يقول سبحانه وتعالى: {سَابِقُوا إلى مَغْفرةٍ من ربِّكم وجَنّةٍ عَرْضُها كَعرْضِ السّماءِ والأرض أُعدّت للذين آمنوا بالله ورُسُلِهِ ذلكَ فضلُ الله يؤتيه من يشاء}[الحديد:21].
في هذه الآية وفي غيرها دعوةٌ دائمةٌ للإنسان المؤمن، لأن يسارع إلى الخير كلّما تمثّلت أمامه فرص الخير، وألا يسوّف ذلك ويؤخره، لأنَّ الخير فرصةٌ عليه ألا يضيّعها.. ولذلك، لا بدَّ للإنسان من أن يكون مستنفراً للخير، بحيث يعيش حالة طوارىء.. وهذا ما أكّد عليه الإمام الصادق(ع).
يقول(ع): "إذا هَمَّ أحدكم بخير فلا يؤخّره ـ إذا انفتحت في نفسك إرادة الخير وعزيمته، بحيث فكّرت بأن تتصدّق أو أن تقضي حاجة مؤمن، أو تدخل السرور على قلبه، أو تصلّي صلاة أو تدعو دعاءً، فبادر إلى ذلك ولا تؤخّره ـ فإنَّ العبد ربَّما صلّى الصلاة أو صام اليوم، فيُقال له: اعمل ما شئت بعدها فقد غفر الله لك"، ربما تكون هذه الساعة من الساعات التي يجري الله فيها نفحاته على عباده.. فإذا ما وقف الإنسان بين يدي ربِّه، وانفتح على طاعته سبحانه في هذه الساعة، فربما تكون هي هذه الساعة التي يغفر الله له فيها، وتمتدُّ المغفرة من خلال طبيعة هذه النفحات الربانيّة إلى ما بعد ذلك..
وفي توجيهٍ آخر له(ع) في هذا المجال، يقول: "افتتحوا نهاركم بخير ـ ابدأ أيها الإنسان نهارك بخير يحبّه الله في قولك أو عملك ـ وأمْلوا على حَفَظَتِكم في أوّله خيراً ـ لأنَّ لكلِّ واحد منا حافظيْن يحفظان عليه عمله، لذلك قل للحافظيْن: اكتبا كلمة خير أو عمل خير أو حركة خير ـ وفي آخره خيراً، يُغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله، فإنَّك إذا جعلت أول يومك خيراً وآخره خيراً، فإنَّ الله يغفر لك كلَّ ما صدر عنك من سيئات في هذا اليوم ما بين الخير الأول والخير الثاني..
وفي الحديث عنه(ع) في ما يرويه عن أبيه الإمام الباقر(ع) قال: "كان أبي يقول: إذا هممت بخير فبادر ـ عندما تنطلق فكرة عمل الخير في ذهنك، أسرع إلى تنفيذها في الواقع ـ فإنَّك لا تدري ما يحدث"، فربما تكون الظروف الآنيّة مهيّأة لتنفيذ هذا الخير، وقد تتعقّد الظروف بعد ذلك فتمنعك من فعل الخير.
وفي الحديث عن الإمام الباقر(ع) أيضاً، قال: "قال رسول الله(ص): إنَّ الله يحبُّ من الخير ما يُعَجّل"، إنَّ الله يحبُّ للإنسان إذا همَّ بالخير أو عزم عليه، ألاّ يجعل فرصةً فاصلةً بين التفكير بالخير وبين القيام به، باعتبار أنَّ الله يريد للإنسان أن يعيش الخير في حياته، بشكل يشعر معه أنَّ حياته هي للخير كلِّه.
ويقول الإمام الصادق(ع): "إذا أردت شيئاً من الخير فلا تؤخره، فإنَّ العبد يصوم اليوم الحارّ يريد به ما عند الله فيعتقه الله به من النار ـ وقد ذَكَرَ صومَ اليوم الحار كنموذج للخير الذي قد يُجهد الإنسانَ ويتعبه.. فالإنسان عندما يعمل عمل خير وهو مُجْهَدٌ ومُثْقَلٌ ومتعَبٌ به، ويطّلع الله على تعبه وجهده، فيناله سبحانه برحمته، فيعتقه من النّار ـ ولا تستقلَّ ما يُتقرَّبُ به إلى الله عزَّ وجلَّ ولو شقّ تمرة"، اعمل أيَّ عملٍ يحبّه الله ويرضى عنه مهما كان قليلاً، فالله لا يقيس العمل بحجمه عندما يعطيك ثوابه، بل يقيسه من حيث حجمه في نفسك، مما يؤكّد محبتك لله وتقرّبك إليه تعالى في ذلك.. وفي الحديث أيضاً عن الإمام الصادق(ع) قال: "مَن همَّ بخير فليعجّله ولا يؤخره فإنَّ العبد ربما عمل العمل، فيقول الله تبارك وتعالى، لقد غفرت لك ولا أكتب عليك شيئاً أبداً، ومَن هَمَّ بسيئة فلا يعملها، فإنَّه ربما عمل العبد السيئة فيراه الربّ تبارك وتعالى فيقول: وعزّتي وجلالي، لا أغفر لك بعد ذلك أبداً". وهناك حديثٌ آخر يطلّ على هذه الفكرة، يقول: "لا تستصغرنَّ حسنةً فربما أدخلتك الجنّة، ولا تستصغرنَّ سيئة فربما أدخلتك النار"، وورد عنه(ع): "إذا همَّ أحدكم بخير أو صلةٍ، فإنَّ عن يمينه وشماله شيطانيْن، فليبادر لا يُكفّاه عن ذلك"، فكما أنَّ للإنسان ملكيْن يحفظانه ويوحيان إليه بالخير، فهناك أيضاً شيطانان يحيطان به ليعطّلا إرادة الخير عنده.. وكم في الناس من الشياطين الذين إذا رأوا إنساناً يهمُّ بمشروع خير أو بمبادرة خير، فإنَّهم يحاولون أن يضعوا أمامه العوائق ويمنعوه من تحقيق ذلك..
وفي الرواية عن الإمام الباقر(ع) قال: "إنَّ الله ثقّل الخير على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة ـ باعتبار أنَّ الخير على أنواعه يمثّل جهداً نفسيّاً وجسديّاً، فبقدر ما تعيش من جهد وثقل ومعاناة، سواء كانت معاناة نفسيّة أو اجتماعية أو جسديّة وأنت تعمل الخير، فإنَّ هذا الثِقْلَ الذي تعانيه سوف يثقّل ميزانك يوم القيامة ويرفع درجتك عند الله تعالى ـ وإنَّ الله عزَّ وجلَّ خفّف الشرَّ على أهل الدنيا كخفّته في موازينهم يوم القيامة"، فترى أنَّ الإنسان يركض إلى أعمال الشرّ ولا يشعر بثقلٍ فيها، ولذلك، يقابل هذه الخفّة في الانطلاق نحو الشرّ، خفّة ميزان الأعمال يوم القيامة.
فالله سبحانه وتعالى وضع أمامنا هدفاً وغايةً ومكسباً، هو الجنة، وفوق الجنّة رضوانه.. ولذلك، فإنَّ علينا في كلِّ أعمالنا وأقوالنا وعلاقاتنا، أن نضع الجنّة نصب أعيننا، حتى تكون رغبتنا فيها هي التي تجعلنا نتحمّل جهد الخير ومعاناته، لأنَّ الإنسان عندما يعرف الربح في النتائج، فإنَّ المتاعب في سبيل تحصيل الربح العظيم سوف تخفّف عن الإنسان إحساسه بالتعب {لا يَستوي أصحابُ النّارِ وأصحابُ الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون}[الحشر:20]، فلنعمل للجنّة ولرضوان الله، فإنَّ تعب الدنيا يزول، أما نعيم الآخرة فإنَّه باقٍ خالد، لذلك، فلنعمّق إرادة الخير في عقولنا في ما نخطّط للخير، وفي قلوبنا في ما تنبض به من نبضات الخير، وفي حياتنا في ما نتحرّك به من الخير، فإنَّ النتيجة هي ما قاله الله تعالى: {سابقُوا إلى مغفرةٍ من ربِّكُم وجنّةٍ عَرْضُها كعرضِ السّماء والأرض أُعدَّت للذين امنوا بالله ورسلِهِ ذلكَ فضلُ اللهِ يُؤتيهِ مَنْ يشاء}[الحديد:21].
يقول سبحانه وتعالى: {سَابِقُوا إلى مَغْفرةٍ من ربِّكم وجَنّةٍ عَرْضُها كَعرْضِ السّماءِ والأرض أُعدّت للذين آمنوا بالله ورُسُلِهِ ذلكَ فضلُ الله يؤتيه من يشاء}[الحديد:21].
في هذه الآية وفي غيرها دعوةٌ دائمةٌ للإنسان المؤمن، لأن يسارع إلى الخير كلّما تمثّلت أمامه فرص الخير، وألا يسوّف ذلك ويؤخره، لأنَّ الخير فرصةٌ عليه ألا يضيّعها.. ولذلك، لا بدَّ للإنسان من أن يكون مستنفراً للخير، بحيث يعيش حالة طوارىء.. وهذا ما أكّد عليه الإمام الصادق(ع).
يقول(ع): "إذا هَمَّ أحدكم بخير فلا يؤخّره ـ إذا انفتحت في نفسك إرادة الخير وعزيمته، بحيث فكّرت بأن تتصدّق أو أن تقضي حاجة مؤمن، أو تدخل السرور على قلبه، أو تصلّي صلاة أو تدعو دعاءً، فبادر إلى ذلك ولا تؤخّره ـ فإنَّ العبد ربَّما صلّى الصلاة أو صام اليوم، فيُقال له: اعمل ما شئت بعدها فقد غفر الله لك"، ربما تكون هذه الساعة من الساعات التي يجري الله فيها نفحاته على عباده.. فإذا ما وقف الإنسان بين يدي ربِّه، وانفتح على طاعته سبحانه في هذه الساعة، فربما تكون هي هذه الساعة التي يغفر الله له فيها، وتمتدُّ المغفرة من خلال طبيعة هذه النفحات الربانيّة إلى ما بعد ذلك..
وفي توجيهٍ آخر له(ع) في هذا المجال، يقول: "افتتحوا نهاركم بخير ـ ابدأ أيها الإنسان نهارك بخير يحبّه الله في قولك أو عملك ـ وأمْلوا على حَفَظَتِكم في أوّله خيراً ـ لأنَّ لكلِّ واحد منا حافظيْن يحفظان عليه عمله، لذلك قل للحافظيْن: اكتبا كلمة خير أو عمل خير أو حركة خير ـ وفي آخره خيراً، يُغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله، فإنَّك إذا جعلت أول يومك خيراً وآخره خيراً، فإنَّ الله يغفر لك كلَّ ما صدر عنك من سيئات في هذا اليوم ما بين الخير الأول والخير الثاني..
وفي الحديث عنه(ع) في ما يرويه عن أبيه الإمام الباقر(ع) قال: "كان أبي يقول: إذا هممت بخير فبادر ـ عندما تنطلق فكرة عمل الخير في ذهنك، أسرع إلى تنفيذها في الواقع ـ فإنَّك لا تدري ما يحدث"، فربما تكون الظروف الآنيّة مهيّأة لتنفيذ هذا الخير، وقد تتعقّد الظروف بعد ذلك فتمنعك من فعل الخير.
وفي الحديث عن الإمام الباقر(ع) أيضاً، قال: "قال رسول الله(ص): إنَّ الله يحبُّ من الخير ما يُعَجّل"، إنَّ الله يحبُّ للإنسان إذا همَّ بالخير أو عزم عليه، ألاّ يجعل فرصةً فاصلةً بين التفكير بالخير وبين القيام به، باعتبار أنَّ الله يريد للإنسان أن يعيش الخير في حياته، بشكل يشعر معه أنَّ حياته هي للخير كلِّه.
ويقول الإمام الصادق(ع): "إذا أردت شيئاً من الخير فلا تؤخره، فإنَّ العبد يصوم اليوم الحارّ يريد به ما عند الله فيعتقه الله به من النار ـ وقد ذَكَرَ صومَ اليوم الحار كنموذج للخير الذي قد يُجهد الإنسانَ ويتعبه.. فالإنسان عندما يعمل عمل خير وهو مُجْهَدٌ ومُثْقَلٌ ومتعَبٌ به، ويطّلع الله على تعبه وجهده، فيناله سبحانه برحمته، فيعتقه من النّار ـ ولا تستقلَّ ما يُتقرَّبُ به إلى الله عزَّ وجلَّ ولو شقّ تمرة"، اعمل أيَّ عملٍ يحبّه الله ويرضى عنه مهما كان قليلاً، فالله لا يقيس العمل بحجمه عندما يعطيك ثوابه، بل يقيسه من حيث حجمه في نفسك، مما يؤكّد محبتك لله وتقرّبك إليه تعالى في ذلك.. وفي الحديث أيضاً عن الإمام الصادق(ع) قال: "مَن همَّ بخير فليعجّله ولا يؤخره فإنَّ العبد ربما عمل العمل، فيقول الله تبارك وتعالى، لقد غفرت لك ولا أكتب عليك شيئاً أبداً، ومَن هَمَّ بسيئة فلا يعملها، فإنَّه ربما عمل العبد السيئة فيراه الربّ تبارك وتعالى فيقول: وعزّتي وجلالي، لا أغفر لك بعد ذلك أبداً". وهناك حديثٌ آخر يطلّ على هذه الفكرة، يقول: "لا تستصغرنَّ حسنةً فربما أدخلتك الجنّة، ولا تستصغرنَّ سيئة فربما أدخلتك النار"، وورد عنه(ع): "إذا همَّ أحدكم بخير أو صلةٍ، فإنَّ عن يمينه وشماله شيطانيْن، فليبادر لا يُكفّاه عن ذلك"، فكما أنَّ للإنسان ملكيْن يحفظانه ويوحيان إليه بالخير، فهناك أيضاً شيطانان يحيطان به ليعطّلا إرادة الخير عنده.. وكم في الناس من الشياطين الذين إذا رأوا إنساناً يهمُّ بمشروع خير أو بمبادرة خير، فإنَّهم يحاولون أن يضعوا أمامه العوائق ويمنعوه من تحقيق ذلك..
وفي الرواية عن الإمام الباقر(ع) قال: "إنَّ الله ثقّل الخير على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة ـ باعتبار أنَّ الخير على أنواعه يمثّل جهداً نفسيّاً وجسديّاً، فبقدر ما تعيش من جهد وثقل ومعاناة، سواء كانت معاناة نفسيّة أو اجتماعية أو جسديّة وأنت تعمل الخير، فإنَّ هذا الثِقْلَ الذي تعانيه سوف يثقّل ميزانك يوم القيامة ويرفع درجتك عند الله تعالى ـ وإنَّ الله عزَّ وجلَّ خفّف الشرَّ على أهل الدنيا كخفّته في موازينهم يوم القيامة"، فترى أنَّ الإنسان يركض إلى أعمال الشرّ ولا يشعر بثقلٍ فيها، ولذلك، يقابل هذه الخفّة في الانطلاق نحو الشرّ، خفّة ميزان الأعمال يوم القيامة.
فالله سبحانه وتعالى وضع أمامنا هدفاً وغايةً ومكسباً، هو الجنة، وفوق الجنّة رضوانه.. ولذلك، فإنَّ علينا في كلِّ أعمالنا وأقوالنا وعلاقاتنا، أن نضع الجنّة نصب أعيننا، حتى تكون رغبتنا فيها هي التي تجعلنا نتحمّل جهد الخير ومعاناته، لأنَّ الإنسان عندما يعرف الربح في النتائج، فإنَّ المتاعب في سبيل تحصيل الربح العظيم سوف تخفّف عن الإنسان إحساسه بالتعب {لا يَستوي أصحابُ النّارِ وأصحابُ الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون}[الحشر:20]، فلنعمل للجنّة ولرضوان الله، فإنَّ تعب الدنيا يزول، أما نعيم الآخرة فإنَّه باقٍ خالد، لذلك، فلنعمّق إرادة الخير في عقولنا في ما نخطّط للخير، وفي قلوبنا في ما تنبض به من نبضات الخير، وفي حياتنا في ما نتحرّك به من الخير، فإنَّ النتيجة هي ما قاله الله تعالى: {سابقُوا إلى مغفرةٍ من ربِّكُم وجنّةٍ عَرْضُها كعرضِ السّماء والأرض أُعدَّت للذين امنوا بالله ورسلِهِ ذلكَ فضلُ اللهِ يُؤتيهِ مَنْ يشاء}[الحديد:21].