جاء موسم الطهور والتوبة والإنابة : لنمحّص أنفسنا استعداداً لاستقبال شهر رمضان

جاء موسم الطهور والتوبة والإنابة : لنمحّص أنفسنا استعداداً لاستقبال شهر رمضان
ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال في خطبته الأولى:

 

بدء الصوم

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن بيّنات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدّة من أيام أُخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدّة ولتكبّروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}. نحن الآن في آخر جمعة من شعبان، وسنلتقي بشهر رمضان في أول يوم منه في يوم الخميس القادم - إن شاء الله - فبحسب الحسابات الفلكية الدقيقة من حيث التوليد ومن حيث إمكانات الرؤية، حسب قول أهل الخبرة، فإن الهلال يولد بعد منتصف ليل الأربعاء، فلا يمكن رؤيته ليلة الأربعاء قطعاً في أيّ مكان في العالم، ولذلك لا بد أن يكون أول شهر رمضان يوم الخميس، على رأينا الذي يعتمد على الجانب العلمي الدقيق، ولا يؤكد على الرؤية.

شهر أمتي

وعندما نريد أن نستقبل شهر رمضان، فإنّ علينا أن نستقبله بإعداد فكري وروحي وأخلاقي وتقوائي، لأن الله تعالى فضّل هذا الشهر على بقية الشهور، وقد جاء في الحديث عن الإمام جعفر الصادق (ع)، أن الله تعالى "خصّ أمة محمد بهذا الشهر"، وأن الله عندما كتب الصيام على الأمم السابقة، لم يكتبه في شهر رمضان، وقد ورد عن رسول الله (ص) أنه "شهر أمتي"، بحيث اختصّنا الله تعالى بهذا الشهر دون سائر الأمم، وقد جاء ذلك في دعاء الإمام زين العابدين (ع) الذي قال: "الحمد لله الذي جعل من تلك السبل - التي تقود إلى الله - شهر رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام، الذي أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، فأبان فضيلته على سائر الشهور، بما جعل له من الحرمات الموفورة، والفضائل المشهورة، فحرّم فيه ما أحلّ في غيره إعظاماً، وحجر فيه المطاعم والمشارب إكراماً".

شهر مبارك

وقد ورد أن لله في كل ليلة من ليالي شهر رمضان عتقاء من النار، وأن الله قد أفاض على الناس رحمته في هذا الشهر المبارك، ولذلك لا بدّ من أن يكون دخولنا في هذا الشهر متميزاً عن دخولنا في الشهور الأخرى، وإن كان لا بدّ للإنسان من أن يشعر دائماً بمسؤولية الزمن، لأن الزمن هو عمرنا، ولا بدّ للإنسان من أن يحمل مسؤولية عمره ويملأه بطاعة الله، وبما يقرّبه إلى الله، بحيث إذا دخل في يوم جديد أو ليلة جديدة أو شهر جديد، فكر كيف يقضى يومه او ليلته أو شهره في طاعة الله، وكيف تكون سنته - ونحن نحتفل عادة اتباعاً للآخرين بأول السنة - في طاعة الله.

موسم الرحمة

ونلاحظ في دعاء الإمام زين العابدين (ع) "في الصباح والمساء"، يقول: "اللهم، وهذا يوم حادث جديد، وهو علينا شاهد عتيد، إن أحسنّا ودّعنا بحمد، وإن أسأنا فارقنا بذمّ، اللهم فارزقنا حسن مصاحبته، واعصمنا من سوء مفارقته بارتكاب جريرة أو اقتراف صغيرة أو كبيرة"، بحيث يفكر الإنسان كيف يملأ أيامه ولياليه بالمسؤوليات التي حمّله الله إياها، وكيف يمكن أن يشعر أن الله يرضى عنه بذلك، فالمسألة تسري في كل مواقع الزمن، لكن هناك زمناً مميزاً، وهو أوقات المواسم، فكما أن الناس عادة تهتم بالمواسم الزراعية أو الاجتماعية حتى تحصل على الربح الوفير، فإن هناك أيضاً موسم رحمة الله ومغفرته، وهو شهر رمضان، لذلك يحتاج الإنسان إلى أن يستعدّ له قبل دخوله.

طهارة العقل والقلب

إن الاستعداد لشهر رمضان لا بدّ أن يكون في داخل نفسك، فتطرد من عقلك كل فكر باطل وثقافة باطلة، ليكون فكرك فكر الحق، والتزاماتك الثقافية التزامات الحق، وتطرد من قلبك كل ما لا يحبه الله من حركة القلب في نبضاته، فتبتعد عن الحقد على المؤمنين وعن المحبة للكافرين وللمستكبرين، أن يكون قلبك منفتحاً في نبضاته على ما يحبه الله من العاطفة، وأن تطهر جسدك من الذنوب، وتطهر عينيك مما حرّم الله النظر إليه، وتطهر أذنيك مما حرّم الله الاستماع إليه، وتطهر لسانك مما حرّم الله النطق به، وتطهر يديك مما حرّم الله أن تحمل بهما أو تستعملهما لأكلك أو شربك، وتطهر بطنك من أن يدخل فيه حرام، وتطهر رجليك من أن تسيرا في مشروع حرام، وتطهر فرجك من كل شهوة حرام، بهذا يكون رمضان شهر الطهور.

الدعوة لله والإخلاص له

كيف يصف الإمام زين العابدين شهر رمضان؟ يقول (ع): "شهر رمضان شهر الصيام - من خلال قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} - وشهر الإسلام - هو الشهر الذي يعيش الإنسان فيه الإسلام في عقله وقلبه وحركته وعلاقاته وتأييده ورفضه، بحيث يكون كل كيانك إسلاماً، فتتحمّل في هذا الشهر مسؤولية نشر الإسلام، لأن الله أراد لك أن تكون الإنسان الذي يدعو إلى الإسلام بحجم ثقافتك ومعرفتك، وأن تعيش الاهتمام بكل قضايا الإسلام والمسلمين، وتقف ضد كل من يحاربهم - وشهر الطهور - الشهر الذي تتطهر فيه من الذنوب والأخلاق السيئة، ومن العواطف السلبية والنيّات الخبيثة، ومن معاصي الله في كل ما أراد الله لك أن تطيعه فيه ولا تعصيه - وشهر التمحيص - وهو التخليص، بأن تحاسب نفسك في نقاطها السلبية والإيجابية، لأن كل واحد منا له نقاط سلب ونقاط إيجاب، فكما أن الإنسان يعاني في بعض الحالات من فقر الدم، فإن هناك من يعاني من فقر التقوى وفقر الإيمان، لذلك علينا أن نمحّص أنفسنا من كل الأدران التي زحفت إليها من خلال علاقاتنا وقراءاتنا ومشاهداتنا وما إلى ذلك، بحيث يخرج الإنسان من شهر رمضان خالصاً مخلصاً لله تعالى - وشهر القيام"، الذي يزداد فيه وقوف الإنسان بين يدي الله في ليله ونهاره، ليحسّ الإنسان في قيامه بحضور الله في عقله وقلبه وحياته، حتى كأنه يرى الله.

التحرر من الشيطان

وقد تحدث الإمام زين العابدين (ع) أيضاً عن صفات هذا الشهر في دعائه، فقال: "اللهم هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، وهذا شهر الصيام وهذا شهر الإنابة - وهي الرجوع إلى الله، لأن كل واحد منا في هذه الدنيا يشرّق ويغرّب، فيذهب في رحلة سياسية واجتماعية واقتصادية مع الشياطين، وفي هذا الشهر يدعونا الله للعودة إليه، وهو قريب كما وصف نفسه تعالى {أجيب دعوة الداع إذا دعانِ}، فلنرجع إلى الله، ولندرك أن هؤلاء الذين نتبعهم من شياطين الإنس والجن لا يملكون لأنفسهم ولا لنا ضراً ولا نفعاً، لذلك، قبل أن يأتي شهر رمضان، اجلس بين يدي ربك وقل له: يا رب لقد ابتعدت عنك كثيراً، وسرت في طريق الغواية كثيراً، وها أنا راجع إليك، وسيتقبّلك الله تعالى، وهو الذي يعفو عن عباده - وهذا شهر التوبة - تب إلى الله، فإنه تعالى يحب التوابين والمتطهرين - وهذا شهر المغفرة والرحمة، وهذا شهر العتق من النار والفوز بالجنة"..

حديث النبي(ص)

وفي نهاية المطاف، نلتقي برسول الله (ص) في مثل هذه الجمعة - وهي آخر جمعة من شهر شعبان - وهو يتحدث عن شهر رمضان، فيقول (ص): "أيها الناس، قد أقبل إليكم شهر رمضان بالبركة والرحمة والمغفرة، شهره أبرك الشهور - أكثر الشهور بَرَكة - وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، وقد دُعيتم فيه إلى ضيافة الله - وأية ضيافة أكرم وأعظم من هذه الضيافة - وجُعلتم فيه من أهل كرامته، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقيّ من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم".

علينا أن نعدّ أنفسنا إعداداً تحت رعاية الله وفي خطه وسنّة رسوله (ص)، وفي منهج الأئمة من اهل البيت (ع)، "حتى ألقاك يوم القيامة عني راضياً، وعن ذنوبي غاضياً، قد أوجبت لي منك الرحمة والغفران، وأنزلتني دار القرار ومحل الأبرار".

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله، فإن خير الزاد التقوى، ولتكن التقوى في عقولكم لتحمل تقوى الحق، وفي قلوبكم لتحمل تقوى المحبة والرحمة، وفي أجسادكم لتحمل تقوى الطاعة، وفي مواقفكم لتحمل تقوى الاستقامة في الخط المستقيم، وفي كل علاقاتكم، فإن لكل شيء تقواه، فللعبادة تقواها، وللسياسة تقواها، وللاجتماع تقواه، وللعلاقات تقواها، وللمواقف تقواها.. إن الله تعالى أعدّ الجنّة للمتقين، فعلينا أن نعرف كيف نربي أنفسنا على التقوى، وكيف نتحرك في حياتنا على أساس أن لا نقدم رجِلاً ولا نؤخر أخرى حتى نعلم أن لله في ذلك رضى.. وإذا كنا نستقبل شهر رمضان، فعلينا أن نستقبله بأن نؤكد مواقفنا مع المسلمين والمستضعفين والمظلومين والمقهورين في كل مواقع حياتهم، وهذا ما نريد أن نفيض فيه، فماذا هناك؟

ابتزاز صهيوني للسلطة الفلسطينية

لا تزال فلسطين تتحرك في دوّامة الفساد السياسي، المتمثل بالتنازلات السياسية التي تقدّمها سلطة الحكم الذاتي للعدوّ، ما يشجع إسرائيل على التلاعب بالقضية الفلسطينية، وإدخالها في المتاهات الصحراوية، تحت عنوان "تنفيذ الاتفاقات"، بما لا يؤدي إلى أيّ نتيجة كبيرة..

وإلى جانب ذلك، نجد الفساد الإداري في الداخل مستشرٍ، لاجتذاب الناس إلى جانب السلطة، على حساب القضايا الحيوية، فيمنح المؤيدين ما يريدون، ويقمع الرافضين بالقوة، ما يجعل المسألة تنتقل من فساد الثورة إلى فساد السلطة.. وهكذا يستفيد العدو من ذلك كله، فيعلن أن اللاجئين لن يعودوا إلى ديارهم في ما يُسمى "إسرائيل"، بل يمكن أن يُمنحوا بعض العودة إلى منطقة الحكم الذاتي، التي تشهد كثافة سكانية حادّة، تصل إلى حدّ الاختناق، ما يضيف إلى الكثافة السكانية كثافة أخرى..

أما قضية القدس، فإنّها تتحرك باتجاه إعطاء السلطة الفلسطينية ثلاث قرى في ضواحي القدس لتُعلن كعاصمة للفلسطينيين، وتبقى كل القدس "عاصمة أبدية موحَّدة لإسرائيل"، على أن يوقّع الفلسطينيون على عدم المطالبة بأيّ حق في الأراضي المغتصبة خارج ما يسمى "بالكيان الفلسطيني"، ما ينزع بذلك من يد الأجيال القادمة كل المبررات الشرعية لاستعادة الأرض عند توفر الظروف الملائمة..

انتفاضة لتقرير المصير

إننا نؤكد أن السلطة الفلسطينية التي تحركت - ولا تزال - في مواقع التنازلات عن الأرض والمستقبل، لا تملك حق التوقيع عن الشعب الفلسطيني في إلغاء شرعية حقوقه في أرضه ووطنه. ولذلك، فإننا ندعو الشعب الفلسطيني إلى انتفاضة سياسية ضد الفساد السياسي، إلى جانب انتفاضة ضد الفساد الإداري، من أجل الإعداد لإنتاج الانتفاضة العسكرية والشعبية من جديد ضد الاحتلال، كما ندعو إلى أن يرتفع الصوت عالياً ضد التوطين في البلاد العربية أو في المهاجر الغربية، من أجل تأكيد حق العودة، وعلى وزراء الإعلام المؤتمرين في "منظمة المؤتمر الإسلامي" المنعقدة في طهران، أن يقرروا الحقّ الفلسطيني من خلال الشرعية الإسلامية، في نطاق الخطة الرافضة للاحتلال من حيث المبدأ، لأن ذلك هو الموقف الشرعي الذي يفرضه الإسلام في شريعته، ما يجب على المؤتمرين الخضوع له، والتخطيط لتأكيده في الواقع..

إسرائيل وانتهاك حقوق الإنسان

إلى جانب ذلك، تستمر الاعتداءات الصهيونية على الجنوب والبقاع الغربي، بحيث تمعن "إٍسرائيل" في انتهاك حقوق الإنسان لأهلنا الصامدين في المناطق المحتلة، وتمارس الأعمال الوحشية بأساليب متنوعة، وفي مقدمتها حصار بلدة "عيثا الشعب"، واعتقال عدد من أبنائها ولا سيما من النساء، ما يجعل البلدة تعاني من ذلك كله، ولم نسمع أيّ احتجاج من أمريكا التي تتحدث دائماً عن حقوق الإنسان ضد هذه الممارسات، في حين أنها تتخذ هذا الشعار سيفاً مسلطاً على رقاب الشعوب والدول الرافضة لسياستها، واتهامها بالإرهاب، وفي مقدمتها إيران.

العدوّ يعيش الخوف

ويبقى التهويل السياسي الذي يتحدث العدو بأسلوبه عن الانسحاب من لبنان، وفقاً للنظرية الأمنية الجديدة القائمة على "استهداف البنى التحتية اللبنانية عند أيّ تهديد لمستوطناته بعد الانسحاب".. إن العدو يحاول من خلال هذه التهاويل أن ينتزع موقفاً لبنانياً مسبقاً، مفاده أن منطقة الحدود مع فلسطين المحتلة سوف تكون في منتهى الهدوء بُعيد انسحابه، ليضمن النتائج السياسية لهذا الانسحاب الذي يريده طوقاً ضد سوريا، وأسلوباً من أساليب عزلها، واستفراداً للبنان، مع أننا نعلم أن العدوّ يعيش حالة من الخوف في أوساطه الشعبية والرسمية إزاء أية نتائج قد تترتب على انسحابه غير المشروط وغير المضمون ضمن اتفاق مع سوريا، وهو من أجل ذلك، يريد للخط الدبلوماسي أن يبقى على حرارته، لا سيما في الاتصالات الغربية والأوروبية مع لبنان وسوريا.

لبنان: صمود سياسي ومقاومة متحدية

إن على لبنان أن لا يرضخ للابتزاز الصهيوني، فيبقى في دائرة المواجهة خلف صموده السياسي، ومقاومته المتحدية، وإصراره على رفض منح العدو أيّ امتياز بعد الانسحاب، في ما يتعلق بضمان أمنه أو الاعتراف بشرعيته، لأن علينا أن لا نعطيه بالسلم ما لم يستطع أخذه بالحرب.. وعلى المقاومة أن لا تخضع لأيّ من هذه التهاويل السياسية ولأية ضغوط من أية جهة كانت، بل تعمل على تأكيد انتصارها في انسحاب العدو من دون شروط، والسير في استراتيجيتها الجهادية، وهذا ما تؤكده من خلال تواصل عملياتها الجهادية ضد العدوّ..

بعيداً عن الإثارات المذهبية والطائفية

وفي ضوء ذلك كله، لا بدّ للشعب اللبناني من محاصرة الملهاة السياسية التي يُراد له أن يدخل فيها، من خلال التجاذبات السياسية الداخلية التي تتحرك فيها أساليب لعبة المعارضة والموالاة، التي قد تُشغل الوطن عن الاستحقاقات الكبيرة في مواجهة قضية الانسحاب ونتائجها السياسية والأمنية، وتدفعه إلى المزيد من الإثارات الطائفية والمذهبية التي برزت الآن، كما في الحديث عن الانتخابات من خلال الخوف على موقع هذه الطائفة في هذه الدائرة أو تلك، لتحريك الحساسيات الطائفية لمصلحة شخص هنا وفريق هناك..

لنعِ قضايانا الكبرى

أيها اللبنانيون: لا تستغرقوا في اللعبة السياسية الداخلية بالطريقة التي تبتعدون فيها عن وعي القضية الكبرى لتأكيد الاستقلال في زوال الاحتلال، ودعم المجاهدين الذين يتحركون في هذا الاتجاه، وحاولوا أن تعالجوا القضايا الداخلية في خط الاستراتيجية السياسية في القضايا الخارجية، لأن هذه المرحلة سوف تنفتح على نتائج كبيرة على صعيد الوطن والأمة، فلا تسمحوا للسلبيات أن تطغى على الإيجابيات، وكونوا عيوناً تحدّق في المستقبل من خلال كل المسؤوليات في الحاضر، فإن الحركة اليوم هي التي تحدد مواقعنا في الغد، واتقوا الله في مواجهة التحديات بمسؤولية القرار وصلابة الموقف.

ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال في خطبته الأولى:

 

بدء الصوم

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن بيّنات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدّة من أيام أُخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدّة ولتكبّروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}. نحن الآن في آخر جمعة من شعبان، وسنلتقي بشهر رمضان في أول يوم منه في يوم الخميس القادم - إن شاء الله - فبحسب الحسابات الفلكية الدقيقة من حيث التوليد ومن حيث إمكانات الرؤية، حسب قول أهل الخبرة، فإن الهلال يولد بعد منتصف ليل الأربعاء، فلا يمكن رؤيته ليلة الأربعاء قطعاً في أيّ مكان في العالم، ولذلك لا بد أن يكون أول شهر رمضان يوم الخميس، على رأينا الذي يعتمد على الجانب العلمي الدقيق، ولا يؤكد على الرؤية.

شهر أمتي

وعندما نريد أن نستقبل شهر رمضان، فإنّ علينا أن نستقبله بإعداد فكري وروحي وأخلاقي وتقوائي، لأن الله تعالى فضّل هذا الشهر على بقية الشهور، وقد جاء في الحديث عن الإمام جعفر الصادق (ع)، أن الله تعالى "خصّ أمة محمد بهذا الشهر"، وأن الله عندما كتب الصيام على الأمم السابقة، لم يكتبه في شهر رمضان، وقد ورد عن رسول الله (ص) أنه "شهر أمتي"، بحيث اختصّنا الله تعالى بهذا الشهر دون سائر الأمم، وقد جاء ذلك في دعاء الإمام زين العابدين (ع) الذي قال: "الحمد لله الذي جعل من تلك السبل - التي تقود إلى الله - شهر رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام، الذي أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، فأبان فضيلته على سائر الشهور، بما جعل له من الحرمات الموفورة، والفضائل المشهورة، فحرّم فيه ما أحلّ في غيره إعظاماً، وحجر فيه المطاعم والمشارب إكراماً".

شهر مبارك

وقد ورد أن لله في كل ليلة من ليالي شهر رمضان عتقاء من النار، وأن الله قد أفاض على الناس رحمته في هذا الشهر المبارك، ولذلك لا بدّ من أن يكون دخولنا في هذا الشهر متميزاً عن دخولنا في الشهور الأخرى، وإن كان لا بدّ للإنسان من أن يشعر دائماً بمسؤولية الزمن، لأن الزمن هو عمرنا، ولا بدّ للإنسان من أن يحمل مسؤولية عمره ويملأه بطاعة الله، وبما يقرّبه إلى الله، بحيث إذا دخل في يوم جديد أو ليلة جديدة أو شهر جديد، فكر كيف يقضى يومه او ليلته أو شهره في طاعة الله، وكيف تكون سنته - ونحن نحتفل عادة اتباعاً للآخرين بأول السنة - في طاعة الله.

موسم الرحمة

ونلاحظ في دعاء الإمام زين العابدين (ع) "في الصباح والمساء"، يقول: "اللهم، وهذا يوم حادث جديد، وهو علينا شاهد عتيد، إن أحسنّا ودّعنا بحمد، وإن أسأنا فارقنا بذمّ، اللهم فارزقنا حسن مصاحبته، واعصمنا من سوء مفارقته بارتكاب جريرة أو اقتراف صغيرة أو كبيرة"، بحيث يفكر الإنسان كيف يملأ أيامه ولياليه بالمسؤوليات التي حمّله الله إياها، وكيف يمكن أن يشعر أن الله يرضى عنه بذلك، فالمسألة تسري في كل مواقع الزمن، لكن هناك زمناً مميزاً، وهو أوقات المواسم، فكما أن الناس عادة تهتم بالمواسم الزراعية أو الاجتماعية حتى تحصل على الربح الوفير، فإن هناك أيضاً موسم رحمة الله ومغفرته، وهو شهر رمضان، لذلك يحتاج الإنسان إلى أن يستعدّ له قبل دخوله.

طهارة العقل والقلب

إن الاستعداد لشهر رمضان لا بدّ أن يكون في داخل نفسك، فتطرد من عقلك كل فكر باطل وثقافة باطلة، ليكون فكرك فكر الحق، والتزاماتك الثقافية التزامات الحق، وتطرد من قلبك كل ما لا يحبه الله من حركة القلب في نبضاته، فتبتعد عن الحقد على المؤمنين وعن المحبة للكافرين وللمستكبرين، أن يكون قلبك منفتحاً في نبضاته على ما يحبه الله من العاطفة، وأن تطهر جسدك من الذنوب، وتطهر عينيك مما حرّم الله النظر إليه، وتطهر أذنيك مما حرّم الله الاستماع إليه، وتطهر لسانك مما حرّم الله النطق به، وتطهر يديك مما حرّم الله أن تحمل بهما أو تستعملهما لأكلك أو شربك، وتطهر بطنك من أن يدخل فيه حرام، وتطهر رجليك من أن تسيرا في مشروع حرام، وتطهر فرجك من كل شهوة حرام، بهذا يكون رمضان شهر الطهور.

الدعوة لله والإخلاص له

كيف يصف الإمام زين العابدين شهر رمضان؟ يقول (ع): "شهر رمضان شهر الصيام - من خلال قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} - وشهر الإسلام - هو الشهر الذي يعيش الإنسان فيه الإسلام في عقله وقلبه وحركته وعلاقاته وتأييده ورفضه، بحيث يكون كل كيانك إسلاماً، فتتحمّل في هذا الشهر مسؤولية نشر الإسلام، لأن الله أراد لك أن تكون الإنسان الذي يدعو إلى الإسلام بحجم ثقافتك ومعرفتك، وأن تعيش الاهتمام بكل قضايا الإسلام والمسلمين، وتقف ضد كل من يحاربهم - وشهر الطهور - الشهر الذي تتطهر فيه من الذنوب والأخلاق السيئة، ومن العواطف السلبية والنيّات الخبيثة، ومن معاصي الله في كل ما أراد الله لك أن تطيعه فيه ولا تعصيه - وشهر التمحيص - وهو التخليص، بأن تحاسب نفسك في نقاطها السلبية والإيجابية، لأن كل واحد منا له نقاط سلب ونقاط إيجاب، فكما أن الإنسان يعاني في بعض الحالات من فقر الدم، فإن هناك من يعاني من فقر التقوى وفقر الإيمان، لذلك علينا أن نمحّص أنفسنا من كل الأدران التي زحفت إليها من خلال علاقاتنا وقراءاتنا ومشاهداتنا وما إلى ذلك، بحيث يخرج الإنسان من شهر رمضان خالصاً مخلصاً لله تعالى - وشهر القيام"، الذي يزداد فيه وقوف الإنسان بين يدي الله في ليله ونهاره، ليحسّ الإنسان في قيامه بحضور الله في عقله وقلبه وحياته، حتى كأنه يرى الله.

التحرر من الشيطان

وقد تحدث الإمام زين العابدين (ع) أيضاً عن صفات هذا الشهر في دعائه، فقال: "اللهم هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، وهذا شهر الصيام وهذا شهر الإنابة - وهي الرجوع إلى الله، لأن كل واحد منا في هذه الدنيا يشرّق ويغرّب، فيذهب في رحلة سياسية واجتماعية واقتصادية مع الشياطين، وفي هذا الشهر يدعونا الله للعودة إليه، وهو قريب كما وصف نفسه تعالى {أجيب دعوة الداع إذا دعانِ}، فلنرجع إلى الله، ولندرك أن هؤلاء الذين نتبعهم من شياطين الإنس والجن لا يملكون لأنفسهم ولا لنا ضراً ولا نفعاً، لذلك، قبل أن يأتي شهر رمضان، اجلس بين يدي ربك وقل له: يا رب لقد ابتعدت عنك كثيراً، وسرت في طريق الغواية كثيراً، وها أنا راجع إليك، وسيتقبّلك الله تعالى، وهو الذي يعفو عن عباده - وهذا شهر التوبة - تب إلى الله، فإنه تعالى يحب التوابين والمتطهرين - وهذا شهر المغفرة والرحمة، وهذا شهر العتق من النار والفوز بالجنة"..

حديث النبي(ص)

وفي نهاية المطاف، نلتقي برسول الله (ص) في مثل هذه الجمعة - وهي آخر جمعة من شهر شعبان - وهو يتحدث عن شهر رمضان، فيقول (ص): "أيها الناس، قد أقبل إليكم شهر رمضان بالبركة والرحمة والمغفرة، شهره أبرك الشهور - أكثر الشهور بَرَكة - وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، وقد دُعيتم فيه إلى ضيافة الله - وأية ضيافة أكرم وأعظم من هذه الضيافة - وجُعلتم فيه من أهل كرامته، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقيّ من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم".

علينا أن نعدّ أنفسنا إعداداً تحت رعاية الله وفي خطه وسنّة رسوله (ص)، وفي منهج الأئمة من اهل البيت (ع)، "حتى ألقاك يوم القيامة عني راضياً، وعن ذنوبي غاضياً، قد أوجبت لي منك الرحمة والغفران، وأنزلتني دار القرار ومحل الأبرار".

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله، فإن خير الزاد التقوى، ولتكن التقوى في عقولكم لتحمل تقوى الحق، وفي قلوبكم لتحمل تقوى المحبة والرحمة، وفي أجسادكم لتحمل تقوى الطاعة، وفي مواقفكم لتحمل تقوى الاستقامة في الخط المستقيم، وفي كل علاقاتكم، فإن لكل شيء تقواه، فللعبادة تقواها، وللسياسة تقواها، وللاجتماع تقواه، وللعلاقات تقواها، وللمواقف تقواها.. إن الله تعالى أعدّ الجنّة للمتقين، فعلينا أن نعرف كيف نربي أنفسنا على التقوى، وكيف نتحرك في حياتنا على أساس أن لا نقدم رجِلاً ولا نؤخر أخرى حتى نعلم أن لله في ذلك رضى.. وإذا كنا نستقبل شهر رمضان، فعلينا أن نستقبله بأن نؤكد مواقفنا مع المسلمين والمستضعفين والمظلومين والمقهورين في كل مواقع حياتهم، وهذا ما نريد أن نفيض فيه، فماذا هناك؟

ابتزاز صهيوني للسلطة الفلسطينية

لا تزال فلسطين تتحرك في دوّامة الفساد السياسي، المتمثل بالتنازلات السياسية التي تقدّمها سلطة الحكم الذاتي للعدوّ، ما يشجع إسرائيل على التلاعب بالقضية الفلسطينية، وإدخالها في المتاهات الصحراوية، تحت عنوان "تنفيذ الاتفاقات"، بما لا يؤدي إلى أيّ نتيجة كبيرة..

وإلى جانب ذلك، نجد الفساد الإداري في الداخل مستشرٍ، لاجتذاب الناس إلى جانب السلطة، على حساب القضايا الحيوية، فيمنح المؤيدين ما يريدون، ويقمع الرافضين بالقوة، ما يجعل المسألة تنتقل من فساد الثورة إلى فساد السلطة.. وهكذا يستفيد العدو من ذلك كله، فيعلن أن اللاجئين لن يعودوا إلى ديارهم في ما يُسمى "إسرائيل"، بل يمكن أن يُمنحوا بعض العودة إلى منطقة الحكم الذاتي، التي تشهد كثافة سكانية حادّة، تصل إلى حدّ الاختناق، ما يضيف إلى الكثافة السكانية كثافة أخرى..

أما قضية القدس، فإنّها تتحرك باتجاه إعطاء السلطة الفلسطينية ثلاث قرى في ضواحي القدس لتُعلن كعاصمة للفلسطينيين، وتبقى كل القدس "عاصمة أبدية موحَّدة لإسرائيل"، على أن يوقّع الفلسطينيون على عدم المطالبة بأيّ حق في الأراضي المغتصبة خارج ما يسمى "بالكيان الفلسطيني"، ما ينزع بذلك من يد الأجيال القادمة كل المبررات الشرعية لاستعادة الأرض عند توفر الظروف الملائمة..

انتفاضة لتقرير المصير

إننا نؤكد أن السلطة الفلسطينية التي تحركت - ولا تزال - في مواقع التنازلات عن الأرض والمستقبل، لا تملك حق التوقيع عن الشعب الفلسطيني في إلغاء شرعية حقوقه في أرضه ووطنه. ولذلك، فإننا ندعو الشعب الفلسطيني إلى انتفاضة سياسية ضد الفساد السياسي، إلى جانب انتفاضة ضد الفساد الإداري، من أجل الإعداد لإنتاج الانتفاضة العسكرية والشعبية من جديد ضد الاحتلال، كما ندعو إلى أن يرتفع الصوت عالياً ضد التوطين في البلاد العربية أو في المهاجر الغربية، من أجل تأكيد حق العودة، وعلى وزراء الإعلام المؤتمرين في "منظمة المؤتمر الإسلامي" المنعقدة في طهران، أن يقرروا الحقّ الفلسطيني من خلال الشرعية الإسلامية، في نطاق الخطة الرافضة للاحتلال من حيث المبدأ، لأن ذلك هو الموقف الشرعي الذي يفرضه الإسلام في شريعته، ما يجب على المؤتمرين الخضوع له، والتخطيط لتأكيده في الواقع..

إسرائيل وانتهاك حقوق الإنسان

إلى جانب ذلك، تستمر الاعتداءات الصهيونية على الجنوب والبقاع الغربي، بحيث تمعن "إٍسرائيل" في انتهاك حقوق الإنسان لأهلنا الصامدين في المناطق المحتلة، وتمارس الأعمال الوحشية بأساليب متنوعة، وفي مقدمتها حصار بلدة "عيثا الشعب"، واعتقال عدد من أبنائها ولا سيما من النساء، ما يجعل البلدة تعاني من ذلك كله، ولم نسمع أيّ احتجاج من أمريكا التي تتحدث دائماً عن حقوق الإنسان ضد هذه الممارسات، في حين أنها تتخذ هذا الشعار سيفاً مسلطاً على رقاب الشعوب والدول الرافضة لسياستها، واتهامها بالإرهاب، وفي مقدمتها إيران.

العدوّ يعيش الخوف

ويبقى التهويل السياسي الذي يتحدث العدو بأسلوبه عن الانسحاب من لبنان، وفقاً للنظرية الأمنية الجديدة القائمة على "استهداف البنى التحتية اللبنانية عند أيّ تهديد لمستوطناته بعد الانسحاب".. إن العدو يحاول من خلال هذه التهاويل أن ينتزع موقفاً لبنانياً مسبقاً، مفاده أن منطقة الحدود مع فلسطين المحتلة سوف تكون في منتهى الهدوء بُعيد انسحابه، ليضمن النتائج السياسية لهذا الانسحاب الذي يريده طوقاً ضد سوريا، وأسلوباً من أساليب عزلها، واستفراداً للبنان، مع أننا نعلم أن العدوّ يعيش حالة من الخوف في أوساطه الشعبية والرسمية إزاء أية نتائج قد تترتب على انسحابه غير المشروط وغير المضمون ضمن اتفاق مع سوريا، وهو من أجل ذلك، يريد للخط الدبلوماسي أن يبقى على حرارته، لا سيما في الاتصالات الغربية والأوروبية مع لبنان وسوريا.

لبنان: صمود سياسي ومقاومة متحدية

إن على لبنان أن لا يرضخ للابتزاز الصهيوني، فيبقى في دائرة المواجهة خلف صموده السياسي، ومقاومته المتحدية، وإصراره على رفض منح العدو أيّ امتياز بعد الانسحاب، في ما يتعلق بضمان أمنه أو الاعتراف بشرعيته، لأن علينا أن لا نعطيه بالسلم ما لم يستطع أخذه بالحرب.. وعلى المقاومة أن لا تخضع لأيّ من هذه التهاويل السياسية ولأية ضغوط من أية جهة كانت، بل تعمل على تأكيد انتصارها في انسحاب العدو من دون شروط، والسير في استراتيجيتها الجهادية، وهذا ما تؤكده من خلال تواصل عملياتها الجهادية ضد العدوّ..

بعيداً عن الإثارات المذهبية والطائفية

وفي ضوء ذلك كله، لا بدّ للشعب اللبناني من محاصرة الملهاة السياسية التي يُراد له أن يدخل فيها، من خلال التجاذبات السياسية الداخلية التي تتحرك فيها أساليب لعبة المعارضة والموالاة، التي قد تُشغل الوطن عن الاستحقاقات الكبيرة في مواجهة قضية الانسحاب ونتائجها السياسية والأمنية، وتدفعه إلى المزيد من الإثارات الطائفية والمذهبية التي برزت الآن، كما في الحديث عن الانتخابات من خلال الخوف على موقع هذه الطائفة في هذه الدائرة أو تلك، لتحريك الحساسيات الطائفية لمصلحة شخص هنا وفريق هناك..

لنعِ قضايانا الكبرى

أيها اللبنانيون: لا تستغرقوا في اللعبة السياسية الداخلية بالطريقة التي تبتعدون فيها عن وعي القضية الكبرى لتأكيد الاستقلال في زوال الاحتلال، ودعم المجاهدين الذين يتحركون في هذا الاتجاه، وحاولوا أن تعالجوا القضايا الداخلية في خط الاستراتيجية السياسية في القضايا الخارجية، لأن هذه المرحلة سوف تنفتح على نتائج كبيرة على صعيد الوطن والأمة، فلا تسمحوا للسلبيات أن تطغى على الإيجابيات، وكونوا عيوناً تحدّق في المستقبل من خلال كل المسؤوليات في الحاضر، فإن الحركة اليوم هي التي تحدد مواقعنا في الغد، واتقوا الله في مواجهة التحديات بمسؤولية القرار وصلابة الموقف.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية