ولادة الرضا (ع).. حياة الفكر والرسالة

ولادة الرضا (ع).. حياة الفكر والرسالة

يغيب العظماء وتبقى رسالتهم تسطع كالشمس: ولادة الرضا (ع).. حياة الفكر والرسالة


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال في خطبته الأولى:

في فكر الإمام الرضا(ع)

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهركم تطهيرا}. بالأمس كانت مناسبة ولادة الإمام الثامن من أئمة أهل البيت(ع)، علي بن موسى الرضا(ع). ونحن عندما نبتعد عن زمنه بهذه القرون، نعمل على أن نعيش معه في زيارتنا له عندما نسلّم عليه ونخاطبه ونتوسل إلى الله تعالى أن يشفّعه فينا، حيث نزوره زيارة من نوع آخر، زيارة إلى فكره، لأن إمامته(ع) في معناها الرسالي، تنفتح على كل ما أعطاه من فكر للإسلام لتوضيح أحكامه ومفاهيمه، وتأصيل قواعده وتحريك حركته في الواقع.

الانفتاح على الرسالة:

وهذا هو الذي يبقى لنا من عظمائنا، ومن الأنبياء عندما تغيب أجسادهم في التراب، وتبقى رسالاتهم كالشمس تضيء لنا في كل يوم روحاً من روح الله، ووحياً من وحي الله، وحركة في أحكام الله وشرائعه ومفاهيمه. ولهذا، لا بدّ لنا مع الرسل والأنبياء ومع كل العظماء، أن لا نستغرق في شخصياتهم، وإن كانت شخصياتهم لا تختلف عن رسالتهم باعتبار أنهم يمثلون التجسيد للرسالة، لكنهم فقدوا الإحساس بأجسادهم وذواتهم وذابوا في الرسالة، وتلك هي كلمة عليّ(ع) عندما كان يخاطب الناس في زمنه، ليقول لهم: "ليس أمري وأمركم واحداً، إنني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم". لقد ذاب في الله فأحبّه كما لم يحبه أحد بعد رسول الله(ص)، وذاب في الإسلام والمسلمين عندما قال: "لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين - حتى لو أخذوا حقي وأبعدوني عن موقع الإمامة، لا أسالم ضعفاً ولا رغبة في ما أحصل عليه من ذلك، ولكني أسالم لأن همّي كيف يسلم المسلمون، وكيف يسلم الإسلام في المسلمين - ولم يكن بها جور إلا عليّ خاصة"، لن أخوض حرباً في الواقع الإسلامي حتى لو كانت هناك فرصة للحرب ما دامت أمور المسلمين سالمة، ولذلك حارب عليّ(ع) الناكثين والقاسطين والمارقين عندما تعرّضت أمور المسلمين للسقوط وللخلل.

فالإمامة هي في أن نبقى مع فكرهم وشرائعهم ووصاياهم، لأنها فكر الإسلام وشرائعه ووصاياه، وقد ورد في بعض الأحاديث: "أحبونا حبّ الاسلام".. والإمام الرضا(ع) هو من هذه السلسلة الذهبية المباركة التي تمتد الى رسول الله(ص) من خلال هذين الغصنين الرائعين، وهما عليّ وفاطمة الزهراء(عليهما السلام)، ففي كل إمام روح من روح عليّ وطهر من طهر الزهراء، يعيشون كل ذلك في حياتهم.

رسالة التوحيد

وعندما بدأ الإمام الرضا(ع)رحلته إلى "خراسان"، توقّف في "مرو"، فاجتمع إليه الرواة الذين كان كل دورهم أن يرووا عن رسول الله(ص) من خلال الأئمة(ع)، قالوا: حدّثنا يا بن رسول الله، وأطلّ عليهم - وكان في المحمل - وبدأ(ع) بالسلسلة الذهبية المباركة فقال: "حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدّثني أبي علي بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن علي قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب قال: حدّثني رسول الله(ص) قال: حدّثني جبرائيل عن الله وهو يقول: كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي"، لذلك أراد أن يؤكد منذ بداية رحلته التوحيد لله في عقول المسلمين، الذين ربما زحف الشرك والغلوّ إلى بعض عقولهم بطريقة وبأخرى من حيث لا يشعرون، وليؤكّد لهم ما قاله الله تعالى في حديثه القدسي لرسوله: أن الحصن الذي يأوي إليه الناس فيحصلون على رضواني ويأمنون من عذابي هو التوحيد، أن لا يكون هناك شرك في العقيدة، ولا في العبادة، ولا في الطاعة، ولا في أيّ إحساس وشعور، وكل من هو غير الله، حتى من رسله، فهم {عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}، عظمتهم في أن ارتفعوا إلى مستوى العبودية الخالصة حتى لم يروا إلا الله وذابوا فيه تعالى.

وللتوحيد شروط: أن توحّد الله أن تؤمن برسوله(ص)، وأن تؤمن برسوله أن تؤمن برسالته، وأن تؤمن برسالته أن تؤمن بما أوضحه في رسالته، والإمامة جزء من رسالته، {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، "من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه". ويقال إن الإمام الرضا(ع) أطل مرة ثانية من المحمل بعد أن كتبوا الحديث وقال لهم: "بشرطها وشروطها وأنا من شروطها"، لأن الإمامة كانت تتجسّد فيه آنذاك.

وهذا درس نتعلّمه، أن نبقى مع توحيد الله في خط الرسالة، وأن نبقى مع خط الرسالة في خط الإمامة، وأن نبقى مع رسول الله والأئمة من أوصيائه وولده حيث وضعهم الله في مواقعهم، فلا نغلو فيهم، ولا نرتفع بهم عما هم فيه، لأن الحب قد يجعل الإنسان يرتفع بحبه حتى يغلو فيمن يحب، والأئمة(ع) لا يريدون لنا أن نغلو فيهم بل يريدون لنا أن ننفتح على الله ونتحرك معهم من خلال الله.

إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة:

وفي كلمة للإمام الرضا(ع) يقول فيها: "إن الله أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة: أمر بالصلاة والزكاة - والزكاة تشمل كل ما فرضه الله على الإنسان من حقوق - فمن صلى ولم يزكِِّ لم تُقبل صلاته - لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وحبس حقوق الله عمّن أمر الله أن تُعطى له هو من المنكر والفحشاء، باعتبار أن فيها تجاوز الحدود، فالصلاة مدرسة تربي الإنسان على طاعة الله في كل شيء مما أمر به وعلى البعد عن معصيته مما نهى عنه - وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله - لأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وأيّ مخلوق يملك نعمة على مخلوق آخر أكثر من الوالدين؟ - وأمر باتقاء الله وصلة الأرحام، فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عزّ وجلّ"..

إعانة الضعيف:

وفي حديث آخر يقول(ع): "عونك للضعيف أفضل من الصدقة"، إذا كان هناك إنسان يعيش حالة ضعف في قوّته، وأراد منك أن تنصره بقوّتك لتنقذه من الظلم الواقع عليه، أو كان ضعيفاً في علمه وأراد منك أن تعطيه ما يقوّيه علمياً، أو في أيّ جانب من الجوانب التي يتحرك فيها الضعف والقوة، فإذا أعنت الضعيف فإن الله تعالى يكتب لك أجراً أفضل مما إذا تصدّقت عليه، لأن قيمة الصدقة أنها تسدّ حاجته المالية، أما إذا أنقذته من ضعفه وأعطيته قوة من قوتك، فإن هذه القوة التي تعطيها له تمنحه الكثير من النتائج الطيبة في حياته أكثر مما لو أعطيته مالاً.

العقـل الصديـق:

ثم يحدثنا الإمام الرضا(ع) عن نوع آخر من الأصدقاء ومن الأعداء، نحن نعرف أن الأصدقاء هم الناس الذين يوادّوننا ونوادّهم ويعاونوننا ونعاونهم، لكن الإمام الرضا(ع) يقول لنا: "صديق كل امرئ عقله - لأن العقل هو الذي يحدد لك الحسن والقبيح، وهو الذي يفكر لك فيميّز بين ما يضرك وبين ما ينفعك، وهو الذي يحدد لك طريقك إلى الجنة وإلى النار، وقد ورد أن العقل "هو ما عُبد به الرحمن وعُصي به الشيطان" - وعدوّه جهله"، لأن هذا الجهل يحجّم عقلك ويمنعك من وضوح الرؤية للأمور ويسير بك عكس الطريق، ومن الطبيعي أن يكون عدوّاً لك، لأنه يؤدي بك إلى الكفر والضلال والفسق والفجور، وإلى الإسراع بالخطى إلى نار جهنم..

التفقـه في الديـن:

ولا نزال في زيارة فكر الإمام الرضا(ع) لنتعرّف على الخصال التي بها نستكمل حقيقة الإيمان، فيقول(ع): "لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث: التفقّه في الدين - لأن الانسان الذي لم يتفقه في دينه وعقيدته وشريعته ومنهجه وحركته وفي كل ما يحيط به، فإنه يمشي على غير هدى، وكيف يمكن أن يكون مؤمناً من لا يعرف مفردات الإيمان وخطوطه، لأن الإنسان الذي يجهل دينه ربما يغريه الآخرون بالكفر بعنوان أنه الدين، وبالباطل بعنوان أنه الحق، لذلك لا بدّ من التفقه في الدين، وقد ورد في الحديث: "أفّ لامرئ لا يفرّغ نفسه في كل يوم للتفقه في الدين" - وحسن التقدير في المعيشة - لأن المؤمن هو الإنسان الذي يعرف كيف ينظّم أموره ويقدّرها بأن لا يتجاوز في حاجاته قدراته، وهذه الكلمة تمتد إلى أن يقدّر المؤمن في معيشته مواقفه وعلاقاته وطبيعة حياته الزوجية وما إلى ذلك، حتى يضبط معيشته ويقف فيها على خط التوازن، فلا يسقط أمام حاجاته - والصبر على الرزايا"، وفي الصبر جائزة كبيرة، لأن الله تعالى يصلّي على رسوله(ص) وعلى الصابرين..

التحلي بنعمة الهدى:

وننطلق في نهاية المطاف مع دعاء للإمام الرضا(ع) كان يدعو به ربه: "اللهمّ أعطني الهدى - الهدى في العقيدة والحركة والمواقف هو أعظم نعمة يُنعم بها الله تعالى على الإنسان، لأن الهدى هو سبيل الخلاص وسبيل التوازن في الدنيا والآخرة - وثبّتني عليه - لأن الإنسان قد يلتقي بالضلال في بيته وعائلته ومجتمعه وفي كل حركة الواقع من حوله، والإمام(ع) يدعو بلسان الإنسان - واحشرني عليه"..

هذه زيارتنا للإمام الرضا (ع)، هذه الزيارة الروحية والفكرية هي الأعظم والأروع، هو معنا حاضر حضور الرسالة والإمامة والفكر، فتعالوا نسلّم عليه: السلام عليك يا عليّ بن موسى الرضا، السلام عليك يا غريب الغرباء، السلام عليك وعلى آبائك الطيبين وأبنائك الطاهرين، كن شفيعاً بنا إلى الله تعالى، فإنك أهل الشفاعة.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله في كل ما تعيشونه، ومن تقوى الله أن تعدلوا فيما بينكم، أن يكون كل واحد منكم العادل مع ربه ومع نفسه ومع الناس ومع الحياة ومع البيئة، وأن يكون العادل الذي يحب العادلين ويساعدهم في تثبيت العدل على أساس قوي ثابت لا يتزلزل، وأن يقف ضد الظالمين والمستكبرين، وأن يواجه هذا المنكر الأكبر وهو الاستكبار الذي يوحي للإنسان بأنه ينازع الله رداء عظمته.. وبما أننا نعيش في هذه الأيام وفي غيرها ظلماً فوق العادة على مستوى العالم والمنطقة من خلال المستكبرين وخاصة "أمريكا" و"إسرائيل"، فعلينا أن ننكر هذا المنكر بيدنا ولساننا وقلوبنا حتى نرفض الظلم كله من كل كياننا، فماذا هناك؟

العدوّ يعيش المآزق:

لا يزال العدوّ يتحرك في المأزق السياسي في الداخل، والمأزق الأمني في مناطق الاحتلال، ما جعله يثير التهديد بقصف القرى الآمنة في لبنان والمرافق المدنية الحيوية فيه، من أجل الضغط على المقاومة وعلى السلطة المؤيدة لها، وعلى الشعب اللبناني كله الذي وقف وقفة واحدة صامدة ضد الاحتلال، ومن أجل رفع معنويات جنوده وشعبه التي سقطت على أيدي المجاهدين، الذين استطاعوا – بفضل إيمانهم وخبرتهم وثباتهم – أن يُلحقوا الهزيمة بهذا الجيش الذي أُريد له أن يكون الذراع الطويلة التي تمتد إلى أيّ مكان في المنطقة..

إن التهديدات الجديدة التي يطلقها العدو من خلال مجلس وزرائه المصغّر، تؤكد بما لا مجال للشك فيه بأنه لا يملك القدرة على مواجهة المجاهدين في ساحة المعركة، وما المحاولات التي يقوم بها – ومعه الإدارة الأمريكية – للإيحاء بأن المقاومة هي التي خرقت تفاهم نيسان، وذلك بانطلاقها من القرى عندما تتحرك في ميدان المواجهة، ما هو إلا وجه من وجوه الإرباك الذي يتخبط فيه العدو، لأن الجميع يعرف – بما في ذلك أمريكا وإسرائيل – أن المقاومة لم تخرق هذا التفاهم.

أمريكا والصهيونية: نازية جديدة

إن مشكلة أمريكا – لا سيما في هذه المرحلة – أنها تريد الحفاظ على موقع ممثلها "باراك" في داخل مجتمعه، فأيدت عدوانه الوحشي على لبنان، وأطلقت يده في التحرك بكل وحشية، ما جعلنا نتذكّر المحرقة النازية التي يتاجر بها للضغط على أوروبا، حيث نلتقي بنازية صهيونية – أمريكية ضد لبنان، في قصف أطفاله وشيوخه ونسائه وبنيته التحتية..

المقاومة: صلابة وثبات

وإننا – أمام هذه الهمجية الإسرائيلية والتغطية الأمريكية الكاملة لها – نقدّر الروح الطلابية والعمّالية والشعبية الرائعة في لبنان وفي أكثر من بلد عربي، التي صرخت في وجه أمريكا وإسرائيل: "لا لأمريكا.. ولا لإسرائيل".. وإننا في الوقت الذي نريد فيه للعالم العربي والإسلامي أن يرتفع صوته بأقوى من ذلك، نقف مع المجاهدين جميعاً، في أسبوع المقاومة الإسلامية، وفي ذكرى قادتها الذين استُشهدوا في الساحة، بكل قوة وعنفوان، وفي حركة مجاهديها الذين لا يزالون يقفون بكل صلابة وثبات في خط المواجهة، فأثبتوا بأنهم القوة الوحيدة في العالم العربي والإسلامي، التي تُسقط عنفوان العدو وقوته.. ونريد للشعوب العربية والإسلامية أن تقف معها في هذه المرحلة، من أجل إبقاء الوعي الجهادي حيّاً في الواقع العربي والإسلامي، في مواجهة الاستكبار الأمريكي والصهيوني معاً..

إن على الـجـميع في العالم العربي والإسلامي أن يواجهوا الضغوط الإسرائيلية – الأمريكية التي يتعرض لها الفلسطينيون وسوريا ولبنان في ساحة المفاوضات لتقديم التنازلات، لأن أيّ ضعف أو تخاذل أو تنسيق مع العدوّ سوف يُسقط المستقبل العربي والإسلامي كله أمام إسرائيل..

إيران: الحفاظ على مكاسب الثورة

إن المرحلة هي مرحلة عضّ الأصابع، وإن المجاهدين يقومون بالمهمة الكبيرة في عالم الصمود والثبات، وعلى الجميع أن يتعلّموا الدرس من ذلك كله.

وفي هذا الجو، نراقب تجربة الانتخابات النيابية في إيران، التي قد يكون لها الأثر الكبير في مستقبل هذا البلد الإسلامي الثائر، ونريد للشعب الإيراني المسلم أن يرتفع إلى مستوى المسؤولية في الحفاظ على مكاسب الثورة الإسلامية، وأن لا يحقق للمستكبرين أمنياتهم في إضعاف الدولة الإسلامية أو في الانحراف بخطها عن الخط المستقيم، لأن هذه الثورة أمانة الله في أعناقهم جميعاً.

لبنان: مسؤولية الجميع

وأخيراً، إن المرحلة التي نمر بها في هذا البلد هي من أكثر المراحل دقة، ما يفرض على السلطة أن تواصل جهودها في حلّ المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تساعد البلد على الصمود في وجه الاحتلال، كما يفرض على الوسط السياسي كله في دائرة المعارضة والموالاة أن يتكامل لا أن يتنافر، من أجل التعاون على إيجاد الحلول الواقعية لمشكلات البلد، لأن أيّ خلل في الموقف أو إثارة للحساسيات الطائفية والمذهبية أو الحزبية، سوف يُسقط الهيكل على رؤوس الجميع، وإذا لم يلتقِ الجميع على حماية لبنان الواحد، فلن يبقى لأحد لبنانه.. وعلى الشعب كله أن يكون في مواقع الحراسة لأمن البلد، ليحمي الأمن من عبث العابثين وتخطيط الأعداء، لنتجاوز هذه المرحلة الصعبة بقوة ومسؤولية وأمان.

يغيب العظماء وتبقى رسالتهم تسطع كالشمس: ولادة الرضا (ع).. حياة الفكر والرسالة


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال في خطبته الأولى:

في فكر الإمام الرضا(ع)

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهركم تطهيرا}. بالأمس كانت مناسبة ولادة الإمام الثامن من أئمة أهل البيت(ع)، علي بن موسى الرضا(ع). ونحن عندما نبتعد عن زمنه بهذه القرون، نعمل على أن نعيش معه في زيارتنا له عندما نسلّم عليه ونخاطبه ونتوسل إلى الله تعالى أن يشفّعه فينا، حيث نزوره زيارة من نوع آخر، زيارة إلى فكره، لأن إمامته(ع) في معناها الرسالي، تنفتح على كل ما أعطاه من فكر للإسلام لتوضيح أحكامه ومفاهيمه، وتأصيل قواعده وتحريك حركته في الواقع.

الانفتاح على الرسالة:

وهذا هو الذي يبقى لنا من عظمائنا، ومن الأنبياء عندما تغيب أجسادهم في التراب، وتبقى رسالاتهم كالشمس تضيء لنا في كل يوم روحاً من روح الله، ووحياً من وحي الله، وحركة في أحكام الله وشرائعه ومفاهيمه. ولهذا، لا بدّ لنا مع الرسل والأنبياء ومع كل العظماء، أن لا نستغرق في شخصياتهم، وإن كانت شخصياتهم لا تختلف عن رسالتهم باعتبار أنهم يمثلون التجسيد للرسالة، لكنهم فقدوا الإحساس بأجسادهم وذواتهم وذابوا في الرسالة، وتلك هي كلمة عليّ(ع) عندما كان يخاطب الناس في زمنه، ليقول لهم: "ليس أمري وأمركم واحداً، إنني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم". لقد ذاب في الله فأحبّه كما لم يحبه أحد بعد رسول الله(ص)، وذاب في الإسلام والمسلمين عندما قال: "لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين - حتى لو أخذوا حقي وأبعدوني عن موقع الإمامة، لا أسالم ضعفاً ولا رغبة في ما أحصل عليه من ذلك، ولكني أسالم لأن همّي كيف يسلم المسلمون، وكيف يسلم الإسلام في المسلمين - ولم يكن بها جور إلا عليّ خاصة"، لن أخوض حرباً في الواقع الإسلامي حتى لو كانت هناك فرصة للحرب ما دامت أمور المسلمين سالمة، ولذلك حارب عليّ(ع) الناكثين والقاسطين والمارقين عندما تعرّضت أمور المسلمين للسقوط وللخلل.

فالإمامة هي في أن نبقى مع فكرهم وشرائعهم ووصاياهم، لأنها فكر الإسلام وشرائعه ووصاياه، وقد ورد في بعض الأحاديث: "أحبونا حبّ الاسلام".. والإمام الرضا(ع) هو من هذه السلسلة الذهبية المباركة التي تمتد الى رسول الله(ص) من خلال هذين الغصنين الرائعين، وهما عليّ وفاطمة الزهراء(عليهما السلام)، ففي كل إمام روح من روح عليّ وطهر من طهر الزهراء، يعيشون كل ذلك في حياتهم.

رسالة التوحيد

وعندما بدأ الإمام الرضا(ع)رحلته إلى "خراسان"، توقّف في "مرو"، فاجتمع إليه الرواة الذين كان كل دورهم أن يرووا عن رسول الله(ص) من خلال الأئمة(ع)، قالوا: حدّثنا يا بن رسول الله، وأطلّ عليهم - وكان في المحمل - وبدأ(ع) بالسلسلة الذهبية المباركة فقال: "حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدّثني أبي علي بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن علي قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب قال: حدّثني رسول الله(ص) قال: حدّثني جبرائيل عن الله وهو يقول: كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي"، لذلك أراد أن يؤكد منذ بداية رحلته التوحيد لله في عقول المسلمين، الذين ربما زحف الشرك والغلوّ إلى بعض عقولهم بطريقة وبأخرى من حيث لا يشعرون، وليؤكّد لهم ما قاله الله تعالى في حديثه القدسي لرسوله: أن الحصن الذي يأوي إليه الناس فيحصلون على رضواني ويأمنون من عذابي هو التوحيد، أن لا يكون هناك شرك في العقيدة، ولا في العبادة، ولا في الطاعة، ولا في أيّ إحساس وشعور، وكل من هو غير الله، حتى من رسله، فهم {عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}، عظمتهم في أن ارتفعوا إلى مستوى العبودية الخالصة حتى لم يروا إلا الله وذابوا فيه تعالى.

وللتوحيد شروط: أن توحّد الله أن تؤمن برسوله(ص)، وأن تؤمن برسوله أن تؤمن برسالته، وأن تؤمن برسالته أن تؤمن بما أوضحه في رسالته، والإمامة جزء من رسالته، {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، "من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه". ويقال إن الإمام الرضا(ع) أطل مرة ثانية من المحمل بعد أن كتبوا الحديث وقال لهم: "بشرطها وشروطها وأنا من شروطها"، لأن الإمامة كانت تتجسّد فيه آنذاك.

وهذا درس نتعلّمه، أن نبقى مع توحيد الله في خط الرسالة، وأن نبقى مع خط الرسالة في خط الإمامة، وأن نبقى مع رسول الله والأئمة من أوصيائه وولده حيث وضعهم الله في مواقعهم، فلا نغلو فيهم، ولا نرتفع بهم عما هم فيه، لأن الحب قد يجعل الإنسان يرتفع بحبه حتى يغلو فيمن يحب، والأئمة(ع) لا يريدون لنا أن نغلو فيهم بل يريدون لنا أن ننفتح على الله ونتحرك معهم من خلال الله.

إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة:

وفي كلمة للإمام الرضا(ع) يقول فيها: "إن الله أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة: أمر بالصلاة والزكاة - والزكاة تشمل كل ما فرضه الله على الإنسان من حقوق - فمن صلى ولم يزكِِّ لم تُقبل صلاته - لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وحبس حقوق الله عمّن أمر الله أن تُعطى له هو من المنكر والفحشاء، باعتبار أن فيها تجاوز الحدود، فالصلاة مدرسة تربي الإنسان على طاعة الله في كل شيء مما أمر به وعلى البعد عن معصيته مما نهى عنه - وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله - لأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وأيّ مخلوق يملك نعمة على مخلوق آخر أكثر من الوالدين؟ - وأمر باتقاء الله وصلة الأرحام، فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عزّ وجلّ"..

إعانة الضعيف:

وفي حديث آخر يقول(ع): "عونك للضعيف أفضل من الصدقة"، إذا كان هناك إنسان يعيش حالة ضعف في قوّته، وأراد منك أن تنصره بقوّتك لتنقذه من الظلم الواقع عليه، أو كان ضعيفاً في علمه وأراد منك أن تعطيه ما يقوّيه علمياً، أو في أيّ جانب من الجوانب التي يتحرك فيها الضعف والقوة، فإذا أعنت الضعيف فإن الله تعالى يكتب لك أجراً أفضل مما إذا تصدّقت عليه، لأن قيمة الصدقة أنها تسدّ حاجته المالية، أما إذا أنقذته من ضعفه وأعطيته قوة من قوتك، فإن هذه القوة التي تعطيها له تمنحه الكثير من النتائج الطيبة في حياته أكثر مما لو أعطيته مالاً.

العقـل الصديـق:

ثم يحدثنا الإمام الرضا(ع) عن نوع آخر من الأصدقاء ومن الأعداء، نحن نعرف أن الأصدقاء هم الناس الذين يوادّوننا ونوادّهم ويعاونوننا ونعاونهم، لكن الإمام الرضا(ع) يقول لنا: "صديق كل امرئ عقله - لأن العقل هو الذي يحدد لك الحسن والقبيح، وهو الذي يفكر لك فيميّز بين ما يضرك وبين ما ينفعك، وهو الذي يحدد لك طريقك إلى الجنة وإلى النار، وقد ورد أن العقل "هو ما عُبد به الرحمن وعُصي به الشيطان" - وعدوّه جهله"، لأن هذا الجهل يحجّم عقلك ويمنعك من وضوح الرؤية للأمور ويسير بك عكس الطريق، ومن الطبيعي أن يكون عدوّاً لك، لأنه يؤدي بك إلى الكفر والضلال والفسق والفجور، وإلى الإسراع بالخطى إلى نار جهنم..

التفقـه في الديـن:

ولا نزال في زيارة فكر الإمام الرضا(ع) لنتعرّف على الخصال التي بها نستكمل حقيقة الإيمان، فيقول(ع): "لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث: التفقّه في الدين - لأن الانسان الذي لم يتفقه في دينه وعقيدته وشريعته ومنهجه وحركته وفي كل ما يحيط به، فإنه يمشي على غير هدى، وكيف يمكن أن يكون مؤمناً من لا يعرف مفردات الإيمان وخطوطه، لأن الإنسان الذي يجهل دينه ربما يغريه الآخرون بالكفر بعنوان أنه الدين، وبالباطل بعنوان أنه الحق، لذلك لا بدّ من التفقه في الدين، وقد ورد في الحديث: "أفّ لامرئ لا يفرّغ نفسه في كل يوم للتفقه في الدين" - وحسن التقدير في المعيشة - لأن المؤمن هو الإنسان الذي يعرف كيف ينظّم أموره ويقدّرها بأن لا يتجاوز في حاجاته قدراته، وهذه الكلمة تمتد إلى أن يقدّر المؤمن في معيشته مواقفه وعلاقاته وطبيعة حياته الزوجية وما إلى ذلك، حتى يضبط معيشته ويقف فيها على خط التوازن، فلا يسقط أمام حاجاته - والصبر على الرزايا"، وفي الصبر جائزة كبيرة، لأن الله تعالى يصلّي على رسوله(ص) وعلى الصابرين..

التحلي بنعمة الهدى:

وننطلق في نهاية المطاف مع دعاء للإمام الرضا(ع) كان يدعو به ربه: "اللهمّ أعطني الهدى - الهدى في العقيدة والحركة والمواقف هو أعظم نعمة يُنعم بها الله تعالى على الإنسان، لأن الهدى هو سبيل الخلاص وسبيل التوازن في الدنيا والآخرة - وثبّتني عليه - لأن الإنسان قد يلتقي بالضلال في بيته وعائلته ومجتمعه وفي كل حركة الواقع من حوله، والإمام(ع) يدعو بلسان الإنسان - واحشرني عليه"..

هذه زيارتنا للإمام الرضا (ع)، هذه الزيارة الروحية والفكرية هي الأعظم والأروع، هو معنا حاضر حضور الرسالة والإمامة والفكر، فتعالوا نسلّم عليه: السلام عليك يا عليّ بن موسى الرضا، السلام عليك يا غريب الغرباء، السلام عليك وعلى آبائك الطيبين وأبنائك الطاهرين، كن شفيعاً بنا إلى الله تعالى، فإنك أهل الشفاعة.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله في كل ما تعيشونه، ومن تقوى الله أن تعدلوا فيما بينكم، أن يكون كل واحد منكم العادل مع ربه ومع نفسه ومع الناس ومع الحياة ومع البيئة، وأن يكون العادل الذي يحب العادلين ويساعدهم في تثبيت العدل على أساس قوي ثابت لا يتزلزل، وأن يقف ضد الظالمين والمستكبرين، وأن يواجه هذا المنكر الأكبر وهو الاستكبار الذي يوحي للإنسان بأنه ينازع الله رداء عظمته.. وبما أننا نعيش في هذه الأيام وفي غيرها ظلماً فوق العادة على مستوى العالم والمنطقة من خلال المستكبرين وخاصة "أمريكا" و"إسرائيل"، فعلينا أن ننكر هذا المنكر بيدنا ولساننا وقلوبنا حتى نرفض الظلم كله من كل كياننا، فماذا هناك؟

العدوّ يعيش المآزق:

لا يزال العدوّ يتحرك في المأزق السياسي في الداخل، والمأزق الأمني في مناطق الاحتلال، ما جعله يثير التهديد بقصف القرى الآمنة في لبنان والمرافق المدنية الحيوية فيه، من أجل الضغط على المقاومة وعلى السلطة المؤيدة لها، وعلى الشعب اللبناني كله الذي وقف وقفة واحدة صامدة ضد الاحتلال، ومن أجل رفع معنويات جنوده وشعبه التي سقطت على أيدي المجاهدين، الذين استطاعوا – بفضل إيمانهم وخبرتهم وثباتهم – أن يُلحقوا الهزيمة بهذا الجيش الذي أُريد له أن يكون الذراع الطويلة التي تمتد إلى أيّ مكان في المنطقة..

إن التهديدات الجديدة التي يطلقها العدو من خلال مجلس وزرائه المصغّر، تؤكد بما لا مجال للشك فيه بأنه لا يملك القدرة على مواجهة المجاهدين في ساحة المعركة، وما المحاولات التي يقوم بها – ومعه الإدارة الأمريكية – للإيحاء بأن المقاومة هي التي خرقت تفاهم نيسان، وذلك بانطلاقها من القرى عندما تتحرك في ميدان المواجهة، ما هو إلا وجه من وجوه الإرباك الذي يتخبط فيه العدو، لأن الجميع يعرف – بما في ذلك أمريكا وإسرائيل – أن المقاومة لم تخرق هذا التفاهم.

أمريكا والصهيونية: نازية جديدة

إن مشكلة أمريكا – لا سيما في هذه المرحلة – أنها تريد الحفاظ على موقع ممثلها "باراك" في داخل مجتمعه، فأيدت عدوانه الوحشي على لبنان، وأطلقت يده في التحرك بكل وحشية، ما جعلنا نتذكّر المحرقة النازية التي يتاجر بها للضغط على أوروبا، حيث نلتقي بنازية صهيونية – أمريكية ضد لبنان، في قصف أطفاله وشيوخه ونسائه وبنيته التحتية..

المقاومة: صلابة وثبات

وإننا – أمام هذه الهمجية الإسرائيلية والتغطية الأمريكية الكاملة لها – نقدّر الروح الطلابية والعمّالية والشعبية الرائعة في لبنان وفي أكثر من بلد عربي، التي صرخت في وجه أمريكا وإسرائيل: "لا لأمريكا.. ولا لإسرائيل".. وإننا في الوقت الذي نريد فيه للعالم العربي والإسلامي أن يرتفع صوته بأقوى من ذلك، نقف مع المجاهدين جميعاً، في أسبوع المقاومة الإسلامية، وفي ذكرى قادتها الذين استُشهدوا في الساحة، بكل قوة وعنفوان، وفي حركة مجاهديها الذين لا يزالون يقفون بكل صلابة وثبات في خط المواجهة، فأثبتوا بأنهم القوة الوحيدة في العالم العربي والإسلامي، التي تُسقط عنفوان العدو وقوته.. ونريد للشعوب العربية والإسلامية أن تقف معها في هذه المرحلة، من أجل إبقاء الوعي الجهادي حيّاً في الواقع العربي والإسلامي، في مواجهة الاستكبار الأمريكي والصهيوني معاً..

إن على الـجـميع في العالم العربي والإسلامي أن يواجهوا الضغوط الإسرائيلية – الأمريكية التي يتعرض لها الفلسطينيون وسوريا ولبنان في ساحة المفاوضات لتقديم التنازلات، لأن أيّ ضعف أو تخاذل أو تنسيق مع العدوّ سوف يُسقط المستقبل العربي والإسلامي كله أمام إسرائيل..

إيران: الحفاظ على مكاسب الثورة

إن المرحلة هي مرحلة عضّ الأصابع، وإن المجاهدين يقومون بالمهمة الكبيرة في عالم الصمود والثبات، وعلى الجميع أن يتعلّموا الدرس من ذلك كله.

وفي هذا الجو، نراقب تجربة الانتخابات النيابية في إيران، التي قد يكون لها الأثر الكبير في مستقبل هذا البلد الإسلامي الثائر، ونريد للشعب الإيراني المسلم أن يرتفع إلى مستوى المسؤولية في الحفاظ على مكاسب الثورة الإسلامية، وأن لا يحقق للمستكبرين أمنياتهم في إضعاف الدولة الإسلامية أو في الانحراف بخطها عن الخط المستقيم، لأن هذه الثورة أمانة الله في أعناقهم جميعاً.

لبنان: مسؤولية الجميع

وأخيراً، إن المرحلة التي نمر بها في هذا البلد هي من أكثر المراحل دقة، ما يفرض على السلطة أن تواصل جهودها في حلّ المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تساعد البلد على الصمود في وجه الاحتلال، كما يفرض على الوسط السياسي كله في دائرة المعارضة والموالاة أن يتكامل لا أن يتنافر، من أجل التعاون على إيجاد الحلول الواقعية لمشكلات البلد، لأن أيّ خلل في الموقف أو إثارة للحساسيات الطائفية والمذهبية أو الحزبية، سوف يُسقط الهيكل على رؤوس الجميع، وإذا لم يلتقِ الجميع على حماية لبنان الواحد، فلن يبقى لأحد لبنانه.. وعلى الشعب كله أن يكون في مواقع الحراسة لأمن البلد، ليحمي الأمن من عبث العابثين وتخطيط الأعداء، لنتجاوز هذه المرحلة الصعبة بقوة ومسؤولية وأمان.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية