آية الله الشّيخ محمّد اليعقوبي
آية الله الشّيخ محمّد اليعقوبي يؤبّن الفقيد الكبير، المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله (قدس الله سرّه) ـ النّجف الأشرف
"إذا مات المؤمن الفقيه، ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء". الإمام الصادق(ع).
إنّ انثلام الإسلام يعني غلق نافذةٍ كانت تطلّ منها البشريّة المكدّة المتعبة على الإسلام، لتقتبس من نوره ما يضيء لها درب السّعادة والطمأنينة.
ويعني حصول ثغرةٍ في حصن الإسلام والمسلمين، حيث يقف العلماء العاملون عليها للدّفاع عن عقائد الأمّة ومبادئها وأخلاقها وحاضرها ومستقبلها.
ويعني النّقص في العلوم والمعارف والبركات والألطاف التي كانت تنزل على الأمّة بإفاضة العلماء الربّانيّين.
هذا ما حصل اليوم عندما رحل عنّا صاحب النفس المطمئنّة، فقيدنا الكبير، سماحة المرجع الديني، السيّد محمد حسين فضل الله، قدّس الله روحه الزكيّة، ورجع إلى ربّه راضياً مرضيّاً، فألحقه الله تبارك وتعالى بدرجة آبائه الصّالحين.
لقد كان الفقيد الرّاحل مثالاً للعالم العامل بعلمه، والطبيب الدوّار بطبّه، ولسموّ الذات، وعفّة السلوك، فقد تسامى عن الأمور الدنيّة، وترفّع حتى عن الردّ على من أساء إليه.
لم توقفه المحن والصّعوبات والإرهاب ومحاولات التّصفية الجسديّة والمعنويّة عن مواصلة درب الجهاد وتوعية الأمّة ومسيرة الإصلاح، واستمرّ على ذلك أكثر من خمسين عاماً، ويجد الكثير من الرساليّين العاملين أنفسهم مدينين لجهاده وجهده المباركين، وتشهد بكلّ ذلك كتبه التي أنتجتها أنامله الشّريفة في مختلف العلوم والمعارف، ومؤسّساته الخيريّة والثقافيّة في أصقاع المعمورة، الّتي تساهم في إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى، ونشر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ونصرة المظلومين والمستضعفين، ومساعدة المحرومين. وبهذه المناسبة، نرفع أحرّ التّعازي إلى مقام مولانا صاحب العصر والزّمان (أرواحنا له الفداء)، ولذوي الفقيد وللعلماء العاملين الّذين عرفوا فضل الرّاحل الكبير وثمّنوا عطاءه، ولعموم المسلمين، خصوصاً أتباعه ومريديه ومحبّيه.
وعزاؤنا أن يسدّ هذه الثّلمة الخلف الصّالح من العلماء السّائرين على طريق ذات الشّوكة، لأنّه من الصّعب التّعويض بمثله، لأنّه كان أمّة وحده.
وأملنا أن تبقى المؤسّسات الخيريّة والعلميّة والثّقافيّة الّتي شادها بروحه وعمره الشّريف، وآزره عليها ثلّة من المؤمنين الصّالحين الّذين هداهم الله تعالى إلى فعل الخير بإذنه، وأن تستمرّ بأداء دورها المبارك المعطاء.
ونقول لذوي الفقيد الرّاحل: لكم في مصائب أجدادكم الطّاهرين سلوة، وفي صبرهم الجميل أسوة، وما عند الله خير وأبقى، ولنعم دار المتّقين.
أنست رزيّتكم رزايانا التي سلفت وهوّنت الرزايا الآتية
|