محاضرات
22/07/2024

حديثُ الحسينِ (ع) عن موقفِ النَّاسِ في المواقفِ المصيريَّة

حديثُ الحسينِ (ع) عن موقفِ النَّاسِ في المواقفِ المصيريَّة

من القضايا الَّتي كان الإمام الحسين (ع) يفكِّر فيها، قضيَّة موقف النَّاس من الدّنيا والدّين، فالحسين (ع) يلاحظ الظَّاهرة العامَّة الَّتي كانت تسود المجتمع في مرحلته، وربما في أغلب المجتمعات، وهي أنَّ الدِّين أو المبادئ لدى الغالبيَّة من النَّاس، تمثِّل مجرَّد حالة نفسيَّة، أو فكرة غير متجذِّرة في الإنسان، بحيث إنَّها إذا اصطدمت بالمصلحة وبالشَّهوة، سقطت وتبخَّرت.
الاختبارُ الصَّعب
وقد عبَّر (ع) عن ذلك في كلمته: "النَّاسُ عبيدُ الدُّنيا - يخضعون لها، ويستسلمون لها، ويسقطون أمام شهواتها ولذَّاتها ومطامعها - والدِّينُ لَعِقٌ على ألسنَتِهم – يلعقونه كما يلعق اللّسانُ العسلَ ويلتذُّ به – يحوطونَهُ – يحركونه كما يحرّك الشَّخص لسانه بلعقة العسل - ما درَّتْ معايشُهم - فما دام الدِّين يتماشى مع مصالحهم ومع معاشاتهم، فهم مع الدّين - فإذا مُحِّصُوا بالبلاءِ – بحيث يقف الإنسان أمام الاختيار بين الدِّين والدّنيا، بين أن يعمل في الحرام أو أن يتحمَّل البلاء، فهنا، قد يختار الكثيرون الحرام وتأييد الظَّالم.. فمثلاً، إذا كان الإنسان مفلساً، وجاءته المخابرات، سواء كانت محليَّة أو دوليَّة أو صهيونيَّة، وقالوا له نحن مستعدّون أن نعطيك ما تحتاجه وأكثر، على أن تصبح جاسوساً لنا، هنا يدور أمره بين أن يبقى مفلساً ومحتاجاً، وبين أن يعمل معهم ويلبّي مطامعه وشهواته. فإذا محِّص هؤلاء بالبلاء - قلَّ الدَّيَّانون"، وهم الأشخاص الَّذين يثبتون على الموقف وعلى الدِّين، والّذين هم في موقع القلَّة لا في موقع الكثرة، لأنَّ الكثيرين يسقطون في الاختبارات، ويقعون تحت الغربال، والّذين يبقون فوقه قليلون.
وهذا المعنى الَّذي أكَّده الإمام الحسين (ع) في الظَّاهرة، تمثَّل في الواقع الَّذي عاشه. لماذا ترك النَّاس الإمام (ع) واتَّبعوا يزيد؟ ماذا كان يملك يزيد من عناصر؟ لم يذكر أحدٌ أنَّ يزيد كان يملك علماً، أو يملك قيماً روحيَّة وأخلاقيَّة كبيرة، ولكنَّه كان يملك مالاً، وكان يملك سلطةً، بينما الإمام الحسين (ع) هو سيِّد شباب أهل الجنَّة، بنصِّ رسول الله (ص)، مما يرويه الشِّيعة والسنَّة معاً، وهو الإمام، وهو الَّذي كان رسول الله (ص) يقول فيه: "اللَّهمَّ إنِّي أحبُّهُ، فأحبَّهُ، وأَحِبَّ مَنْ يُحبُّه"، وهو الَّذي يمثِّل أعلى درجات العلم في زمنه، ويمثِّل الإنسانَ الَّذي يتميَّز بالقيمة الرّوحيَّة بكلِّ درجاتها، وهو الإمامُ المعصومُ، فلماذا تُرِكَ؟ لأنَّ الحسين (ع) تقدَّم إلى النَّاس بالرِّسالة، ولم يتقدَّم إليهم بالمال. ونحن نلاحظ، مثلاً، في تاريخ السِّيرة الحسينيَّة، أنَّ مسلم بن عقيل بايعه ثمانية عشر ألف رجل، حتَّى كتب إلى الحسين (ع) يخبره بذلك، وعندما جاء ابن زياد، وأمسك بالسَّوط في يد، وبالمال في يد، انفضَّ النَّاس عن مسلم ولم يبق معه أحد، وكانت كلمة الفرزدق للإمام الحسين (ع)، عندما سأله عن خبر النَّاس في الكوفة، فقال: "قلوبُهم مَعَكَ، وسيوفُهم عليْكَ".
وقد حدَّثنا الله سبحانه وتعالى عن هذه الظَّاهرة: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ - على الحافة، حسب ما نعبِّر - فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ – يعني ما دام في خيرٍ من عبادةِ الله - اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ – إن دخل في التَّجربة الصَّعبة - انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ – كناية عن انقلابه على مبادئه - خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الحجّ: 11]، لأنَّ النَّاس ترتبط بالحسّ، وترتبط بالغريزة، وترتبط بالعاطفة، ولذلك سرعان ما تتغيَّر مواقفها.
وقد بيَّنَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى في سورة العنكبوت، أنَّ الله يبتلي عباده ويختبرهم، فلا يكتفي منهم بإعلانهم الإيمان، بل إنَّه يختبرهم في بعض الأوضاع الَّتي تمثِّل الزّلزال النَّفسيّ، فإذا ثبتوا، تبيَّن صدقهم في إيمانهم، وإذا اهتزّوا، تبيَّنَ عدم صدقهم، قال تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ – لا يُختَبرُون - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ - ابتليناهم واختبرناهم لتظهرَ حقائقهم - فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا – في إيمانِهم - وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت: 2-3]...
سيِّدُ الأحرار
وفي كلمة الإمام الحسين (ع)، قال: "ألا وإنَّ الدَّعيَّ ابنَ الدَّعيِّ، قَدْ ركَزَ بينَ اثنتيْنِ؛ بينَ السِّلَّةِ والذّلَّةِ، وهيهاتَ منَّا الذّلَّة! يأبى اللهُ لنا ذلكَ ورسولُهُ والمؤمنون، وحجورٌ طابَتْ وطهرَتْ، وأنوفٌ حميَّةٌ، ونفوسٌ أبيَّةٌ، من أنْ نؤثرَ طاعةَ اللِّئامِ على مصارعِ الكرامِ"، "لا واللهِ لا أعطيكم بيدي إعطاءَ الذَّليلِ، ولا أقرُّ لكم إقرارَ العبيدِ". فقد وقف بين السلَّة، وهي الموت، وبين الذلَّة، وكان الحسين (ع) سيِّدَ الأحرار.
وهذا الأمر، أيُّها الأحبَّة، نحتاجه في حياتنا، لأنَّنا في أكثر من موقف، سواء في المواقف الشَّخصيَّة في علاقاتنا الخاصَّة، أو في المواقف العامَّة في أوضاعنا العامَّة، نتعرَّض للكثير من التحدّيات الَّتي تتحدَّى مبادئنا، وهذه هي الَّتي تجعلنا كمسلمين، نعيش إرادتنا في رضا الله وفي الجنَّة، والله يقول: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}[الحشر: 20]. لذلك، أغلب السّور في القرآن الكريم، يتحدَّث الله فيها عن الجنَّة والنَّار، حتَّى يعيش الإنسان أجواء الجنَّة في القرآن، ويعرف قيمة الجنَّة، ويكون مستعدّاً لتقديم التَّضحيات للحصول عليها.
وهذا أكثر شيءٍ يواجهُ الشَّباب الَّذين تستيقظ في شبابهم عناصر الشَّهوة، أو الأشخاص الَّذين يتحركون من أجل أن يكون لهم موقع في المجتمع، فتراهم لأجل الحصول على هذا الموقع، يسيرون في خطِّ الشَّيطان، ويقدِّمون التَّنازلات من دينهم لمصلحة معيشتهم، فيفقدون بذلك رضا الله والجنَّة.
لذلك، لا بدَّ للإنسان أن يكون واعياً لنفسه، بحيث عندما يقف بين خيارين، فعليه أن يحسن الاختيار ليحصل على النَّتائج الكبرى، حتَّى لو كانت هذه النَّتائج متأخِّرة بالنِّسبة إليه، لأنَّه صحيح أنَّ بعض النَّاس تحبّ النَّقدَ لا الدَّيْن، ولكنَّ دَيْنَ الله أشدُّ حضوراً من نَقْدِ النَّاس {مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ ٱللَّهِ بَاقٍ}[النَّحل: 96]، {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}[الكهف: 46].
*من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 22/03/ 2002م.
من القضايا الَّتي كان الإمام الحسين (ع) يفكِّر فيها، قضيَّة موقف النَّاس من الدّنيا والدّين، فالحسين (ع) يلاحظ الظَّاهرة العامَّة الَّتي كانت تسود المجتمع في مرحلته، وربما في أغلب المجتمعات، وهي أنَّ الدِّين أو المبادئ لدى الغالبيَّة من النَّاس، تمثِّل مجرَّد حالة نفسيَّة، أو فكرة غير متجذِّرة في الإنسان، بحيث إنَّها إذا اصطدمت بالمصلحة وبالشَّهوة، سقطت وتبخَّرت.
الاختبارُ الصَّعب
وقد عبَّر (ع) عن ذلك في كلمته: "النَّاسُ عبيدُ الدُّنيا - يخضعون لها، ويستسلمون لها، ويسقطون أمام شهواتها ولذَّاتها ومطامعها - والدِّينُ لَعِقٌ على ألسنَتِهم – يلعقونه كما يلعق اللّسانُ العسلَ ويلتذُّ به – يحوطونَهُ – يحركونه كما يحرّك الشَّخص لسانه بلعقة العسل - ما درَّتْ معايشُهم - فما دام الدِّين يتماشى مع مصالحهم ومع معاشاتهم، فهم مع الدّين - فإذا مُحِّصُوا بالبلاءِ – بحيث يقف الإنسان أمام الاختيار بين الدِّين والدّنيا، بين أن يعمل في الحرام أو أن يتحمَّل البلاء، فهنا، قد يختار الكثيرون الحرام وتأييد الظَّالم.. فمثلاً، إذا كان الإنسان مفلساً، وجاءته المخابرات، سواء كانت محليَّة أو دوليَّة أو صهيونيَّة، وقالوا له نحن مستعدّون أن نعطيك ما تحتاجه وأكثر، على أن تصبح جاسوساً لنا، هنا يدور أمره بين أن يبقى مفلساً ومحتاجاً، وبين أن يعمل معهم ويلبّي مطامعه وشهواته. فإذا محِّص هؤلاء بالبلاء - قلَّ الدَّيَّانون"، وهم الأشخاص الَّذين يثبتون على الموقف وعلى الدِّين، والّذين هم في موقع القلَّة لا في موقع الكثرة، لأنَّ الكثيرين يسقطون في الاختبارات، ويقعون تحت الغربال، والّذين يبقون فوقه قليلون.
وهذا المعنى الَّذي أكَّده الإمام الحسين (ع) في الظَّاهرة، تمثَّل في الواقع الَّذي عاشه. لماذا ترك النَّاس الإمام (ع) واتَّبعوا يزيد؟ ماذا كان يملك يزيد من عناصر؟ لم يذكر أحدٌ أنَّ يزيد كان يملك علماً، أو يملك قيماً روحيَّة وأخلاقيَّة كبيرة، ولكنَّه كان يملك مالاً، وكان يملك سلطةً، بينما الإمام الحسين (ع) هو سيِّد شباب أهل الجنَّة، بنصِّ رسول الله (ص)، مما يرويه الشِّيعة والسنَّة معاً، وهو الإمام، وهو الَّذي كان رسول الله (ص) يقول فيه: "اللَّهمَّ إنِّي أحبُّهُ، فأحبَّهُ، وأَحِبَّ مَنْ يُحبُّه"، وهو الَّذي يمثِّل أعلى درجات العلم في زمنه، ويمثِّل الإنسانَ الَّذي يتميَّز بالقيمة الرّوحيَّة بكلِّ درجاتها، وهو الإمامُ المعصومُ، فلماذا تُرِكَ؟ لأنَّ الحسين (ع) تقدَّم إلى النَّاس بالرِّسالة، ولم يتقدَّم إليهم بالمال. ونحن نلاحظ، مثلاً، في تاريخ السِّيرة الحسينيَّة، أنَّ مسلم بن عقيل بايعه ثمانية عشر ألف رجل، حتَّى كتب إلى الحسين (ع) يخبره بذلك، وعندما جاء ابن زياد، وأمسك بالسَّوط في يد، وبالمال في يد، انفضَّ النَّاس عن مسلم ولم يبق معه أحد، وكانت كلمة الفرزدق للإمام الحسين (ع)، عندما سأله عن خبر النَّاس في الكوفة، فقال: "قلوبُهم مَعَكَ، وسيوفُهم عليْكَ".
وقد حدَّثنا الله سبحانه وتعالى عن هذه الظَّاهرة: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ - على الحافة، حسب ما نعبِّر - فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ – يعني ما دام في خيرٍ من عبادةِ الله - اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ – إن دخل في التَّجربة الصَّعبة - انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ – كناية عن انقلابه على مبادئه - خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الحجّ: 11]، لأنَّ النَّاس ترتبط بالحسّ، وترتبط بالغريزة، وترتبط بالعاطفة، ولذلك سرعان ما تتغيَّر مواقفها.
وقد بيَّنَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى في سورة العنكبوت، أنَّ الله يبتلي عباده ويختبرهم، فلا يكتفي منهم بإعلانهم الإيمان، بل إنَّه يختبرهم في بعض الأوضاع الَّتي تمثِّل الزّلزال النَّفسيّ، فإذا ثبتوا، تبيَّن صدقهم في إيمانهم، وإذا اهتزّوا، تبيَّنَ عدم صدقهم، قال تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ – لا يُختَبرُون - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ - ابتليناهم واختبرناهم لتظهرَ حقائقهم - فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا – في إيمانِهم - وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت: 2-3]...
سيِّدُ الأحرار
وفي كلمة الإمام الحسين (ع)، قال: "ألا وإنَّ الدَّعيَّ ابنَ الدَّعيِّ، قَدْ ركَزَ بينَ اثنتيْنِ؛ بينَ السِّلَّةِ والذّلَّةِ، وهيهاتَ منَّا الذّلَّة! يأبى اللهُ لنا ذلكَ ورسولُهُ والمؤمنون، وحجورٌ طابَتْ وطهرَتْ، وأنوفٌ حميَّةٌ، ونفوسٌ أبيَّةٌ، من أنْ نؤثرَ طاعةَ اللِّئامِ على مصارعِ الكرامِ"، "لا واللهِ لا أعطيكم بيدي إعطاءَ الذَّليلِ، ولا أقرُّ لكم إقرارَ العبيدِ". فقد وقف بين السلَّة، وهي الموت، وبين الذلَّة، وكان الحسين (ع) سيِّدَ الأحرار.
وهذا الأمر، أيُّها الأحبَّة، نحتاجه في حياتنا، لأنَّنا في أكثر من موقف، سواء في المواقف الشَّخصيَّة في علاقاتنا الخاصَّة، أو في المواقف العامَّة في أوضاعنا العامَّة، نتعرَّض للكثير من التحدّيات الَّتي تتحدَّى مبادئنا، وهذه هي الَّتي تجعلنا كمسلمين، نعيش إرادتنا في رضا الله وفي الجنَّة، والله يقول: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}[الحشر: 20]. لذلك، أغلب السّور في القرآن الكريم، يتحدَّث الله فيها عن الجنَّة والنَّار، حتَّى يعيش الإنسان أجواء الجنَّة في القرآن، ويعرف قيمة الجنَّة، ويكون مستعدّاً لتقديم التَّضحيات للحصول عليها.
وهذا أكثر شيءٍ يواجهُ الشَّباب الَّذين تستيقظ في شبابهم عناصر الشَّهوة، أو الأشخاص الَّذين يتحركون من أجل أن يكون لهم موقع في المجتمع، فتراهم لأجل الحصول على هذا الموقع، يسيرون في خطِّ الشَّيطان، ويقدِّمون التَّنازلات من دينهم لمصلحة معيشتهم، فيفقدون بذلك رضا الله والجنَّة.
لذلك، لا بدَّ للإنسان أن يكون واعياً لنفسه، بحيث عندما يقف بين خيارين، فعليه أن يحسن الاختيار ليحصل على النَّتائج الكبرى، حتَّى لو كانت هذه النَّتائج متأخِّرة بالنِّسبة إليه، لأنَّه صحيح أنَّ بعض النَّاس تحبّ النَّقدَ لا الدَّيْن، ولكنَّ دَيْنَ الله أشدُّ حضوراً من نَقْدِ النَّاس {مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ ٱللَّهِ بَاقٍ}[النَّحل: 96]، {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}[الكهف: 46].
*من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 22/03/ 2002م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية