الإمامُ الباقرُ (ع): الشّيعيُّ مَنْ يتَّقي اللهَ ويعطفُ على أخيه

الإمامُ الباقرُ (ع): الشّيعيُّ مَنْ يتَّقي اللهَ ويعطفُ على أخيه

عن أبي إسماعيل قال: "قلتُ لأبي جعفر محمّد الباقر (ع): جُعلت فداك، إنَّ الشيعة عندنا كثير. فقال: فهل يعطف الغنيُّ على الفقير؟ وهل يتجاوز المحسن على المسي‏ء ويتواسون؟ فقلت: لا، فقال: ليس هؤلاء شيعة"1، لأنَّ الشيعي هو الذي يتحرّك في خطِّ أخلاقيّة الإسلام في المسألة الاجتماعيّة، وهو أن يعطف على الفقير، ويحسن إلى المسي‏ء، وأن يواسي أخاه بنفسه وماله، فمن لا يفعل ذلك، فإنَّه ينحرف عن خطِّ الإسلام، وبذلك ينحرف عن خطِّ التشيّع..

ويحمّل الإمام الباقر (ع) لأحد أصحابه، وهو خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، رسالةً إلى شيعته، وكلُّ المسلمين شيعتُه، يقول فيها: "خيثمة، أبلغ من ترى من موالينا السّلام، وأوصهم ـ وهي وصيّةٌ لنا أيضاً، لأنّنا من مواليه ونلتزم ولايتهم وإمامتهم ـ بتقوى الله العظيم، وأن يعود غنيّهم على فقيرهم، وقويّهم على ضعيفهم، وأن يشهد حيُّهم جنازة ميّتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم ـ أن يتزاوروا ـ فإنَّ لُقيا بعضهم بعضاً حياةٌ لأمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا"2، بالمزيد من التواصل والوحدة والمحبة، والمزيد من التذكّر لكلِّ القضايا الحيويّة التي تجمع الجميع. وأمرُهم (ع) هو الإسلام كلُّه، بكلِّ عقائده وشرائعه وقِيَمه وأخلاقه..

ويكمل الإمام الباقر (ع): "خيثمة، أبلغ موالينا أنَّا لا نغني عنهم من الله شيئاً إلّا بالعمل، وأنَّهم لن ينالوا ولايتنا إلّا بالورع، وإنَّ أشدَّ الناس حسرةً يوم القيامة مَنْ وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره"3.

إنّ قضيّة الولاية ليست نبضة قلب وخفقة إحساس، ولكنَّ الولاية تعني أن توالي الله فتطيعه، وتوالي رسولَ الله (ص) فتتبعه، وتوالي أهل البيت (ع) فتتحرّك مع منهجهم في طاعة الله سبحانه ومع محبّته في ذلك كلِّه. [من كتاب "في رحاب أهل البيت"، ج 2].

وقد قال الإمام محمد الباقر (ع) وهو يتحدّث عن هؤلاء الناس الذين يريدون أن يتقرَّبوا إلى أئمّة أهل البيت (ع) على أنّهم شيعتهم.. قال: "والله ما شيعتنا إلّا من اتّقى الله وأطاعه وكانوا يعرفون بالتواضع والتخشّع والصّدق، وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء. أفيكفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟! أيكفي أن يقول الرّجل أحبّ عليّاً وأتولّاه ثمّ لا يكون مع ذلك فعّالاً؟ فلو قال: إنّي أحبّ رسول الله، فرسول الله (ص) خير من عليّ (ع)، ثم لا يتبع سيرته، ولا يعمل بسنّته، ما نفعه حبّه إيّاه شيئاً؟!"4، ثمّ قال لهم: خذوا القضيّة على مستوى العلاقات؛ فليس الشّيعيّ من رفع شعار حبّنا فقط، لأنّنا لم نفتح حساباً مستقلًّا عن الله، إنّما الشّيعي هو من يطيعُ الله ويتَّقيه. فمن لم يطعه ولم يتَّقه فليس بشيعيّ، وإن هتف بحبّ أهل البيت، ومن عاش في الخيانة وخان الأُمّة في حياتها وفي كلّ واقعها، وعمل مع الظّالمين، فليس بشيعيّ، وإنْ كان ينحدر من مئة أب في هذا الاتجاه، إذ ليست المسألة انتماءً أو كلمةً أو عاطفة، إنّما تكون شيعياً بقدر ما تكون مسلماً تقيّاً، وتكون شيعياً بقدر ما يسلم النّاس من يدك ولسانك، لأنّك ـــ حينئذٍ ـــ تكون مسلماً، وليس التشيّع شيئاً زائداً عن الإسلام، بل هو عمق الإسلام في صفائه ونقائه وشريعته. وقد قالها الإمام الباقر: "مَنْ كان وليّاً لله فهو لنا وليّ، ومَنْ كان عدوّاً لله فهو لنا عدوّ، والله لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع"5فليس الولاء لأهل البيت مجرّد عاطفة، إنّما هو التزام وموقف... [من كتاب "الجمعة منبر ومحراب"].

[1]وسائل الشّيعة، الحرّ العاملي، ج9، ص 429.

[2]الكافي: الشّيخ الكليني، ج2، ص 176.

[3]الكافي: ج2، ص 175.

[4]الكافي، الشيخ الكليني، ج2 ، ص 74.

[5]البحار، ج:81، ص:219.

عن أبي إسماعيل قال: "قلتُ لأبي جعفر محمّد الباقر (ع): جُعلت فداك، إنَّ الشيعة عندنا كثير. فقال: فهل يعطف الغنيُّ على الفقير؟ وهل يتجاوز المحسن على المسي‏ء ويتواسون؟ فقلت: لا، فقال: ليس هؤلاء شيعة"1، لأنَّ الشيعي هو الذي يتحرّك في خطِّ أخلاقيّة الإسلام في المسألة الاجتماعيّة، وهو أن يعطف على الفقير، ويحسن إلى المسي‏ء، وأن يواسي أخاه بنفسه وماله، فمن لا يفعل ذلك، فإنَّه ينحرف عن خطِّ الإسلام، وبذلك ينحرف عن خطِّ التشيّع..

ويحمّل الإمام الباقر (ع) لأحد أصحابه، وهو خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، رسالةً إلى شيعته، وكلُّ المسلمين شيعتُه، يقول فيها: "خيثمة، أبلغ من ترى من موالينا السّلام، وأوصهم ـ وهي وصيّةٌ لنا أيضاً، لأنّنا من مواليه ونلتزم ولايتهم وإمامتهم ـ بتقوى الله العظيم، وأن يعود غنيّهم على فقيرهم، وقويّهم على ضعيفهم، وأن يشهد حيُّهم جنازة ميّتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم ـ أن يتزاوروا ـ فإنَّ لُقيا بعضهم بعضاً حياةٌ لأمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا"2، بالمزيد من التواصل والوحدة والمحبة، والمزيد من التذكّر لكلِّ القضايا الحيويّة التي تجمع الجميع. وأمرُهم (ع) هو الإسلام كلُّه، بكلِّ عقائده وشرائعه وقِيَمه وأخلاقه..

ويكمل الإمام الباقر (ع): "خيثمة، أبلغ موالينا أنَّا لا نغني عنهم من الله شيئاً إلّا بالعمل، وأنَّهم لن ينالوا ولايتنا إلّا بالورع، وإنَّ أشدَّ الناس حسرةً يوم القيامة مَنْ وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره"3.

إنّ قضيّة الولاية ليست نبضة قلب وخفقة إحساس، ولكنَّ الولاية تعني أن توالي الله فتطيعه، وتوالي رسولَ الله (ص) فتتبعه، وتوالي أهل البيت (ع) فتتحرّك مع منهجهم في طاعة الله سبحانه ومع محبّته في ذلك كلِّه. [من كتاب "في رحاب أهل البيت"، ج 2].

وقد قال الإمام محمد الباقر (ع) وهو يتحدّث عن هؤلاء الناس الذين يريدون أن يتقرَّبوا إلى أئمّة أهل البيت (ع) على أنّهم شيعتهم.. قال: "والله ما شيعتنا إلّا من اتّقى الله وأطاعه وكانوا يعرفون بالتواضع والتخشّع والصّدق، وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء. أفيكفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟! أيكفي أن يقول الرّجل أحبّ عليّاً وأتولّاه ثمّ لا يكون مع ذلك فعّالاً؟ فلو قال: إنّي أحبّ رسول الله، فرسول الله (ص) خير من عليّ (ع)، ثم لا يتبع سيرته، ولا يعمل بسنّته، ما نفعه حبّه إيّاه شيئاً؟!"4، ثمّ قال لهم: خذوا القضيّة على مستوى العلاقات؛ فليس الشّيعيّ من رفع شعار حبّنا فقط، لأنّنا لم نفتح حساباً مستقلًّا عن الله، إنّما الشّيعي هو من يطيعُ الله ويتَّقيه. فمن لم يطعه ولم يتَّقه فليس بشيعيّ، وإن هتف بحبّ أهل البيت، ومن عاش في الخيانة وخان الأُمّة في حياتها وفي كلّ واقعها، وعمل مع الظّالمين، فليس بشيعيّ، وإنْ كان ينحدر من مئة أب في هذا الاتجاه، إذ ليست المسألة انتماءً أو كلمةً أو عاطفة، إنّما تكون شيعياً بقدر ما تكون مسلماً تقيّاً، وتكون شيعياً بقدر ما يسلم النّاس من يدك ولسانك، لأنّك ـــ حينئذٍ ـــ تكون مسلماً، وليس التشيّع شيئاً زائداً عن الإسلام، بل هو عمق الإسلام في صفائه ونقائه وشريعته. وقد قالها الإمام الباقر: "مَنْ كان وليّاً لله فهو لنا وليّ، ومَنْ كان عدوّاً لله فهو لنا عدوّ، والله لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع"5فليس الولاء لأهل البيت مجرّد عاطفة، إنّما هو التزام وموقف... [من كتاب "الجمعة منبر ومحراب"].

[1]وسائل الشّيعة، الحرّ العاملي، ج9، ص 429.

[2]الكافي: الشّيخ الكليني، ج2، ص 176.

[3]الكافي: ج2، ص 175.

[4]الكافي، الشيخ الكليني، ج2 ، ص 74.

[5]البحار، ج:81، ص:219.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية