور بالزناجيل والسياط، ماذا يقول الإمام الرضا(ع)؟ يقول: "رحم الله عبداً أحيا أمرنا"، قالوا له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: "يتعلم علومنا ـ كل ما قاله أهل البيت في جانب العقيدة والشريعة والأخلاق، وكل ما يرفع مستوى الإنسان، ويثبت حضارية الإسلام ـ ويعلّمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا".
وكان(ع) يؤكِّد نقاطاً ثلاثاً، وهو يعالج مشكلة بعض الناس الذين ينسبون إلى أهل البيت(ع) أحاديث الغلوّ، يقول: "فإن الناس إذا سمعوا هذه الأحاديث التي تنسب إلينا كفّرونا"، وهناك بعض الناس ممن يضع الأحاديث في إنزال أهل البيت(ع) عن مراتبهم، والبعض الثالث يضع الأحاديث في مثالب أعداء أهل البيت(ع)، فـ "يشتمون أعداءنا، فإذا شتموا أعداءنا شتمونا".
وكان(ع) يؤكد إعانة الضعفاء ويقول: "عونك الضعيف من أفضل الصدقة"، وكان(ع) يريد للإنسان أن يستنطق عقله ويصادقه، فيقول(ع): "صديق كل امرئ عقله، وعدوّه جهله".
الإمام الرِّضا(ع) هو قمةٌ من قمم الإسلام، وهو الإنسان الذي بلغ من القرب إلى الله، ما يجعلنا نتقرّب به إليه تعالى كما نتقرّب إليه تعالى بآبائه وأبنائه، هذا هو خط أهل البيت(ع) خط الإسلام الذي يقودنا إلى الصراط المستقيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله... اتقوا الله وواجهوا كل مواقفكم بالتقوى والمسؤولية أمام الله في كل ما حمّلكم مسؤوليته من أموركم العامة والخاصة، ولاسيما فيما يتعلق بأمور المسلمين وقضاياهم، وكل ما يتوجّه إليهم من قبل الكافرين والمستكبرين، فماذا هناك؟
من يحمي الشعوب من أخطاء الاستخبارات؟
المنطقة تهتز سياسياً وأمنياً بفعل السياسة الأمريكية المنفتحة على أكثر من موقع للسياسات الغربية، إلى جانب السياسة الصهيونية، في خطة الأكاذيب الاستخبارية التي ارتكزت عليها الاحتلالات الأمريكية، ولاسيما الاحتلال للعراق، حيث اعترف الرئيس الأمريكي بأنه هاجم العراق بالاستناد إلى "معلومات استخبارية خاطئة"، مدافعاً في الوقت ذاته عن قرار إبقاء الاحتلال قائلاً: "ليس بالإمكان أن نغادر العراق قبل تحقيق النصر".
والسؤال الذي نوجِّهه إلى الرئيس بوش وإلى إدارته: مَن هو الذي يحمي الشعوب الواقعة تحت ضغط المصالح الأمريكية من "الأخطاء" القادمة للاستخبارات الأمريكية، سواء على مستوى ضغط الاحتلال غير القانوني الذي لم يحصل على شرعية الأمم المتحدة، أو الخطط الاقتصادية والسياسية التي تربك مصالح الشعوب في الضغوط الهائلة التي تطبق على مواقع معارضيها أو أصدقائها لإخضاعها لمصالحها الإمبريالية؟
حتى إننا قرأنا عن وثائق سريّة نشرتها وسائل إعلام أمريكية تتحدث عن أن البنتاغون "يشن حرباً نفسية بكلفة 400 مليون دولار لتحسين صورة واشنطن في كافة أنحاء العالم"، بما في ذلك الدول الحليفة، في الوقت الذي تقوم الأجهزة الأمريكية بالتجسس على الجماعات الأمريكية المناهضة للحرب، وعلى النشاطات السلمية الداعية للسلام.
والسؤال للدول الأوروبية التي أيّدت أمريكا في احتلالها، ودافعت عن الأساس الذي ارتكزت عليه، ولاسيما بريطانيا من خلال رئيس وزرائها: ما هو موقفها الآن من تكذيب الرئيس الأمريكي لكل منطقها في الدفاع عن الاحتلال؟
إنَّ أمريكا ماضية في خوض الحرب السياسية على المنطقة، وفي التهديد بالعقوبات الاقتصادية وغيرها، لاسيما على سوريا، من أجل ترويضها وإخضاعها لتأييد احتلالها للعراق، ولإبعادها عن دعمها للشعب الفلسطيني بحجة اتهامها بدعم ما تسمّيه الإرهاب، مستغلةً موقعها في مجلس الأمن الذي تتحرك فيه مع الحليفين الفرنسي والبريطاني.
لبنان: لمصلحة مَن إسقاط الدولة؟!
أما لبنان، الذي يعيش الاهتزاز الأمني على مستوى الاعتداء على حرية الصحافة والمعارضة، فإنه يواجه الخطر الكبير، من خلال الأوضاع القلقة في فقدان الثقة بالقضاء اللبناني، وإعلان الكثيرين من السياسيين إسقاط مصداقيته وفقدانه لصلاحية إعطاء الأحكام للجرائم الواقعة في ساحاته، وكذلك إسقاط الثقة بالأمن اللبناني الذي لا يملك القدرة على اكتشاف وضبط الخلل الأمني الذي يتمثّل في التفجيرات المتحركة والاغتيالات الوحشية، حسب أكثر من تصريح أو تحليل، لتبرير المطالبة بمحكمة ذات طابع دولي. وربما تصل الأمور بالواقع اللبناني ـ بفعل إيحاءات الوصاية الدولية البارزة ـ إلى المطالبة بقوات الحماية الدولية، تحت تأثير مقولة العجز عن حماية لبنان نفسه في الداخل والخارج.
إننا نخشى من وصول المشكلة إلى هذا المستوى، ونريد للذين تأخذهم الغيرة على هذا البلد الصغير، أن يعملوا على تعزيز قدراته وقوّاته الأمنية والعسكرية، لتتمكّن من الدفاع عن البلد، وتقديم الوسائل والآليات التي تمكّنها من القيام بذلك، ولاسيما من الدول العربية الغنيّة التي تتحدث عن الاهتمام بلبنان الأمن والسياسة والاقتصاد.
المطلوب التوازن في الطروحات السياسية
إننا نؤكِّد أنه يجب على النادي السياسي اللبناني أن يتوازن في طروحاته وفي تحليلاته، بالطريقة التي ينفتح فيها على الحوار العقلاني الموضوعي الذي لا يتحرك في نطاق تسجيل النقاط ضد هذا الفريق أو ذاك، والذي يبتعد عن أساليب التشنّج التي تثير الانفعال وتحرك الغرائز، ولاسيما الطائفية، التي قد يتحوّل فيها الاختلاف السياسي على مستوى المعارضة أو الموالاة إلى هزّات طائفية من هنا ومذهبية من هناك، في ظروف قاسية قد تحوّل البلد ـ ولاسيما في شبابه ـ إلى حريق هائل لا يواجه المستقبل بالقضايا الحيوية والمصيرية التي تنطلق في إطار التحديات في حاجات الشعب المحروم ومشاكله، وفي الأخطار المحيطة بلبنان كله. ليكن الشعار الموحّد هو شعار الوحدة الوطنية في نطاق التنوّع السياسي والثقافي والديني الذي يمثل الغنى الحضاري للبلد، إذا أحسنّا رعايته وحمايته.
ليبقَ لبنان رسالة القيم
إنّ على اللبنانيين أن يطلقوا الكلمة الحاسمة: لن نخضع لأية قوة أخرى لتعبث بالبلد أمنياً وسياسياً، وإن هناك فرقاً بين الصداقة مع الآخرين وبين الخضوع لهم، ولنحرّك العلاقات مع الأشقاء العرب، ومع الأصدقاء في العالم، على أساس المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، والتعاون على أساس الحرية والقوة للمنطقة كلها، وليكن لبنان الساحة التي تنفتح على المنطقة كلها، بالتخطيط لما فيه صلاح المنطقة ولاسيما فلسطين، ولما فيه صلاح العالم كله، ليبقى لبنان رسالة في ميزان القيم الروحية والإنسانية التي يحملها. ولنؤكد للجميع بأننا، في معارضتنا لكثير من السياسات الداخلية والخارجية، ننفتح على الإيجابيات ولا نقتصر على السلبيات.
وتبقى قضية الحرية في فلسطين للشعب الفلسطيني، ورفض العدوان الإسرائيلي في احتلاله المتنوّع في وحشيته ودماره، بالإضافة إلى قضية الحرية للعراق في الموقف من الاحتلال الأمريكي البريطاني، بالمطالبة بانسحابه، من أجل انتصار العراق لا انتصار الإدارة الأمريكية الذي يريده الرئيس بوش، في الوقت الذي نبارك للشعب العراقي حركته الانتخابية، وكلنا رجاء أن يقف مع وحدته الإسلامية والوطنية محافظاً على هويته العربية، ليكون عنصر تعاون للمنطقة كلها، وحركة حضارية تستعيد للعراق موقعه الحضاري الإنساني والإسلامي في المستقبل كله.
وفي الختام، نريد للبنان أن يرتفع إلى أن يكون لبنان الوطن للإنسان كله، ويبتعد عن لبنان النظام الطائفي، وتبقى الطوائف في بُعدها الإنساني لا العنصري مصدر غنى لـه وللمنطقة كلها. |