أسرة الرّاحل الكبير سماحة العلاّمة المرجع
السيّد محمّد حسين فضل الله حفظهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنّني أكتب هذه الكلمات بتأثّر بالغ وأسى عميق، فقد كان فقيدكم وفقيدنا وفقيد الأمّة قمّةً سامقةً في الأخلاق والأخلاقيّات والقيم والمعايير.
وإذ أشارك الحزن مع أبناء الأمّة في كلّ مكانٍ على فراق فقيدنا العظيم، فإنّني أستذكر بكلّ اعتزاز عقلانيّته المستنيرة، وإنسانيّته العميقة، وتاريخه المشرّف، ومواقفه النبيلة، ولن أنسى ما حييت نزاهته وأصالته وأريحيّته.
لقد مثّل الرّاحل الكبير أفضل ما في الأمّة من الخلقِ القويم، والعلم الغزير، والأدب الجمّ، وكان ـ رحمه الله رحمةً واسعة ـ مدرسةً نادرة؛ إذ لم يكتف بالفكر المجرّد وبالتّنظير ـ ولو على أرفع مستوى ـ وإنّما أغنى القول المأثور بالمساعي العمليّة الخيّرة، والأفعال الجريئة المؤثّرة.
ومع أنّنا فقدنا بانتقاله إلى الرّفيق الأعلى موسوعةً في الفكر الإسلاميّ الرّاقي، ومرجعاً للأمّة بأسرها، ومجاهداً كبيراً في سبيل الحقّ وكلمة الله، فإنّ السيّد سيبقى أمثولةً حيّةً نقتدي بها جميعاً، ونزهو بسيرتها العلميّة والعمليّة العطرة.
فأعزّيكم أيّها الأحبّاء، وأعزّي نفسي، وأعزّي الأمّة برحيل شيخنا، تغمّده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنّاته، وألهمكم وألهمنا جميعاً الصّبر وحسن السّلوان.
أسأل المولى العليّ القدير أن يعوّضنا عن هذا المصاب الجلل بالصّبر والفكر النيّر والحكمة، إنّه سميعٌ مجيب.
حفظكم الله ورعاكم؛ وحفظ الوطن والأمّة؛ وسلمتمُ...
الحسن بن طلال - الأردن
|