ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين، ومما جاء في خطبته الأولى:
الزمن يحمل مصير الإنسان
العمر.. الزمن.. الحياة.. هذه كلمات توحي للإنسان بكل وجوده، في كل امتداداته في الثواني والدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين:
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني
لا بدّ للإنسان من أن يحدّق في الزمن الذي يستهلك حياته ويفنيه بشكل تدريجي؛ يحدّق فيه باعتبار أنه هو الذي يحمل في داخله مصير الإنسان من خلال سلوكه، مصيره الذي يجعل منه إنساناً فاعلاً في الحياة التي يحياها، ليكون الإنسان الذي يعطي الحياة عقلاً من عقله عندما يستغل الزمن في تنمية عقله، ويعطيها عاطفة من قلبه عندما يربّي قلبه على التوازن في العاطفة، ويعطي الوجود حركة من جهده بما يبني للناس حياتهم ويرفع مستواهم ويقوّي مواقعهم ومواقفهم عندما يربي جهده على أن يكون الجهد النافع.
وعندما ينفتح الإنسان على ربه، فإنه يقرأ في وحيّ ربه أن عمره هو رأس ماله الذي يتاجر به مع الله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}، {أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى}، فإذا فرّغت عمرك من عملك وتركته في حالة فراغ وضياع وعبث ولعب، فإنك تُحشر إلى الله بعمر ليس فيه أيّ غنىأو معنى، أما إذا ملأت عمرك بالخيرات والحسنات،فإن عمرك سوف يرتفع بك إلى مواقع القرب من الله والنعيم في الجنة، لأن قصة العمر هي قصة ما يحمل في داخله.
وقد تحدّث الله تعالى في القرآن الكريم في أكثر من آية عن هذا العمر: {والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجاً وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يُعمّر من معمّر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير}. فالله تعالى يحسب لك عمرك بحسب ما يعلمه من الظروف المحيطة بوجودك مما يجعلك تمتد في العمر أو يقف عمرك بك في منتصف الطريق، كله في كتاب.
ويتحدّث الإمام عليّ (ع) عن هذا العمر فيقول: "إن عمرك عدد أنفاسك وعليها رقيب"، فكل نفس يصعد ويهبط هو جزء من عمرك، وهذا ما عبّر عنه الإمام زين العابدين (ع) في دعاء الصباح والمساء عندما استقبل صباحه: "اللهم وهذا يومٌ حادثٌ جديد، وهو علينا شاهد عتيد ـ هذا اليوم في دقائقه وثوانيه وساعاته يشهد عليك ما فعلت فيه ـ إن أحسنّا ودّعنا بحمد، وإن أسأنا فارقنا بذم". ويقول الإمام (ع) في كلمة أخرى: "لن يستقبل أحدكم يوماً من عمره إلا بفراق آخر من أجله"، أما رسول الله(ص)، فقد روي عنه أنه قال: "إن العمر محدود ولن يتجاوز أحد ما قُدّر له، فبادروا ـ أسرعوا في القيام بمسؤولياتكم ما دامت الفرصة موجودة في هذا العمر الذي بقي لكم ـ قبل نفاذ الأجل".
المبادرة إلى الطاعة
وفي رواية عنه (ص): "بادر بأربع قبل أربع: بشبابك ـ وهو مرحلة القوة والحيوية ـ قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل مماتك"، بادر بما تملك من خلاله القدرة على الطاعة وعمل الخير، وعلى أن تتاجر مع الله تعالى بما جعله الله بين يديك. وفي صورة طريفة جداً تروى عن رسول الله(ص) يصف فيها أحوال الناس عند قيامهم لربّ العالمين يوم القيامة، فتقول الرواية: "يُفتح للعبد يوم القيامة على كلِّ يوم من عمره أربعة وعشرون خزانة عدد ساعات الليل والنهار، فخزانة يجدها مملوءة نوراً ـ من خلال عمله الذي يتحوّل إلى نور، وقد ورد في القرآن الكريم عن مسيرة المؤمنين يوم القيامة: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} {يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا} ـ وسروراً، فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وُزّع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه، ثم يُفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة، منتنة، مفزعة، فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قُسّم على أهل الجنة لنغّص عليهم نعيمها، وهي الساعة التي عصى فيها ربه ـ الساعة التي قضاها بالغيبة والنميمة والغش والكذب والخداع وأكل أموال الناس والزنا وشرب الخمر ولعب القمار ـ ثم يُفتح له خزانة أخرى فيراها فارغة ليس فيها ما يسرّه ولا ما يسوءه، وهي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها بشيء من مباحات الدنيا، فيناله من الغبن والأسف على فواتها، ومن هذا قوله تعالى: {ذلك يوم التغابن}.
لذلك، هذا الحديث يريد أن يبيّن لنا حقيقة، وهي أن من الأعمال ما يبقى أثرها إيجابياً حتى بعد أن ينقضي وقتها وهي الطاعات، {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً}، صحيح أن هذه الطاعات قد تتعبك في الدنيا، ولكنك سوف تواجه النتائج الطيبة في الآخرة.. فعندما تريد أن تنطلق بأي عمل فكّر في النتائج ولا تفكّر في بدايات الأمور، وقد قال المثل: "السمّ في الدسم"، لأن اللذة تذهب وأثرها يبقى.
ويحدّثنا الله عن نداء أهل النار: {وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير} {والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً إن الله عليم قدير}.، ونلاحظ في أدعية الإمام زين العابدين (ع) أنه يركّز على أن رغبة الإنسان بطول العمر ليست في عدد السنين، بل في نوعية العمر ومضمونه، وهذا ما نلاحظه في دعائه (ع) في "مكارم الأخلاق": "وعمّرني ما كان عمري بذلة في طاعتك ـ أريد منك يا ربّ أن تعطيني العمر الطويل بمقدار ما يكون عمري مبذولاً في طاعتك ـ فإذا كان عمري مرتعاً للشيطان فاقبضني إليك ـ فإذا صار الشيطان يصول في عمري ويجول ويوقعني في المعصية والخطيئة فاقبضني إليك ـ قبل أن يسبق مقتك اليّ أو يستحكم غضبك عليّ".
ثم في دعاء يوم الثلاثاء نراه يقول(ع): "واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير ـ اجعل كل يوم من عمري أفضل من سابقه ـ والوفاة راحةً لي من كل شر". وفي دعاء أبي حمزة الثمالي له(ع): "واجعلني ممن أطلت عمره، وحسّنت عمله، وأتممت عليه نعمتك، وأحييته حياة طيبة، في أدوم السرور وأسبغ الكرامة وأتمّ العيش".
العمر رأس مال لا بد أن نتاجر مع الله به، وهو فرصة، والفرص تمر مرّ السحاب، فبادروا بالصلاة قبل الفوت، وبالتوبة قبل الموت، ولا تسوّف التوبة، لأن لا أحد يضمن لك عمرك. ونحن نقرأ في دعاء الإمام زين العابدين (ع) إذا نعي إليه ميت: "اللهم اكفنا طول الأمل، وقصّره عنا بصدق العمل، حتى لا نؤمّل استتمام ساعة بعد ساعة، ولا استيفاء يوم بعد يوم، ولا اتصال نفس بنفس، ولا لحوق قدم بقدم". نسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا بما يعين به الصالحين على أنفسهم، وأن يبصّرنا كيف نقطع عمرنا في طاعة الله، وكيف نتقي الله في كل أيامنا وليالينا: "واجعله أيمن يوم عهدناه، وأفضل صاحب صحبناه، وخير وقت ظللنا فيه".
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله.. اتقوا الله في كل حياتكم، وواجهوا مسؤولياتكم التي حمّلكم الله إيّاها في أنفسكم وعيالكم وفي الناس من حولكم، وفي أمتكم التي لا بد لكم أن تعيشوا كلّ همومها ومشاكلها وأوضاعها ومواقع الضعف والقوة فيها، وأن تواجهوا كلّ التحدّيات التي تواجهها، لأن على الجزء أن يتحمّل حصته من خلال حاجة الكل إليه، ولا سيما في هذه المرحلة التي تواجه فيها الأمة الإسلامية ومعها كل المستضعفين في العالم، أقسى التحديات التي يطلقها المستكبرون في العالم، من أجل أن يهدِّدوا أمنها ويصادروا ثرواتها، حتى تكون الأمة مجرد مزق متناثرة يتقاذفها هؤلاء ليأخذ كل واحد حصةً لنفسه.
لذلك، لا بدّ لنا أن نجد أساس الوحدة بالاعتصام بحبل الله، هب أننا نختلف في أكثر من قضية على المستوى المذهبي والسياسي والاجتماعي، ولكن علينا أن نجمّد الكثير مما نختلف فيه في هذه المرحلة، حتى لا يستغل المستكبرون هذه الخلافات. إن العالم من حولنا يهتز، والأرض التي نعيش عليها تهتز تحت أقدامنا، فكيف نثبّت مواقعنا ونتخفف من كل هذه الضغوط، وعلينا أن نعرف ماذا هناك:
القضية الفلسطينية خارج دائرة الضوء
القضية الفلسطينية خارج دائرة الضوء في هذه المرحلة، فأمريكا ترسل مبعوثاً ثانوياً لا يملك تحريك أيّ شيء، فكل ما عنده هو تأكيد الدعم الأمريكي لإسرائيل ضد الفلسطينيين، وإلقاء المواعظ الإصلاحية الأمنية عليهم لإيقاف الانتفاضة، وترتيب أوضاعهم على ما يتناسب مع المصلحة الإسرائيلية..
أما الاتحاد الأوروبي، فنجده يطلق مبادرة جديدة لا يملك أية آلية واقعية لتحقيقها في أرض الواقع.. أما العرب، فقد وضعوا القضية الفلسطينية في أدراج مكاتب الجامعة العربية، من خلال إحساسهم بالعجز والفشل السياسي أمام الضغط الأمريكي أولاً، والعنترية الصهيونية من جهة أخرى..
أما الشعوب العربية والإسلامية، فإنها تلاحق أخبار المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال العشوائي والاغتيال الوحشي، والتدمير للبنية التحتية الاقتصادية والإسكانية، وتكتفي بالألم والاحتجاج الهادىء والصوت الخافت من دون أية فاعلية...
أما حقوق الإنسان الفلسطيني فالعالم في شغل عنه، وأما القانون الدولي ضد إبعاد المواطنين من دون ذنب فلا تدافع عنه أية دولة... ويحدّثونك عن الجانب الإنساني في مأساة الشعب الفلسطيني؛ في الجوع القاتل، والمرض المستمر، ولكن من دون أية فائدة. أما الجانب السياسي فإن عليه أن ينتظر الجانب الأمني الذي لا بدّ أن ينتظر زوال الاحتلال مشروطاً بتحقيق الأمن المطلق لإسرائيل، بعيداً عن حماية الأمن الفلسطيني الذي يصرخ مطالباً الأمم المتحدة في مجلس الأمن بقوات دولية تحميه من وحشية إسرائيل، ولا من مجيب..
ويتحدث الرئيس الأمريكي عن مساعدات إنسانية بمبلغ خمسين مليون دولار للفلسطينيين، ومائتي مليون دولار لإسرائيل لتقتل الشعب الفلسطيني.. والمجزرة مستمرة، والعالم يتآمر ويتفرّج، والعرب غارقون في سبات عميق مملوء بالكوابيس، ويبقى الشعب الفلسطيني في الساحة يجاهد ويواجه كل آلة الحرب الصهيونية باللحم العاري، والسلاح الخفيف، والإرادة الصلبة، والصمود المتحدّي، والوحدة الوطنية الجهادية الثابتة، من أجل النصر والتحرير، و"ما ضاع حق وراءه مطالب"، "وما النصر إلا من عند الله".
العراق بين معاناة الداخل ومؤامرة الخارج
أما مسألة العراق، فإنها لا تزال في دائرة التهويل الإعلامي والسياسي الأمريكي، وفي نطاق التجاذب الدولي بين مؤيد للحرب ومعارض لها، ومنادٍ بالحل السياسي، والتأكيد على دور الأمم المتحدة... والاستعدادات الأمريكية ـ البريطانية متواصلة، ولا سيما في الاجتماع المرتقب بين "بوش" و"بلير"، والعنوان الكبير للمرحلة هو المصالح الأمريكية التي تتوزّع المواقع، وتحرّك الضغوط، وتطلق التهديدات، وترش القلق في كل مكان من خلال تجريد العصا الغليظة..
أما الشعب العراقي فلا يُلتفت إليه، ولا يحسب أحد حسابه في معاناته في السجن الداخلي الكبير الذي أطبق على كل حرياته السياسية، وصادر كل أوضاعه الاقتصادية والأمنية، ولا سيما في المرحلة الحاضرة، من خلال تشديد القبضة الحديدية على عنقه بحجة ضرورات الحرب.. وهكذا، في معاناته في الخارج، حيث يعاني من التشريد في شرق الأرض وغربها، وفي المآسي التي تحيط به من الإذلال والقهر والغرق في البحار البعيدة... وهناك الذين يحلمون بالخلاص من خلال خشبة الإنقاذ الأمريكي، ولكن هل يمكن للذئب أن ينقذ الحمل الوديع بعد كل التاريخ الطويل الدامي في عمليات الافتراس التاريخي؟؟!
إننا ندعو المعارضة العراقية إلى وحدة سياسية جهادية تخطط وتتحرك في الداخل، لأن أية معارضة خارجية لن تستطيع تحقيق النصر، بل سوف تبقى خاضعة لأكثر من حالة استغلال لأكثر من حاجة دولية في معترك صراع المصالح بين الدول الكبرى، أو تأكيداً لمصلحة ما يسمّى بالدولة القائدة في العالم.. ولا يزال الجميع يتحركون في داخل المأزق، والسؤال: متى يأتي وقت الخروج من هذه الدوّامة، وكيف؟
لبنان: معالجة القضايا بالحكمة
أما في لبنان، فإن العدوّ يواصل تهديداته واختراقاته الجوية، ويحرّك أكثر من مشكلة في وجه استثمار لبنان مياه نهر الوزاني، من أجل منعه من مشاريعه المائية في حاجته إلى إرواء عطشه الإنساني والزراعي... وأمريكا ـ ومعها الأمم المتحدة ـ تتحدث عن التهدئة من خلال اتصالاتها وموفديها، في أسلوب يختزن التهديد تارة، والدبلوماسية أخرى.
ولبنان مشغول ـ في هذا الجو الأمني المربك ـ بالصراع مع المخيم الفلسطيني في بعلبك، الذي سالت فيه الدماء، وارتبكت فيه الأوضاع الأمنية المطلة على الوضع السياسي، لا سيما أن ساكني المخيم هم من أشد الناس فقراً وضياعاً وتشرداً، ولم يعهد منهم أيّ عصيان مدني ضد السلطة، ما يدفع إلى التساؤل: لماذا ذلك كله؟ ولماذا لم تُستخدم الحكمة في معالجة هذه الأوضاع من قِبَل الدولة ولجنة المخيم والفاعليات السياسية، من دون حاجة إلى إراقة الدماء وتوتير العلاقات في هذه المرحلة الصعبة التي تسيل فيها الدماء الفلسطينية أنهاراً؟
ثم، كانت المفاجأة بالتدبير الاحترازي ـ كما يقولون ـ الذي لم يستطع اللبنانيون قبوله، في إقفال محطة "أم. تي. في."، ما جدد معركة الحريات الإعلامية في لبنان التي هي سرّ لبنان الذي يمثّل واحة الحرية في المنطقة، ولقد كنا نودُّ أن تُعالج الأمور بحكمةٍ تتناسب مع قضايا الحرية وتوازن الواقع الأمني والسياسي.
إنّنا نأمل معالجة هاتين القضيتين بما يحفظ للعدالة ميزانها، وللحريات في لبنان امتداداتها، وللمسؤولية على صعيد الرقابة الذاتية في حماية الوحدة الوطنية فاعليتها، وللعلاقة اللبنانية ـ الفلسطينية ثباتها وانفتاحها على وحدة الموقف ضد العدوّ المشترك.
إنّ المرحلة في لبنان لا تتحمّل مثل هذه الهزّات السياسية والإعلامية والأمنية، لا سيّما أنّ اللبنانيين يتابعون مسألة الموازنة بخوف وقلق، لتأثيرها على الحالة المعيشية، في ضغطها على مشروع الخدمات الإنمائية الحياتية، وعلى مسألة الضمان الاجتماعي، وفي ملاحقتها للناس في فرض الضرائب المتراكمة التي لا يملكون معها أيّ حالة من التوازن في مداخيلهم المحدودة..
إننا نخشى أن يسير البلد نحو إفلاس يتبعه إفلاس، وعجز يعقبه عجز، وزيادة في الديون المليارية التي تسير بالبلد نحو الانهيار.. إن لبنان بحاجة إلى الوحدة الشعبية العاقلة التي تحرس البلد من كل الرياح العاصفة والهزّات المهلكة، وإلى دراسة الأولويات في القضايا السياسية العامة بالوسائل الواقعية التي تحرّك الحلّ في اتجاه وعي عناصر المشكلة، لا بالوسائل المثالية التي تحلّق في الخيال. |