{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}[1].
شمولية دور المسجد
إنَّ الخصائص الأولى الَّتي ذكرها الله لهذا البيت ـ الكعبة، توحي بمعنى الشمول في ما يريده الله لبيته هذا، كما يوحي به لبقية بيوته، فقد وضعه الله للنَّاس ولـم يجعله لفئةٍ دون فئة، لأنَّه وُضع لعبادة الله التي لا يختص بها أحد، فلا معنى لاختصاصه بأحد معيّن. وقد نستوحي منه أن لا تشيَّد المساجد لتكون لعائلة معيَّنة أو لجماعة معيَّنة، بحيث تمنع منها بقيّة العائلات أو الجماعات، لأنَّ المسجد لـم يوضع ليتحدّد، بل ليكون شاملاً لكلّ النَّاس تبعاً لشموليَّة دوره في أن يكون محلاً لعبادة الله ربّ العالمين.
وقد جعله {مُبَارَكًا}، والبركة هي الخير الكثير الذي تمتد منه المنافع والمصالح للنّاس، ما يعني أنَّ دور المسجد لا يتحدّد بالعبادة، بل يتسع لكلّ منافع النَّاس، سواء كانت علميّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة أو اقتصاديّة أو غير ذلك من الأمور المتصلة بحياة النَّاس العامّة. وفي ضوء ذلك، كان الدور الإسلامي للمسجد هو أن يكون الملتقى الروحي للنّاس، فيعبدون الله فيه، ويتعلّمون العلوم النافعة لهم في دينهم ودنياهم، ويجتمعون للتداول في أمورهم الداخلية والخارجية، فكانت تنطلق من منابره التوجيهات والتخطيطات المتعلّقة بتنظيم حياتهم، كما تنطلق منها صيحات الجهاد. وسارت حياة المسلمين في مساجدهم على هذا الخطّ، فكانت تجسيداً للمفهوم الإسلامي للعبادة التي تنفتح على الله سبحانه، لينفتح النَّاس من خلال ذلك على الحياة من مواقعها المضيئة المتحرّكة في سبيل الخير.
وجاءت عصور التخلّف التي جمّدت عقول المسلمين وأفكارهم، فتجمّد كلّ شيء حولهم، ونالت المساجد حصّة من هذا التجميد، فإذا بهم، حكاماً وشعوباً، ينكرون على العالمين والمصلحين أن يتحدّثوا في المساجد بغير الشؤون الدينية الخاصة التي تتحدّث عن الجنّة والنّار والعبادات والأخلاقيات التجريدية... فإذا انطلقوا بالحديث عما أمر الله به، من مقاومة الظلم والانحراف في شؤون الحكم والسياسة والاجتماع والاقتصاد، اتهموهم بأنَّهم يستغلون بيوت الله لغير الأغراض التي وضعها، تماماً كما هي المعابد لدى اليهود والنصارى كما يزعمون؛ وأثاروا الثائرة عليهم، بأنَّهم يعملون على إدخال السياسة للمسجد وتسييس الدين، زعماً منهم بأنَّ الدين لا يلتقي بالسياسة، رغم أنَّ الله سبحانه يصرّح في أكثر من آية، بأنَّ الله أنزل كتبه وأرسل رسله من أجل أن يقوم النَّاس بالقسط.
الحج: مؤتمر إسلامي عالمي
وقد نستوحي من كلمة {مُبَارَكًا}، المعنى الممتد في حياة النَّاس الذين يقصدون هذا البيت من سائر أنحاء العالـم، ليجتمعوا حوله على أساس كلمة التوحيد التي توحّدهم، والرسالة التي تجمعهم، والقضايا الحيوية التي تتحرّك في واقعهم الخاص والعام، ولا سيّما القضايا المتصلة بالمصير السياسي والثقافي والاقتصادي والأمني والاجتماعي أمام التحدّيات الكبرى التي يواجهونها من قِبل الكفر والاستكبار العالميين، ليتعارفوا فيما بينهم، وليتبادلوا المعلومات، وليستلهموا التجارب، وليخطّطوا للوحدة في الموقف من حيث إحساسهم بوحدة أمتهم في خطِّها العقيدي والعملي، وفي مصيرها الواحد، وليتحاوروا في ما اختلفوا فيه من تفاصيل العقيدة والشريعة والمنهج، والأمور المتصلة بالواقع السياسي والأمني والاقتصادي في علاقاتهم ببعضهم البعض وبالآخرين، وليحرّكوا أوضاعهم الاقتصادية على أساس خطّة سليمة تحقّق لهم الإنتاج مما يحتاجونه في حياتهم العامّة، بحيث يصلون إلى مستوى الاكتفاء الذاتي، ليكونوا في موقع الاستقلال في إدارة أمورهم، وهكذا يتحوّل الحج إلى مؤتمر إسلامي عالمي يحقّق البركة للإسلام في فكره وحركته، وللمسلمين في وجودهم وامتدادهم وأوضاعهم العامّة والخاصّة.
ولكنَّ الأوضاع المعقّدة التي طرأت على الواقع الإسلامي السياسي، جعلت مواقع المسلمين تحت سيطرة الكافرين المستكبرين، وجمّدت كلّ حيوية مفاهيمهم في دينهم وحركتهم، فأصبحت مجرّد صور جامدة في الفكر، وطقوسٍ ميتة في الواقع، وأبعدت الحج عن امتداده الحضاري الحركي في حياة المسلمين، فلا فرصة لأي اجتماع عام للبحث في القضايا الحيوية المصيرية المتصلة بحياة النَّاس، وللتخطيط للمستقبل في اتجاه حلّ مشاكل الحاضر بالطريقة الحكيمة، وذلك تحت شعار أنَّ الحج عبادة لا سياسة، تماماً كما لو كان معنى السياسة معنى بعيداً عن معنى العبادة التي أراد الله لها في الصلاة أن تنهى عن الفحشاء والمنكر، بالمعنى العام للكلمتين الذي يتسع لكلّ مواقع الانحراف في حياة الإنسان، وفي الصوم الذي أراده الله أن يكون سبيلاً من سُبُل تحقيق التَّقوى الروحيّة والأخلاقيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والأمنيّة والاقتصاديّة، وفي الحج الذي أراده الله للنّاس ليشهدوا منافع لهم في كلّ الأمور التي تتصل بالنفع العام لحياتهم المنفتحة على كلّ خيرٍ وكلّ جديد، ولا يتحقّق ذلك إلا بالسياسة المنفتحة على أمور النَّاس بالحقّ.
رسالة المسجد: الوعي والحركية
وقد جعله الله {هُدًى لِّلْعَالَمِينَ}، من خلال ما يهدي إليه من سعادة الدُّنيا والآخرة، ما يوحي بأنَّ مهمّة المساجد للقائمين عليها هي هداية النَّاس بالممارسة من خلال عبادة الله فيها، وبالتوجيه من خلال توجيه النَّاس وتعليمهم وتثقيفهم بأمور دينهم في كلِّ ما يتصل بحياتهم، لينطلق المسلمون من المساجد إلى حياتهم من خلال الانفتاح على كلّ المعاني الكبيرة التي يستهدفها الإسلام للحياة، وليحمل كلّ واحد منهم المعرفة الشاملة لشريعة الله في كلّ أحكامها المتصلة بالحياة الخاصّة والعامّة، لتكون الشريعة ومفاهيم الإسلام المنبثقة عنها في كلّ فكرٍ وعلى كلّ لسان، فلا تبقى محتكرةً على فئة معينة من النَّاس، لنستطيع من خلال ذلك أن نجعل من كلّ مسلم إنساناً واعياً متحرّكاً يعمل في حياته الخاصّة لإسلامه من موقع الوعي، ويدعو إليه بطريقة واعية من قاعدة الحركة. وفي ضوء ذلك، نستطيع أن نؤكّد أنَّ القائمين على شؤون المساجد، الذين يقتصرون فيها على إقامة الجماعة، ولا يقومون بمهمة التوجيه والهداية، ويحولونها إلى منطقة نفوذ يتوارثها الأبناء عن الآباء، هم من المنحرفين عن رسالة المسجد التي هي الهدى للنَّاس بحسب ما يتسع له المسجد من ذلك، فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً.
الكعبة أرض سلام
{وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}، وهذا واردٌ في مقام التشريع لا الإخبار، فإنَّ الواقع غير هذا في كثير من حوادث التاريخ التي استبيحت فيها حرمة البيت، فقتل فيه ناس كثيرون من قِبَل الطغاة والظالمين، تمرّداً على الأمر الإلهي الذي اعتبره واحة سلام، فلا يجوز لأحد أن يعتدي فيه على أحد، حتّى لو كان غريماً له في قتل أو مال أو عرض أو غير ذلك، بل عليه ينتظر حتّى يخرج. وقد ورد في بعض الأحاديث عن أئمة أهل البيت(ع) أنَّه يمنع من السوق، ولا يُباع، ولا يُطعم، ولا يُسقى، ولا يُكلم حتّى يخرج فيما إذا أحدث جريمة في غير الحرم ثُمَّ فرّ إلى الحرم، أمّا إذا أحدث جريمة في الحرم أخذ فيه، لأنَّه اعتدى على حرمة الحرم فلا يبقى له حرمة فيه[2].
وقد نستوحي من هذا الحكم الشرعي في حرمة هذه المنطقة المسمّاة بالحرام، التي كانت الكعبة البيت الحرام أساساً لحرمتها، أنَّ الله سبحانه أراد أن يجعل موقعاً من الأرض منطقة سلام يتخفف النَّاس فيها من أحقادهم وعداواتهم، ويعيشون في داخلها أعلى درجات الصبر في السيطرة على نوازع النفس الممتلئة بالحقد والعداوة والبغضاء، بحيثُ إنَّ الإنسان يرى قاتل أبيه أو ولده، فيُقابله وجهاً لوجه فلا يعرض له، بالرغم من ضغط التقاليد العشائرية الجاهلية القائمة على الأخذ بالثأر، احتراماً لله في بيته المحرّم، فلا يسيء إليه، ولا ينقص من حرمته، مهما كانت الحالة النفسية ضاغطة عليه، ما يجعل الإنسان يعيش تجربةً روحية فريدة تمنحه الفرصة للتأمّل في النتائج السلبية المترتبة على الثأر، أو في طبيعة المسألة في خلفياتها وامتداداتها، ليتعرف وجه الصواب والخطأ في انطباعاته التي كوّنها تجاه الموضوع، فقد تكون النتيجة أن يتحوّل هذا السَّلام النفسي ـ ولو في هذه المنطقة ـ إلى حالة سلام في الواقع عندما يكتشف هذا الإنسان أنَّ العفو أقرب للتَّقوى، وأنَّ الصبر خيرٌ للصابرين، وأنَّ حلّ المشكلة بالوسائل السلمية هو الأفضل في مواجهة سلبيات الواقع.
وربَّما يحتاج الإنسان إلى أن يدخل في منطقة سلام في المواقع الحارّة من الصراع بموجب المعاهدات والمواثيق بين النَّاس، ليعيش النَّاس فيها بعضاً من الهدوء النفسي والسَّلام العملي، ليكون ذلك بمثابة المنطقة التي يستريح فيها أبناء الخير، من أجل تجديد الروح المندفعة نحو الخير في الدرب الطويل.
شروط الحج
{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}. لقد تحدّثت الأحاديث عن تحديد الاستطاعة بالتمكن من الزاد والراحلة في ضمن شروط شرعية معينة مذكورة في كتب الفقه، وبالقدرة البدنية على ذلك مما هو محدّد في محلّه.
ولا بأس بالحديث عن عدّة نقاط حول الموضوع:
الأولى: وردت عدّة أحاديث مأثورة عن أهل البيت(ع) في عدم جواز تعطيل الكعبة عن الحج، فقد جاء عن الإمام جعفر الصادق(ع) قال: كان علي يقول لولده: "الله الله في بيت ربّكم، لا تخلوه ما بقيتم، فإنَّه إن ترك لـم تُناظروا"[8]. وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ـ جعفر الصادق(ع) ـ يقول: "أمّا إنَّ النَّاس لو تركوا حج هذا البيت لنـزل بهم العذاب وما نوظروا"[3].
وجاء عن الإمام الصادق في رواية عبد الله بن سنان قال: "لو عطل النَّاس الحج لوجب على الإمام أن يجبرهم على الحج إن شاءوا وإن أبوا، لأنَّ هذا البيت إنَّما وضع للحج"[4].
الثانية: يجب الحج مع الاستطاعة على الفور، فيحرم تأخيره وتركه، فقد جاء في رواية معاوية بن عمّار عن الإمام جعفر الصادق(ع) أنَّه قال: "قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}. قال: هذا لمن كان عنده مال وصحة، فإن سوّفه للتجارة فلا يسعه ذلك، وإن مات على ذلك، فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام إذا ترك الحج وهو يجد ما يحجّ به"[5].
الثالثة: لا بُدَّ في تحقّق الاستطاعة الموجبة للحجّ من القدرة عليه مالياً وبدنياً مع حرية الوصول إلى المناسك، فقد جاء عن الإمام جعفر الصادق(ع) ـ في ما رواه عنه محمَّد بن يحيى الخثعمي ـ قال: "سأل حفص الكناسي أبا عبد الله جعفر الصادق(ع) وأنا عنده عن قوله الله عزَّ وجلّ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} ما يعني بذلك؟ قال: من كان صحيحاً في بدنه، مخلّى في سربه، له زاد وراحلة، فهو ممن يستطيع الحج. أو قال: مَنْ كان له مال، فقال له حفص الكناسي: فإذا كان صحيحاً في بدنه، مخلّى في سِربه، له زاد وراحلة فلم يحج، فهو ممن يستطيع الحج؟ قال: نعم"[6].
وقد اشترط في استكمال شروطه أن يكون له ـ إضافةً إلى ذلك ـ مال يقوت عياله حتّى يرجع إليهم، من خلال مسؤوليته في الإنفاق عليهم. فقد روي عن أبي الربيع الشامي قال: "سُئِلَ أبو عبد الله ـ جعفر الصادق(ع) ـ عن قول الله عزَّ وجلّ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، فقال: ما يقول النَّاس؟ قال: فقلت له: الزاد والراحلة، فقال أبو عبد الله: قد سُئِلَ أبو جعفر ـ محمَّد الباقر(ع) ـ عن هذا فقال: هلك النَّاس إذاً لئن كان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت عياله ويستغني به عن النَّاس، ينطلق إليهم فيسلبهم إياه لقد هلكوا إذاً، فقيل له: فما السبيل؟ قال: فقال: السعة في المال إذا كان يحجّ ببعض ويبقي بعضاً لقوت عياله، أليس قد فرض الله الزكاة، فلم يجعلها إلا على من يملك مائتي درهم؟!"[7].
وإذا استدان الإنسان مالاً ـ وكان قادراً على الوفاء به في موعده ـ وحجّ البيت، كان حجّه حجّ الإسلام، لتحقّق عنوان الاستطاعة لديه، مع كونه صحيح البدن بمعنى القدرة على أداء المناسك بشكل طبيعي صحي ومخلّى السرب، وخالف في ذلك بعض.
وإذا بذل له أحد مصاريف حجّه كان مستطيعاً.
الرابعة: إنَّ الحجّ واجبٌ على النَّاس كلّهم من دون تخصيص بجماعة دون جماعة، فوزانه ـ في ذلك مع استجماع الشروط ـ وزان العبادات جميعاً.
تارك الحج كافر!؟
{وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، الظاهر أنَّ المراد به من لـم يحجّ كما وردت به بعض الأحاديث، وقد تكرّر فيها ذلك كما في الحديث عن الصادق(ع): "من مات ولـم يحجّ حجّ الإسلام ولـم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق فيه الحجّ، أو سلطان يمنعه، فليمت يهودياً أو نصرانياً"[8]. وهذا أسلوب قرآني شائع في القرآن، للإيحاء بأنَّ قضية الإيمان والكفر ليست قضية فكرية فحسب، بل هي قضية عملية تتصل بالموقف العملي للإنسان، فقد يكون الإنسان مؤمناً في العقيدة، ولكنَّه كافر في العمل إذا كان لا يقوم بما فرضه الله عليه من الالتزام بفعل الواجبات وترك المحرّمات. وقد تحدّث الله عن غناه عن العالمين، للإيحاء بأنَّ الطاعة لا تزيد في ملكه شيئاً، لأنَّ الله هو الذي خلق العبد ومكّنه من الطاعة، فهو الغني عن وجوده، كما هو الغني عن طاعته، فهي مصلحة للإنسان من خلال نتائجها الإيجابية عليه في حياته. كما أنَّ هناك بعض الإيحاء من الناحية التغييرية بالسخط الإلهي لهؤلاء الذين يتركون الحجّ فيكفرون بالله كفراً عملياً.
*المصدر : كتاب "تفسير من وحي القرآن".
[1] آل عمران: 96، 97.
[2] البحار، م:35، ج:96، باب:7، ص:297، رواية:15.
[3] البحار، م:35، ج:96، ص:261، باب:2، رواية:69.
[4] (م.س)، م:35، ج:96، باب:2، ص:260، رواية:65.
[5] (م.ن)، م:35، ج:96، باب:13، ص:319ـ320، رواية:15.
[6] الكافي، ج:4، ص:267، رواية:2.
[7] الكافي، ج:4، ص:267، رواية:3.
[8] التهذيب، ج:5، باب:1، ص:17