لأن المؤمن هو الذي يحترم كلمته مع الناس: العهد مع الله ميثاق التزام ووفاء

لأن المؤمن هو الذي يحترم كلمته مع الناس: العهد مع الله ميثاق التزام ووفاء

لأن المؤمن هو الذي يحترم كلمته مع الناس: العهد مع الله ميثاق التزام ووفاء


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :

الوفاء بالعهد

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم وإياي فارهبون}، ويقول تعالى: {وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكّرون}، ويقول تعالى: {إنما يتذكر أولو الألباب ولا ينقضون الميثاق}، ويقول تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون}.

في هذه الآيات الكريمة، وفي غيرها من الآيات، تأكيدٌ على المنهج الذي يريد الله للإنسان أن يسير عليه في كل حياته، وهذا المنهج هو الالتزام بالكلمة، سواء كانت هذه الكلمة مع الله تعالى أو مع الناس، فالإنسان المؤمن هو الإنسان الذي يحترم كلمته ويلتزم بها، ويعمل على أساس كل ما في داخلها من التزامات.

في البداية، هناك التزام عام بين الإنسان وبين ربه، وهو التزام الإيمان، فالإنسان عندما يُعلن شهادته لله بالتوحيد، وللرسول بالرسالة، فإن هاتين الشهادتين اللتين ينطق بهما كل مسلم ومسلمة، يمثلان عهداً بين الإنسان وبين ربه، إنه يلتزم بتوحيد الله في العقيدة فلا يعتقد بشريك لله في الربوبية، وبتوحيده في العبادة فلا يشرك بعبادته أحداً، وبتوحيده في الطاعة فلا يطيع غير الله. وهكذا، عندما يشهد للنبي(ص) بالرسالة، فإن معنى ذلك أنه يلتزم بكل رسالة الرسول، ليجعل حياته متحركة في خط هذه الرسالة، كما قال الله تعالى: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.

وهناك عهدٌ من الله للإنسان المؤمن الذي يلتزم إيمانه، بأن الله تعالى سيجعل له من أمره فرجاً ومخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، حيث يتعهّد له بأن يعطيه أجر ذلك ويدخله الجنة، لأن هناك عهداً متبادلاً بين الله وبين خلقه، ولذلك خاطب الله تعالى بني إسرائيل بقوله: {وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم}، أوفوا بهذا العهد الذي التزمتم به على أنفسكم أوفِ بعهدي لكم من خلال ما وعدتكم به في الدنيا أو الآخرة، لأن العهد عندما يكون بين طرفين فمن الطبيعي أن لا يطالب أي طرف الآخر بعهده إلا بعد أن يكون قد أوفى الأول بعهده. ويقول تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً}، فالله سوف يسأل كل من أعطى عهداً عن عهده هل وفى به أم لا.

من أنواع العهود

وتمتدّ العهود، مثل النذر الذي ينذره الإنسان لله على نفسه، فهذا النذر هو نوعٌ من العهد، وعلى الإنسان أن يلتزم بهذا العهد الذي عاهد الله عليه إذا تحقق الشيء الذي كان النذر من أجله، ولذلك فإن الوفاء بالنذر واجب، والوفاء بالنذر إنما يكون واجباً إذا كان راجحاً، بمعنى أن يكون مما فيه طاعة الله. والنذر الذي يجب الوفاء به هو الذي يأتي به الإنسان بصيغة "لله عليّ نذر".. ومن الأمور التي يجب على الإنسان الالتزام بها هو اليمين، بأن يحلف بالله على أمر معيّن، واليمين الواجب على الإنسان أن يفي به هو اليمين الذي يأتي الإنسان به من خلال القسم أو الحلف بالله فقط، ومن لا يفي بنذره أو يمينه فعليه أن يدفع كفارة.. والحلف على قسمين: الأول أن يحلف بالله أن يفعل كذا، والحلف الثاني هو الحلف بشيء حاصل، سواء في مقام الدعوى أو الشهادة، وهنا لا بدّ للإنسان أن يكون صادقاً في يمينه، لأن اليمين الكاذبة ـ كما جاء في بعض الأحاديث ـ "تدع الديار بلاقع"، لا سيما إذا كان الحلف في مقام الشهادة، ليضيع حقاً على صاحبه، أو ليثبت حقاً لمن لا يملك هذا الحق.

نعم، في بعض الحالات يمكن أن يصبح الكذب واجباً والصدق حراماً، كما لو أراد الظالم منك أن تشي بإنسان بريء، أو أن يطلب منك العدو أن تفشي أسرار المؤمنين، هنا الكذب يصبح واجباً والصدق حراماً، وقد جاء في الحديث: "إحلف بالله كاذباً ونجَّ أخاك من القتل". ومن الأمور التي يجب على الإنسان أن يفي بها العهد، سواء العهد مع الله أو مع الناس.

وتمتدّ مسألة العهود للعقود، فيما يبيع الناس أو يؤجرون أو يوظفون بعضهم بعضاً، هذا التعاقد بين الناس في الأمور الحياتية والمادية، والعهد هو التزام بأن تلتزم للموظف بأجر معيّن على أن يلتزم بدوام معين وعمل معين، وما إلى ذلك. ولا فرق بين أن يكون هذا العقد مكتوباً أو غير مكتوب، لأن الكلمة هي التي تحكمك.

ومن بين العهود عهد الزواج، فالزواج عهد بين الزوج والزوجة، فأنت تعطي زوجتك عهداً بأن تقوم بكل حقوق الزوجية، وبالعكس، والله تعالى فرض حقوقاً للزوجة على زوجها، وللزوج على زوجته، فلا بدّ للزوج أن ينفق على زوجته ويعطيها حقها في الجانب الجنسي، وأن يحترمها، فلا يسبها ويضربها ويخرجها من بيته بغير حق، وعلى الزوجة أن تطيع زوجها فيما وجب عليها من الحق الزوجي. والزوجية مثل أي عقد من العقود الأخرى التي لا تجعل الطرف الأول عبداً أو ملكاً للطرف الثاني، بل الحقوق والواجبات هي من يحكم هذه العقود، وما يزيد على ذلك فلا يجوز لطرف أن يجبر الآخر عليه إلا بما يتبرع به الأول للثاني.

من هنا نقول: الزوجة تبقى إنساناً حراً خارج نطاق الالتزامات الزوجية التي تجب عليها، والزوج يبقى حراً خارج الالتزامات الزوجية التي تجب عليه، والله تعالى خيّر الزوج بين حالتين: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، تستطيع أن تعيش معها وتعيش معك على أساس أن تحفظا حق بعضكما البعض، أما إذا لم تستطيعا {وإن يتفرقا يغنِ الله كلاً من سعته}، خصوصاً ما نلاحظه عند البعض عندما يجبر الزوجة أن تتنازل عن مهرها بالعنف والإكراه، فالله تعالى يقول: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً* وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقاً غليظاً}.

مصير ناقضي العهود

تعالوا نقرأ كيف يعبّر الله تعالى عن الذين ينقضون عهودهم: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}، بينما يقول تعالى عن الذي يفي بكلمته وعهده: {بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين}، ويقول في آية أخرى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون* ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبيّنن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}.

لهذا، على الإنسان أن يحسب حساباته جيداً قبل أن يحلف أو يعقد العقد، لأن الكلمة في وثاقك، أما إذا انطلقت فتصير في وثاقها، والإنسان المؤمن هو الذي يحترم كلمته مع الله ومع الناس، وهذا هو الذي يحفظ للمجتمع توازنه واستقراره ويؤكد العلاقات الاجتماعية على أسس ثابتة متينة، وهذا ما يريد الله لنا أن نعيشه في كل حياتنا، حتى نحفظ حقوقنا وحقوق الناس من حولنا، وحقوق أنفسنا وحقوق الله علينا، {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً، والله يريدنا من خلال التزامنا بعهده أن نلتزم المسلمين في كل قضاياهم، أن نحميهم بما نحمي به أنفسنا، وأن نحمي قضاياهم، وأن نؤكد الوحدة فيما بينهم، وأن نبتعد عن كل ما يثير الفتنة فيما بينهم، وما يشتّتهم، وما يجعل للعدو السلطة والسيطرة عليهم من خلال ذلك، لأن الله تعالى أرادنا أن نعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق. ولا بد أن نأخذ العبرة من كل التاريخ القريب والبعيد، لنعرف كيف نستفيد ـ فيما بقي ـ من الدروس التي مرت علينا، ونحن نواجه بعض الذكريات التي عشنا فيها أوضاعاً صعبة، نحاول أن نستذكرها لنأخذ العبرة منها، فماذا هناك:

بين حرب حزيران واجتياح لبنان

هناك مناسبتان في التاريخ الحديث أثّرتا ولا تزالان تؤثّران في الواقع العربي واللبناني، وهما حرب حزيران في العام 67 واجتياح إسرائيل للبنان في العام 82.. ولا نزال أسرى الحرب الأولى التي بدأت فيها التنازلات العربية للعدو، حيث فشلنا في تحقيق "لاءات" الخرطوم الثلاث: "لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف".. وألغيناها في مبادرة عربية أقصاها حدود الـ67، بعد أكثر من صلح مع بعض الدول العربية..

أما اجتياح لبنان، فقد أُريد له أن يُسقط البلد في اتفاق 17 أيار، ولكن الشعب أسقطه وتحرك في مقاومته الشجاعة المتحدية للاحتلال، بكل قوة المواجهة والوحدة الشعبية، حتى هزم الاحتلال، لتكون هزيمته أول هزيمة يلحقها العالم العربي بالعدو في احتلاله، ويحرر البلد من دون أن يحقق العدو أيّ مكسب..

وكانت الانتفاضة الفلسطينية روحاً جديدة للأمة تُسقط روح الهزيمة، لتعيد الروح إلى الأمة مع المقاومة الإسلامية، ولتعيش التطلع نحو النصر بدلاً من السقوط تحت تأثير اليأس في واقع الهزيمة..

حرب أمريكية متعددة الوجوه

ولكنّ المشكلة التي تواجه الواقع العربي، هي أن المواقع الرسمية وقعت تحت تأثير أكثر من عجزٍ سياسي أو أمني، أمام الضغط الأمريكي على العرب لمصلحة العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي بدأ يتحوّل إلى مبادرات عربية ضاغطة على الواقع الفلسطيني ـ سلطةً وانتفاضةً ـ لاجتذاب مشروع أمريكي يقود الموقف نحو اللعب بالمسألة الفلسطينية، بالطريقة التي يحقق فيها لإسرائيل انتصارها في الحرب التي تحرّكها ضد الشعب الفلسطيني، باسم الحرب على الإرهاب، كوجه من وجوه الحرب الأمريكية على كل مواقع المعارضة لسياستها في الواقع العربي والإسلامي، حتى أنها تبادر إلى استنكار أية عملية استشهادية في مواقع العدو، واتهامها بالوحشية، في الوقت الذي لا تستنكر ـ ولو بالكلمات الباهتة ـ الاجتياح الإسرائيلي اليومي للمدن والمخيمات الفلسطينية، في عملية تقتيل وتدمير واعتقال عشوائي للمئات والآلاف من الشعب الفلسطيني.

المؤتمر الدولي استكمال خطة التهويد

ويأتي المبعوثون الأمريكيون إلى المنطقة ليرتّبوا الواقع العربي والفلسطيني، للضغط على الانتفاضة في فلسطين والمقاومة في لبنان بمختلف وسائل الضغط السياسي والاقتصادي، والتهديد بالضغط الأمني بطريقة وأخرى، وصولاً إلى المشروع الأمريكي الجديد في المنطقة، بعد أن جرّت أوروبا وروسيا والأمم المتحدة للسير معها في محاصرة الانتفاضة الفلسطينية، والضغط على المقاومة الإسلامية في لبنان.

إننا نحذّر من أن المؤتمر الدولي الذي يجري الإعداد لعقده، يُراد له أن يستكمل الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين بعناوين سياسية جديدة، في الوقت الذي يطبق فيه العدوّ عليهم بمباركة أمريكية وصمت دولي وضعف عربي.. أما إسرائيل فإنها تخطط للّعبة الجديدة التي تؤدي إلى إضاعة الوقت من أجل استكمال خطتها في تهويد فلسطين كلها، مع بعض مساحيق التجميل السياسي للدولة الفلسطينية التي لا تملك أيّ سلاح أو اقتصاد أو سياسة، لتبقى مجرد لافتة سياسية تمنح الشعب وهماً كبيراً لا حقيقة له.

إنّ إسرائيل في خطاب مسؤوليها في أمريكا تصرخ لليهودية العالمية، بأن هذه الحرب هي حرب الاستقلال الثانية التي لا بد أن تنتصر فيها لتحقيق أطماعها التوسعية، وإننا نجد الإدارة الأمريكية تخطط معها في إدارة اللعبة السياسية، على صعيد إدخال المسألة في متاهات المفاوضات التي تضيع فيها القضية الفلسطينية..

لنصنع للمستقبل تاريخ الانتصار

والسؤال الآن: هل نحن في آفاق هزيمة حزيران جديدة يوقّع عليها العالم العربي على أنقاض الشعب الفلسطيني؟ وهل نحن أمام اجتياح سياسي صهيوني ـ أمريكي جديد، لإسقاط روحية التحدي ومواقع القوة؟ والجواب هو عند الشعب العربي في جميع مواقعه، ليبقى الصوت عالياً واحداً موحَّداً ضد صنّاع الهزيمة وعبيد الاستكبار، وليبقى الدعم للانتفاضة وللمقاومة لتوسيع المأزق للعدو بأكثر من موقف للصمود وحركة للاستشهاد، ورفض لسياسة العجز العربي والاسترخاء الإسلامي.. إن تاريخ المقاومة والانتفاضة أثبت قدرتنا على النصر، بالرغم من كل الجراح النازفة، فلنصنع للمستقبل تاريخ الانتصار من جديد.. وما ضاع حق وراءه مطالب.

الإمام الخميني(قده) ونهج صناعة القوة

ونلتقي في هذه الأيام بذكرى رحيل الإمام الخميني(قده)، الذي أعاد الإسلام إلى الواجهة كدولة وشريعة ومنهج حياة، وقدّمه إلى العالم كنموذج حضاري في الحكم، ثم أبرزه كقوة جديدة في مواجهة الغرب المستكبر والشرق المتواطئ، ليؤكد قدرته على المواجهة وعلى بناء الدولة وفق شعار "لا شرقية ولا غربية"..

لقد استطاع الإمام الخميني أن يُشخّص مشكلة الإنسان في العالم من حيث إنها مشكلة استكبار واستضعاف، وأن يضع الإصبع على الجرح الإسلامي والعربي من خلال تأكيده على أن مشكلة المسلمين والعرب تكمن في استمرار الخطر الصهيوني المتمثّل بإسرائيل كغدة سرطانية في المنطقة، كما تكمن في قعودهم وإصرارهم على إنتاج سياسة الخوف بدلاً من السير في نهج صناعة القوة في هذا العالم الذي لا يحترم إلا الأقوياء.

إن علينا عندما نلتقي بهذه الذكرى في آفاقها العالمية أن نعمل للإسلام على مستوى العالم، وأن لا نتراجع أمام حملات التشويه والتضليل التي يتعرض لها.

لبنان: الانطلاق لمواجهة الأخطار

أما في لبنان، فقد بات من المعيب فعلاً أن نسمع بأنّ المجلس الوزاري الصهيوني ـ المصغّر أو المكبّر ـ يجتمع ليدرس كيفية التحضير لخطط جديدة ضد لبنان، تحت عنوان الخوف من "عملية كبرى" للمقاومة، فيما نجد أن الساحة الداخلية تغرق في سجال معقَّد بدأت نيرانه اللاهبة تمتد إلى أكثر من موقع، لتُدخل البلد في حالة طوارئ سياسية، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن تشكَّل لجان طوارئ سياسية واقتصادية للتحضير لكيفية مواجهة التهديدات والأخطار الإسرائيلية، وكيف يمكن أن يتجاوز البلد الأخطار الاقتصادية المحدقة به، في الوقت الذي نقدّر فيه الموقف المسؤول لرئيس الجمهورية في صلابة الإرادة القوية ضد التحديات الخارجية، في دعم المقاومة والحفاظ على الاستقلال..

إن التحدي الذي يفرض نفسه في هذه الظروف هو كيف يمكن للبنانيين أن ينطلقوا بوحدة سياسية واجتماعية لمواجهة أخطار الداخل والخارج، لا أن تمتد الاهتزازات السياسية والانتخابية في واقعهم لتأكل المزيد من رصيدهم السياسي والاقتصادي، ولتدخلهم في الدوامة مجدداً.. المسألة هي أن نعتبر من الدروس السابقة والتجارب التي مضت، فهل من يعتبر؟

لأن المؤمن هو الذي يحترم كلمته مع الناس: العهد مع الله ميثاق التزام ووفاء


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :

الوفاء بالعهد

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم وإياي فارهبون}، ويقول تعالى: {وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكّرون}، ويقول تعالى: {إنما يتذكر أولو الألباب ولا ينقضون الميثاق}، ويقول تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون}.

في هذه الآيات الكريمة، وفي غيرها من الآيات، تأكيدٌ على المنهج الذي يريد الله للإنسان أن يسير عليه في كل حياته، وهذا المنهج هو الالتزام بالكلمة، سواء كانت هذه الكلمة مع الله تعالى أو مع الناس، فالإنسان المؤمن هو الإنسان الذي يحترم كلمته ويلتزم بها، ويعمل على أساس كل ما في داخلها من التزامات.

في البداية، هناك التزام عام بين الإنسان وبين ربه، وهو التزام الإيمان، فالإنسان عندما يُعلن شهادته لله بالتوحيد، وللرسول بالرسالة، فإن هاتين الشهادتين اللتين ينطق بهما كل مسلم ومسلمة، يمثلان عهداً بين الإنسان وبين ربه، إنه يلتزم بتوحيد الله في العقيدة فلا يعتقد بشريك لله في الربوبية، وبتوحيده في العبادة فلا يشرك بعبادته أحداً، وبتوحيده في الطاعة فلا يطيع غير الله. وهكذا، عندما يشهد للنبي(ص) بالرسالة، فإن معنى ذلك أنه يلتزم بكل رسالة الرسول، ليجعل حياته متحركة في خط هذه الرسالة، كما قال الله تعالى: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.

وهناك عهدٌ من الله للإنسان المؤمن الذي يلتزم إيمانه، بأن الله تعالى سيجعل له من أمره فرجاً ومخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، حيث يتعهّد له بأن يعطيه أجر ذلك ويدخله الجنة، لأن هناك عهداً متبادلاً بين الله وبين خلقه، ولذلك خاطب الله تعالى بني إسرائيل بقوله: {وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم}، أوفوا بهذا العهد الذي التزمتم به على أنفسكم أوفِ بعهدي لكم من خلال ما وعدتكم به في الدنيا أو الآخرة، لأن العهد عندما يكون بين طرفين فمن الطبيعي أن لا يطالب أي طرف الآخر بعهده إلا بعد أن يكون قد أوفى الأول بعهده. ويقول تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً}، فالله سوف يسأل كل من أعطى عهداً عن عهده هل وفى به أم لا.

من أنواع العهود

وتمتدّ العهود، مثل النذر الذي ينذره الإنسان لله على نفسه، فهذا النذر هو نوعٌ من العهد، وعلى الإنسان أن يلتزم بهذا العهد الذي عاهد الله عليه إذا تحقق الشيء الذي كان النذر من أجله، ولذلك فإن الوفاء بالنذر واجب، والوفاء بالنذر إنما يكون واجباً إذا كان راجحاً، بمعنى أن يكون مما فيه طاعة الله. والنذر الذي يجب الوفاء به هو الذي يأتي به الإنسان بصيغة "لله عليّ نذر".. ومن الأمور التي يجب على الإنسان الالتزام بها هو اليمين، بأن يحلف بالله على أمر معيّن، واليمين الواجب على الإنسان أن يفي به هو اليمين الذي يأتي الإنسان به من خلال القسم أو الحلف بالله فقط، ومن لا يفي بنذره أو يمينه فعليه أن يدفع كفارة.. والحلف على قسمين: الأول أن يحلف بالله أن يفعل كذا، والحلف الثاني هو الحلف بشيء حاصل، سواء في مقام الدعوى أو الشهادة، وهنا لا بدّ للإنسان أن يكون صادقاً في يمينه، لأن اليمين الكاذبة ـ كما جاء في بعض الأحاديث ـ "تدع الديار بلاقع"، لا سيما إذا كان الحلف في مقام الشهادة، ليضيع حقاً على صاحبه، أو ليثبت حقاً لمن لا يملك هذا الحق.

نعم، في بعض الحالات يمكن أن يصبح الكذب واجباً والصدق حراماً، كما لو أراد الظالم منك أن تشي بإنسان بريء، أو أن يطلب منك العدو أن تفشي أسرار المؤمنين، هنا الكذب يصبح واجباً والصدق حراماً، وقد جاء في الحديث: "إحلف بالله كاذباً ونجَّ أخاك من القتل". ومن الأمور التي يجب على الإنسان أن يفي بها العهد، سواء العهد مع الله أو مع الناس.

وتمتدّ مسألة العهود للعقود، فيما يبيع الناس أو يؤجرون أو يوظفون بعضهم بعضاً، هذا التعاقد بين الناس في الأمور الحياتية والمادية، والعهد هو التزام بأن تلتزم للموظف بأجر معيّن على أن يلتزم بدوام معين وعمل معين، وما إلى ذلك. ولا فرق بين أن يكون هذا العقد مكتوباً أو غير مكتوب، لأن الكلمة هي التي تحكمك.

ومن بين العهود عهد الزواج، فالزواج عهد بين الزوج والزوجة، فأنت تعطي زوجتك عهداً بأن تقوم بكل حقوق الزوجية، وبالعكس، والله تعالى فرض حقوقاً للزوجة على زوجها، وللزوج على زوجته، فلا بدّ للزوج أن ينفق على زوجته ويعطيها حقها في الجانب الجنسي، وأن يحترمها، فلا يسبها ويضربها ويخرجها من بيته بغير حق، وعلى الزوجة أن تطيع زوجها فيما وجب عليها من الحق الزوجي. والزوجية مثل أي عقد من العقود الأخرى التي لا تجعل الطرف الأول عبداً أو ملكاً للطرف الثاني، بل الحقوق والواجبات هي من يحكم هذه العقود، وما يزيد على ذلك فلا يجوز لطرف أن يجبر الآخر عليه إلا بما يتبرع به الأول للثاني.

من هنا نقول: الزوجة تبقى إنساناً حراً خارج نطاق الالتزامات الزوجية التي تجب عليها، والزوج يبقى حراً خارج الالتزامات الزوجية التي تجب عليه، والله تعالى خيّر الزوج بين حالتين: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، تستطيع أن تعيش معها وتعيش معك على أساس أن تحفظا حق بعضكما البعض، أما إذا لم تستطيعا {وإن يتفرقا يغنِ الله كلاً من سعته}، خصوصاً ما نلاحظه عند البعض عندما يجبر الزوجة أن تتنازل عن مهرها بالعنف والإكراه، فالله تعالى يقول: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً* وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقاً غليظاً}.

مصير ناقضي العهود

تعالوا نقرأ كيف يعبّر الله تعالى عن الذين ينقضون عهودهم: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}، بينما يقول تعالى عن الذي يفي بكلمته وعهده: {بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين}، ويقول في آية أخرى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون* ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبيّنن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}.

لهذا، على الإنسان أن يحسب حساباته جيداً قبل أن يحلف أو يعقد العقد، لأن الكلمة في وثاقك، أما إذا انطلقت فتصير في وثاقها، والإنسان المؤمن هو الذي يحترم كلمته مع الله ومع الناس، وهذا هو الذي يحفظ للمجتمع توازنه واستقراره ويؤكد العلاقات الاجتماعية على أسس ثابتة متينة، وهذا ما يريد الله لنا أن نعيشه في كل حياتنا، حتى نحفظ حقوقنا وحقوق الناس من حولنا، وحقوق أنفسنا وحقوق الله علينا، {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً، والله يريدنا من خلال التزامنا بعهده أن نلتزم المسلمين في كل قضاياهم، أن نحميهم بما نحمي به أنفسنا، وأن نحمي قضاياهم، وأن نؤكد الوحدة فيما بينهم، وأن نبتعد عن كل ما يثير الفتنة فيما بينهم، وما يشتّتهم، وما يجعل للعدو السلطة والسيطرة عليهم من خلال ذلك، لأن الله تعالى أرادنا أن نعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق. ولا بد أن نأخذ العبرة من كل التاريخ القريب والبعيد، لنعرف كيف نستفيد ـ فيما بقي ـ من الدروس التي مرت علينا، ونحن نواجه بعض الذكريات التي عشنا فيها أوضاعاً صعبة، نحاول أن نستذكرها لنأخذ العبرة منها، فماذا هناك:

بين حرب حزيران واجتياح لبنان

هناك مناسبتان في التاريخ الحديث أثّرتا ولا تزالان تؤثّران في الواقع العربي واللبناني، وهما حرب حزيران في العام 67 واجتياح إسرائيل للبنان في العام 82.. ولا نزال أسرى الحرب الأولى التي بدأت فيها التنازلات العربية للعدو، حيث فشلنا في تحقيق "لاءات" الخرطوم الثلاث: "لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف".. وألغيناها في مبادرة عربية أقصاها حدود الـ67، بعد أكثر من صلح مع بعض الدول العربية..

أما اجتياح لبنان، فقد أُريد له أن يُسقط البلد في اتفاق 17 أيار، ولكن الشعب أسقطه وتحرك في مقاومته الشجاعة المتحدية للاحتلال، بكل قوة المواجهة والوحدة الشعبية، حتى هزم الاحتلال، لتكون هزيمته أول هزيمة يلحقها العالم العربي بالعدو في احتلاله، ويحرر البلد من دون أن يحقق العدو أيّ مكسب..

وكانت الانتفاضة الفلسطينية روحاً جديدة للأمة تُسقط روح الهزيمة، لتعيد الروح إلى الأمة مع المقاومة الإسلامية، ولتعيش التطلع نحو النصر بدلاً من السقوط تحت تأثير اليأس في واقع الهزيمة..

حرب أمريكية متعددة الوجوه

ولكنّ المشكلة التي تواجه الواقع العربي، هي أن المواقع الرسمية وقعت تحت تأثير أكثر من عجزٍ سياسي أو أمني، أمام الضغط الأمريكي على العرب لمصلحة العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي بدأ يتحوّل إلى مبادرات عربية ضاغطة على الواقع الفلسطيني ـ سلطةً وانتفاضةً ـ لاجتذاب مشروع أمريكي يقود الموقف نحو اللعب بالمسألة الفلسطينية، بالطريقة التي يحقق فيها لإسرائيل انتصارها في الحرب التي تحرّكها ضد الشعب الفلسطيني، باسم الحرب على الإرهاب، كوجه من وجوه الحرب الأمريكية على كل مواقع المعارضة لسياستها في الواقع العربي والإسلامي، حتى أنها تبادر إلى استنكار أية عملية استشهادية في مواقع العدو، واتهامها بالوحشية، في الوقت الذي لا تستنكر ـ ولو بالكلمات الباهتة ـ الاجتياح الإسرائيلي اليومي للمدن والمخيمات الفلسطينية، في عملية تقتيل وتدمير واعتقال عشوائي للمئات والآلاف من الشعب الفلسطيني.

المؤتمر الدولي استكمال خطة التهويد

ويأتي المبعوثون الأمريكيون إلى المنطقة ليرتّبوا الواقع العربي والفلسطيني، للضغط على الانتفاضة في فلسطين والمقاومة في لبنان بمختلف وسائل الضغط السياسي والاقتصادي، والتهديد بالضغط الأمني بطريقة وأخرى، وصولاً إلى المشروع الأمريكي الجديد في المنطقة، بعد أن جرّت أوروبا وروسيا والأمم المتحدة للسير معها في محاصرة الانتفاضة الفلسطينية، والضغط على المقاومة الإسلامية في لبنان.

إننا نحذّر من أن المؤتمر الدولي الذي يجري الإعداد لعقده، يُراد له أن يستكمل الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين بعناوين سياسية جديدة، في الوقت الذي يطبق فيه العدوّ عليهم بمباركة أمريكية وصمت دولي وضعف عربي.. أما إسرائيل فإنها تخطط للّعبة الجديدة التي تؤدي إلى إضاعة الوقت من أجل استكمال خطتها في تهويد فلسطين كلها، مع بعض مساحيق التجميل السياسي للدولة الفلسطينية التي لا تملك أيّ سلاح أو اقتصاد أو سياسة، لتبقى مجرد لافتة سياسية تمنح الشعب وهماً كبيراً لا حقيقة له.

إنّ إسرائيل في خطاب مسؤوليها في أمريكا تصرخ لليهودية العالمية، بأن هذه الحرب هي حرب الاستقلال الثانية التي لا بد أن تنتصر فيها لتحقيق أطماعها التوسعية، وإننا نجد الإدارة الأمريكية تخطط معها في إدارة اللعبة السياسية، على صعيد إدخال المسألة في متاهات المفاوضات التي تضيع فيها القضية الفلسطينية..

لنصنع للمستقبل تاريخ الانتصار

والسؤال الآن: هل نحن في آفاق هزيمة حزيران جديدة يوقّع عليها العالم العربي على أنقاض الشعب الفلسطيني؟ وهل نحن أمام اجتياح سياسي صهيوني ـ أمريكي جديد، لإسقاط روحية التحدي ومواقع القوة؟ والجواب هو عند الشعب العربي في جميع مواقعه، ليبقى الصوت عالياً واحداً موحَّداً ضد صنّاع الهزيمة وعبيد الاستكبار، وليبقى الدعم للانتفاضة وللمقاومة لتوسيع المأزق للعدو بأكثر من موقف للصمود وحركة للاستشهاد، ورفض لسياسة العجز العربي والاسترخاء الإسلامي.. إن تاريخ المقاومة والانتفاضة أثبت قدرتنا على النصر، بالرغم من كل الجراح النازفة، فلنصنع للمستقبل تاريخ الانتصار من جديد.. وما ضاع حق وراءه مطالب.

الإمام الخميني(قده) ونهج صناعة القوة

ونلتقي في هذه الأيام بذكرى رحيل الإمام الخميني(قده)، الذي أعاد الإسلام إلى الواجهة كدولة وشريعة ومنهج حياة، وقدّمه إلى العالم كنموذج حضاري في الحكم، ثم أبرزه كقوة جديدة في مواجهة الغرب المستكبر والشرق المتواطئ، ليؤكد قدرته على المواجهة وعلى بناء الدولة وفق شعار "لا شرقية ولا غربية"..

لقد استطاع الإمام الخميني أن يُشخّص مشكلة الإنسان في العالم من حيث إنها مشكلة استكبار واستضعاف، وأن يضع الإصبع على الجرح الإسلامي والعربي من خلال تأكيده على أن مشكلة المسلمين والعرب تكمن في استمرار الخطر الصهيوني المتمثّل بإسرائيل كغدة سرطانية في المنطقة، كما تكمن في قعودهم وإصرارهم على إنتاج سياسة الخوف بدلاً من السير في نهج صناعة القوة في هذا العالم الذي لا يحترم إلا الأقوياء.

إن علينا عندما نلتقي بهذه الذكرى في آفاقها العالمية أن نعمل للإسلام على مستوى العالم، وأن لا نتراجع أمام حملات التشويه والتضليل التي يتعرض لها.

لبنان: الانطلاق لمواجهة الأخطار

أما في لبنان، فقد بات من المعيب فعلاً أن نسمع بأنّ المجلس الوزاري الصهيوني ـ المصغّر أو المكبّر ـ يجتمع ليدرس كيفية التحضير لخطط جديدة ضد لبنان، تحت عنوان الخوف من "عملية كبرى" للمقاومة، فيما نجد أن الساحة الداخلية تغرق في سجال معقَّد بدأت نيرانه اللاهبة تمتد إلى أكثر من موقع، لتُدخل البلد في حالة طوارئ سياسية، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن تشكَّل لجان طوارئ سياسية واقتصادية للتحضير لكيفية مواجهة التهديدات والأخطار الإسرائيلية، وكيف يمكن أن يتجاوز البلد الأخطار الاقتصادية المحدقة به، في الوقت الذي نقدّر فيه الموقف المسؤول لرئيس الجمهورية في صلابة الإرادة القوية ضد التحديات الخارجية، في دعم المقاومة والحفاظ على الاستقلال..

إن التحدي الذي يفرض نفسه في هذه الظروف هو كيف يمكن للبنانيين أن ينطلقوا بوحدة سياسية واجتماعية لمواجهة أخطار الداخل والخارج، لا أن تمتد الاهتزازات السياسية والانتخابية في واقعهم لتأكل المزيد من رصيدهم السياسي والاقتصادي، ولتدخلهم في الدوامة مجدداً.. المسألة هي أن نعتبر من الدروس السابقة والتجارب التي مضت، فهل من يعتبر؟

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية