ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
عندما خلق الله تعالى الإنسان قال له كن حراً؛ حراً في عقلك في ما ينتجه العقل من فكر، وحراً في قلبك في ما ينبض به القلب من عاطفة، وحراً في اختياراتك في ما تتحرك به الإرادة من اختيار للقول وللعمل، لكن وأنت تمارس حريتك، تحمّل مسؤولية كلَّ ما تعيش الحرية فيه، فالله تعالى يسألك غداً عن فكرتك كيف صنعتها وما هي أسسها؟ وعن العاطفة كيف أنتجتها وما هي أسسها؟ وعن قولك وفعلك على أيّ أساس أطلقتهما؟
خلق الله تعالى الإنسان حراً، وجعله خليفته في الأرض ليؤكِّد دوره في بناء الأرض على المنهج الذي يريد الله تعالى له أن ينهجه ويحققه ويسير فيه. ومن هنا، أراد الله تعالى للإنسان أن ينطق من موقع الإرادة الحرّة العاقلة الواعية التي تؤكّد مسؤوليتها.
عناصر الحرية الإنسانيّة:
وللحريَّة الإنسانية عدة عناصر تحيط بها وتؤكِّدها، ومن بين عناصرها، أن لا تكون الإنسان الذي يسقطه طمعه؛ أن تطمع في مال الآخر فيستعبدك، أو أن تطمع في الموقع الذي يملكه الآخر فيسترقك، أو أن تطمع في الشهوة التي يقدّمها لك الآخر فتخضع له إرادتك ومصداقيتك، لأن الإنسان يكون عبداً ما دام طامعاً، ويكون حراً ما دام قانعاً، فالقناعة تؤكِّد حريتك وتمنحك القوة، فلا تسقط أمام ما عند الآخر، والله تعالى لا يريد للإنسان الذي يملك خيارات القوَّة أن يستضعف نفسه حباً للراحة.
عدم الرّكون إلى الظالم:
ولذلك، يحدّثنا القرآن الكريم عن النَّاس الذين تتوفّاهم الملائكة وهم خاضعون للأقوياء وللمستكبرين، يخضعون لأفكارهم غير المقنعة، أو لمبادراتهم التي لا تمثِّل العدالة. يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ـ لماذا سقطتم أمام الناس الذين لا يمثلون فكر الحقيقة ولا خط العدالة ـ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}، أخرج من الموقع الذي يُفرض عليك فيه الضعف، إلى موقع يمكن أن تأخذ فيه بأسباب القوة، لتستردَّ حريتك، وتستطيع أن ترتبط بالعدالة والحقيقة، أن تملك أن تقول "لا" لمن يريد أن يفرض عليك الـ"نعم، وأن تقول "نعم" لمن يريد أن يفرض عليك الـ"لا". أن ينطلق موقفك من حرية إرادتك، لا من فرض الآخرين إرادتهم عليك، أن لا تقف ـ إيجاباً أو سلباً ـ لأن هناك من يفرض عليك أن تقف، بل أن تقف لأن مبادئك وحريتك تفرضان عليك ذلك.
التحرُّر من الطمع:
ويقول الإمام علي (ع)، وهو إمام الحرية: "لا يسترقنّك الطمع ـ لا يجعلك الطمع عبداً لمن تطمع في ماله وجاهه ويلبي لك شهواتك، إصبر على نفسك وحررها من هذه الحاجات التي تستعبدك ـ وقد جعلك الله حراً". ونقرأ في عمق الالتزام الديني، أنك عندما تكون متديّناً أكثر تكون حرّاً أكثر، لأن الإنسان الذي يفقد الالتزام الديني لا يعيش الحرية، بل يعيش العبودية لأنَّ شهواته تستعبده، وعندما تسأله عمّا يقترفه من المحرّمات، يقول لك: "أنا حر"، إنه ليس حراً، بل هو عبد لشهواته، لأن هوى نفسه يضغط عليه، وهو لا يصبر على أن يمنع نفسه من هذه الشهوات الجامحة، فيسقط تحت تأثيرها، وفي ذلك يقول الإمام عليّ (ع) وهو يحاول أن يستنفر أساس الحرية في الإنسان: "أيُّها الناس، إن آدم لم يلد عبداً ولا أمة ـ بل ولد أحراراً ـ وإنَّ الناس كلُّهم أحرار". لقد كان همّ عليّ (ع) في كل حركته ونشاطه، أنه كان يريد أن ينقذ الناس من كلِّ الذين يستعبدونهم ومن كل الشهوات التي تستعبدهم، وقد قال (ع): "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً".
رفض الشهوات:
وقد ورد في بعض الأحاديث عن عليّ (ع): "الحر حرّ وإن مسّه الضر ـ حرية الإنسان تأتي من داخله، فلو مسّه الفقر أو الضرّ، فإنه يبقى حراً في عزة نفسه وكرامته ـ والعبد عبدٌ وإن ساعده القدر"، يبقى الإنسان الذي لا يملك إرادة الحرية في ذاته عبداً حتى لو ملك الدنيا. وورد عنه (ع): "إنَّ صاحب الدّين رَفَضَ الشّهوات فكان حراً". ويقول (ع): "ألا حرٌّ يدع هذه اللّماضة ـ وهي كناية عن حاجات الإنسان في الدّنيا ـ لأهلها، إنَّه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة ـ نفسك كبيرة، أكبر من الدنيا، أكبر من المال والجاه، وثمنها الوحيد الجنة ـ فلا تبيعوها إلاّ بها".
وفي حديث عن السيد المسيح (ع) موجّه لمن يبيع نفسه وحريته وعزته لأطماعه، يقول (ع): "بماذا نفع امرؤ نفسه، باعها بجميع ما في الدنيا، ثم ترك ما باعها به ميراثاً لغيره، ولكن طوبى لامرئ خلّص نفسه واختارها على جميع الدنيا"، فالذين يبيعون أنفسهم لمن يدفع لهم أكثر، يحتقرون إنسانيتهم وأنفسهم.
ويقول عليّ (ع) _ ومشكلتنا أننا لا نفهم عليّاً(ع)، لأننا لا نتثقَّف بثقافته، ولا نستمع إلى وصاياه _ "أكرم نفسك عن كل دنيئة ـ عن كلِّ هذه الصغائر الحقيرة ـ وإن ساقتك إلى الرغائب، فإنك لن تعتاض بما تأخذه من نفسك عوضاً، فلا تبع نفسك للشهوات التي يكفلها لك الآخرون. ونقرأ في كلام الإمام الصادق (ع) ما يؤكّد أنَّ الحرية هي من عمق الإسلام وليست شيئاً طارئاً: "إنَّ الحرَّ حرّ في جميع أحواله ـ فسواء كان في الأرض الواسعة، أو في الزّنزانة الضيّقة، فإنه يبقى حراً، لأن الحريّة تنطلق من الدَّاخل ـ إن نابته نائبة صبر لها، وإن تداكَّت عليه المصائب لم تكسره ـ يبقى صلباً ـ وإن أُسر وقُهر واستبدل باليسر عسراً، كما كان يوسف الصدّيق الأمين، لم يضرر حريته أن استُعبد وأُسر وقهر ـ استعبده عزيز مصر، ولكن عندما أرادته امرأة العزيز وراودته عن نفسه، رفض وصبر على رفض الشهوة، وعندما جمعت له كل النساء من صاحباتها ليفتنّه، قاوم وقاوم وقاوم، وانطلق من خلال حريته وقال: {ربّ السجن أحبّ إلي مما يدعونني إليه} ـ فوطّنوا أنفسكم على الصبر تؤجروا"، وفي الحديث عنه (ع): "خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع؛ أوَّلها الوفاء ـ أن تكون وفياً في كلِّ ما تتحمَّل أمانته ـ والثانية التدبير ـ أن يكون لك عقل تدبّر فيه حياتك ـ والثالثة الحياء ـ أن تستحي مما يُخجل منه ـ والرابعة حُسن الخلق، والخامسة ـ وهي تجمع هذه الخصال ـ الحرية.
إنَّ مسألة الحرية هي مسألة صلابة الإرادة، وعنفوان الذات، والانفتاح على تقوية إنسانيتك، وعلى القوة التي يراد لك أن تأخذ بأسبابها، ونحن نواجه في هذا العالم الكثيرين من المستكبرين الذين يريدون أن يستعبدونا من خلال ما يملكون من قوة وثروة، ومن عملاء المستكبرين الذين يريدون أن يفرضوا علينا كل خطوط استعبادهم. علينا أن نكون الأحرار بإنسانيتنا وعبوديتنا لله، فالله وحده هو ربنا وإلهنا، وهو الذي حرَّرنا من كل الذين يريدون أن يستعبدونا.
الخطبة الثَّانية
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
عباد الله... اتقوا الله وواجهوا مسؤوليّاتكم في كلِّ حياتكم، بالانفتاح على إيمانكم في ما حمّلكم الله من مسؤوليّات الإيمان، في قضاياكم الخاصة والعامة، وكونوا أحراراً في دنياكم. لا تسمحوا لنقاط الضعف في داخلكم أن تستعبدكم وتسقط حريتكم، وواجهوا كلَّ خطوات المستكبرين والظالمين الذين يريدون أن يسقطوا حريتكم، بالحرية المنفتحة على كلِّ القضايا الكبرى التي تتحملون مسؤوليتها في العالم.
إننا نواجه عالماً يريد أن يستعبد اقتصادنا وسياستنا وأمننا وثقافتنا على أساس العولمة والاستكبار، فلنرفض ذلك كله، لأنَّ الرفض للمستكبرين والظالمين يمثِّل خط العدالة في الحياة، ونحن لا نزال نعيش في الماضي من خلال ذكرياته، والحاضر من خلال تحدّياته، الكثير مما لا بدَّ لنا أن نفهمه ونحلّله ونعتبر به، لأن علينا أن نتذكَّر كلَّ ما يقوّي لنا مواقعنا ومواقفنا، وما يؤصّل لنا حرَّيتنا في إنسانيّتنا، فماذا هناك؟
الحرب اللبنانية وخفايا التدخل الأمريكي:
مرّت ذكرى الحرب اللبنانية قبل ثلاثين سنة، التي كان اللبنانيون في كل ساحاتهم الطائفية والسياسية الحطب الذي يغذّي حرائقها التي أوقدها الأمريكيون لتصفية القضية الفلسطينية، وإخراج بندقيتها من لبنان، حسب الخطة "الكيسنجرية"، مستغلاً في ذلك بعض التعقيدات التي كانت متحركة في نطاق الحرب الباردة بين الشرق والغرب، وفي تفاصيل الخطوط القومية والوطنية في الحمّى المرتفعة في الوجدان السياسي، وفي العصبيات الطائفية الدينية، وفي حساسيات المواقع في داخل الطائفة الواحدة أو المذهب الواحد، وفي عالم عربي يثير آلاف المشاكل في لبنان من أجل خوض حروبه ضد بلد هنا وهناك، في الواقع الفلسطيني تارةً والموقع اللبناني أخرى.
وعندما تحقَّق الهدف الأمريكي من النَّاحية السياسية كان اتفاق الطائف، في خطَّةٍ أمريكية ذات وسائل عربية، وإذعان لبناني. وتوقّفت الحرب، ولكن من دون مصالحة وطنية على صعيد الوحدة العامة، من خلال الخلفيات الطائفية على مستوى المواقع والعصبيات، واستطاع لبنان الذي كان محطة استهداف أمريكية إسرائيلية ـ ولا يزال ـ أن يتجاوز كلَّ الضغوط والاجتياحات، من اجتياح العام 1982، إلى الاجتياحات الموضعية الأخرى، حيث انطلقت المقاومة لتمثل الإرادة الوطنية في تحرير لبنان من الاحتلال، لتكون أوَّل طليعةٍ عربيّةٍ إسلامية لبنانية تهزم العدوّ.
وبدأت الخطَّة الأمريكيَّة للعبث في لبنان، ولإثارة الفوضى في داخله، والتقت بالمصلحة الأوروبية ـ ولا سيّما الفرنسية ـ من أجل إسقاط موقع القوة الممانعة في قاعدة المقاومة، ولإيجاد حالة من الفوضى تقوم الإدارة الأمريكية بتعميمها على المنطقة ضمن أشكال أمنية وسياسية واقتصادية مختلفة، تحت عناوين برّاقة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، على طريقة كلمات الحق التي يُراد بها باطل، في الأسلوب السياسي النفاقي الذي يشوّه الحقائق، ولا سيما في حديث الرئيس الأمريكي عن أمن العالم الحرّ، في الوقت الذي لا يقدّم للعالم إلا الحروب والفوضى والدمار.
أين حرية الشعب الفلسطيني؟!:
وهكذا، يتحدَّث الرئيس الأمريكي عن "أمواج الحرية التي تغمر إقليم الشرق الأوسط الكبير"، من أفغانستان إلى فلسطين وصولاً إلى لبنان، ويقول: "ما إن تنجح الديمقراطية في العراق، فإن هذا النجاح يبعث برسالة من بيروت إلى طهران، مفادها أن الحرية تستطيع أن تكون مستقبل كلِّ وطن". والسؤال: عن أية حرية يتحدث في فلسطين، وهو الذي يدعم الاستيطان في الضفة الغربية، ويؤكد أن الواقعية تفرض إلحاقها بإسرائيل في المفاوضات النهائية، كما يمنع من عودة اللاجئين إلى أرضهم، ويمارس اللعبة اللفظية في خداع الفلسطينيين بتمثيل الخلاف مع شارون في توسيع المستوطنات، ولكنه لا يضغط عليه، بل إنه ينتظر رئيس السلطة الفلسطينية وبعض الزعماء العرب ليخدّرهم ببعض الكلمات التي يبيعهم إياها، في مقابل المواقف التي يمنحها لإسرائيل، مع الأموال الضَّخمة التي يقدّمها إليها على حساب دافع الضرائب الأمريكي؟
إنَّ الإدارة الأمريكية، بعناصرها المحافِظة والصهيونية، تحتقر شعوب العالم العربي والإسلامي، وتعمل على مصادرة كلِّ قضاياها المصيرية الحيوية لحساب إسرائيل. ومن الطريف أنَّ هذا التأييد الأمريكي المطلق لإسرائيل، دفع بوزير خارجية العدو ـ في زيارته لمصر ـ أن يتحدَّث عن خريطة الطريق في الصِّراع العربي ـ الإسرائيلي من أجل اعتراف العرب بإسرائيل، في الوقت الذي لم توافق إسرائيل على الاعتراف بالشّعب الفلسطيني، على قاعدة خريطة الطريق في فلسطين، لأنها تشترط تفكيك الانتفاضة للبدء بالمفاوضات النهائية التي تضيع في المتاهات السياسية.
تدخّل أمريكيّ سافر في العراق:
وإذا عدنا إلى العراق الذي خرج من الانتخابات ليؤلِّف حكومته المثيرة للجدل في الحصص الطائفية والحزبية والعرقية، فإنَّنا نلاحظ أن أمريكا تبعث مجدداً بوزير دفاعها ليفرض على الحكومة العراقية شروطه، ويحذِّرها من عمليَّات التّطهير السياسي والمحسوبية، حتى من العناصر الفاسدة في الأمن والمخابرات والجيش، ليتبعه ـ بعد رحيله ـ مندوب أمريكي آخر، لأن المطلوب أمريكياً هو أن يبقى العراقيون خاضعين للتّعليمات الأمريكية لحساب مصالح أمريكا السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة، ولإثارة أكثر من مشكلة في علاقات العراق بدول الجوار، في الاتهامات العشوائية.
إنقاذُ لبنان ببرنامجٍ إصلاحي تغييريّ:
وما زالت اللّعبة السياسيَّة الأمريكية في لبنان تتحرَّك من أجل الضَّغط على مسيرة الشَّعب اللُّبناني، وإبقاء حالة الانفعال وإثارة الغرائز، وإبعاد الموضوعيَّة السياسيَّة عن التَّداول في القضايا الحيويَّة الّتي تسمح للنَّادي السياسي كلِّه بالحوار المباشر وجهاً لوجه في المرحلة الحاسمة، من دون انتظارٍ للمراحل القادمة، فإنهم إذا كانوا يرفضون اللقاء السياسي انتظاراً للمرحلة الصّالحة، فإن أكثر هؤلاء وأولئك شارك في الحركة السياسية الماضية، على مستوى إنتاج الهدر والفساد وتوظيف العناصر الفاشلة من الأنصار والأزلام، بما عطّل الوطن عن الإنتاج، وبما سلَّط الأجهزة الأمنية وغير الأمنية للخضوع لمواقع القوَّة في الداخل والخارج.
إننا ندعو الجيل الجديد الذي هو صاحب المصلحة في تأصيل المستقبل، إلى الانفتاح على الحرية والسيادة والاستقلال والصدق والأمانة والإخلاص للوطن كله، من موقع الوحدة الوطنية الشاملة، ونحذّره ـ في الوقت نفسه ـ من خداع الفئات التي أفسدت الوطن أن لا تقودهم إلى التجربة الفاشلة.
إن البلد يعيش الآن فترة الاتجاه إلى ما يشبه الفراغ السياسي، في الوقت الذي يواجه ضغط الأزمات الاقتصادية والإفلاس المالي الذي يُخشى منه عدم استطاعة الدولة تلبية الاستحقاقات الاقتصادية الأساسية، حتى على مستوى ما يحذّر منه البعض لجهة عدم تمكّنها من دفع الرواتب للموظَّفين، وعلى الجميع أن يتحمّلوا المسؤولية الكبرى لإنقاذ البلد بإلغاء الحواجز المصطنعة، ليرتفعوا إلى مستوى مواطنيّتهم اللّبنانية في مسؤوليّاتهم الوطنية، وليخطّطوا لبرنامج إصلاحي تغييري شامل، فلا يكفي رفع العلم اللبناني أو إطلاق الشّعارات بالوحدة، ولكن بالإخلاص للمستقبل، على أساس الرِّجال الذين يحملون القيم الروحية والأخلاقية في الرسالة السياسية، لا اللّعبة السياسية، حتى يبقى لبنان للبنانيين، فلا يكون ممراً للاستعمار ولا مقراً له.
اللهم هل بلّغت؟ اللهم اشهد. |