بيان توقف فيه أمام قرار المحكمة الإسرائيلية العليا

بيان توقف فيه أمام قرار المحكمة الإسرائيلية العليا

دعم الشعب الفلسطيني إعلامياً وسياسياً ومالياً وغير ذلك هو من أوجب الواجبات
فضل الله: ما يواجهه الفلسطينيون من حرب إبادة هو صناعة يهودية وعربية وأمريكية

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً توقّف فيه أمام قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بالموافقة على تقليص إمداد قطاع غزّة بالكهرباء، جاء فيه:

في الوقت الذي يعود العرب من "أنابوليس" مطأطئي الرؤوس أمام رئيس وزراء العدو الذي بدا منتشياً ومفاخراً بأنه "يمكن التفكير أن كل هذه المجموعة تصفق لإسرائيل طوال الوقت" كانت المحكمة الإسرائيلية العليا تصدر قراراً تؤيد فيه قرار حكومة العدو بتقليص إمداد قطاع غزّة بالكهرباء، والنظر ـ بعد ذلك ـ في تخفيض إمدادات الوقود غير عابئة بكل هذا الكمّ الهائل من الوقود السائل الذي يخرج من بطن الأرض العربية ويذهب إلى بلاد الغرب وأقطار العالم...

إننا في الوقت الذي نعرف بأن ما يتحدث عنه العدو من ديمقراطية لا يمثل إلا شكلاً إضافياً إلى أشكال العنصرية، لأن العدو لا يُحرك هذه الديمقراطية إلا في النطاق اليهودي، حيث تقتضي مصالح إسرائيل، نعرف أيضاً بأن المحاكم الإسرائيلية تمثل الصدى القضائي للقرارات الأمنية والسياسية الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين أو عن الحكومة الإسرائيلية، فليس القضاء هناك إلا أداة تجميلية في سياق عمليات القهر والقتل والحصار الذي تمارسها السلطات الإسرائيلية لتأتي قرارات المحاكم الإسرائيلية متطابقة ـ بشكل عام ـ مع كل ما يتحرك به العدو من توسيع لدائرة الاستيطان وللجدار الفاصل وتهويد القدس والسيطرة على المياه والإذلال المتواصل للفلسطينيين على المعابر والقصف العشوائي على المدنيين وممارسة كل نوع من أنواع العقوبات الجماعية... وبعد ذلك كله يحاول العدو الإيحاء بأنه لا يتصرف إلا وفق المنطق القانوني والقضائي؟!..

إن هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في ظلّ احتلالٍ وحشيّ وهمجي لا يكفّ عن ممارسة كل الموبقات ولا يلتفت إلى أدنى قواعد القانون الدولي، إن هذا الواقع هو من صنع اليهود والعرب معاً، وتُسأل عنه الأنظمة العربية كما يُسأل عنه الاحتلال الإسرائيلي والدعم الأمريكي، لأن العرب أوشكوا أن يُسلّموا الفلسطينيين لإسرائيل في إطار سعيهم الحثيث للتحرر من القضية الفلسطينية ونفض أيديهم من كل ما يمتّ إلى فلسطين بصلة وغسلها من دم هذا الصدّيق إلى المستوى الذي نستمع فيه يومياً إلى "إنجازاتهم" في مصادرة كميات من الأسلحة أو الذخائر التي كان مقدّراً لها أن تصل إلى الشعب الفلسطيني ليدافع عن نفسه، بدلاً من أن يقفوا إلى جانب هذا الشعب ليمدوه بكل وسائل القوة والدعم أو على الأقل ليفسحوا في المجال لإمدادات الوقود أن تصل إليه على أبواب الشتاء القاسي أو يسمحوا لحجّاجه بالمرور بدلاً من مواجهة الموت والمرض على المعابر التي باتت سجوناً جديدة للفلسطينيين.

إننا أمام كل هذه المأساة التي تضرب عميقاً في المجتمع الفلسطيني نسأل مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل الهيئات والمنظمات الإنسانية: هل أن ما يحصل للفلسطينيين من قتل ومن عقوبات جماعية ينسجم مع عناوين حقوق الإنسان ومع أدنى المفاهيم الإنسانية أم أن مؤتمر "أنابوليس" كان مظاهرة دولية لإطلاق يد إسرائيل في محاصرة الفلسطينيين وتحريك واقع يشبه حرب الإبادة ضدهم بموافقة عربية يواكبها صمت إسلامي على مستوى المنظمة الأم ـ منظمة المؤتمر الإسلامي؟!.

إننا نريد للبقية الباقية في العالم الإسلامي والعربي ممن لا يزال يتحرك نبض الضمير فيهم أن يسارعوا لدعم الشعب الفلسطيني بكل وسائل الدعم السياسية والإعلامية والمالية وغيرها، لأن حماية هذا الشعب ودعم صموده هي من أوجب الواجبات، وخصوصاً في هذه المرحلة الصعبة والخطيرة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي، وأمام عالم ظالم ومستكبر لا يحمل في قلبه الإحساس الإنساني وإن حمل عناوين الإنسانية ولوّح بلافتات حقوق الإنسان هنا وهناك.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 22 ذو القعدة 1428هـ  الموافق: 02 / 12 / 2007م

دعم الشعب الفلسطيني إعلامياً وسياسياً ومالياً وغير ذلك هو من أوجب الواجبات
فضل الله: ما يواجهه الفلسطينيون من حرب إبادة هو صناعة يهودية وعربية وأمريكية

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً توقّف فيه أمام قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بالموافقة على تقليص إمداد قطاع غزّة بالكهرباء، جاء فيه:

في الوقت الذي يعود العرب من "أنابوليس" مطأطئي الرؤوس أمام رئيس وزراء العدو الذي بدا منتشياً ومفاخراً بأنه "يمكن التفكير أن كل هذه المجموعة تصفق لإسرائيل طوال الوقت" كانت المحكمة الإسرائيلية العليا تصدر قراراً تؤيد فيه قرار حكومة العدو بتقليص إمداد قطاع غزّة بالكهرباء، والنظر ـ بعد ذلك ـ في تخفيض إمدادات الوقود غير عابئة بكل هذا الكمّ الهائل من الوقود السائل الذي يخرج من بطن الأرض العربية ويذهب إلى بلاد الغرب وأقطار العالم...

إننا في الوقت الذي نعرف بأن ما يتحدث عنه العدو من ديمقراطية لا يمثل إلا شكلاً إضافياً إلى أشكال العنصرية، لأن العدو لا يُحرك هذه الديمقراطية إلا في النطاق اليهودي، حيث تقتضي مصالح إسرائيل، نعرف أيضاً بأن المحاكم الإسرائيلية تمثل الصدى القضائي للقرارات الأمنية والسياسية الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين أو عن الحكومة الإسرائيلية، فليس القضاء هناك إلا أداة تجميلية في سياق عمليات القهر والقتل والحصار الذي تمارسها السلطات الإسرائيلية لتأتي قرارات المحاكم الإسرائيلية متطابقة ـ بشكل عام ـ مع كل ما يتحرك به العدو من توسيع لدائرة الاستيطان وللجدار الفاصل وتهويد القدس والسيطرة على المياه والإذلال المتواصل للفلسطينيين على المعابر والقصف العشوائي على المدنيين وممارسة كل نوع من أنواع العقوبات الجماعية... وبعد ذلك كله يحاول العدو الإيحاء بأنه لا يتصرف إلا وفق المنطق القانوني والقضائي؟!..

إن هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في ظلّ احتلالٍ وحشيّ وهمجي لا يكفّ عن ممارسة كل الموبقات ولا يلتفت إلى أدنى قواعد القانون الدولي، إن هذا الواقع هو من صنع اليهود والعرب معاً، وتُسأل عنه الأنظمة العربية كما يُسأل عنه الاحتلال الإسرائيلي والدعم الأمريكي، لأن العرب أوشكوا أن يُسلّموا الفلسطينيين لإسرائيل في إطار سعيهم الحثيث للتحرر من القضية الفلسطينية ونفض أيديهم من كل ما يمتّ إلى فلسطين بصلة وغسلها من دم هذا الصدّيق إلى المستوى الذي نستمع فيه يومياً إلى "إنجازاتهم" في مصادرة كميات من الأسلحة أو الذخائر التي كان مقدّراً لها أن تصل إلى الشعب الفلسطيني ليدافع عن نفسه، بدلاً من أن يقفوا إلى جانب هذا الشعب ليمدوه بكل وسائل القوة والدعم أو على الأقل ليفسحوا في المجال لإمدادات الوقود أن تصل إليه على أبواب الشتاء القاسي أو يسمحوا لحجّاجه بالمرور بدلاً من مواجهة الموت والمرض على المعابر التي باتت سجوناً جديدة للفلسطينيين.

إننا أمام كل هذه المأساة التي تضرب عميقاً في المجتمع الفلسطيني نسأل مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل الهيئات والمنظمات الإنسانية: هل أن ما يحصل للفلسطينيين من قتل ومن عقوبات جماعية ينسجم مع عناوين حقوق الإنسان ومع أدنى المفاهيم الإنسانية أم أن مؤتمر "أنابوليس" كان مظاهرة دولية لإطلاق يد إسرائيل في محاصرة الفلسطينيين وتحريك واقع يشبه حرب الإبادة ضدهم بموافقة عربية يواكبها صمت إسلامي على مستوى المنظمة الأم ـ منظمة المؤتمر الإسلامي؟!.

إننا نريد للبقية الباقية في العالم الإسلامي والعربي ممن لا يزال يتحرك نبض الضمير فيهم أن يسارعوا لدعم الشعب الفلسطيني بكل وسائل الدعم السياسية والإعلامية والمالية وغيرها، لأن حماية هذا الشعب ودعم صموده هي من أوجب الواجبات، وخصوصاً في هذه المرحلة الصعبة والخطيرة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي، وأمام عالم ظالم ومستكبر لا يحمل في قلبه الإحساس الإنساني وإن حمل عناوين الإنسانية ولوّح بلافتات حقوق الإنسان هنا وهناك.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 22 ذو القعدة 1428هـ  الموافق: 02 / 12 / 2007م

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية