ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته:
الفتنـة والنميمـة
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {ولا تطع كل حلاّف مهين* همّاز مشاء بنميم} (القلم:10-11). هاتين الآيتين توجهان الإنسان المؤمن إلى أن يبتعد عن الانسجام والطاعة العملية لكل من كان من هؤلاء، فالحلاّف هو الذي يكثر الحلف بالله من دون الارتكاز على أساس الصدق والحق، ولا يحترم موقع ربه نتيجة استغراقه في هذه العادة السيئة التي تجعله يحلف بمناسبة وبدونها، فهذا الإنسان مهان من قبل الله. والهمّاز هو الذي يهمز ويعيب على الناس ويطعن بهم وينالهم بالسوء. و{مشاء بنميم} هو الذي يمشي بالفتنة وبالنميمة، والنميمة هي أن يسمع الإنسان كلاماً سيئاً بحق إنسان آخر فيبادر إلى أن نقله إليه.
فالله سبحانه وتعالى، أراد أن يبيّن في آياته أن المشي بالنميمة يجعل الإنسان بعيداً عنه، وهكذا ورد في قوله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ـ يعطيه الله نصيباً من الأجر وهو الإصلاح بين اثنين ـ ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتاً}، يعطيه الله حظاً من العقوبة والإثم، وهو الذي يمشي بالنميمة.
وقد ورد في حديث الإمام جعفر الصادق(ع)، قال: "قال رسول الله(ص) ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: المشّاؤون بالنميمة ـ الذين يمشون بين الناس ويتحركون في الحياة الاجتماعية فيما بينهم لإثارة الفتنة ـ المفرقون بين الأحبّة ـ الذين يسيرون في المجتمع الذي يعيش أفراده حال تصالح ومحبة، فيندفعون ليفرّقوا بينهم بالنميمة، وبغيرها من الوسائل التي تغلّظ القلوب ـ الباغون للبرءاء المعايب"، الذين يحاولون بقصد أن يكتشفوا المعايب أو يحملّوا الأبرياء بعض المعايب، في الوقت الذي ليست فيهم، مثل توزيع الاتهامات غير الصحيحة من قبل بعض الناس على الأبرياء نتيجة عقدة أو حقد أو غيره.
عاقبـة النميمـة
وقد ورد عن النبي(ص) قوله: "لا يدخل الجنة نمّام"، أي لو أنّ الإنسان أدّى كل واجباته العبادية وغيرها، ولكنه كان فتاناً ونماماً، ينقل الكلام من شخص إلى شخص، فإن باب الجنة مغلق أمامه. وهذا الحديث أيضاً ورد عن الإمام الباقر(ع) حيث قال: "محرمة الجنة على النمّامين المشائين بالنميمة". وقد ورد عن الإمام علي(ع) في نصيحته لبعض إخوانه: "إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة ـ العداوة والحقد ـ وتبعد عن الله ـ لأن الله يبغض النمام ـ وعن الناس"، لأن الناس ينعتونه بالفتنة ويحترزون منه.
وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق(ع) يصف فيه الذي ينقل كلاماً عن مؤمن، بحيث يعرّضه هذا الكلام للاضطهاد من قِبَل الحكام وغيرهم: "من أعان على مؤمن ولو بشطر كلمة، لقي الله عز وجل الله يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمتي".
هذه بعض الأحاديث التي وردت حول هذه المعصية التي تعتبر من الكبائر، لأنّ الله حرّم الجنة على الذين يمارسون النميمة، وتوعّدهم بالنار. هذه العادة كثيراً ما نلتقي بها وتنتشر في مجتمعاتنا، وبخاصة داخل العوائل، كبعض الأشخاص الذين يسمعون من الزوجة كلاماً فينقلونه إلى الزوج حتى يطلقها، أو كالناس الذين يفرقون بين أفراد العائلة. وهكذا تمتد المسألة إلى الأشخاص الذين يعيشون في أجواء المخابرات، سواء كانت حزبية، فيحاولون أن ينقلوا كلاماً من شخص ضد شخص آخر ليخلقوا له مشكلة، وأيضاً تمتد المسألة إلى المخابرات المحلية أو الإقليمية أو الدولية، التي قد تعرّض حياة الأبرياء والمؤمنين للخطر عندما ينقل إلى السلطة الجائرة الظالمة التي يتعامل معها، كلاماً من إنسان معارض أو مؤمن، من أجل أن تعاقبه، سواء كان ذلك بالسجن أو بالقتل أو بما أشبه ذلك.
النميمـة تناقض الإيمـان
ونحن نعرف أن أجهزة المخابرات، على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، شغلها هو سماع الكلام ونقله، فتارةً ينقل أحدهم كلاماً للسلطة التي يعمل عندها من أجل سلامة الوطن والأمة، لمواجهة الذين يعملون على أساس الفتنة. وتارةً يحاولون أن ينقلوا الكلام الذي يوقع الأبرياء أو المعارضين في يد السلطة الظالمة لإنزال العقوبات بهم. وهذا أيضاً ما يتحرك به بعض الناس المعقّدين من الناس الآخرين، فقد يحاولون من خلال هذه العقدة أن يشوّهوا صورة إنسان مؤمن، أو أنهم يثيرون الاتهامات ضدّه أو يحرّفون كلامه عن مواضعه، فيفرقون بين الأحبة ويلتمسون للأبرياء المعايب. لذلك على الإنسان المؤمن أن يتحفّظ من ذلك، لأنّ السير في هذا الاتجاه يحرم الإنسان من رضوان الله وجنّته.
وقد ورد في بعض الأحاديث أن الإنسان يؤتى له بقارورة دم يوم القيامة، فيُقال له: خُذ هذا نصيبك من دم فلان، فيقول: كيف يكون هذا نصيبي من دم فلان وأنا لم أقتل أو أجرح أحد، وأنا كنت مسالماً، صحّ كُنْتَ مسالماً، ولكنك سمعت من فلان كلمةً فنقلتها إلى فلان الجبّار فقتله، أنت إذاً شريك في دمه، لأنك لو لم تنقل هذه الكلمة إليه لما قتله.
ولهذا فإن معنى أن تكون مؤمناً أن يسلم الناس من لسانك ويدك، أن تكون تقياً هو أن تتقي الله في نفسك وفي الناس، وهذا هو المعنى الذي يريده الله لك من صلاتك، لأنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والنميمة من أشدّ المنكرات، فعلينا أن نمتنع عنها وأن نربي أولادنا وأهلنا على الامتناع عنها، وذلك استجابةً لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله... اتقوا الله، وانفتحوا على الخير كله، وعلى الإحسان كله وعلى العدل كله، وكونوا أخوة أبرار متعاونين على البر والتقوى، وأن لا يؤذي مؤمنٌ مؤمناً وأن يسلم المؤمن من المؤمن، وأن نواجه الظلم والكفر والاستكبار من موقع واحد لأن الله {يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفاً كنهم بنيانٌ مرصوص}، ماذا هناك:
مؤتمر الخريف: شروط إسرائيلية وفشل حتمي
في أجواء الحديث عن مؤتمر الخريف القادم، يبدو الموقف السياسي الإسرائيلي هو إغراق الفلسطينيين بشروط اليهود الأمنيّة، لتمييع المفاوضات، والاستمرار في بناء المستوطنات التي طالبتهم السلطة الفلسطينيّة المنفتحة على المؤتمر بإيقافها، في وقتٍ يبعث الكنيست الإسرائيلي برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أنّ من المستحيل التخلّي عن القدس الشرقية المحتلّة في ظلّ أيّ تسوية محتملة مع الفلسطينيّين؛ كلّ ذلك يؤكّد أنّ هدف المؤتمر ليس إلا إيجاد حال من التطبيع بين العرب والكيان الصهيوني، و تقديم إسرائيل في صورة دولة سلام باحثة عن الحلّ الكبير للصراع العربي ـ الإسرائيلي، على حساب قضيّة فلسطين ذات الأهمية المركزية في هذا الصراع.
ويصرّ رئيس وزراء العدوّ على تقديم قيادة السلطة الفلسطينيّة اعترافاً مسبقاً بإسرائيل بوصفها دولةً للشعب اليهودي، كشرطٍ للتوصّل إلى وثيقة المبادئ التي يعكف الجانبان حالياً على صوغها قبل انعقاد المؤتمر، مستجيباً بذلك ـ كما ينقل الإعلام ـ لطلب وزير دفاعه إيهود باراك، ومشيراً إلى أن ذلك يعني عمليّاً تنازل الفلسطينيّين عن المطالبة بعودة اللاجئين، على اعتبار أنّ عودتهم تمثّل تغيير التوازن الديمغرافي لصالح الفلسطينيّين، بحيث يفقد اليهود أغلبيّتهم العدديّة. هذا، إلى جانب المعارضة اليهوديّة في الوسط السياسي والشعبي للمؤتمر؛ لأنّه ـ حسب زعمها ـ يؤدّي إلى نتائج خطيرة على المصالح الإسرائيليّة، لأنّ الأكثريّة الإسرائيلية لن توافق على أيّ حلّ يمنح الفلسطينيّين حقوقهم الشرعية التي يطالب بها العرب بعد سقوط المطالبة بفلسطين الجغرافيّة.
كلّ ذلك يجعل الحديث عن كون المؤتمر القادم فرصةً للنجاح في إيجاد الحلّ الكبير الذي يتحدّث فيه العرب عن السلام، أمراً يقترب من السذاجة؛ بل إنّ الإحصاءات تتحدّث عن الفشل الكبير في هذا المجال.
هل يتحرّر العرب من القضية الفلسطينية؟
ويتساءل الشعب العربيّ والفلسطينيّ بخاصة عن جدوى اجتماع وزراء الخارجيّة العرب في تحقيق اتّفاق حاسم للوصول إلى نتيجة إيجابيّة لمصلحة الحلّ للمشكلة في هذا الصراع؛ لأنّهم لا يملكون الأوراق اللازمة في هذه اللعبة الدوليّة، ولاسيّما أنّ الولايات المتّحدة الأمريكية تتحدّث، بلسان وزيرة خارجيّتها في زياراتها للأراضي المحتلّة، بطريقة استهلاكيّة لا واقعيّة، وخصوصاً مع إعلان وزيرة خارجيّة العدوّ معارضة أيّ حلّ لا يقوم على أساس حماية الأمن الإسرائيلي ممّا يسمّونه الإرهاب الفلسطيني المتمثّل بالانتفاضة، الأمر الذي قد يقود إلى كثير من التعقيدات في الداخل الفلسطيني، والتي قد تخلق الكثير من الفتن الداخليّة بين الفلسطينيّين إذا دخلت السلطة في مشروع مواجهة مع رجال الانتفاضة.
إنّ المشكلة هي أنّ اليهود يتحرّكون من خلال الغرب كلّه لتعقيد أيّ حلّ للقضيّة الفلسطينيّة بشكل عادل، معتمدين على أنّ العرب لن يحرّكوا ساكناً في الوقوف مع هذه القضيّة التاريخيّة المقدّسة؛ لأنّهم تعبوا منها، وأصبحت المسألة عندهم هي: كيف يتحرّرون من فلسطين كلّها بأيّ وسيلة. وهذا هو ما نلاحظ ملامحه في خضوعهم للإرادة الأمريكية في منع المساعدات عن الفلسطينيّين.
إدانة المذبحة الوحشية بين الفصائل الفلسطينية
وما دمنا في فلسطين، فلا بدّ لنا من استنكار المذبحة الوحشيّة التي حدثت إثر تظاهرة كبرى في غزّة في ذكرى عرفات، من خلال الاستعراضات السياسية التي تتمظهر في عرض القوّة من حركة أمام أخرى. ونحن لا نريد توزيع الاتهامات عن المسؤول عن ذلك؛ ولكنّنا نؤكّد أنّ هذه العراضة الحركيّة التي يمارسها الفلسطينيّون هنا وهناك، والتي تتبعها ممارسات وأخطاء كبرى من مسؤولين وغير مسؤولين، تؤدّي بالقضيّة الفلسطينيّة إلى حالة تدميريّة للقضيّة كلّها، في الوقت الذي يهدّد وزير دفاع العدوّ قطاع غزّة بالقصف والحصار المتدرّج الذي يخنق الشعب كلّه، ويُمارس الاغتيال والاعتقال والاجتياح في الضفّة الغربيّة.
إنّنا نهيب بالمسؤولين الفلسطينيّين إلى أيّ حركة انتموا أن يرحموا الناس، فلا يوجّهوا رصاصهم العشوائيّ الغبيّ إلى صدور مواطنيهم، ولا سيّما من المدنيّين من النساء والأطفال، وإلى أن يتحمّلوا مسؤوليّة القضيّة المقدّسة التي يخطّط العدوّ ـ ومن ورائه العالم المستكبر ـ لتصفية كلّ أوضاعها التي تنفتح على التحرير والاستقلال.
إنّ فلسطين أمانة الله في أعناق كلّ شعبها، وفي أعناق العرب والمسلمين كلّهم، وعليهم أن يحفظوا هذه الأمانة.
ومن جانب آخر، فإنّ بعض المسؤولين العرب يحذّر إيران بأنّ عليها أن لا تتدخّل في العراق، وأنّ على الإيرانيين أن يفكّروا جيّداً قبل الولوج في أمر يضعهم في خضمّ مواجهة مع العالم العربيّ كلّه، وينبّهونها إلى أنّها تضحّي بمستقبلها بسبب القضيّة النووية.
إنّنا في الوقت الذي نرفض أيّ تدخّل من أيّة دولة في العراق بالدرجة التي تؤدّي إلى إرباك الواقع الأمني والسياسي هناك، نتساءل: لماذا لم يتحدّث هذا المسؤول العربي عن التدخّل الأمريكي والبريطاني في العراق، في احتلالهما لهذا البلد وتحويله إلى حالة من الفوضى التي دمّرت الشعب العراقي، وجعلت أرضه ساحةً للإرهاب الذي يُتحدّث عن تغذيته ـ مادّياً ـ من بعض الدول العربيّة؟!
وإنّنا ندعو إلى أن تتعاون إيران والدول العربية، ولاسيّما دول الخليج، لإيجاد صداقة سياسية وأمنية واقتصاديّة، وخصوصاً أنّ إيران أكبر دولة خليجية، وأنّ علاقاتها الاقتصاديّة مع بعض دول الخليج تُعد بمليارات الدولارات.
أمّا بالنسبة لمسألة الملفّ النووي الإيراني، فلا بدّ لجميع الأفرقاء من التحاور حوله، ولا سيّما مع تأكيد إيران ووكالة الطاقة الذرّية أنّه ملفّ سلمي، ولا ندري لماذا لم تتحدّث دول المنطقة عن الخطر الإسرائيلي النووي الذي يمثّل الخطر على المنطقة كلّها؟!
وعلى صعيدٍ آخر، أعلنت الولايات المتّحدة الأمريكية أنّها سوف تساعد لبنان بطائرات تدريب قديمة. والسؤال: لماذا لم تقدّم لهذا البلد الذي يواجه أخطار العدوان الإسرائيلي منذ عشرات السنين، طائراتٍ جديدة، أو أجهزة دفاعيّة متقدّمة، يملك معها الدفاع عن أرضه وشعبه، في الوقت الذي تقدّم لكيان العدوّ أحدث الطائرات التي لم تستخدمها أمريكا لحدّ الآن... إنّ السبب الوحيد لذلك هو أنّ أمريكا ملتزمة بالأمن الإسرائيلي على حساب كلّ المنطقة، وتريد لإسرائيل أن تكون أقوى دولة في المنطقة حتّى تستطيع الدفاع عن الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة الواقع العربيّ والإسلاميّ كلّه.
أمريكا: سياسة خلط الأوراق
ولا تزال أمريكا تتحرّك في العالم من أجل بسط نفوذها السياسي والأمني بالمستوى الذي تمتدّ فيه الفوضى التي ترتكز عليها خطّتها لتخلط الأوراق ولتصنع التعقيدات، ولتربك الأوضاع، كما نلاحظ ذلك في أكثر من منطقة تعاني فقدان التوازن في الحرّيات العامّة، في حركة حلفاء أمريكا الذين توظّفهم لإنتاج المزيد من المآسي لشعوبهم، من خلال قوانين الطوارئ المفروضة على المعارضة المتّهمة بالإرهاب؛ وهذا ما نلاحظه في باكستان وأفغانستان إلى جانب الأوضاع القلقة في لبنان، من خلال الوصاية السياسية المتحرّكة في أكثر من موقع؛ حتّى أنّ أمريكا فرضت شروطاً للرئيس المنتخب، أهمّها بأن يلتزم ويتعهّد علناً بإنجاز القرار 1559 الذي يتضمّن نزع سلاح المقاومة. هذا، إلى جانب الضغط على المعارضة في الخطوط السياسية المستقبليّة في الحالات التي قد يكون لبنان بحاجة إليها في قضايا الأمن والاقتصاد والإدارة.
هل ينتظر لبنان رئيس دولة أم رئيس ساحة؟
إنّ المرحلة التي يمرّ بها البلد هي من أكثر المراحل خطورةً وحساسيّةً وتعقيداً؛ لأنّ الواقع يتحرّك بين فراغٍ دستوريّ لا يعرف أحد نتائجه السلبيّة، ومشكلة النصاب المعقّد.. واللبنانيّون لا يزالون يلعبون بمصير البلد، تحت تأثير اللاعب الأمريكي الأكبر، إلى جانب الحركة السياسية الفرنسيّة التي تبحث عن موقع لها في الحلّ. أمّا المواطنون، فإنّهم حائرون في مصيرهم، ولاسيّما أنّهم يسمعون كلاماً يوحي بالخوف والترهيب، ولا ترغيب في الحياة والواقع.