محاضرات
19/07/2024

من دروسِ تجربةِ الإمامِ الحسينِ (ع): مواجهةُ ذهنيَّةِ التَّثبيطِ

من دروسِ تجربةِ الإمامِ الحسينِ (ع): مواجهةُ ذهنيَّةِ التَّثبيطِ

هناك ملاحظة ألاحظها، حتَّى نعطي صورة تاريخيَّة من تجربة الإمام الحسين (ع)، وهذه الصّورة أيضاً منعكسة على واقعنا.
الإمام الحسين (ع) عندما أراد أن يخرج، جاءه كبار الصَّحابة؛ عبدالله بن عبَّاس، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن الزَّبير، وآخرون، وهم يخوِّفونه من مسيرته: اجلس في بيتك، لا تخاطر بنفسك... لم يتحدَّث أحد مع الإمام الحسين (ع) في مسألة لماذا يخرج، كانت كلّ الذهنيَّة الموجودة في أذهان هؤلاء هي الجانب الشَّخصيّ، أمَّا مسألة الأمَّة ويزيد، ومسألة الحكم الجائر، فلم يكن أحد يفكِّر في الموضوع، لم يدخلوا مع الإمام الحسين (ع) في حوارٍ حول القاعدة الَّتي انطلق منها، ولكنَّهم دخلوا في حوار حول مسألة نجاة الذَّات، أمَّا الأمَّة، تنجو أو لا تنجو، فلم يكن ذلك أساس تفكيرهم.
                                            ما علينا إن قضى الشَّعب جميعاً أفلسنا في أمان
هذه هي الفكرة.
والآن، عندما ينطلق المجاهدون والعاملون في أيِّ موقع من المواقع، أيضاً تأتي النَّاس وتحدِّث الإنسان بهذه الذّهنيّة، وأنا عشت هذه التَّجربة، عندما كنت أطلق بعض الأفكار الإسلاميَّة الَّتي أعتقد أنَّها هي الحقّ، أو بعض الأفكار الفقهيَّة الَّتي أعتقد أنَّها الحقّ، كنت أواجه الكثير من النَّاس من أصدقائي، من مختلف المستويات.. ماذا كانوا يقولون لي؟ كانوا يقولون لي نحن معك، ولكن لماذا تتكلَّم بهذا الكلام؟! النَّاس سوف يتكلَّمون عليك، سوف يهاجمونك، انتبه إلى نفسك... أمَّا انتبه إلى الحقِّ والأمَّة، فلم أسمعها.
فعندما تكون عندنا أزمة تخلّف في الذِّهنيَّة العامَّة للمسلمين، عندما نجد هناك أزمة خرافة في أكثر من موقع، وأنَّ هناك الكثير ممّن يعملون على أن يدخلوا الخرافة في أذهاننا وفكرنا، فكيف لا نتكلَّم؟! نحن الآن عندنا أزمة غلوّ، فقد وصل الكثير من النَّاس في تفكيرهم بأهل البيت (ع) أن جعلوهم أقلّ من الله بقليل جدّاً.. نحن نسمع الآن في مجالس عاشوراء، أنَّك إذا عندك حاجة اطلبها من أهل البيت، وليس اطلبها من الله، وأهل البيت (ع) يطلبون حاجاتهم من الله، والله هو الَّذي يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: 60].
لذلك، نحن كنَّا نقول لهم، المسألة ليست محمَّد حسين فضل الله، محمَّد حسين فضل الله مرحلة، كما الَّذين سبقوه، وكما الَّذين سيأتون بعده، نحن لا نعمل لمحمَّد حسين فضل الله، نحن نعمل للإسلام، ونحن مستعدّون أن نضحِّي في سبيل الإسلام.. فلتشتم النَّاسُ، ولتتَّهم، وإذا أرادت أن لا تأتي وتصلّي جماعة... هذه ليست مشكلة، المشكلة هي ما عبّر عنه أمير المؤمنين (ع)، ونحن تراب أقدامه، وهو يشير إلى نعله، عندما قال: "والله لهيَ أحبُّ إليَّ من إمرتِكُم، إلَّا أنْ أقيمَ حقّاً، أو أدفعَ باطلاً".
إنَّ أمَّتنا هذه أرادها الله أن تكون خير أمَّة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[آل عمران: 110]، {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[آل عمران: 104]، عندنا أمَّة أراد الله لها العزَّة {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}[المنافقون: 8]، عندنا أمَّة أراد الله لها الحريَّة والتّقدّم، فلا يجوز أن نترك هذه الأمَّة، بسبب أنَّ كلَّ واحد منَّا له طمعه وله حساباته الخاصَّة.
هذه هذ المسألة. إذا أردتم كربلاء الحسين، فهذه كربلاء الحسين: "خرجْتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمَّة جدّي"، أريد أن أصلح الذِّهنيَّة الَّتي يعيشها النَّاس.
*من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 21/03/2002م.
هناك ملاحظة ألاحظها، حتَّى نعطي صورة تاريخيَّة من تجربة الإمام الحسين (ع)، وهذه الصّورة أيضاً منعكسة على واقعنا.
الإمام الحسين (ع) عندما أراد أن يخرج، جاءه كبار الصَّحابة؛ عبدالله بن عبَّاس، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن الزَّبير، وآخرون، وهم يخوِّفونه من مسيرته: اجلس في بيتك، لا تخاطر بنفسك... لم يتحدَّث أحد مع الإمام الحسين (ع) في مسألة لماذا يخرج، كانت كلّ الذهنيَّة الموجودة في أذهان هؤلاء هي الجانب الشَّخصيّ، أمَّا مسألة الأمَّة ويزيد، ومسألة الحكم الجائر، فلم يكن أحد يفكِّر في الموضوع، لم يدخلوا مع الإمام الحسين (ع) في حوارٍ حول القاعدة الَّتي انطلق منها، ولكنَّهم دخلوا في حوار حول مسألة نجاة الذَّات، أمَّا الأمَّة، تنجو أو لا تنجو، فلم يكن ذلك أساس تفكيرهم.
                                            ما علينا إن قضى الشَّعب جميعاً أفلسنا في أمان
هذه هي الفكرة.
والآن، عندما ينطلق المجاهدون والعاملون في أيِّ موقع من المواقع، أيضاً تأتي النَّاس وتحدِّث الإنسان بهذه الذّهنيّة، وأنا عشت هذه التَّجربة، عندما كنت أطلق بعض الأفكار الإسلاميَّة الَّتي أعتقد أنَّها هي الحقّ، أو بعض الأفكار الفقهيَّة الَّتي أعتقد أنَّها الحقّ، كنت أواجه الكثير من النَّاس من أصدقائي، من مختلف المستويات.. ماذا كانوا يقولون لي؟ كانوا يقولون لي نحن معك، ولكن لماذا تتكلَّم بهذا الكلام؟! النَّاس سوف يتكلَّمون عليك، سوف يهاجمونك، انتبه إلى نفسك... أمَّا انتبه إلى الحقِّ والأمَّة، فلم أسمعها.
فعندما تكون عندنا أزمة تخلّف في الذِّهنيَّة العامَّة للمسلمين، عندما نجد هناك أزمة خرافة في أكثر من موقع، وأنَّ هناك الكثير ممّن يعملون على أن يدخلوا الخرافة في أذهاننا وفكرنا، فكيف لا نتكلَّم؟! نحن الآن عندنا أزمة غلوّ، فقد وصل الكثير من النَّاس في تفكيرهم بأهل البيت (ع) أن جعلوهم أقلّ من الله بقليل جدّاً.. نحن نسمع الآن في مجالس عاشوراء، أنَّك إذا عندك حاجة اطلبها من أهل البيت، وليس اطلبها من الله، وأهل البيت (ع) يطلبون حاجاتهم من الله، والله هو الَّذي يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: 60].
لذلك، نحن كنَّا نقول لهم، المسألة ليست محمَّد حسين فضل الله، محمَّد حسين فضل الله مرحلة، كما الَّذين سبقوه، وكما الَّذين سيأتون بعده، نحن لا نعمل لمحمَّد حسين فضل الله، نحن نعمل للإسلام، ونحن مستعدّون أن نضحِّي في سبيل الإسلام.. فلتشتم النَّاسُ، ولتتَّهم، وإذا أرادت أن لا تأتي وتصلّي جماعة... هذه ليست مشكلة، المشكلة هي ما عبّر عنه أمير المؤمنين (ع)، ونحن تراب أقدامه، وهو يشير إلى نعله، عندما قال: "والله لهيَ أحبُّ إليَّ من إمرتِكُم، إلَّا أنْ أقيمَ حقّاً، أو أدفعَ باطلاً".
إنَّ أمَّتنا هذه أرادها الله أن تكون خير أمَّة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[آل عمران: 110]، {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[آل عمران: 104]، عندنا أمَّة أراد الله لها العزَّة {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}[المنافقون: 8]، عندنا أمَّة أراد الله لها الحريَّة والتّقدّم، فلا يجوز أن نترك هذه الأمَّة، بسبب أنَّ كلَّ واحد منَّا له طمعه وله حساباته الخاصَّة.
هذه هذ المسألة. إذا أردتم كربلاء الحسين، فهذه كربلاء الحسين: "خرجْتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمَّة جدّي"، أريد أن أصلح الذِّهنيَّة الَّتي يعيشها النَّاس.
*من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 21/03/2002م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية