السيّد الإنسان

السيّد الإنسان

بسم الله الرّحمن الرّحيم، والحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله الطّيبين الطّاهرين.

في الواقع، يحتار الإنسان من أين يبدأ في الحديث عن سماحة السيّد(ره)، لأنّ هناك الكثير من الأمور تحتاج إلى أن يلقي الإنسان عليها الضّوء، للإشارة إلى الميزات العديدة التي كان يمتاز بها سماحته، سواء على المستوى العلميّ أو الإنسانيّ أو الاجتماعيّ، أو على المستوى العلاقات مع النّاس.

وأعتقد أنّ إحدى أهمّ الميزات التي كان يمتاز بها سماحة السيّد، هي حسّه الإنسانيّ، أو إذا صحّ التعبير، المنسوب الإنسانيّ المرتفع عنده؛ كان ينظر إلى الآخرين على أنهم يمتلكون صفة الإنسانيّة، وكانت هذه سبباً لمحبة الناس له.

لم يكن سماحته يقف أمام الفوارق الدّينيّة أو المذهبيّة أو الطائفيّة.. ولا حتى غير الملتزمين دينيّاً، كان ينفتح على كلّ الناس، كلّ الفئات، كلّ الأفراد، كلّ المشارب والمذاهب، سواء في دائرة الإسلام أو خارج دائرة الإسلام...

ميزة سماحة السيّد هي هذا الحسّ الإنساني كما قلت، وانفتاحه على الآخرين، ولم يكن لديه أيّ عقدة في التّواصل مع الآخر، مهما يكن هذا الآخر، ولم يكن لديه عقدة من الاستماع إلى الآخر وأسئلة الآخر وإشكالاته، لأنه كان يملك الجواب عن كلّ التساؤلات والإشكالات والطروحات. لم يكن يحمل عقدة "الأنا" الإسلامية أو "الأنا" الدينية، كان يعتبر نفسه إنساناً يحمل صفةً خاصّة، لكنّ هذه الصفة الخاصّة لم تكن تقيّده بقيود دينيّة أو مذهبيّة. ولعلّ هذا السّبب، هو الّذي جعل الكثير من الناس يقبلون على تقليده، لأنهم كانوا يعتبرونه أقرب إليهم وإلى إنسانيّتهم وعقولهم من أيّ شخص آخر.

الملفت أنّ بعض الناس الّذين يتواصلون معي لمعرفة حكم معيّن، أو لمعرفة رأي أو حكم شرعيّ يؤمن به سماحته، هم من خارج الطائفة الشيعيّة، فهناك الكثير من أهل السنّة يتواصلون معي بصفتي عضواً في هذه المؤسّسة، وعضواً في المكتب الشرعي، لمعرفة رأي سماحته في قضايا معيّنة، أو في حكم معيّن، ومباشرةً يعرّفون عن أنفسهم بأنهم ليسوا من الشيعة، وإنما هم من الطائفة السنيّة، ولكن مع ذلك، هم يريدون معرفة رأي سماحته في هذا الحكم أو في تلك القضيّة، أو في ذاك الموضوع...

هذا لم يكن ليكون لولا هذه الصفة الإنسانيّة التي كان يحملها سماحته، وهذا الحسّ الإنسانيّ لديه، والّذي أؤمن وأعتقد أنّه أخذه من رسول الله(ص) وأهل البيت(ع)، لأنهم هم كان ديدنهم هذا الحسّ الإنساني المرتفع منسوبه...

هذا ما لمسته من خلال وجودي مع سماحة السيّد لسنوات طويلة، وحتى قبل دخولي إلى هذه المؤسّسة، وليس فقط من خلال خطاباته وكلماته، وإنما من خلال الإرشادات والتوصيات التي كان يلقيها، سواء كان في مجلس خاصّ أو في مجلس عامّ يضمّني أنا وزملائي من العلماء والمشايخ الّذين كانوا يحرصون دائماً على الجلوس مع سماحته للاستفادة من توصياته وإرشاداته.

نسأل الله تعالى له الرّحمة والرّضوان، وأن يكون مسروراً في عليائه، بأننا نستطيع، إن شاء الله، الاستمرار في نهجه الّذي رسمه لنا في هذه السنوات الطويلة الّتي عشناها معه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرّحمن الرّحيم، والحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله الطّيبين الطّاهرين.

في الواقع، يحتار الإنسان من أين يبدأ في الحديث عن سماحة السيّد(ره)، لأنّ هناك الكثير من الأمور تحتاج إلى أن يلقي الإنسان عليها الضّوء، للإشارة إلى الميزات العديدة التي كان يمتاز بها سماحته، سواء على المستوى العلميّ أو الإنسانيّ أو الاجتماعيّ، أو على المستوى العلاقات مع النّاس.

وأعتقد أنّ إحدى أهمّ الميزات التي كان يمتاز بها سماحة السيّد، هي حسّه الإنسانيّ، أو إذا صحّ التعبير، المنسوب الإنسانيّ المرتفع عنده؛ كان ينظر إلى الآخرين على أنهم يمتلكون صفة الإنسانيّة، وكانت هذه سبباً لمحبة الناس له.

لم يكن سماحته يقف أمام الفوارق الدّينيّة أو المذهبيّة أو الطائفيّة.. ولا حتى غير الملتزمين دينيّاً، كان ينفتح على كلّ الناس، كلّ الفئات، كلّ الأفراد، كلّ المشارب والمذاهب، سواء في دائرة الإسلام أو خارج دائرة الإسلام...

ميزة سماحة السيّد هي هذا الحسّ الإنساني كما قلت، وانفتاحه على الآخرين، ولم يكن لديه أيّ عقدة في التّواصل مع الآخر، مهما يكن هذا الآخر، ولم يكن لديه عقدة من الاستماع إلى الآخر وأسئلة الآخر وإشكالاته، لأنه كان يملك الجواب عن كلّ التساؤلات والإشكالات والطروحات. لم يكن يحمل عقدة "الأنا" الإسلامية أو "الأنا" الدينية، كان يعتبر نفسه إنساناً يحمل صفةً خاصّة، لكنّ هذه الصفة الخاصّة لم تكن تقيّده بقيود دينيّة أو مذهبيّة. ولعلّ هذا السّبب، هو الّذي جعل الكثير من الناس يقبلون على تقليده، لأنهم كانوا يعتبرونه أقرب إليهم وإلى إنسانيّتهم وعقولهم من أيّ شخص آخر.

الملفت أنّ بعض الناس الّذين يتواصلون معي لمعرفة حكم معيّن، أو لمعرفة رأي أو حكم شرعيّ يؤمن به سماحته، هم من خارج الطائفة الشيعيّة، فهناك الكثير من أهل السنّة يتواصلون معي بصفتي عضواً في هذه المؤسّسة، وعضواً في المكتب الشرعي، لمعرفة رأي سماحته في قضايا معيّنة، أو في حكم معيّن، ومباشرةً يعرّفون عن أنفسهم بأنهم ليسوا من الشيعة، وإنما هم من الطائفة السنيّة، ولكن مع ذلك، هم يريدون معرفة رأي سماحته في هذا الحكم أو في تلك القضيّة، أو في ذاك الموضوع...

هذا لم يكن ليكون لولا هذه الصفة الإنسانيّة التي كان يحملها سماحته، وهذا الحسّ الإنسانيّ لديه، والّذي أؤمن وأعتقد أنّه أخذه من رسول الله(ص) وأهل البيت(ع)، لأنهم هم كان ديدنهم هذا الحسّ الإنساني المرتفع منسوبه...

هذا ما لمسته من خلال وجودي مع سماحة السيّد لسنوات طويلة، وحتى قبل دخولي إلى هذه المؤسّسة، وليس فقط من خلال خطاباته وكلماته، وإنما من خلال الإرشادات والتوصيات التي كان يلقيها، سواء كان في مجلس خاصّ أو في مجلس عامّ يضمّني أنا وزملائي من العلماء والمشايخ الّذين كانوا يحرصون دائماً على الجلوس مع سماحته للاستفادة من توصياته وإرشاداته.

نسأل الله تعالى له الرّحمة والرّضوان، وأن يكون مسروراً في عليائه، بأننا نستطيع، إن شاء الله، الاستمرار في نهجه الّذي رسمه لنا في هذه السنوات الطويلة الّتي عشناها معه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية