عندما نتذكّر الإمام الرضا(ع)، هذا الإمام الذي ملأ العالم الإسلامي علماً وروحاً وخلقاً وزهادةً وحركة، فإننا نحتاج إلى أن نقف مع بعض وصاياه وكلماته، لنعتبر بها، ولعلنا نتصوّر أن الإمام(ع) معنا يحدثنا، لأنه إذا غاب عنا بجسده فإنه لم يغب عنا بعلمه ووصاياه. ففي بعض وصاياه للسيد عبد العظيم الحسني ـ ومقامه في طهران وهو من العلماء الأعاظم وكان الأئمة (ع) يقدّرونه، وقد كان ملتزماً بإمامة الأئمة، وهو من أولاد الإمام الحسن (ع) ـ وقد أرسل معه رسالة إلى أوليائه، وهذه الرسالة تمتد مع الزمن، فالإمام (ع) يخاطب شيعته في كل زمان ومكان، لأن هذه الوصايا تتصل بكل الواقع الأخلاقي والاجتماعي لأتباع أهل البيت (ع)، قال له:
"يا عبد العظيم، أبلغ عني أوليائي السلام ـ وعليك السلام يا سيدنا ومولانا يا أبا الحسن الرضا ـ وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً ـ لا تعبدوا الشيطان ولا تطيعوه في معصية الله تعالى، ولا تنجذبوا إليه عندما يثير غرائزكم ويحوّلها إلى الحرام، لا تجعلوا له سلطةً عليكم، وأغلقوا كل طريق له إلى عقولكم وقلوبكم ـ ومرهم بالصدق في الحديث ـ كونوا الصادقين، فإن أهل البيت(ع) ساروا على خط جدهم الصادق الأمين ـ وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال في ما لا يعنيهم ـ أن لا يتجادلوا في ما لا يتصل بعقائدهم وحياتهم، كالكثير من القضايا التي يتجادل فيها الناس في ما لا طائل منه ولا فائدة فيه، بل أن يسأل الإنسان عن أصول دينه وتكاليفه الشرعية، وعن الواقع الذي يتحدى عزته وكرامته ـ وإقبال بعضهم على بعض ـ أن لا يتدابروا ويتقاطعوا، بل يقبل بعضهم على بعض ـ والمزاورة، فإن ذلك قربةً إليّ ـ فإذا أرادوا أن يكونوا قريبين مني فليزوروا بعضهم بعضاً، فلا يكفي أن نذهب لزيارة الإمام الرضا (ع) ونحن نتقاتل ونتحاقد ـ ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً ـ بالغيبة والنميمة والفتنة بين المؤمنين، هل الشيعة كذلك؟ فإذا فعلوا ذلك فما هو موقف الإمام (ع) ـ فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك وأسخط ولياً من أوليائي، دعوت الله ليعذّبه في الدنيا أشد العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين ـ هؤلاء الذين يتحركون بالعصبيات العائلية والقروية والحزبية والسياسية والشخصانية ـ وعرّفهم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم، إلا من أشرك به أو آذى ولياً من أوليائي أو أضمر له سوءاً، فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه، فإن رجع عنه وإلا نزع روح الإيمان من قلبه وخرج من ولايتي ولم يكن له نصيب في ولايتنا، وأعوذ بالله من ذلك".
هذا كلام الإمام الرضا (ع)، وهي وصية موجهة للمسلمين السائرين على خط أهل البيت(ع)، ليسيروا في هذا المنهج.
عندما نتذكّر الإمام الرضا(ع)، هذا الإمام الذي ملأ العالم الإسلامي علماً وروحاً وخلقاً وزهادةً وحركة، فإننا نحتاج إلى أن نقف مع بعض وصاياه وكلماته، لنعتبر بها، ولعلنا نتصوّر أن الإمام(ع) معنا يحدثنا، لأنه إذا غاب عنا بجسده فإنه لم يغب عنا بعلمه ووصاياه. ففي بعض وصاياه للسيد عبد العظيم الحسني ـ ومقامه في طهران وهو من العلماء الأعاظم وكان الأئمة (ع) يقدّرونه، وقد كان ملتزماً بإمامة الأئمة، وهو من أولاد الإمام الحسن (ع) ـ وقد أرسل معه رسالة إلى أوليائه، وهذه الرسالة تمتد مع الزمن، فالإمام (ع) يخاطب شيعته في كل زمان ومكان، لأن هذه الوصايا تتصل بكل الواقع الأخلاقي والاجتماعي لأتباع أهل البيت (ع)، قال له:
"يا عبد العظيم، أبلغ عني أوليائي السلام ـ وعليك السلام يا سيدنا ومولانا يا أبا الحسن الرضا ـ وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً ـ لا تعبدوا الشيطان ولا تطيعوه في معصية الله تعالى، ولا تنجذبوا إليه عندما يثير غرائزكم ويحوّلها إلى الحرام، لا تجعلوا له سلطةً عليكم، وأغلقوا كل طريق له إلى عقولكم وقلوبكم ـ ومرهم بالصدق في الحديث ـ كونوا الصادقين، فإن أهل البيت(ع) ساروا على خط جدهم الصادق الأمين ـ وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال في ما لا يعنيهم ـ أن لا يتجادلوا في ما لا يتصل بعقائدهم وحياتهم، كالكثير من القضايا التي يتجادل فيها الناس في ما لا طائل منه ولا فائدة فيه، بل أن يسأل الإنسان عن أصول دينه وتكاليفه الشرعية، وعن الواقع الذي يتحدى عزته وكرامته ـ وإقبال بعضهم على بعض ـ أن لا يتدابروا ويتقاطعوا، بل يقبل بعضهم على بعض ـ والمزاورة، فإن ذلك قربةً إليّ ـ فإذا أرادوا أن يكونوا قريبين مني فليزوروا بعضهم بعضاً، فلا يكفي أن نذهب لزيارة الإمام الرضا (ع) ونحن نتقاتل ونتحاقد ـ ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً ـ بالغيبة والنميمة والفتنة بين المؤمنين، هل الشيعة كذلك؟ فإذا فعلوا ذلك فما هو موقف الإمام (ع) ـ فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك وأسخط ولياً من أوليائي، دعوت الله ليعذّبه في الدنيا أشد العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين ـ هؤلاء الذين يتحركون بالعصبيات العائلية والقروية والحزبية والسياسية والشخصانية ـ وعرّفهم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم، إلا من أشرك به أو آذى ولياً من أوليائي أو أضمر له سوءاً، فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه، فإن رجع عنه وإلا نزع روح الإيمان من قلبه وخرج من ولايتي ولم يكن له نصيب في ولايتنا، وأعوذ بالله من ذلك".
هذا كلام الإمام الرضا (ع)، وهي وصية موجهة للمسلمين السائرين على خط أهل البيت(ع)، ليسيروا في هذا المنهج.