الانسحاب الأميركي من العراق لن يجعل الأوضاع سيئة أكثر مما هي عليه والكثير من المشاكل سوف يحل بعد رحيل الاحتلال

الانسحاب الأميركي من العراق لن يجعل الأوضاع سيئة أكثر مما هي عليه والكثير من المشاكل سوف يحل بعد رحيل الاحتلال

بيروت - الدستور - نضال حمادة
أفتى بحرمة النيل من الصحابة ، وأجاز دفع الخمس إلى فصائل المقاومة الفلسطينية. كان من أوائل خطباء الجمعة الذين واجهوا الإحتلال الإسرائيلي للبنان واعترضوا على وجود القوات المتعددة الجنسيات في ثمانينيات القرن الماضي .يؤيد بلا تحفظ المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق ، فبيته الذي يبعد بضعة أمتار عن شقة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، دمر في الأيام الأولى لحرب تموز 2006 بالتزامن مع منزل الأول .ليس لإيران نية للسيطرة على العراق يقول السيد الذي ينفي وجود حرب شيعية - سنية في العراق ، محملا المسؤولية للقاعدة بالقتل العشوائي للعراقيين ، و لا يوفر ميليشيات شيعية من مسؤولية القتل التي وصفها ب"حفلة الجنون".يعتبره الكثيرون نصيرا للمرأة عبر جملة من الفتاوى التي أثارت عليه حملات الكثير من علماء الدين من النجف حتى الأزهر. ويظهر تعاطفه مع المرأة ضد ما يراه إجحافا بحقها يتخذ من الإسلام غطاء. إنه المرجع الإسلامي السيد محمد حسين فضل الله الذي التقته الدستور في بيروت وكان لها معه الحوار التالي

- كيف ترون الوضع الفلسطيني؟

- عندما ندرس الوضع الفلسطيني الداخلي وعلى مستوى ما يسمى بعملية السلام نجد أن هناك جمودا مرده إلى الأوضاع المضطربة داخل إسرائيل ، حيث يقع الفلسطيني ضحية المزايدات السياسية داخل الكيان المغتصب الذي يريد طرد هذا الفلسطيني حتى من داخل أراضي 1948 بعدما طرده سابقا. لذلك فإن هذا الجدل الإسرائيلي الذي قد يصل إلى انتخابات مبكرة بعد سقوط ليفني في تشكيل حكومة ، ما يعزز إمكانية وصول اليمين المتطرف وكل الإسرائيليين يمينيون ، ولكنهم يختلفون في طريقة النظرة السلبية التي يرى فيها كل طرف منهم الشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية. لذلك أعتقد أننا مقبلون على مرحلة غير واضحة المعالم من حيث التطورات الدولية وتطورات السياسة العربية في مجارات السياسة الدولية ، وسياسة الإدارة الأميركية الجديدة ، حيث وجدنا المرشح اوباما يزايد حتى على الصهاينة أما مؤتمر إيباك ، ولا ندري إن كان هذا موقف المرشح أوباما أم موقف الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأميركية؟ لأننا تعودنا من الإدارات الأميركية المتعاقبة سواء كانوا جمهوريين ام ديمقراطيين أنهم يمكن أن يختلفوا حول القضايا الداخلية ، أو حتى على بعض القضايا الدولية ، غير أنهم يتفقون دائما على ولائهم المطلق لإسرائيل. لذلك أنا أتوقع أن تمر القضية الفلسطينية بمرحلة جمود طويلة حتى يدرس الرئيس الأميركي الجديد كيفية التعامل معها ، وحتى تنجلي نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ، هذا إضافة إلى الخلافات الفلسطينية الداخلية التي دمرت الواقع السياسي الفلسطيني وأصابت الشعب الفلسطيني بما شبه اليأس من الوصول إلى حل عادل ومقبول.

- كيف يمكن أن نحافظ على محورية القضية الفلسطينية؟

- ألموقف الإسلامي الرسمي العام الذي يتمثل بمنظمة المؤتمر الإسلامي ، كله موافق على بقاء إسرائيل كدولة يهودية في قلب العالم العربي. والمشكلة تكمن في شروط هذا البقاء . ونحن نلاحظ أنه منذ العام 1967 كل التنازلات التي حصلت كانت عربية وقد توجت بمقررات قمة بيروت التي رفضتها إسرائيل معتبرة أنها لا تساوي الورق الذي كتبت عليه . ونحن نعلم أن هذا الرفض الإسرائيلي يأتي من خلال الضعف العربي وسيطرة أميركا على القرار السياسي في العالم العربي. ولعل الموقف الإيراني المتشدد من اليهود والذي عبر عنه الرئيس أحمدي نجاد ينبع من خلفية عدم شرعية وجود دولة يهودية في فلسطين لأنها ارض مغتصبة ، وهذا الأمر هو الذي يجعل أميركا تتخذ موقفا معاديا لإيران لأن قضية الملف النووي ليست بالأهمية التي يراد تصويرها.

- طالما تحدثتم عن إيران ، هناك تخوف عربي من النفوذ الإيراني. كيف يمكن طمأنة العرب في هذا المجال؟

- إيران دولة إقليمية كبيرة وهي كباقي الدول تتحرك من أجل الحفاظ على مصالحها ، وتطبيق استراتيجيتها في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية ، لهذا وقفت إيران بشكل حازم ضد تواجد القوات الأميركية والبريطانية في العراق. وهي دعمت فصائل المقاومة هناك وهذا ليس بهدف السيطرة على العراق لأن إيران تعلم أنه من الصعب عليها أن تسيطر على العراق لأن العراقيين ليسو جميعا مع النفوذ الإيراني ، وهذا يحدث داخل الدائرة الشيعية حيث يوجد أناس لا يريدون التدخل الإيراني ، كما يوجد أناس يؤيدون هذا التدخل ، فضلا عن الأوضاع الإقليمية والدولية المحيطة بالعراق. غير أن إيران وجدت أن أميركا أصبحت على حدودها بعد احتلال العراق وان هذا التواجد الأميركي يشكل خطرا على أمنها القومي لأن أميركا كانت تعتبر إيران هدفا مقبلا لها.

- هناك حديث عن مد شيعي في العالم العربي؟

- أنا طالبت الذين أثاروا موضوع المد الشيعي ان يقدموا لنا إحصاءات عن نسبة السنة الذين يتشيعون عبر تقديم الأموال لهم بالملايين أو بالمليارات كما يقولون. قد يكون هناك سنة دخلوا في التشييع كما ان هناك شيعة يدخلون في التسنن ولا أرى في هذا ضيرا ، كما أننا لا يمكننا منع حرية التفكير والاختيار للناس ، وأنا أعيد المطالبة بتقديم أي دليل ملموس عن ملايين إيرانية تصرف في سبيل تشيع الناس في مصر. وألاحظ أن انتقال المسلم إلى دين آخر لم يثر ضجة لدى هؤلاء. الحقيقة أن هناك تأييدا شعبيا واسعا في العالمين العربي والإسلامي للمقاومة في لبنان ، وقد يؤثر هذا التأييد على بعض الناس عاطفيا فينتقلون إلى التشييع ، وهذا أمر حصل إبان الحقبة الناصرية حيث كان لمواقف عبد الناصر في الصمود أمام إسرائيل والمحتل ، وفي السعي إلى الوحدة العربية ، أثرا كبير في انتشار المد الناصري. حيث كان معظم الشيعة في لبنان من المحبين لعبد الناصر.

- كيف يمكن تجنب حرب بين السنة والشيعة في العراق في حال حدوث انسحاب أميركي مفاجىء؟

- ليس هناك حربا مذهبية بين السنة والشيعة في العراق . ولكن هناك عملية سياسية ترعاها أميركا وتستخدمها مذهبيا لمصلحتها فضلا عن تصرفات تنظيم القاعدة الذي فقد البوصلة فلم يميز بين المحتل وأهل البلد وقتل من العراقيين الكثير دون وجه حق. هناك جنون عراقي حصل بعض تدمير مقام الإمامين العسكريين ، ورغم فتاوى علماء الشيعة بحرمة قتل المسلم للمسلم ، وحرمة قتل من هو ليس معتد ، استمرت القاعدة في نهجها وجاءت ميليشيات من بعض الشيعة لتمارس القتل المذهبي على طريقة القاعدة وهذا أمر مدان ومحرم في الإسلام. أنا أملك معلومات عن استخدام أميركا لتنظيم القاعدة من أجل إطالة فترة بقائها وتأليب العراقيين على المقاومة كما حصل مع الصحوات التي هي سنية بغالبيتها. أي انسحاب أميركي لن يجعل الأوضاع سيئة أكثر مما عليه الآن ، بل أنا أعتقد أن الكثير من المشاكل سوف تحل بين العراقيين بعد ذهاب الاحتلال.. لن تكون هناك حرب سنية - شيعية في حال قيام أميركا بانسحاب مفاجئ من العراق.

- فتاواكم تناصر المرأة.. ما يثير عليكم غضب بعض المفتين في العالم الإسلامي؟

- نحن منذ البداية أفتينا انه لا مانع من ان تكشف المرأة عن وجهها ويديها وقدميها وفقا للآية الكريمة: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.) والمراد هنا ما تحتاجه المرأة في حياتها الطبيعية في السوق وفي العمل وفي أمور الحياة الأخرى. لذلك نحن قلنا أن تغطية الوجه ليست واجبة في الإسلام.كما أنه لا مانع لدينا أن تركب المرأة الخيل وتشارك في سباقات الخيل طالما كانت ترتدي لباسا محتشما ، فضلا عن حقها في ممارسة الرياضة والجمباز مثلا وحقها في تعلم الكاراتيه والجودو ما يمكنها من الدفاع عن نفسها. كما انه ليس هناك ما يمنع أن تقود المرأة السيارة. أما الفتوى التي أثارت ردود الفعل فنحن نرى ان للمرأة حق الدفاع عن النفس في حال الاضطهاد الزوجي الذي يصل إلى حد التعسف كالضرب المدمي مثلا ، إذا لم تتوفر للمرأة أساليب أخرى لمنع الأذية عنها عبر القضاء أو عبر تدخل الجيران لإنقاذها. وهذا ما أثار حفيظة العبيكان وبعض مشايخ الأزهر. نحن قلنا هذا لأن الله يقول ( ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم). المرأة إنسان مثل الرجل وهي يمكن أن تتفوق من حيث المعرفة العلمية ، ولها دور في الحياة كما للرجل ويمكن لها أن تترشح للانتخابات وتتولى المراكز العليا في الدولة وفقا لمعرفتها وحسن إدارتها.

- ما هي أولويات الإفتاء المعاصر بالنسبة لكم؟

- الاجتهاد ينطلق من الدراسة الموضوعية للقضايا التي تعني المسلم ومن الطبيعي أن الأولويات في الاجتهاد تتبع الحاجة الإنسانية ، الله يقول ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم) فالله سبحانه تعالى يريدنا أن نتحرك من أجل الحياة في كل مواقعها وفي كل حاجاتها.
التاريخ : 18-11-2008
- كيف ترون الوضع الفلسطيني؟

- عندما ندرس الوضع الفلسطيني الداخلي وعلى مستوى ما يسمى بعملية السلام نجد أن هناك جمودا مرده إلى الأوضاع المضطربة داخل إسرائيل ، حيث يقع الفلسطيني ضحية المزايدات السياسية داخل الكيان المغتصب الذي يريد طرد هذا الفلسطيني حتى من داخل أراضي 1948 بعدما طرده سابقا. لذلك فإن هذا الجدل الإسرائيلي الذي قد يصل إلى انتخابات مبكرة بعد سقوط ليفني في تشكيل حكومة ، ما يعزز إمكانية وصول اليمين المتطرف وكل الإسرائيليين يمينيون ، ولكنهم يختلفون في طريقة النظرة السلبية التي يرى فيها كل طرف منهم الشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية. لذلك أعتقد أننا مقبلون على مرحلة غير واضحة المعالم من حيث التطورات الدولية وتطورات السياسة العربية في مجارات السياسة الدولية ، وسياسة الإدارة الأميركية الجديدة ، حيث وجدنا المرشح اوباما يزايد حتى على الصهاينة أما مؤتمر إيباك ، ولا ندري إن كان هذا موقف المرشح أوباما أم موقف الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأميركية؟ لأننا تعودنا من الإدارات الأميركية المتعاقبة سواء كانوا جمهوريين ام ديمقراطيين أنهم يمكن أن يختلفوا حول القضايا الداخلية ، أو حتى على بعض القضايا الدولية ، غير أنهم يتفقون دائما على ولائهم المطلق لإسرائيل. لذلك أنا أتوقع أن تمر القضية الفلسطينية بمرحلة جمود طويلة حتى يدرس الرئيس الأميركي الجديد كيفية التعامل معها ، وحتى تنجلي نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ، هذا إضافة إلى الخلافات الفلسطينية الداخلية التي دمرت الواقع السياسي الفلسطيني وأصابت الشعب الفلسطيني بما شبه اليأس من الوصول إلى حل عادل ومقبول.

- كيف يمكن أن نحافظ على محورية القضية الفلسطينية؟

- ألموقف الإسلامي الرسمي العام الذي يتمثل بمنظمة المؤتمر الإسلامي ، كله موافق على بقاء إسرائيل كدولة يهودية في قلب العالم العربي. والمشكلة تكمن في شروط هذا البقاء . ونحن نلاحظ أنه منذ العام 1967 كل التنازلات التي حصلت كانت عربية وقد توجت بمقررات قمة بيروت التي رفضتها إسرائيل معتبرة أنها لا تساوي الورق الذي كتبت عليه . ونحن نعلم أن هذا الرفض الإسرائيلي يأتي من خلال الضعف العربي وسيطرة أميركا على القرار السياسي في العالم العربي. ولعل الموقف الإيراني المتشدد من اليهود والذي عبر عنه الرئيس أحمدي نجاد ينبع من خلفية عدم شرعية وجود دولة يهودية في فلسطين لأنها ارض مغتصبة ، وهذا الأمر هو الذي يجعل أميركا تتخذ موقفا معاديا لإيران لأن قضية الملف النووي ليست بالأهمية التي يراد تصويرها.

- طالما تحدثتم عن إيران ، هناك تخوف عربي من النفوذ الإيراني. كيف يمكن طمأنة العرب في هذا المجال؟

- إيران دولة إقليمية كبيرة وهي كباقي الدول تتحرك من أجل الحفاظ على مصالحها ، وتطبيق استراتيجيتها في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية ، لهذا وقفت إيران بشكل حازم ضد تواجد القوات الأميركية والبريطانية في العراق. وهي دعمت فصائل المقاومة هناك وهذا ليس بهدف السيطرة على العراق لأن إيران تعلم أنه من الصعب عليها أن تسيطر على العراق لأن العراقيين ليسو جميعا مع النفوذ الإيراني ، وهذا يحدث داخل الدائرة الشيعية حيث يوجد أناس لا يريدون التدخل الإيراني ، كما يوجد أناس يؤيدون هذا التدخل ، فضلا عن الأوضاع الإقليمية والدولية المحيطة بالعراق. غير أن إيران وجدت أن أميركا أصبحت على حدودها بعد احتلال العراق وان هذا التواجد الأميركي يشكل خطرا على أمنها القومي لأن أميركا كانت تعتبر إيران هدفا مقبلا لها.

- هناك حديث عن مد شيعي في العالم العربي؟

- أنا طالبت الذين أثاروا موضوع المد الشيعي ان يقدموا لنا إحصاءات عن نسبة السنة الذين يتشيعون عبر تقديم الأموال لهم بالملايين أو بالمليارات كما يقولون. قد يكون هناك سنة دخلوا في التشييع كما ان هناك شيعة يدخلون في التسنن ولا أرى في هذا ضيرا ، كما أننا لا يمكننا منع حرية التفكير والاختيار للناس ، وأنا أعيد المطالبة بتقديم أي دليل ملموس عن ملايين إيرانية تصرف في سبيل تشيع الناس في مصر. وألاحظ أن انتقال المسلم إلى دين آخر لم يثر ضجة لدى هؤلاء. الحقيقة أن هناك تأييدا شعبيا واسعا في العالمين العربي والإسلامي للمقاومة في لبنان ، وقد يؤثر هذا التأييد على بعض الناس عاطفيا فينتقلون إلى التشييع ، وهذا أمر حصل إبان الحقبة الناصرية حيث كان لمواقف عبد الناصر في الصمود أمام إسرائيل والمحتل ، وفي السعي إلى الوحدة العربية ، أثرا كبير في انتشار المد الناصري. حيث كان معظم الشيعة في لبنان من المحبين لعبد الناصر.

- كيف يمكن تجنب حرب بين السنة والشيعة في العراق في حال حدوث انسحاب أميركي مفاجىء؟

- ليس هناك حربا مذهبية بين السنة والشيعة في العراق . ولكن هناك عملية سياسية ترعاها أميركا وتستخدمها مذهبيا لمصلحتها فضلا عن تصرفات تنظيم القاعدة الذي فقد البوصلة فلم يميز بين المحتل وأهل البلد وقتل من العراقيين الكثير دون وجه حق. هناك جنون عراقي حصل بعض تدمير مقام الإمامين العسكريين ، ورغم فتاوى علماء الشيعة بحرمة قتل المسلم للمسلم ، وحرمة قتل من هو ليس معتد ، استمرت القاعدة في نهجها وجاءت ميليشيات من بعض الشيعة لتمارس القتل المذهبي على طريقة القاعدة وهذا أمر مدان ومحرم في الإسلام. أنا أملك معلومات عن استخدام أميركا لتنظيم القاعدة من أجل إطالة فترة بقائها وتأليب العراقيين على المقاومة كما حصل مع الصحوات التي هي سنية بغالبيتها. أي انسحاب أميركي لن يجعل الأوضاع سيئة أكثر مما عليه الآن ، بل أنا أعتقد أن الكثير من المشاكل سوف تحل بين العراقيين بعد ذهاب الاحتلال.. لن تكون هناك حرب سنية - شيعية في حال قيام أميركا بانسحاب مفاجئ من العراق.

- فتاواكم تناصر المرأة.. ما يثير عليكم غضب بعض المفتين في العالم الإسلامي؟

- نحن منذ البداية أفتينا انه لا مانع من ان تكشف المرأة عن وجهها ويديها وقدميها وفقا للآية الكريمة: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.) والمراد هنا ما تحتاجه المرأة في حياتها الطبيعية في السوق وفي العمل وفي أمور الحياة الأخرى. لذلك نحن قلنا أن تغطية الوجه ليست واجبة في الإسلام.كما أنه لا مانع لدينا أن تركب المرأة الخيل وتشارك في سباقات الخيل طالما كانت ترتدي لباسا محتشما ، فضلا عن حقها في ممارسة الرياضة والجمباز مثلا وحقها في تعلم الكاراتيه والجودو ما يمكنها من الدفاع عن نفسها. كما انه ليس هناك ما يمنع أن تقود المرأة السيارة. أما الفتوى التي أثارت ردود الفعل فنحن نرى ان للمرأة حق الدفاع عن النفس في حال الاضطهاد الزوجي الذي يصل إلى حد التعسف كالضرب المدمي مثلا ، إذا لم تتوفر للمرأة أساليب أخرى لمنع الأذية عنها عبر القضاء أو عبر تدخل الجيران لإنقاذها. وهذا ما أثار حفيظة العبيكان وبعض مشايخ الأزهر. نحن قلنا هذا لأن الله يقول ( ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم). المرأة إنسان مثل الرجل وهي يمكن أن تتفوق من حيث المعرفة العلمية ، ولها دور في الحياة كما للرجل ويمكن لها أن تترشح للانتخابات وتتولى المراكز العليا في الدولة وفقا لمعرفتها وحسن إدارتها.

- ما هي أولويات الإفتاء المعاصر بالنسبة لكم؟

- الاجتهاد ينطلق من الدراسة الموضوعية للقضايا التي تعني المسلم ومن الطبيعي أن الأولويات في الاجتهاد تتبع الحاجة الإنسانية ، الله يقول ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم) فالله سبحانه تعالى يريدنا أن نتحرك من أجل الحياة في كل مواقعها وفي كل حاجاتها.
التاريخ : 18-11-2008
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية