ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شرّ لهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة}، ويقول سبحانه في آية أخرى: {إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورا الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل}، ويقول في آية ثالثة: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك}. وهكذا تتتالى الآيات الكريمة التي تتحدث عن البخل، كصفة لازمة لبعض الناس، وقد لا يقتصر الأمر على أنهم يبخلون بما آتاهم الله من فضله، بل إنهم يأمرون الناس بالبخل، فيعترضون على الذين يعيشون العطاء، وينهونهم عن ذلك.
روحية العطاء.. انفتاح على الله
وقد أراد الله تعالى للإنسان أن يبتعد عن هذه الصفة، لأنه تعالى أراد للإنسان أن يعيش روحية العطاء للإنسان الآخر، باعتبار أنه ربط الناس ببعضهم البعض، وأراد لهم أن ينفتحوا على حاجات بعضهم البعض وأن يعطي كل واحد منهم للآخر من نفسه ما يملكه من عطاء الله، ليعرف حقيقتين: الحقيقة الأولى هي أن كل ما عند الإنسان هو من الله تعالى، الذي أعطاك وجودك ومالك، باعتبار أن مالك حتى لو كان نتيجة جهدك فإن جهدك انطلق من خلال ما وهبك الله من عقل تفكر فيه، ومن أدوات في جسدك خلقها الله لك، ولذلك فإن الله تعالى عندما أمر بالإنفاق قال: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه}، يعني أن المال الذي بيدك هو مال الله وقد جعلك الله وكيلاً عليه، وعليك أن تقوم بدور الوكيل، بأن تقوم بكل ما يريده الموكّل، ولا تأخذ حريتك في ذلك، فالمال مال الله وعليك أن تنفق من مال الله وليس من مالك بالمعنى الذاتي لهذا المال.
الإيثار أعلى مراتب العطاء
وعلى ضوء هذا، أراد الله تعالى للإنسان أن ينفق في ما فرضه الله عليه من الإنفاق: {والذين في أموالهم حق معلوم* للسائل والمحروم}، وتحدث الله تعالى عن الزكاة والخمس، واستحب للإنسان أن ينفق من ماله في ما لم يوجبه عليه، ووعده الأجر على ذلك، وهذا ما يُطلق عليه كلمة الصدقة التي يدفعها الإنسان قربة إلى الله تعالى، سواء مما يعطيه الإنسان للإنسان تمليكاً، أو مما يعيره الإنسان للإنسان لينتفع به، حتى أن القرض الذي يقرضه الإنسان للإنسان الآخر يعتبر نوعاً من العطاء الذي يحل مشكلة هذا الإنسان الذي يفقد السيولة أو الفرصة للحصول على حاجاته، وقد جعل الله درهم القرض بثمانية عشر أما درهم الصدقة فبعشر.
وقد أراد الله تعالى للإنسان أن يرتفع إلى المستوى الذي يصل فيه إلى حد الإيثار، وهذا ما تحدث الله به عن الأنصار الذين استقبلوا المهاجرين: {والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوقَ شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون}، والذي يوق شحّ نفسه هو الذي يتخلص من البخل النفسي وينفتح على حاجات الآخرين، وقد رأينا كيف أن الله تعالى أعطى القيمة لأهل البيت (ع) عندما آثروا الآخرين على أنفسهم، في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً* إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً}.
البخل انغلاق على حاجات الآخرين
فالله تعالى يريد للإنسان أن يعيش روحية العطاء أولاً من أجل أن يحل مشكلة الإنسان الآخر، في عملية انفتاح على أصحاب الحاجات، وثانياً لأن ذلك يمثل ارتفاعاً في الخلق والقيمة الروحية التي يحياها الإنسان، وقد تحدث الله بما قرأناه من هذه الآيات الكريمة عن النتائج السلبية التي تصيب البخلاء، لأن الله تعالى سيحاسبهم على هذا البخل يوم القيامة، وسيتحوّل هذا المال الذي بخلوا به إلى طوق يطوِّق أعناقهم كمثل القيود والأغلال. ويتحدث الله تعالى عن هؤلاء الذين يعيشون الفخر بما يملكون من مال، هؤلاء الذين همهم في الحياة أن يجمعوا المال من دون أن يعطوا شيئاً: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل}، يبخلون لأنهم يعيشون الضيق النفسي الذي لا يسمح لهم بأن ينفتحوا على حاجات الآخرين، ويأمرون الناس بالبخل حتى لا يكون هناك أحد تقوم به الحجة عليهم، ففي حديث الإمام الصادق(ع) أنه قال: "إن أمير المؤمنين بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر، فقال رجل لأمير المؤمنين: والله ما سألك فلان، ولقد كان يجزيه من الخمسة أوساق وسق واحد"، فقال(ع) له: "لا كثّر الله في المؤمنين ضربك ـ أمثالك ـ أعطي أنا وتبخل أنت".
ومن الأمور التي يفضي إليها البخل، أن الإنسان يبخل بما افترضه عليه الله تعالى، فالله فرض في أموالنا حقاً للفقراء والمساكين والغارمين وما إلى ذلك، وفرض علينا الخمس والزكاة والكفّارات، والكثيرون من الناس يبخلون بذلك، وقد ورد في الحديث عن رسول الله(ص): "أبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه"، لأن معنى أن يفرض الله عليك شيئاً، أن هذا المال الذي وهبك إياه فيه جزء ليس لك بل هو أمانة الله عندك وهو حق عليك حتى تعطيه لأصحاب الحق، كذلك الزكاة، فأنت تبخل بما لا تملكه، فأنت إذاً أبخل الناس..
مواصفات البخيل
وورد في تصوير البخيل قول الإمام عليّ (ع): "عجبت للبخيل الذي يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء"، هذا البخيل يبخل على نفسه، بحيث لا يأكل ما يشتهي بل أقلّ المأكول، فيعيش عيشة الفقراء ولديه الكثير من المال، ولكن عندما يقف في الحساب يوم القيامة يحاسب حساب الأغنياء. وفي الحديث عنه(ع): "البخيل يبخل على نفسه باليسير من دنياه ويسمح لورّاثه بكلها "، يبخل على نفسه في مأكله وشربه وملبسه، وعندما يموت فإن الورثة يحصلون على كل شيء من دون تعب، فيكون لهم الغنيمة وعليه الوزر. وفي الحديث عن رسول الله(ص): "البخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، قريب من النار"، وفي حديث عن الإمام زين العابدين (ع): "إني لأستحي من ربي أن أرى الأخ من أخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدينار والدرهم ـ بعض الناس مستعد أن يدعو لك بكل شيء، ولكن عندما تصل المسألة إلى أن يدفع من ماله فإنه يبخل ـ فإذا كان يوم القيامة قيل لي لو كانت الجنة لك لكنت أبخل بها وأبخل"، وهذا ما تعبّر عنه الآية الكريمة: {قل لو كنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتوراً}..
البخل وجوه وأنواع
ومن أنواع البخل البخل بالخبرة، فإذا سألت بعض أصحاب المهن عن بعض أوضاع مهنته، فإنه يبخل على الناس بحجة أن هذه من أسرار المهنة، وهناك من يبخل بالعلم فلا يعلّم ولا يعظ ولا يرشد، وقد ورد في الحديث: "إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يُظهر علمه ومن لم يفعل فعليه لعنة الله"، وهناك من يبخل بجاهه، بحيث يملك موقعاً اجتماعياً يستطيع من خلاله أن يقضي حاجات الناس ولكنه لا يفعل، وقد ورد في الحديث: "إن الله فرض عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم زكاة أموالكم"، بعبارة أخرى، فإن الله حمّلنا مسؤولية هذه الطاقات التي وهبنا إياها، لأن الإنسان جزء من المجتمع وطاقته له وللآخرين، فلا يجوز حجبها عنهم، لأن لكل واحد حصة من هذه الطاقات، وهذا ما يجعل طاقات المجتمع طاقات مترابطة، وعلى كل فرد من المجتمع أن يعطي من طاقته التي وهبه الله إياها لمن يحتاج إلى هذه الطاقات، وإلا فإنه يكون سارقاً.
وهناك بخل في التحية، والله يريد للإنسان أن يفتح قلبه للإنسان الآخر، وعن النبي(ص): "إن أبخل الناس من بخل بالسلام"، ففي اعتقاده أن من واجب الناس أن تسلّم عليه، مع أنك عندما تبدأ الآخرين بالسلام فإنك تمثل المستوى الرفيع من الأخلاق الطيبة، ويُنقل عن أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذي قام بحركة تحرير العبيد، وهو "أبراهام لينكولن"، هذا الرئيس كان يمد يده للأمريكي الأسود ويصافحه إذا مرّ به في الطريق، واعترض عليه البعض بحجة أن هذا الأسود لا بد أن يبدأه بالسلام، فقال لهم: لو انه بدأني لكان أفضل مني.
وفي الختام، ورد عن النبي (ص): "البخيل حقاً من ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليّ"، فصلّوا عليه وآله.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله.. اتقوا الله وليكن من تقواكم أن تعيشوا روحية العطاء لتتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وليعطي كل إنسان للأمة من جهده السياسي والعسكري والاقتصادي، من أجل مواجهة الذين يريدون أن يفرضوا أنفسهم على الأمة ليسقطوا مواقعها ويصادروا ثرواتها ويجعلوها على هامش الواقع كله. ونحن لا نزال نعيش في مرحلةٍ من أصعب المراحل التي تمر على الواقع الإسلامي كله، وعلى واقع المستضعفين كلهم، أمام سيطرة المستكبرين الذين يهددون ويتوعدون، فتعالوا لنرى ماذا هناك:
شروط تعجيزية للتسوية
لقد رحّب الرئيس الأمريكي بالاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية، وبقتل المدنيين ولا سيما الأطفال، وباعتقال واغتيال الأجهزة الأمنية للسلطة التي يطالبها بمكافحة ما يسمّيه الإرهاب.. ويتحدث عن السلام بشروط إسرائيل، ويهدد الفلسطينيين ـ كشعب ـ بالعقوبات الاقتصادية إذا لم يحققوا شروطه، ويحاول تعبئة العالم كله، بما فيه الدول العربية، ضدهم..
إّن الرئيس الأمريكي يتحدث كفريق في النزاع، ويحاول أن يجعل نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال في دائرة الإرهاب، ولذلك فإنه يدخل المعركة مع إسرائيل تحت شعار "الحرب ضد الإرهاب".. إن خطابه يتحدث عن المتاهات وعن شروط الدخول في حسابات التسوية بشكل تعجيزي، ولدى سؤاله عمّن سيقرر صلاحية أو صواب الإصلاحات المطلوبة من الفلسطينيين، ردّ قائلاً: "العالم الحرّ".. ولكن مَن هو هذا العالم الذي يقف مع أمريكا ضد شعب بأكمله، ويرفض قيام هذا الشعب بتحرير أرضه، ويقف مع المحتل بكل مجازره ضد الأبرياء الذين لا يملكون أيّ مواجهة للاحتلال إلا بتفجير أنفسهم لإسقاط أمنه الذي أسقط أمنهم؟!
أمريكا: قمة إهدار حقوق الإنسان
لم نكن نتصوّر أن أمريكا الرسمية تصل إلى هذا المستوى من الوحشية والبشاعة والسقوط وإهدار حقوق الإنسان، والتحرك بعنصرية استكبارية ضد شعب آمن عانى من الاضطهاد من قوى الاستكبار العالمي بما يقارب ثلاثة أرباع القرن، ولا يزال يتعرّض للقتل والتدمير والإذلال من خلال الهجمة الاستكبارية العالمية التي ترفض الاحتلال في كل مكان، ولكنها تشرّعه وتدعمه في فلسطين، لأن المسألة تتصل بإسرائيل التي هي فوق كل النظام القانوني، بما في ذلك نظام الأمم المتحدة التي تتمرّد عليها بتغطية سياسية من الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الدولة التي تعلن الحرب على كل دولة تتهمها بصنع أسلحة الدمار، ولكنها تشجّع إسرائيل على امتلاك السلاح النووي، حتى أنها أعلنت أخيراً قدرتها الصاروخية على استهداف أيّ مكان في العالم، بل إننا نجد أن إسرائيل بدأت تسيطر على قرارات أمريكا في سياستها في العالم الثالث، ولا سيما العالم العربي والإسلامي..
مواجهة التحدي الأمريكي
إننا من خلال عذابات الشعب الفلسطيني على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية بشكل عام، ندعو الفلسطينيين إلى جبهة وطنية شاملة تضع الخطط الدقيقة لمواجهة هذا التحدي الأمريكي، في الوقت الذي ينبغي أن تقوم بعملية سدّ الثغرات الداخلية على مستوى محاربة الفساد في جميع مواقعه، لا لحساب الدعوة الأمريكية ـ الإسرائيلية للإصلاح، لأنها دعوة ملغومة لإيجاد حالة من التغيير على أساس المصالح الإسرائيلية، وهذا ما سمعناه من وزير خارجية العدو، أنه "لو قامت السلطة الفلسطينية بمكافحة الإرهاب ـ أي الانتفاضة ـ لما طالبها أحد بالديمقراطية"؟؟
ونقول للشعوب العربية والإسلامية وكل قوى التحرر في العالم، إن عليها أن تفهم ما معنى أمريكا التي تهدد كل الشعوب التي تعارض سياستها الاقتصادية والسياسية والأمنية بما تملكه من القوة المستكبرة، فعلى هذه الشعوب أن تقف لتخطط على أساس مواجهة هذا التهديد الذي يصادر كل حقوق الإنسان في العالم لحساب الإنسان الأمريكي والإسرائيلي.. ولا بدّ لنا من تكرار التأكيد بأننا لسنا ضد الشعب الأمريكي، بل ضد الإدارة الأمريكية الخاضعة للصهيونية الشارونية بشكل مطلق.
خجلٌ من ردود الفعل العربية
ونقول للدول العربية والإسلامية: إن الرئيس الأمريكي قد وجّه أكثر من تهديد وأسلوب احتقار للمسؤولين العرب والمسلمين، لأنه رأى أنهم يتساقطون أمامه، ويلهثون من أجل الحصول على رضاه، لذلك فإن من مسؤوليتكم ـ إذا كنتم تريدون البقاء في دائرة العجز والضعف والفشل ـ أن تنسحبوا من المسؤولية، واتركوا للشعب حرية اختيار مسؤولين يحترمون مصيره، لأن مواقعكم ليست ملكاً لكم، بل هي ملك الشعب، وعليكم أن تحترموا قضاياه، لأنكم لا تملكون حرية التصرف لحساب ظروفكم الخاصة، وقد شعرنا بالخجل والإحباط لما صدر عن بعضكم من ردود فعل على خطاب الرئيس الأمريكي بما لا يشرّف أي مسؤول يحترم نفسه وشعبه.
معالجة القضايا بعيداً من الانفعالية
وفي لبنان، لا تزال القضايا الداخلية تتحرك بطريقة انفعالية تثير التوترات السياسية، وتطل على الحساسيات الطائفية، ويحاول كل فريق استغلالها لحساب خلفياته وحساباته الخاصة، ما يخلق حالة تشغل المواطن عن التحديات الكبرى للمرحلة الصعبة في واقع المنطقة كلها، في الحرب الأمريكية ـ الإسرائيلية ضد قوى التحرر، ولا سيما سوريا ولبنان وفلسطين..
ومن هذه القضايا قضية الأوزاعي، التي كنا نتمنى أن تتم معالجتها بطريقة موضوعية عقلانية تأخذ مصالح المواطنين في الحسبان، وأن يكون التخطيط الحكومي لقضية التنمية تخطيطاً متوازناً تراعى فيه الأولويات، لا سيما إذا كانت بعض المشاريع العمرانية التنموية تهدد بالخطر مصالح منطقة بكاملها، بحيث تترك تأثيراتها السلبية على حياة الناس الاقتصادية في مثل هذه الظروف الاقتصادية القاسية، التي اقترب فيها البلد من مستوى الكارثة.. وكنا نأمل أن تقوم الدولة بتنمية المناطق التي هاجر منها الناس من البقاع والجنوب وعكار إلى بيروت، وأقاموا في حزام البؤس المحيط بالضاحية، ما يجعلهم يرجعون إلى مناطقهم..
حذار من المسّ بالمقاومة
إننا ندعو إلى العودة إلى أسلوب الحوار الموضوعي العقلاني بين الحكومة والمواطنين، وحذار من المسّ بالمقاومة التي لا تزال تقف في الموقع المتقدّم للدفاع عن الوطن، حتى لا يدخل الناس في تفاسير سلبية للخلفيات التي تلتقي مع خطاب الرئيس الأمريكي من جهة، والحملة الإسرائيلية العدوانية من جهة أخرى.. وعلى الجميع الاتزان في إطلاق الكلمات والابتعاد عن المواقف غير المسؤولة، لأن أية شرارة في زمن العواصف قد تحرق البلد كله..
وفي نهاية المطاف، نأمل من الحكومة التحرك من أجل الحل العادل لأصحاب السيارات العاملة على المازوت، بما يحفظ لهم حقوقهم ويحفظ للبيئة سلامتها من التلوّث.. إن الدولة هي الوكيل عن الشعب والراعية له، وليست القوة القاهرة التي تصادر مصالحه وقضاياه وتستهين بآلامه. |