يقول الله تعالى وهو يخاطب رسوله(ص) عندما أرسله للنَّاس كافة بشيراً ونذيراً، ليحدِّد له الخطَّ الذي يسير عليه في الدعوة وفي الحركة، وفي كل مواقفه في الحرب والسلم، وفي كل علاقته بالناس كافّةً، يقول سبحانه له: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}(الشّورى/15)، ادعُ إلى الله واستقم في خطِّ الدعوة، عرّف النَّاس أساس دعوتك، وهو التوحيد الذي تلتقي عنده كلُّ العقائد وكلُّ الشرائع وكلُّ المفاهيم، استقم لتكون النهاية مرتبطة بالبداية، فلا تتجه، وأنت في خط الدعوة إلى الله، يميناً ولا يساراً، لا تأخذك في الله لومة لائم: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}(الكهف/29)، لا يخدعنّك النّاس عن رسالتك، ولا تتحرَّك على أساس ترهيبهم وترغيبهم لك.
مقاومة الإغراءات:
وقد سار النبي(ص) على هذا الخطّ، واستقطب الكثير من الناس إلى دعوته، فشعرت قريش بخطر ذلك، ورأت أن الرسول(ص) ربما كان يحاول أن يحصل على موقع مالي أو اجتماعي رئاسي، أو يريد أن يحصل على الحياة بكل لذّاتها وشهواتها، لأنه لم يكن قد تزوّج آنذاك، فجاءوا إلى عمه أبي طالب وقالوا له: إعرض على ابن أخيك، إن كان يريد مالاً فهذه أموالنا بين يديه، وإن كان يريد ملكاً سوّدناه علينا ـ جعلناه سيّدنا ـ وإن كان يريد متاعاً فنحن نزوّجه أجمل نسائنا، فقال له النبي(ص) الكلمة المشهورة: «والله يا عمّ، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه»، لأن الله تعالى قال له: {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}، كن مستقيماً في خطك ولا تسقط تحت تأثير كل الإغراءات.
وفي آية أخرى يحدّثنا الله تعالى عن هذه الإغراءات: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ـ حتى تأتي بكلام يتفق مع الشرك ومع عبادة الأصنام ـ وَإِذاً ـ إذا قبلت ووافقت ـ لاَتَّخَذُوكَ خَلِيلاً* وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ ـ بالرسالة وبالعصمة ـ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ـ لأنّ إغراءاتهم بلغت من القوة بحيث لا يستطيع الإنسان في نقاط ضعفه البشريّة أن يواجهها أو يتماسك أمامها ـ إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً}(الإسراء/73-75) وثبت النبي(ص).
ثم عرضوا على النبي(ص) الصلح: «نعبد إلهك سنة وتعبد ألهتنا سنة»، فأنزل الله سبحانه عليه: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}(الكافرون). وكان النبي(ص) يكرر عليهم ذلك في أكثر من موقع، عندما كان يقول لهم: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي* فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ}(الزّمر:14-15). فالله دعاه إلى الاستقامة: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ـ على خطِّ الإسلام، في قولك وفي عملك ـ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ـ من أسلم معك وتاب عن الشرك ـ وَلا تَطْغَوْا ـ لا تتجاوزوا الحدود لتسيروا في خطٍّ يختلف عن الخط الإسلامي ـ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(هود/112)، ويقال إنّه عندما نزلت هذه الآية على النبي(ص)، قال مخاطباً أصحابه: «شمّروا، شمّروا»، شمّروا عن سواعدكم، لأنَّ الله أراد لنا أن نحافظ على خطِّ الاستقامة، ثم قال الراوي: «فما رؤي ضاحكاً». وقد سأل بعض أصحاب النبي(ص) عن أمر يعتصم به، فقال(ص): «قل ربي الله ثم استقم»، أن تنطلق من التوحيد ثم تستقيم على هذا الخط.
أفضل السّعادة استقامة الدّين:
وقد روي عن أمير المؤمنين(ع) قال: «قلت يا رسول الله أوصني؟ قال(ص): قل ربي الله ثم استقم، قلت: ربي الله وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، قال: ليهنئك العلم يا أبا الحسن، لقد شربت العلم شرباً ونهلته نهلاً».
وقد جاءت الآيات الكريمة لتقول: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}(الأحقاف/13)، ويقول الله سبحانه في آية أخرى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ـ عندما يأتيهم الموت ـ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}(فصِّلت/30-32). ويستحضر الإمام عليّ(ع) هذه الآية، ويحاول أن يوجّه النداء بقوله: «العمل العمل ـ يستنهضنا من أجل أن نتحمّل مسؤولية العمل الذي أراد الله لنا أن نقوم به ـ ثمّ النهاية النهاية ـ حدّقوا بالنهايات؛ هل تقبلون على جنة النعيم أم على نار الجحيم، لا تفكّر في يومك فقط، بل فكّر في النهاية لأنها هي الأساس، قد يكون الإنسان ضاحكاً في البداية ثم يتحوّل إلى باكٍ ـ والاستقامة الاستقامة، ألا وإنَّ القدر السابق قد وقع، والقضاء الماضي قد تورّد، وإني لمتكلم بعدّة الله وحجّته، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ}(فصِّلت/30)، وقد قلتم ربنا الله ـ لأنكم مسلمون وتعلنون التوحيد ـ فاستقيموا على كتابه ـ والاستقامة هي أن يقرأ الإنسان كتاب الله، وأن يلتزم بكل ما فيه، فالله مثلاً حرّم الكذب وأراد للإنسان الصدق، فعليه أن يلتزم بالصدق ويترك الكذب، والله حرّم الخيانة وأمر بالأمانة، فعلى الإنسان أن يترك الخيانة في كلِّ مواقعها، والله حرّم الزنى وأمر بالعفة، وأراد سبحانه للإنسان الإحسان إلى الوالدين وحرّم العقوق، فعليه أن يستقيم على كتاب الله، وهكذا في كل ما أمر الله به ونهى عنه. اعملوا بكل ما جاء به الكتاب من واجبات، واتركوا ما نهى عنه من المحرّمات ـ وعلى منهاج أمره، وعلى الطريقة الصالحة من عبادته وطاعته».
الاستقامة سلامة وفلاح:
وهذا ما توحي به كلُّ هذه الآيات الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}، أنت تعتقد أن الله ربُّك ولا ربّ لك غيره، ما معنى ذلك؟ معناه أن لا تنظر إلى أيّ وجود غير وجود الله في أيّ شيء تريد أن تعمله، أو أيّ خطٍّ تريد أن تسلكه. ليكن أوَّل تفكيرك هل يرضى الله بذلك أو لا يرضى؟ لا تفكّر بعاطفتك بل بإيمانك، وهذا يتحرك في الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، خصوصاً تلك التي تتصل بقضايا الأمّة المصيرية، لأن هناك الكثيرين من الأشخاص الذين يرفعهم الناس إلى مستوى القيادة والمسؤولية قد يفسدون في الأرض. لذلك عليك أن تربي عظمة الله في نفسك، بحيث لا تفكر إلاّ بالله تعالى؛ في بيتك وفي مواقع عملك، وفي علاقاتك بكل الناس ومعاملاتك معهم.
وفي الحديث عن رسول الله(ص): «لو صلّيتم حتى تكونوا كالحنايا، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار، ثم كان الإثنان أحبّ إليكم من الواحد، لم تبلغوا الاستقامة»، ويقول عليّ(ع): «أفضل السعادة استقامة الدين»، وعن عليّ(ع): «من استقام فإلى الجنة، ومن زلّ فإلى النار، والاستقامة سلامة»، ويقول النبي(ص): «استقيموا تفلحوا».
إن الإسلام يتركَّز ـ كما سمعنا ـ في كلمتين: ربنا الله ثم الاستقامة، فعلينا أن نربي أنفسنا على ذلك، لا أن نربيها على الانحراف يميناً ويساراً حسب أطماعنا وشهواتنا، كما قال الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}(الأنعام/153). إنَّ علينا أن ننطلق من خلال وجودنا لنفكر بوجودنا في الآخرة، هل يرضى الله عنّا أو لا يرضى؟!
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله... "اتقوا الله في عباده وبلاده، فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم"، كما قال عليّ(ع): "كونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً"، فأمير المؤمنين(ع) يريدنا أن نعيش على أساس التقوى المتحركة في كلِّ مسؤولياتنا، ويوصينا بالتواصل والتباذل، ويحذّرنا من التقاطع والتدابر، وعلينا أن نواجه المسؤوليات الكبرى التي نعيشها في هذه المرحلة من حياة الإسلام والمسلمين والمستضعفين في الأرض، لأن التاريخ الإنساني لا يزال يعيش تحت تأثير القوة الاستكبارية ضد القوة الاستضعافية، وعلى المستضعفين أن يؤكّدوا قوّتهم بوحدتهم وتضامنهم ومسؤولياتهم ودورهم في خط المواجهة، ولا نزال نعيش الصراع كله، لأنَّ الله لا يريدنا أن نكون الحياديين، فتعالوا لنواجه ما نعيشه من تحديات في أكثر من موقع إسلامي أو عربي:
تغطية أمريكية للمجازر الإسرائيلية:
لا تزال إسرائيل تصادر أراضي القرى الفلسطينية التي يقيم فيها المستضعفون من الشعب المنكوب، الذي لا يزال يتعرّض للظلم الدولي الأمريكي ـ الإسرائيلي، في تحالف استكباري يدفع بالمسألة السياسية إلى متاهات من المشاريع الخيالية الضائعة.
فنحن نواجه في هذا اليوم مهاجمة الجيش الصهيوني لأبناء بعض القرى لاحتجاجهم على مصادرة أرضهم لبناء الجدار العنصري، من دون أيّ رفض دولي، لأن هناك خوفاً من "الإمبراطور الأمريكي" الذي يحمي كل ما تقوم به إسرائيل من مجازر وحشية بحق الأرض والإنسان والبيوت والمزارع، بالمصادرة والقتل والتّدمير والجرف، وبرفض كلّ مؤتمر دوليّ للتخطيط لحلّ المشكلة الفلسطينيّة.
وهذا ما حدث عندما اقترح الرئيس الروسي عقد هذا المؤتمر، فبادر المندوب الأمريكي ـ ومعه الإسرائيلي ـ إلى مهاجمة هذا الاقتراح، إضافة إلى حديث الناطق الصهيوني بأن "الدولة العبرية لا توافق على تدخّل أيّ دولة في العالم في هذه القضية إلا أمريكا"، لأنها تعرف من خلال التحالف المشترك مع أمريكا ـ بإداراتها الماضية والحالية والمستقبلية ـ أنها لا تختلف في قراراتها الاستراتيجية عن كل ما يقرره المشروع الصهيوني في خطته الاستيطانية، محاولةً تمييع القضية بتقطيع الوقت الذي يخدم إسرائيل، فلا يبقى للفلسطينيين ما يحقِّق لهم مشروع الدولة القابلة للحياة، التي لا تزال أمريكا ـ برئيسها ـ تتحدث عنها بطريقة الخداع والتضليل، حتى إن اللجنة الرباعية الدولية التي تقودها أمريكا تحت شعار الحلّ، لم تعد تمثل شيئاً جديّاً في عالم الواقع.
إننا نلاحظ ذلك من خلال طريقة استقبال الرئيس الأمريكي لشارون، الذي حصل على ما يريد في المحادثات السرية، من الدعم المالي والعسكري الذي يخطط لبقاء إسرائيل قوةً ضاربةً في المنطقة كلها، بما في ذلك التخطيط لقصف المفاعل النووي الإيراني، وتزويدها بالقنابل الذكية المدمِّرة، إضافةً إلى الطائرات المتقدّمة وأسلحة الدمار الشامل.
أما استقبال الرئيس الأمريكي لبعض الزعماء العرب، فإنه يمثل المطالبة بتلبية حاجة أمريكا لزيادة إنتاج الطاقة لمصلحة اقتصادها، أما الأمور العربية الحيوية، فإنها تعالَج على الهامش في أسلوب احتفالي إنشائي لا يحقِّق شيئاً، وسوف تكون زيارة الرئيس الفلسطيني القادمة مماثلةً لذلك، مع بعض الضغوط الأمنية والسياسية التي تتحوّل إلى مرحلة تعجيزية للسلطة الفلسطينية، أو تدميرية للوحدة الفلسطينية.
إن مشكلتنا مع أمريكا هي الالتزام المطلق بإسرائيل، حتى إن سياستها في سوريا وفي لبنان وفي إيران وفي أكثر من بلد عربي، ترتكز على الأمن الإسرائيلي الذي تريده خطراً على المنطقة كلها، ولذلك، فهي في الوقت الذي تلاحق فيه كل الدول لتمنعها من بيع السلاح للدول العربية والإسلامية، لأنها تعتبر أن هذا السلاح يشكّل خطراً على إسرائيل، تبادر إلى تسليح إسرائيل بأكثر الأسلحة تقدّماً وتطوّراً، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل، لتكون خطراً على الواقع كلّه. وهذا ما ينبغي للعرب وللمسلمين وللشعب الفلسطيني بشكل خاص الانتباه إليه، للحذر من أمريكا في مشروعها السياسي والأمني في العالم.
إننا نريد للناس أن يعرفوا ما معنى أمريكا، ونتساءل كعرب وكمسلمين: لماذا تحاربنا أمريكا لحساب إسرائيل؟ ولماذا تصادر مصالحنا لحساب مصالحها الاحتكارية؟ وإذا كان البعض يتحدث عن الأمم المتحدة وقراراتها، فإن مشكلتنا معها أنها واقعة تحت تأثير الضغط الأمريكي المنفتح على أكثر من ضغط من حلفاء أمريكا، وهذا هو ما نواجهه في لبنان وسوريا.
الاحتلال يصنع المآسي في العراق:
أما العراق الذي استطاع أن يلد حكومته بعد مخاض عسير، فلا تزال الضغوط الأمريكية في تفاصيلها تتحرك بشكل معقّد من وراء الكواليس، من خلال المندوبين الأمريكيين وحلفائهم وعملائهم، كما لا يزال الوضع الأمني يفترس الأبرياء تحت أكثر من عقدة مذهبية تكفيرية طائفية، ممن يكفّرون المسلمين ويستحلّون دماءهم، خلافاً لكتاب الله تعالى وسنّة رسوله(ص)، إضافةً إلى أن الاحتلال يساعد على هذا المناخ التدميري، ويصنع للعراق أكثر من مشكلة مأساوية.
أي لبنان نريد؟
أما لبنان، فإنه يعيش التسويات التي تعالج الخلافات السياسية بين معارضة وموالاة، وتخضع لأكثر من وحي دوليّ أمريكي وفرنسي من وراء الستار، ليتمظهر في الخطاب السياسي بأسلوب وطني ديمقراطي. والسؤال: هل هناك برنامج سياسي اقتصادي أمني من أجل تصوّر دقيق لحلِّ المشاكل التي يتخبَّط فيها الشعب اللبناني، مما تركته العهود السابقة، من المديونية التي قد تُسقط البلد في هاوية الإفلاس، أو الهدر أو الفساد الذي يأكل أموال الشعب ويصادر قضاياه، ويفسد القضاء، ويحوّل الواقع إلى لعبة سياسية؟
إنَّ الشعب يدعو الجميع الذين يقدّمون أنفسهم كقادة أن يحدّثوه عن النظام الجديد للبلد، وعن البرنامج الحضاري للمستقبل، وعن الذين سقطوا في امتحان الحكم والأمن في الماضي، هل يمكن أن يقفوا في مواقع أساتذة المستقبل ليجددوا المأساة للشعب كما أنتجوها سابقاً؟!