أكّد أهميّة الأصوات العربيّة التي ردّت على تهديدات العدوّ داعياً إلى رسم الخطط الجاهزة للمواجهة
فضل الله: لإخراج المنطقة العربيّة والإسلاميّة من حال التّرويع والتّخويف بالحرب أو الفتنة
رأى سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ الأميركيّين والصّهاينة يراهنون على ترويع المنطقة بالتّهديد بالحرب، وبالتّلويح بإشعال نيران الفتنة المذهبيّة، داعياً الشّعوب العربيّة والإسلاميّة إلى مساعدة الشعب العراقي في سعيه لتجاوز ألغام هذه الفتنة، محذّراً من أنّ القوم يريدون إشعال ما تبقّى من المسألة الفلسطينيّة بلهيب العراق الّذي يريدونه مشتعلاً لحساب مشاريعهم.
ولاحظ أنّ "أوباما" أفسح للعدوّ الإسرائيلي لكي يملأ الفراغ السياسي في المنطقة عبر تهديدات واستعراضات عسكريّة وأمنيّة مستمرّة، مؤكّداً أهميّة الأصوات العربيّة التي ردّت على تهديدات العدوّ، داعياً إلى تحويل هذه المواقف إلى خططٍ جاهزةٍ لهزيمة العدوّ عندما يفكّر في عدوانٍ جديدٍ أو مغامرةٍ جديدة.
علّق سماحته على التّهديدات الإسرائيليّة الأخيرة والمواقف الأميركيّة الدّاعمة للعدوّ بتصريحٍ جاء فيه:
إنّ ما تعيشه المنطقة في هذه الأيّام من أجواء ملبّدة، ومن غليانٍ على المستوى السياسيّ، الذي قد يطلّ على توتّرات أمنيّة معقّدة في مناطق جديدة، لا ينطلق من العقليّة الصّهيونيّة فحسب، بل من قرارات أميركيّة، ومن سياسة إدارة أوباما التي قضت بإتاحة الفرصة أكثر للمسؤولين الإسرائيليّين لكي يوزّعوا تهديداتهم في طول المنطقة وعرضها، لأنها تريد لعُراضة الحرب أن تكون جزءاً من حال الضّغط التي تمارسها ضدّ محور الممانعة في المنطقة.
لقد برز في الآونة الأخيرة أنّ إدارة أوباما لا تتطلّع إلى سحب اليد من الملفّات المشتعلة في المنطقة، بقدر ما تخطّط للعبث بهذه الملفّات، تارةً من خلال إطلاق يد العدوّ الإسرائيليّ للقيام بعمليّات أمنيّة واغتيالات، وطوراً من خلال تهديداته، مضافاً إليها حركة سفراء أميركا ومبعوثيها إلى المنطقة الّذين يتدخّلون في تفاصيل العمليّة السياسيّة في هذا البلد أو ذاك، كما رأينا السّفير الأميركيّ في العراق يتدخّل في بعض القرارات المتّصلة بالانتخابات العراقيّة، وهو ما لاحظه الجميع قبل الانتخابات اللّبنانيّة وبعدها، في حركة نائب الرّئيس الأميركيّ، ثم حركة السّفيرة الأميركيّة التي تتدخّل في كلّ شاردةٍ وواردةٍ في لبنان.
إنّ "أوباما" الّذي يُغفل المنطقة والمسألة الفلسطينيّة في خطاب "حالة الاتحاد"، يترك الفراغ لكيان العدوّ لكي يملأه من جهة، ولمبعوثيه وسفرائه ليضغطوا على أكثر من جهة وفي أكثر من بلد، وخصوصاً في لبنان والعراق، ليتناغم هذا الضّغط مع التّهديدات المتواصلة بضرب لبنان وسوريا، ومع تلك التي تتحدّث عن ترك الخيار العسكريّ مفتوحاً ضدّ إيران، والتي تلتقي فيها أصوات غربيّة بالأصوات الإسرائيليّة، الأمر الّذي يعني أنّ الإدارة الأميركيّة انفتحت على خطوط الفوضى من أبوابها الواسعة، وقرّرت أن تحرق أيديها مجدّداً بتفاصيل الأوضاع في المنطقة، وأن تستمع إلى نصائح بعض أهل الساسة القدماء في الولايات المتّحدة الأميركيّة ممن ينفخ ببوق الحرب على إيران من جهة، وبوق الفتنة المذهبيّة من جهةٍ أخرى، فيما يثيره من أن التّوازن في المنطقة قد تعرّض للاختلال، وأنّ أفضل السّبل لإعادته تكمن في حرب سنيّة شيعيّة تنطلق من العراق إلى المواقع الأخرى.
إنّ علينا كعربٍ ومسلمين أن نعرف أنّ القوم لا يفكّرون في التّوازن إلا من زاوية عودة الولايات المتّحدة الأميركيّة إلى موقعها الإمبراطوريّ القائم على البطش العسكريّ والسّيطرة الماليّة والاقتصاديّة، وعودة الكيان الصّهيونيّ إلى مواقعه السّابقة التي تداعت بفعل حرب تموز وتداعياتها الكبرى التي هزّت هذا الكيان.
كما علينا أن نعرف أنّ القوم عندما يتحدّثون عن العراق كمركز الثّقل في التّوازن الاستراتيجيّ في المنطقة، إنما يخطّطون لتأليب فريقٍ على آخر، ويريدون للأدوار العربيّة والإسلاميّة أن تتصارع في العراق، لأنّهم يتطلّعون إلى عراقٍ مشتعلٍ يحرق بلهيبه ما تبقّى من القضيّة الفلسطينيّة، خصوصاً إذا جاءت نتائج الانتخابات بعكس ما يتطلّعون ويتوقّعون.
وإذا كان الأميركيّون والصّهاينة يراهنون على ترويع المنطقة تارةً بالتّهديد بالحرب، وأخرى بالتّلويح بعصا الفتنة المذهبيّة، فإنّنا نراهن على وعي الشّعب العراقي الذي يستطيع محاصرة الفتنة وقطع الأيدي التي تعمل لها، وتجاوز كلّ الألغام التي تزرعها جهات تكفيريّة تخدم العدوّ في الوقت الّذي تعتقد أنها تعمل لحسابها الخاصّ. وقد نجح الشّعب العراقي في تجاوز ذلك على الرّغم من وحشيّة حرب التّفجيرات وهمجيّة الجهات الّتي تقف وراءها. وعلى الشّعوب العربيّة والإسلاميّة بقياداتها العلميّة، وشخصيّاتها المنفتحة على القضايا الكبرى، أن تواكب مسيرة هذا الشّعب، بروحٍ عربيّة وإسلاميّة عالية تنبذ الفتنة ومن يُشعل نيرانها، وتلاحق القتلة بالموقف الإسلاميّ الحاسم، وبالمحاصرة الميدانيّة، لتجعلهم يخسرون، وليخسر معهم المحتلّ، فيخرج من أرض الرّافدين يجرّ أذيال الخيبة والخسران، كمقدّمة لخروجه من المنطقة، ورفع كاهله الاستكباريّ عنها.
ونحن في الوقت نفسه، ندعو إلى إخراج المنطقة العربيّة والإسلاميّة من حال التّخويف التي يُراد لها أن تضغط على قراراتها المصيريّة، بالتّأكيد أنّ العرب والمسلمين قادرون على هزيمة الكيان الصّهيونيّ مجدّداً، وعلى إزاحته عن عرش التفوّق النّوعي الّذي يدّعيه. وبذلك، فإنّنا نؤكّد أهميّة الأصوات العربيّة التي انطلقت لتردّ على تهديدات العدوّ، ونريد لهذه المواقف أن تتحوّل إلى خططٍ جاهزة، قادرة على إفشال خطط العدوّ وهزيمته إذا حاول القيام بعدوان جديد ومغامرة جديدة.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 23 صفر1431 هـ الموافق: 07/02/2010 م
أكّد أهميّة الأصوات العربيّة التي ردّت على تهديدات العدوّ داعياً إلى رسم الخطط الجاهزة للمواجهة
فضل الله: لإخراج المنطقة العربيّة والإسلاميّة من حال التّرويع والتّخويف بالحرب أو الفتنة
رأى سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ الأميركيّين والصّهاينة يراهنون على ترويع المنطقة بالتّهديد بالحرب، وبالتّلويح بإشعال نيران الفتنة المذهبيّة، داعياً الشّعوب العربيّة والإسلاميّة إلى مساعدة الشعب العراقي في سعيه لتجاوز ألغام هذه الفتنة، محذّراً من أنّ القوم يريدون إشعال ما تبقّى من المسألة الفلسطينيّة بلهيب العراق الّذي يريدونه مشتعلاً لحساب مشاريعهم.
ولاحظ أنّ "أوباما" أفسح للعدوّ الإسرائيلي لكي يملأ الفراغ السياسي في المنطقة عبر تهديدات واستعراضات عسكريّة وأمنيّة مستمرّة، مؤكّداً أهميّة الأصوات العربيّة التي ردّت على تهديدات العدوّ، داعياً إلى تحويل هذه المواقف إلى خططٍ جاهزةٍ لهزيمة العدوّ عندما يفكّر في عدوانٍ جديدٍ أو مغامرةٍ جديدة.
علّق سماحته على التّهديدات الإسرائيليّة الأخيرة والمواقف الأميركيّة الدّاعمة للعدوّ بتصريحٍ جاء فيه:
إنّ ما تعيشه المنطقة في هذه الأيّام من أجواء ملبّدة، ومن غليانٍ على المستوى السياسيّ، الذي قد يطلّ على توتّرات أمنيّة معقّدة في مناطق جديدة، لا ينطلق من العقليّة الصّهيونيّة فحسب، بل من قرارات أميركيّة، ومن سياسة إدارة أوباما التي قضت بإتاحة الفرصة أكثر للمسؤولين الإسرائيليّين لكي يوزّعوا تهديداتهم في طول المنطقة وعرضها، لأنها تريد لعُراضة الحرب أن تكون جزءاً من حال الضّغط التي تمارسها ضدّ محور الممانعة في المنطقة.
لقد برز في الآونة الأخيرة أنّ إدارة أوباما لا تتطلّع إلى سحب اليد من الملفّات المشتعلة في المنطقة، بقدر ما تخطّط للعبث بهذه الملفّات، تارةً من خلال إطلاق يد العدوّ الإسرائيليّ للقيام بعمليّات أمنيّة واغتيالات، وطوراً من خلال تهديداته، مضافاً إليها حركة سفراء أميركا ومبعوثيها إلى المنطقة الّذين يتدخّلون في تفاصيل العمليّة السياسيّة في هذا البلد أو ذاك، كما رأينا السّفير الأميركيّ في العراق يتدخّل في بعض القرارات المتّصلة بالانتخابات العراقيّة، وهو ما لاحظه الجميع قبل الانتخابات اللّبنانيّة وبعدها، في حركة نائب الرّئيس الأميركيّ، ثم حركة السّفيرة الأميركيّة التي تتدخّل في كلّ شاردةٍ وواردةٍ في لبنان.
إنّ "أوباما" الّذي يُغفل المنطقة والمسألة الفلسطينيّة في خطاب "حالة الاتحاد"، يترك الفراغ لكيان العدوّ لكي يملأه من جهة، ولمبعوثيه وسفرائه ليضغطوا على أكثر من جهة وفي أكثر من بلد، وخصوصاً في لبنان والعراق، ليتناغم هذا الضّغط مع التّهديدات المتواصلة بضرب لبنان وسوريا، ومع تلك التي تتحدّث عن ترك الخيار العسكريّ مفتوحاً ضدّ إيران، والتي تلتقي فيها أصوات غربيّة بالأصوات الإسرائيليّة، الأمر الّذي يعني أنّ الإدارة الأميركيّة انفتحت على خطوط الفوضى من أبوابها الواسعة، وقرّرت أن تحرق أيديها مجدّداً بتفاصيل الأوضاع في المنطقة، وأن تستمع إلى نصائح بعض أهل الساسة القدماء في الولايات المتّحدة الأميركيّة ممن ينفخ ببوق الحرب على إيران من جهة، وبوق الفتنة المذهبيّة من جهةٍ أخرى، فيما يثيره من أن التّوازن في المنطقة قد تعرّض للاختلال، وأنّ أفضل السّبل لإعادته تكمن في حرب سنيّة شيعيّة تنطلق من العراق إلى المواقع الأخرى.
إنّ علينا كعربٍ ومسلمين أن نعرف أنّ القوم لا يفكّرون في التّوازن إلا من زاوية عودة الولايات المتّحدة الأميركيّة إلى موقعها الإمبراطوريّ القائم على البطش العسكريّ والسّيطرة الماليّة والاقتصاديّة، وعودة الكيان الصّهيونيّ إلى مواقعه السّابقة التي تداعت بفعل حرب تموز وتداعياتها الكبرى التي هزّت هذا الكيان.
كما علينا أن نعرف أنّ القوم عندما يتحدّثون عن العراق كمركز الثّقل في التّوازن الاستراتيجيّ في المنطقة، إنما يخطّطون لتأليب فريقٍ على آخر، ويريدون للأدوار العربيّة والإسلاميّة أن تتصارع في العراق، لأنّهم يتطلّعون إلى عراقٍ مشتعلٍ يحرق بلهيبه ما تبقّى من القضيّة الفلسطينيّة، خصوصاً إذا جاءت نتائج الانتخابات بعكس ما يتطلّعون ويتوقّعون.
وإذا كان الأميركيّون والصّهاينة يراهنون على ترويع المنطقة تارةً بالتّهديد بالحرب، وأخرى بالتّلويح بعصا الفتنة المذهبيّة، فإنّنا نراهن على وعي الشّعب العراقي الذي يستطيع محاصرة الفتنة وقطع الأيدي التي تعمل لها، وتجاوز كلّ الألغام التي تزرعها جهات تكفيريّة تخدم العدوّ في الوقت الّذي تعتقد أنها تعمل لحسابها الخاصّ. وقد نجح الشّعب العراقي في تجاوز ذلك على الرّغم من وحشيّة حرب التّفجيرات وهمجيّة الجهات الّتي تقف وراءها. وعلى الشّعوب العربيّة والإسلاميّة بقياداتها العلميّة، وشخصيّاتها المنفتحة على القضايا الكبرى، أن تواكب مسيرة هذا الشّعب، بروحٍ عربيّة وإسلاميّة عالية تنبذ الفتنة ومن يُشعل نيرانها، وتلاحق القتلة بالموقف الإسلاميّ الحاسم، وبالمحاصرة الميدانيّة، لتجعلهم يخسرون، وليخسر معهم المحتلّ، فيخرج من أرض الرّافدين يجرّ أذيال الخيبة والخسران، كمقدّمة لخروجه من المنطقة، ورفع كاهله الاستكباريّ عنها.
ونحن في الوقت نفسه، ندعو إلى إخراج المنطقة العربيّة والإسلاميّة من حال التّخويف التي يُراد لها أن تضغط على قراراتها المصيريّة، بالتّأكيد أنّ العرب والمسلمين قادرون على هزيمة الكيان الصّهيونيّ مجدّداً، وعلى إزاحته عن عرش التفوّق النّوعي الّذي يدّعيه. وبذلك، فإنّنا نؤكّد أهميّة الأصوات العربيّة التي انطلقت لتردّ على تهديدات العدوّ، ونريد لهذه المواقف أن تتحوّل إلى خططٍ جاهزة، قادرة على إفشال خطط العدوّ وهزيمته إذا حاول القيام بعدوان جديد ومغامرة جديدة.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 23 صفر1431 هـ الموافق: 07/02/2010 م